شباب الثورة..القنبلة الموقوتة
فادي حسين الخطيب
فادي حسين الخطيب

نحن شعب اكرمنا الله بالصفات الزكية ...شعب الكرم شعاره والأمانة حليتة والحكمة تاج عقله والسلام شريعته ومنهجه..شعب قلبه مفعم بالحب والأيمان ولايعرف الكره طريق اليه..شعب يعشق السلام والأستقرار ويبغض الفتن وماأدى اليها من قول وعمل..شعب لايعرف الظلم فيه موطنا وان غدت يد الظالم فينا مضت فينا سدى..شعب حباه الله من صفات الحب والسلام بقدر ماحباه من صفات الشجاعة والقتال..شعب تسكنة الشجاعة والرجولة ولايعرف الخوف اليه مدخلا..منه تفجرت ينابيع العروبة واليه تعود مجرى الانسانية.. شعب اكرمه الله بطيب الصفات وميزه بين الشعوب ..

ولكننا شعب ابتلاه الله بحكامه الطغاة فمنذ عهد الإمامة لم ينعم اليمن بحاكم يقدر شعبه ليرفع علمه بين الشعوب في كل جوانب الحياة الا عبر خطفة من الزمن مع الرئيس الشهيد الحمدي ليبتلينا الله من جديد بالإمامه ولكنها هذه المرة جاءت بحلة الديمقراطية والبست قناع الجمهورية لتكون ابشع انواع النفاق اللذين يضهرون الإيمان ويبطنون الكفر في باطن قلوبهم.

ولأننا شعب ميزنا الله بالحكمة والصبر على غير حكامنا فنرى هذا الشعب العظيم كابد من المحن مالم تحتمله امه وعاصر الجوع والخوف والمرض لسنين دون ان يشتكي فاستغلها الحاكم في شرّه واصبح يكيد لهذا الشعب المكيدة تلو الأخرى ويستبيح دماءة ويأكل ثرواته لظنة ان هذا الشعب ميت القلب عديم السريرة لايشتكي ولاينوء لضعف حالة..

لم يعرف ان بين الصبر والضعف هوة كبيرة فالصبر له حدود والصبر هو اضافة للعزيمة وزيادة في رصيد القوة لدى الشعب ولو كان ضعفا لما بقي صامدا..ومانراة اليوم هو نتيجة هذا الصبر.

اليوم شعبنا يقول ان صبرة قد بلغ ذروته وأنه فعلا قنبلة موقوته اعدها الحاكم لنفسه دون ان يعلم..طوال مدة حكمة وهو يحشوها بالألم والجوع والفقر اللذي يعد اقوى انواع المتفجرات ليقدمها اليوم لنفسه جزاء لحكمه.

ولقد انفجرت هذه القنبله في وجهه بشظاياها الشبابيه لتهز عرشه وتخر لها الأمم اجلالا ورهبة...هذه هي القنلبة الموقوته التي يتكلم عنها الحاكم بلسانة..هي القنبلة التي اخذ الحاكم في صناعتها ثلاثة وثلاثين عاما وهو يحشوها ويكدسها ليعدها من الشعب والى الشعب فتنفجر الفتن ويتشطر الوطن وتنتشر المحن ليبقي عرشه يسبح على دماء شعبه ويبني سور قصره من جثثهم ..

ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..لقد صنعها واعدها بل واشعل فتيلها ثم احتظنها لتنفجر في وجهه وتبعثر جسده ولم يبقى اليوم الا رأسه خاويا..ومازالت ذخيرة هذه القنبلة تنفجر يوما بعد آخر وتقتله ببطئ وهو يرى ماذا اعد لنفسه متحسرا .

فهنيأ لك ايها الحاكم وزبانيتك قنبلتك المباركه ...وهنيأ لك ايها الشعب هذا الشباب الثائر اللذي يقف بسلميتة امام رصاص طاغيته كم يقف البرج امام الزوبعه.


في الإثنين 23 مايو 2011 06:22:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=10342