عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية القوات المسلحة اليمنية: أبواب صنعاء ستفتح قريبًا وخطة تحرير العاصمة تسير بخطى ثابتة حزب الله اللبناني يعلن موقفه الجديد من الغارات الإسرائيلية على اليمن ماذا قال الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن؟ البنتاغون يفاجئ السوريين والعرب عن عدد القوات الأمريكية في سوريا
(إسرائيل تتميز بالعنجهية والغباء .. وأتوقع أن تفعل أي شي لتمنع وصول القافلة إلى غزة) .. هكذا كانت إجابة الشيخ رائد صلاح عندما سئل عن توقعاته لردة الفعل الإسرائيلية تجاه أسطول الحرية .. وفعلاً كان ما قال!! .. فالرجل عايش سياسات الإحتلال منذ نعومة أظفاره وهو يتعامل معها بشكل يومي في كفاحه الدائم من أجل الأقصى وفلسطين.
وليس جديداً القول أن إسرائيل دولة مارقة تتحدى القانون الدولي .. لكن الجديد أن تتصرف مثل قراصنة البحار وقطاع الطرق وتقوم بمهاجمة سفن تبحر في عرض المياه الدولية .. وترفع أعلاماً لدول أعضاء في حلف الناتو كتركيا واليونان .. متحدية بذلك حتى حليفتها الإستراتيجية أمريكا التي تعتبر دولة مؤسسة لحلف الناتو .. ولو أن دولة أخرى كإيران مثلاً قامت بهذا الفعل لقامت الدنيا عليها ولم تقعد ولكان ذلك بمثابة إعلان حرب يعطي مبرراً كافياً لصقور الإدارة الأمريكية لضرب برنامجها النووي.
لقد عملت إسرائيل مسبقاً أنها خسرت هذه المعركة قبل أن تبدأ .. وهذا ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية قبل أيام من انطلاق القافلة التي حظيت بزخم إعلامي وسياسي غير مسبوق .. فقد كان الأمر مختلفاً هذه المرة .. فالمتضامنون قدموا من أكثر من ثلاثين دولة عربية وإسلامية وغربية .. ومنهم أعضاء مجالس برلمانية وصحفيون وحقوقيون وناشطون من أجل الحرية .. وقد حاولت إسرائيل جاهدة التغطية على خبر القافلة إعلامياً .. فكثير من أجهزة الإعلام العالمية لم تكن تتناول خبر القافلة وإن اضطرت ففي أضيق الحدود .. بل إنه حتى صباح يوم الإثنين الذي شهد الأحداث الدامية لم يكن للقافلة أي ذكر في معظم وسائل الإعلام لا المقروء منها ولا المرئي ولا المسموع.
فجأة قفز الخبر ليحتل الواجهة في جميع وسائل الإعلام حول العالم عندما ترددت الأنباء عن مقتل عدد من الأشخاص على متن القافلة .. وبدأت ردود الفعل الغاضبة تتوالى من الإستنكار والإدانة واستدعاء السفراء والمطالبة برفع الحصار عن غزة إلى إعلان مصر المفاجيء عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى.
تحت هذا الضغط الإعلامي حاولت إسرائيل أن تمارس هوايتها المفضلة في تحريف الأحداث واختلاق الأكاذيب فادعت أن المتضامنين الذي كانوا على متن القافلة اعتدوا على جنودها بالأسلحة البيضاء! .. وكأن ذلك يعطيها الحق الكامل لأن ترد بهذا العنف .. إلا أنها قوبلت بصفعة قاسية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما قال في كلمته أمام وسائل الإعلام العالمية (لقد سئمنا من الأكاذيب الإسرائيلية حول ما حدث .. وعلى إسرائيل ألا تختبر صبر أنقرة .. وتركيا لن تدير ظهرها لغزة!) .. وفي ظل هذا التخبط الإعلامي والسياسي من قبل الكيان الإسرائيلي .. لم يكن هناك مفر من إطلاق سراح المحتجزين حتى ولو لم يوقعوا تعهدات بعدم العودة بصفتهم مهاجرين غير شرعيين .. وهو ما كانت إسرائيل أصلاً احتجزتهم من أجله.
وفور وصول هؤلاء المتضامنين إلى الدول المجاورة بعيد الإفراج عنهم تلقفتهم وسائل الإعلام لتنقل شهاداتهم الحية عن حقيقة ما جرى من جريمة بشعة ضد المتضامنين العزل .. والتي خلعت عن إسرائيل لباس الديمقراطية والحرية التي تدعيها وعرتها أمام المجتمع الدولي .. وهذا النصر الإعلامي الكبير ما كان ليتحقق لو أن القافلة وصلت لغزة سالمة .. ومر الحدث مرور الكرام في وسائل الإعلام دون أن يكون له هذا الصدى العالمي الأكثر دوياً من كل الأحداث السابقة!..
لقد قدمت إسرائيل خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية من حيث لم تحتسب .. وفي المقابل خسرت الكثير بهذا التصرف .. فها هي فقدت تعاطف الرأي العالمي معها كدولة محاطة بدول ديكتاتورية معادية كما كانت تسوق لنفسها .. وأحرجت حلفاءها الأمريكيين والأوروبيين باستهتارها الدائم بالقوانين الدولية .. والأعظم من ذلك أنها خسرت إلى الأبد الدولة التركية التي كانت حليفتها الاستراتيجية في المنطقة .. ومما لا شك فيه أن دخول تركيا حلبة الصراع العربي الإسرائيلي بهذه القوة سيقلب المعادلة وسيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً.
فعلاً لم تتقن إسرائيل اللعبة هذه المرة .. وتحقق هدف الحملة وانكسرت إسرائيل أمام العالم .. وهذا هو الأهم.