آخر الاخبار
شعب في التشطير اثنان في الوحدة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر
الخميس 18 فبراير-شباط 2010 05:33 م

هذه محاورة حقيقية وليست من نسج الخيال .. فيها ألم وهم وما خفي كان أعظم :

وقفا يتجادلان إمام الناس في المجمع التجاري الكبير بصوت مرتفع ــ قال الأول : أكلتونا... اخرجوا من أرضنا ياشماليين يا ......

ـ رد الأخر بحده: طورناكم وحررناكم من جحر الفئران والعزلة ..

ـ كنا متطورين من قبلكم ... نحن تربية العجوز بريتش .. الله يرجعها لنا قريبا .. مش انتو يا متخلفين ـ ايش من تطوروهدار !! ما كنتم تعرفوا طعم التفاح ولا لون الخوخ ..... جوع وحبس وعزلة ..

ـ لا ياشيخ ... بالله عليك ... ماعرفتوا الصابون والشياكة وفن الاتيكيت الا من عندنا ـ على غيري الكلام هذا... كنتو كل خمسة أنفار بواحد روتي وحبه بيض .. بطل لك الفشخرة الكذابة ـ هاااااااااه هااااااااااااه ... وجبتوا لنا السلته والسحاوق .... يافرحتي.. اخرجو وخلونا نموت جوع ...مالكم دخل فينا !

ـ يارجال احسن لك .. با يرجع الاشتراكي يدعسكم دعس زي زمان ..ويحرمكم من هذي الخيرات ـ خله يدعسنا ويدفنا احياء ... ولا هذه العيشة ... ماكنا نعرف الثارات ولا قطع الطرقات ...

ولا مشاكل الاراضي والتعديات ولا .... وكم با أعد لك.. قلبي ورم من يوم ماجيتوا عندنا ــ شكلكم خرمتوا لأيام حراق الشياذر .. وتخفيض الرواتب .. وطوابير الروتي .. وقتال الرفاق السنوي ــ حبيبي .. كانت أيام روعة محبة وإلفة .. مواردنا قليلة وقناعاتنا كبيرة .. عددنا قليل وبركاتنا كثيرة ـ ايواااااه .. كنتم نص مليون وعاملين زحمة وجمهورية وعلم .. على ايش؟!!! ما وصلتوا نص اهل تعز!

ـ جمهورية لها شنة ورنة يسمع بها القاصي والداني اسأل عنها .. وتاريخها معروف في الجزيرة ـ بدون ما اسأل معروفين .. كلما تحاربت رفاقكم على الكراسي هربوا الى عندنا وآويناهم .. وألان تتمردوا ـ خلاص توبة ...اطلعوا واحنا تعلمنا الدرس ......ما عاد با نتقاتل .. با نعمل دويلات وامارات حرة ـ والله أخاف تبكوا بعدنا دم .. وتتمزقوا سبعين وصلة ووصلة .. والهربة من جديد الى عندنا ـ لا لا ما تخاف علينا .. معنا دول كبرى.. فارقونا وبس ..و بانعطيكم محافظة (........) ندامة ـ ولا نرضى يا مجنون ..الارض أرضنا شف العمران اليوم والمدارس والدنيا والمشاريع الجديدة ماكان عندكم الا شارع المعلا تتمشطحوا به في التلفزيون وقلعة صيرة ... واليوم روعة ومخططات ومدن وكم .. وكم ـ يا رجال اسكت لك ... صلحتم البنيان وخربتم الإنسان .. ايش فائدة الجدران بلا أمن وأمان .. رسالة بلا عنوان ـ المهم الخلاصة .. ايش تشتي ذلحين من هذا الموال الطويل .. فرجت الناس علينا ـ شلوا جواريكم وبسطاتكم والله يفتح عليكم ارحلوا .. وقدكم تحبوا الترحال دعوتكم مستجابة من زمان سباء ـ نجوم السماء اقرب لكم ..اليمن واحد ..وأنا يمني وفي ارضي مش صومالي لاجئ عندكم ـ شف ياعزي .. عدن حقنا والبراميل باترجع بوصاية دولية.. زجى ولا رضى.. وبا تشوف ..

ـ ما بش .. روح لك ياخبير .. وخلهم ينفعوك اللي يوعدوك بالانفصال .. استوطنا ومش طالعين منها وانفصلا .. وتباعدا .. ولكن في استراحة قصيرة .. فهم سيعودون سريعا الى هذا من جديد !!!

ـ ويستمر الحال على هذا المنوال يوميا وصار هذا الحوار هو اذكار المواطن اليمني .. صباحا ومساء !!!

فيسألني زميلي السعودي الذي استمع معي للحوار كاملا :

هل هم تشاديون وسودانيون أم صوماليون وإثيوبيون أم .....

ـ قلت بأسى : للأسف إنهما يمانيان من أبناء وطني الحبيب ...حنوبي وشمالي فقدا انتمائهما ووطنيتهما كشعب واحد واستبدلا حبهما لبعضهما جدلا وتشويها لكل جمال وطنا الغالي وصارا اثنين في واحد وقد كانا واحدا في اثنين ـ فقال السعودي وقد رفع حاجبيه ومط شفتيه :

ـ وكيف تريدني أن اصدق بعد هذا .. أن الإيمان يمان والحكمة يمانية ؟!!!