آخر الاخبار
لم أعد سلفيا بعد هذا الحوار‎
بقلم/ عدنان الحبيشي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 12 إبريل-نيسان 2011 11:55 ص

قال لي أحدهم هذه الثورات والمظاهرات والإعتصامات لها أجندة خارجية من أجل إضعاف العرب ، فقلت له وهل العرب أقوياء حتى تضعفهم أو نخاف عليهم من الضعف بعد قوة ؟؟ !

فقال من أهدافها بث الفرقة والنزاع فيما بينهم، فقلت وهل العرب مجتمعون على كلمة حتى تفرقهم ؟؟!

فقال ومن أهدافها تحقيق مصالح إسرائيل فها هي إسرائيل الآن تقصف غزة ونحن مشغولون عنهم بقضايانا الداخلية، فقلت له قد رأينا تحركات العرب لما هجمت إسرائيل بكل قوتها على غزة مطلع عام 1430هـ وقتلت الآلاف ودمرت المنازل والمنشئات ..... ماذا صنع العرب لإخوانهم في غزة في وقت لهم يكن هناك ما يشغلهم ، بل رأيناهم متواطئون مع اليهود وما معبر رفح في ذلك الوقت عنك ببعيد !! 

فقال لقد اجتمعوا في قمم عربية، فقلت وماذا فعلت تلك القمم غير مزيد من إضعاف للهمم بتلك القرارات الهزيلة؟!

فقال على الأقل إسرائيل كانت خائفة من ذلك ، فقلت أنا أول مرة في حياتي أرى إسرائيل تخاف خوف حقيقي من الشعب المصري وقت ثورته ضد عميلهم .. وتصريحاتهم كانت أكبر دليل، فاليهود لا يخافون إلا من الشعوب، لأنها حية ...

فقال ما الفائدة من هذه القلاقل والفوضى فهي لا تزيدنا إلا فوضى وفرقة فقلت، بل لم أر فيها إلا لحمة وتضامن بين العرب من أقصى الغرب في المغرب إلى أقصى الشرق ومن أقصى جنوب اليمن إلى الأقصى شمال فلسطين ولبنان وسوريا كل الشعوب تتضامن مع بعضها فالشعوب تنشد الوحدة وهذه الأنظمة هي التي فرقتها ومزقتها وجوعتها وأذلتها إلا من رحم الله ، فهي ثورات رائعة بكل ما تعنيه الكلمة إلا أنني أستثني ثورة الشيعة في البحرين وفي كل مكان فهم لم يقومو إلا لأهداف طائفية بل عدائية للإسلام والمسلمين وقد ظهر ذلك جليا ...

فقال لي إذا الحوثية في اليمن قد ركبوا موجة الثورة، فقلت له وهل يشكل الحوثية في اليمن إلا أقل من 5% ولن يستطيع أحد أن يتسلط علينا – بإذن الله - بعد الآن ...

فقال لي : أنت سلفي المنهج ولست ثوريا بلشفيا، فقلت له :

إذا كانت السلفية تعني أن أكون شيطانا أخرص مع المساكين المظلومين المقهورين .. وشيطان ناطق مع الظلمة والطغاة ...

وإذا كانت السلفية تعني الاستسلام والخنوع وعدم الاهتمام بأمور المسلمين ...

وإذا كان انتمائي للسلفية يعني أن أكون بيد شيخي كالميت بيد مغسله ...

وإذا كان انتمائي للسلفية يعني أن لا أنظر لكل من حولي إلا بنظرة سلبية سوداوية وأمجد الظلمة والطغاة ...

وإذا كان انتمائي للمذهب السلفي يعني العزلة عن العالم وعن المسلمين ...

وإذا كان المنهج السلفي يعني أن أتعالى على الناس وأجعلهم أتباعا لشخصي فإذا عارضوني استحقوا التبديع والتفسيق ...

وإذا كان المذهب السلفي ينص على عصمة مشائخه وعدم قابليتهم للانتقاد وأن ألزم الناس بما لم يعتقدوا أو يقولوا وأتهمهم بالنوايا ...

وإذا كان المذهب السلفي يعني أن أكون مع الحكام مرجئيا ومع العلماء الذين يخالفوني الرأي خارجيا تكفيريا. ..

وإذا كان الانتماء للمذهب السلفي يعني أن آتي بما قاله السلف في أهل البدع الحقيقيين كالرافضة وغيرهم وأنزل تلك الأقوال في إخواني الذين يخالفوني الرأي في بعض القضايا الاجتهادية .. 

وإذا كان المذهب السلفي يعني أن نكون كل يوم في انقسام ... كقنبلة انشطارية تنشطر إلى أجزاء وكل جزء ينشطر إلى أجزاء حتى تنتهي وتتلاشى في الفضاء ...

فأنا لم أعد سلفيا بعد الآن وأتوب إلى الله من هذا المنهج ومن هذا المسلك ومن هذا الانتماء، لكني على قناعة بأن منهج السلف لم يكن بهذا الشكل فلي في شيخ الإسلام ابن تيمية والعز بن عبد السلام وغيرهم .. أسوة وقدوة.... 

فقال لي، وما رأيك بتنظيم القاعدة في اليمن فقلت أنا أبرأ إلى الله من كل ما يفعله ذلك التنظيم في كل الدول الإسلامية ، وأبرأ إلى الله من تلك التصرفات الطائشة ... ومع هذا فأنا لا أراهم في اليمن يظهرون إلا متى ما يريد هذا النظام الفاسد ذلك !!!! ؟؟؟؟

فقال المتظاهرون في اليمن – كما يقول الإعلام اليمني - مخربون كالقاعدة أليسوا قد خرجوا على الحاكم ، فقلت له : هم يطالبون برحيل الفساد والمفسدين والنظام الفاشل الذي جعلنا أفقر دولة عربية على الإطلاق ... وهم في دولة ديمقراطية يتظاهرون ويعتصمون بشكل سلمي والدستور اليمني قد كفل لهم ذلك الحق ...

فقال ، الديمقراطية ليست من الإسلام فقلت سبحان الله !! وأين أنتم من زمان من أول ما استوردها النظام ... والآن لما انتفض الشعب يطالب بحقوقه يريد أن يحيا حياة كريمة بعد الفساد الذي رمى بلادنا إلى الحضيض .. جئتم لتقولوا هذا الكلام ... عجبي كل العجب ...

فقال أنت مغترب فلماذا تقف مع الثوار، فقلت له : لأن كل اليمنيين في الداخل والخارج بسبب هذا النظام الفاشل الفاسد ليس لهم قيمة ولا وزن ولا حقوق ... أوليس من حقي أن أطالب بما أراه سببا في نهضة بلادي وعزتها....

فقال لكن الثورات لا تنبئ بخير خاصة في اليمن لتعدد الأحزاب والطوائف، فقلت له الفساد كبير وهو حقيقي وواقع والمستقبل غيب، وتلك المخاوف مظنونة، فرفع الفساد الحقيقي أولى من التخوف من المستقبل المظنون، والله لا يخلق شرا محضا ...