آخر الاخبار
سياسة أمريكا تغيرت يا دكتور !
بقلم/ سامي الكاف
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 10 أغسطس-آب 2010 09:13 م

لطالما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتجاهل "الحوثيين" و"الحراك الجنوبي" كسياسة بامكان المرء المتابع وضع اليد عليها في ما مضى من وقت يمكن قياسه بكثير من السنوات.

حسناً.. في نظر ساسة متابعين ظلت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الواقع تتحاشى إبداء أي مواقف تجاه أي منهما، سواء تجاه الحوثيين أو تجاه الحراك الجنوبي؛ كل ما هنالك كسياسة لا حياد عنها: موقف أمريكي واضح وصريح يقف مع وحدة اليمن واستقراره دون الخوض في أية تفاصيل.

تذكروا أنه قبل بضعة سنوات كانت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ترفض حتى اعطاء التصاريح للجاليات اليمنية الجنوبية للخروج في شوارعها بهدف تنظيم المظاهرات ضد السلطة في صنعاء.

يقول محمد الغابري في مقال نشره أخيراً "أن السياسة الأمريكية كانت ضمناً تنظر إلى الحوثيين والحراك كلاهما خارج القانون ومن ثم الابتعاد الأمريكي عن إعطاء أي انطباع بالوقوف مع الجهتين أو إحداهما والحديث الدائم عن ضرورة الحوار بين السلطة والمعارضة".

عدا ذلك؛ يجب أن لا ننسى أن مبادرة المعهد الديمقراطي الأمريكي لإجراء حوار بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك في الواقع تجاهلت تماماً في وقت سابق الحوثيين والحراك الجنوبي في آن، وهذا التجاهل في نظر الغابري إنما "أعطى دلالات على أن الموقف الأمريكي الرسمي وغير الرسمي ينظر إلى الحوثيين والحراك باعتبارهما منظمات خارجة على القانون، وأن التعامل معها مسئولية السلطة والمعارضة باعتبارهما مهمتان قانونيتان".

غير ان هذه السياسة الأمريكية تغيرت في الوقت الراهن.

في الواقع: لقد تغيرت تماماً.

هذا أمر بالتأكيد لا جدال فيه أو حوله.

حسناً.. لننظر إلى التالي إذاً.

بتاريخ 20/7/2010م عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ التابع للولايات المتحدة الأمريكية جلسة استماع مع السيد فيرساين المرشح كسفير جديد إلى اليمن؛ ولقد بدا واضحاً مدى اهتمام مجلس الشيوخ الأمريكي بتطورات الأوضاع التي تجري على الأرض اليمنية وفي مقدمتها ما يتعلق تحديداً بالحوثيين والحراك الجنوبي.

قال السفير القادم إلى اليمن السيد فيرساين باختصار طبقاً لما نشرته عدد من وسائل الإعلام: "إن أمريكا ستساعد الحوثيين والجنوبيين على تحقيق تقارب مع الحكومة وقبول أكبر من قبلها عندما تحقق أمريكا إنجازات".

إنه اعتراف واضح وصريح بوجود قوى سياسية من الضرورة بمكان أن تحاول الحكومة اليمنية التحاور معها.

أنظروا: قبل جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي مع السفير السيد فيرساين بنحو أسبوع، أكد منتدى سياسي خاص استضافه معهد واشنطن بتاريخ 13 يوليو 2010م "انه ونظراً لمستويات العنف العالية التي تستخدمها الحكومة وقوى المعارضة على حد سواء، قد تكون هناك حاجة إلى وساطة دولية، أولاً لخلق مساحة سياسية، وبعد ذلك لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار والاتفاقيات السياسية. وقد يساعد أيضاً قيام المجتمع الدولي بدعم رفيع المستوى لعملية الحوار اليمني الوطني المتصوَّر الكبير الأهمية".

ولقد أكد هذا المنتدى الأمريكي بوضوح تام على "الحاجة المُلحة لبناء الثقة المرتكزة على التسوية والمعاملة بالمثل بين الحكومة اليمنية ومختلف حركات المعارضة في الشمال والجنوب".

ومع ذلك؛ يزعم عضو الدائرة السياسية للحزب الحاكم الدكتور/ أحمد الكبسي في مداخلة له في برنامج (من زوايا مختلفة) الذي بثته قناة النيل الإخبارية يوم الأحد الفائت أن الحراك الجنوبي "لا حزب أو نقابة أو جماعة، ولا يوجد له لا طعم ولا لون ولا رائحة".

حسناً.. إذا كان الأمر كذلك يا دكتور؛ فلماذا دعا رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح في خطابه بتاريخ 21/5/2010م "كل أطياف العمل السياسي وأبناء الوطن في الداخل والخارج إلى إجراء حوار وطني مسئول"..؟!

ركز ان الرئيس لم يقل بعض أو معظم أطياف العمل السياسي. ومن ثم قال الرئيس بالنص يا دكتور أن ذلك يأتي "حرصاً منا على طي صفحة الماضي وإزالة آثار ما أفرزته أزمة عام 1993م وحرب صيف عام 1994م".

وهو ما يعني - بشكل لا لبس فيه- ان طي صفحة الماضي وإزالة آثار ما أفرزته أزمة عام 1993م وحرب صيف عام 1994م لن يتم إلاّ من خلال حل القضية الجنوبية؛ إلاّ إذا تم فهم ان حرب صيف عام 1994م إنما أقصت الإسرائيليين من الشراكة في حكم اليمن

بفعل نتائج هذه الحرب اللعينة بعد أن كان الطرفان قد توحدا في العام 1990م...؟!

يقول أمين عام تحالف قبائل مأرب والجوف علوي الباشا بن زبع للقناة ذاتها المُشار إليها بعاليه وبمنطق عقلاني"أن الوضع الطبيعي ان يتحاور الناس جميعاً، حتى مع الذين يطالبوا بفك الارتباط، حيث يمكن ان تكون مطالبهم تلك هي من باب رفع السقف وليست حقيقة، فمن غير المنطقي أن نحاور جماعة الحوثي ولا نقوم بمحاورة الجنوبيين"...!

ومضة:

لا تكمن مشكلتك في كونك كذّاباً وحسب؛ بل وفي كونك - أيضاً- الوحيد الذي يصدّق كذبه.......!