ليس دفاعاً عن الصوفي .. ولكن انتصارا للحقيقة
بقلم/ كاتب وصحفي/ياسر العرامي
نشر منذ: 18 سنة و أسبوعين و 5 أيام
الخميس 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 07:53 م

" مأرب برس - خاص "

كنت كغيري من الزملاء قد قرأت ما كتبه الزميل نبيل الصوفي الإسبوع الفائت حول لجوء سلمان وما كان قد اعتبر قيام سلمان بتلك الخطوة خطأ ارتكبه وتقليله من أهميته وجعله حدثاً يحتفى به هكذا فهمت وجهة نظر نبيل وأنهيت مقاله مختلفاً معه نوعاً ما .. لكن ذلك لم يشفع لي أن أنقد نبيل لأنه قال رأيه وخرج عن المعتاد والسائد الذي شاهدناه طيلة الأسبوع الماضي من مديح لسلمان وجعله أسطورة زمانه في حدث أتفق مع نبيل أنه لا يستحق جعله أكبر من حجمه .

دعونا نقف على نقد نبيل والنقد الآخر – أو الشتم الآخر - لنخرج بنتيجة هل أخطأ نبيل أم أصاب ونبين وقوع المدافعين والمناضلين من أجل سلمان في الفخ على حين غره حينما هاجموا بشراسة وأشد ضراوة مما قال نبيل في حق سلمان .

لاقى مقال الصوفي ضجة قد تبدو أكبر من ضجة لجوء سلمان برأيي وبدأها السيد الخيواني ولم تنته بعد ردود الأفعال الغاضبة والمتشجنة تجاه نبيل وبينما أعتبر أولئك النفر نبيل وقع في خطأ أخلاقي بحق زميله فإن من الواضح جداً أن الذين نقدوا نبيل هم من خرجوا عن حصافتهم وصاروا يكيلون التهم جزافاً ضد الرجل لأنه لم يسبح مع التيار ويجعل من لجوء سلمان هالة إعلامية لا يستحقها الحدث أو يمارس دور الواعظ والمدافع عن الحقوق إفتراضاً .

وكانت ردودهم ضده مجافية وغير منطقية تجاه زميل عزيز قال رأيه بكل صدق وشفافية وأراه لم يخرج عن أخلاق المهنة ولم يضر سلمان مثلما ضره أولئك المناضلين حسب ما يدعون .

ولعل نبيل أدرك فجاجة هؤلاء حين خاطب أصدقاء سلمان بقوله " وليت أن أصدقائه الذين وجه لهم عتابه يكفون عن النضال به، ويقومون فقط بما يتوجب عليهم هم" وهو قول صائب فالنضال له أبوابه المتعددة والدفاع عن سلمان على حساب زميل أخر لا يقل أهميتة وضرورة إحترامه عن الأول لا يسمى نضالاً ودفاعاً عن الحقوق والظلم .

وإذا كان نبيل قد أكد أن من حق سلمان اللجوء ولم يكن إعتراضه إلا على الأسلوب والتوقيت الخطأ الذي تم به اللجوء الخطأ .. لكن الغاضبون على نبيل ابتداء من الخيواني ومروراً بالمذحجي وبعض كتاب المنتديات التي تناثرت على صحفاتها كلام غير أخلاقي ضد الصوفي وانتهاء بتوكل حتى اللحظة – وربما القادم أسوأ - قد أكدوا لنا جميعاً أن نبيل ما زال نبيلاً مقارنة بردودهم المجحفة والمتهورة وخطابهم الفج مع من أختلفوا معاه كما بدا عليها طابع الإنتقام .. وكأن هؤلاء ممسكين عن الكتابة منذ زمن بإنتظار نبيل ليوجهوا سهامه نحوه .

والأشد بجاحة أن تأتي صحفية لتصف مقالات نبيل " بالإسهال المقالاتي " غير مدركة وقوعها في " نزيف حاد" و " وإسهال مقالاتي " دفعة واحدة في مقالها الفج عن نبيل وردة الفعل الغير مبررة وكلماتها الغير أخلاقية بحق رجل نقدر له فكره ولا يحق التحدث بمثل هذا خطاب مع زميل أختلفت معه وأدعي في نفس الوقت أنى أدافع عن أخر .

يا جماعة الخير .. انه العبث بحد ذاته والتنكر للذات التي ندعي المنافحة والدفاع عن الزمالة في مقابل النيل من زميل آخر .

كما أنه من العيب أن يكون تفكير صحفيين ومثقفين بهذا المستوى تجاه زميل أخر قال رأيه دون أن يقع في المحظور .. وأنا لا أجد فيما قاله نبيل ما يستحق هذه الحملة الشعواء وكأنها بدت منظمة تجاه صحفي قدير نكن له الإحترام والود رغم إختلافنا معه .

وإذا كان نبيل قد أخطأ - إفتراضاً - فإن توكل وأمثالهاً قد أعدموا حرية الرأي شنقاً وابتذلوا في الكلام اللاأخلاقي .

هزل صحفيون يدعون للحوار والقبول بالرأي الآخر وهم يمارسون القمع وإسكات الآخر ورغم أن البعض قد حاول أن يبين ويبرر لنفسه خطأه للقارئ مسبقاً لكي يتحاشى أي نقد – كتوكل مثلاً – التي نوهت في بداية مقالها أنها تعترف بإنها قد وقعت في نفس الخطأ الذي وقع فيه الصوفي .. لكن هذا الإعتراف المسبق ليس إلا عجز ضمني يبين أن نبيل كان أرقى من الناقدين له .. وهذا الإعتراف لا يشفع لتوكل ولا لغيرها ممن أنهالوا ضد الرجل شتماً ضاربين بكل القيم المهنية والأخلاقية عرض الحائط .

وللأمانة فإن وجهة نظر الصوفي لا تحتمل كل هذه الحملة الشرسة ضده التي تفتقد للمصداقية والموضوعيه والإنصاف وصارت تقدح في شخص الرجل أكثر من أن تناقش ما جاء في محتويات مقاله .

يا هؤلاء إذا كان سلمان قد تخلى عن مد يده للحاكم وولى بلاد الضباب فأنتوا أكثر بشاعة منه ما زلتم تقتادون النضال زيفاً ً في الإستجداء والتسول أمام السفارات والمنظمات المانحة تحت عباءة الدفاع عن الحقوق والنضال عبثاً

أختم مقالي مناشداً الزملاء الذين وقعوا في التهور والنقد الجارح مراجعة أنفسهم لأن الكتابة أمانة وصدق وصاحبها محاسب عليها يوم القيامة .

مشاهدة المزيد