ثورة الغاز التي انطلقت
بقلم/ يسري الاثوري
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 6 أيام
الخميس 14 إبريل-نيسان 2011 05:28 م

فجاءه وأنا أمر في شارع الزبيري اليوم الخميس تم قطع الشارع الذي يعد احد أهم شوارع العاصمة صنعاء من قبل العديد من المواطنين الذين يبحثون عن مادة الغازودون أي سابق إنذار وعندما سألتهم عن سبب قطعهم للشارع أخبروني بأن هناك شاحنة وصلت للحارة لكن تم توزيعها على أنصار المؤتمر فقط وأشترط عليهم الحضور يوم الجمعة لتأييد الرئيس وتم التوزيع عبر عاقل الحارة و بالاسم وفق كشوفات معدة سلفاً.

أنقطع شارع الزبيري وسبب اختناق مروري شديد لمدة ساعة تقريباً وحضر الأمن العام يحمل السلاح و بلاطجة النظام وبأيديهم الهراوات ليعيدوا فتح الشارع بقوة السلاح وهذا المشهد يتكرر في كل مكان في صنعاء وعلى سبيل المثال شارع الزبيري كما أشرت وغيره مثل خط المطار و سعوان والستين و الحصبة وغيرها وهكذا في بقية المدن لكن أهمية شارع الزبيري تكمن في أنه شارع حيوي وفي أن قوات كبيرة من الأمن تحتشد فيه وهذه أول مرة يتم فيها قطع شارع الزبيري في أظل أسوءا أزمة غاز يشهدها اليمن حسب معلوماتي .

طبعاً لست مصدقاً أن الغاز يوزع على أنصار المؤتمر لولا أن هذا الأمر يتم في حارتنا أيضاً ولهذا يبدو أن الأخبار التي تقول أن الأمن القومي هو من يمنع دخول الشاحنات إلى صنعاء قابلاً للتصديق أيضاً.

نفس الأمر أخبرني أقربائي في تعز بأن الغاز يوزع على أنصار المؤتمر فقط تمهيداً لحشدهم في الجمعة القادمة أو من يوافق على الحضور وهكذا تتكرر العملية في كل محافظات الجمهورية على ما يبدو.

لكن السحر سينقلب على الساحر فالشعب لن يخضع لمثل هذه الإجراءات السخيفة وسنشهد في الأيام القادمة ثورة الغاز التي قد بدأت فعلاً و التي بدورها ستتحول إلى ثورة لإسقاط النظام تلتحم بثورة الشباب نتيجة لهذه الممارسات التعسفية ووقتها سيعلم من خطط ونفذ أنهم فشلوا في تحقيق الأهداف وجروا الصامتين من أبناء هذا الشعب إلى تأييد ثورة الشباب من حيث لم يعلموا أو أنهم علموا بهذه النتائج لكنهم أردوا خدمة ثورة الشباب فقريباً جداً ستنفجر العاصمة كلها في مظاهرات حاشدة من كل حارة تطالب بالغاز ثم عفوياً كما هو حال الكثير من الثورات ستطالب بسقوط هذا النظام الذي لم يوفر لها أهم المتطلبات الأساسية فما الفائدة من بقاء نظام لا يوفر أهم الاحتياجات الأساسية وإن وفرها فهي لأنصاره دون غيرهم.

ما تم اليوم من قطع شارع الزبيري لحوالي ساعة وهو الشارع الذي يحشد الأمن فيه كل قواه كونه شارع رئيسي ولا يسمح لأي فعالية أن تقام فيه دليل على أن ثورة الغاز قد تكون أقوى من ثورة الشباب.

وأود أن أشير إلى سعر اسطوانة الغاز قد وصلت إلى 3000 ريال و 3500 في بعض المناطق و كما أرتفع سعر الدجاج المشوي على سبيل المثال بمقدار 100 إلى 150 ريال بسبب ارتفاع سعر الغاز وهكذا بقية الوجبات.

أحد أصدقائي أشترى كيس فحم كبير (شوالة) لأنه لم يعد لدية غاز ولم يتمكن من الحصول عليه أما أنا فبقي لدي القليل في آخر أسطوانة لذلك أضطر إلى شراء الرغيف والروتي من الأفران بعد أن كنت أعتمد على خبر المنزل ولذلك لتوفير الغاز إلى أطول مدة ممكنة والمطاعم المجاورة لمنزلي أغلقت أبوابها لأن الغاز غير متوفر لديها فهي في حالة عصيان مدني إجباري وهذه هي المعاناة الحقيقة التي يعانيها كل أفراد الشعب اليمني في ظل هذه النظام.

وأنا بدوري لا أمتلك إلا أن أشكر صاحب الخطة الجهنمية لترحيل الرئيس صالح في أسرع وقت ودعم ثورة الشباب حتى لو كان الأمن القومي أو أحد مبدعيه فقد خدم الثورة اليمنية بفكرة بسيطة لكنها شديدة الفعالية وستؤدي إلى انفجار غضب هائل وستتحول صنعاء كلها إلى كتلة غضب وستتحول حارتها إلى ساحات تغيير أخرى ووقتها سيزحف سكان صنعاء حاملين اسطوانات الغاز إلى القصر الجمهوري يطالبون صالح بالرحيل وقطعاً لن ينتظروا الى أقرب جمعة وفي تلك اللحظة لن نتحدث عن ملايين البشر يزحفون إلى القصر الجمهوري بل سنتحدث عن الملايين من اسطوانات الغاز التي تزحف باتجاه القصر وستتحول الثورة اليمنية من ثورة البن إلى ثورة الغاز وكل من لم ينضم إلى ثورة الشباب سينضم بالتأكيد إلى ثورة الغاز وسحقاً لنظام لم يستطع توفير مادة الغاز لشعبه لكنه يصدره بأبخس الأثمان إلى كوريا ولنعلم أن قضية تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بسعر أغلى من السعر الذي يباع داخل مصر كانت حاضرة بقوة في الثورة المصرية فما بالكم بأن السعر الذي يباع للشعب اليمني أعلى بكثير من سعر التصدير وفي السوق السوداء يبلغ أضعاف السعر الرسمي و فوق ذلك غير متوفر.