آخر الاخبار
حراك الجنوب وحججه الواهية
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 31 أغسطس-آب 2009 01:27 ص

في الوقت الذي يسعى فيه أحرار وشرفاء هذه الامه لتوحيدها باذلين في سبيل ذلك كل جهدهم ، لا لشي وأنما لانهم وجدوا التفرق والشتات قد مكن العدو من هزيمتنا وإذلالنا وسلب حقوقنا ودوس كرامتنا ، وُجد في الوقت نفسه فئة ضاله تسيرها نزواتها وتتحكم فيها أهوائها تطالب بإطفاء الشمعه المضيئه في تاريخ العرب المعاصر، وإزاحة اللبنه الاولى في بناء صرح الوحده العربيه الشامله ، التي هي الوحده اليمنيه المباركه تحت حجج نناقشها كالتالي :-

اولاً :الجنوب محتل

 -1-تعتبرأهم الحجج التي يتحجج بها دعاة الرده والانفصال ، ومعلوم لنا جميعاً أن الوحده تمت بتوافق الإرادات وإنسجام الرؤى ، بين افراد شعب واحد ، ولكن أحد طرفي عقد الوحده ابا الا أن يعود بالوطن الى سابق عهده معتمداً على القوه العسكريه ، ودعم ومساندة دولاً لا تريد ان تقوم لليمن قائمه .

-2--كلمة إحتلال لا تطلق الا عند وجود غازي للأرض لا يمت بصله لأهلها سواء كانت دينيه او لغويه او عادات أوتقاليد .وطبعاً حال اليمن غير ذلك .

-3-المحتل يسطير على كل مرافق الدوله وهيئاتها وإداراتها دون أن يشرك أهل الارض في القرار وإنما يعتبرهم عيبدا وهو سيدهم .وواقع حكومة الوحده غير ذلك كما سنبين .

-4-المحتل يستغل كل خيرات الارض لأعمار وتنمية وبناء بلده الاصلي ، وفي الارض المحتله لا يبني الا بجزء مما يجني .

-5-المحتل لا يجعل نائب رئيس دولته من أهالي الارض المحتله ، وكذا رئيس الوزراء ، ناهيك عن عدد من الوزراء والسفراء والمدراء وقادة الالويه ، وعدد من نواب المجلس التشريعي .

ثانياً: الجنوب مظلوم

-1-نعلم جميعاً ان الجنوبيون قبل الوحده كانوا في ظل نظام إشتراكي لا يعترف بملكية الفرد ، وكذا عدم قدرة المغتربين على السفر من الغربه الى اهلهم وذويهم الا بعد شق الانفس ، ناهيك عن عدم قدرتهم على إستثمار أموالهم على أرض الوطن خوفا من إستيلاء النظام الاشتراكي عليها ، والحاصل بعد الوحده العكس تماما .

-2- لم تكن توجد مستشفيات عامه او خاصه كثيره ، العامه لعدم إهتمام الحكومه بإنشائها ، والخاصه لعدم وجود المستثمرين ، وايضا الجامعات {عدا جامعة عدن }، ولا المدارس الحديثه المؤهله بكافة المرافق {عدا تلك التي بناها المستعمر البريطاني }.

ولكن بعد الوحده المباركه والحمد لله تغير كل ذلك من الألف الى الياء ، وبناءً عليه فأني لا أرى ظلماً واقعاً على جنوب الوطن الغالي الا ذلك الذي عاشه أهل الجنوب في ظل النظام الإشتراكي قبل الوحده .

ثالثا:90ً%من ثروات اليمن بالجنوب

تلك قد تكون حقيقه ، لكن هل كان هناك ثروه قبل الوحده ؟ بكل تاكيد لم تكن توجد أي بئر نفطيه لعدة اسباب:-

1- عدم إهتمام النظام الاشتراكي بالتنقيب عن ثروات البلاد .

2- خوف الشركات النفطيه من الاستثمار لعدم توفر الامن {الذي يعد مطلباً اساس لأي مستثمر }حيث كانت الانقلابات والحروب بين أفراد النظام الاشتراكي في إستمرار .

ولذلك فان إتخاذ دعاة الرده والانفصال لهذه الحجه ليدل دلاله أكيده على أنهم يسعون وراء تلك الثروات ، لا الى تحرير الجنوب المظلوم حسب زعمهم .

خاتمة هذه الفقره هو سؤال ساترك اجابته لكل انسان جرد نفسه من الحزبيه والمناطقيه والاهواء ، واصدر حكمه وفقا للواقع ، والسؤال هو الم تسخر كل ثروات الوطن شماله والجنوب من اجل بناء المدارس والجامعات في الجنوب ؟، وكذا شق الطرقات ، وهل صارت محافظات الجنوب احسن حالا مما كانت عليه قبل الوحده ؟

رابعا: الفساد المالي والاداري

كثيراً ما تغنى دعاة الرده بهذه الحجه قائلين ان البلاد تعيش في بؤرة فساد لا يمكنها الخروج منها ، وان ثروات البلاد في ايدي قله قليله من افراد الشعب متمثله في الحاكم واقربائه وأعوانه ومناصريه ،{فعلاً يوجد فساد ولكن ليس بالحجم الذي يصوروه ، فهم قد جعلوا من الحبه قبه } وهم بذلك قد جانبوا الصواب حيث لو كان الفساد منتشرا كما يزعمون لما شاهدنا عجلة البناء والتنميه في سير مستمر فالمدارس تشيد ، والجامعات تبنى ، والطرقات تعبد والمطارات توسع ، والموانئ تتسع ، وغيرها من الاعمال التي لايمكن لأي دوله ان تقوم بها وهيا في حالة فساد كما صوره دعاة فك الارتباط الذي هو الانفصال .

وما يجعلني مندهشاً ومستغرباً هو تشدق دعاة الانفصال بالفساد مع انهم قد حكموا جنوب الوطن الغالي ثلاثين عاماً وكانوا خلالها غارقين في الفساد الى آذانهم ، ناهيك عن هروبهم بعد إعلانهم الانفصال بالمليارات .

من السبب فيما تعيشه اليمن حالياً؟.

ان الحزب الحاكم وكذا دعاة الرده والانفصال والمعارضه والشعب جميعاً مشتركين في ما تعيشه اليمن كالتالي :-

*الحزب الحاكم

 ساهم في ذلك بتركه الحبل على الغارب لذوي القربى والأعوان والمقربين يعيثون في البلاد فساداً ، فضلا عن تدخل السلطه التنفيذيه في اختصاصات السلطات الاخرى .

*دعاة الرده

ساهموا بجرهم البلاد الى حرب 94 م التي اكلت الاخضر واليابس وأخرت عملية التنميه ، وكبدت الدوله خسائر فادحه ، وليتهم فعلا ذلك وحسب بل هاهم يريدون معاودة الكره غير أبهين ولا مقدرين لخطورة مشروعهم ، وضرره على الوطن شعبا وإنسانا .

*المعارضه

 ساهمت في ذلك بعدم أدائها لمهامها على أكمل وجهه حيث لها نواب بالمجلس التشريعي من حقهم إستجواب ومسائلت كل فاسد وعابث ومتلاعب بالمال العام ، او مستغلاً للسلطه في مأرب شخصيه ، ولكنها وللأسف الشديد لم تفعل شيئاً او تحرك ساكناً ، واظن سبب ذلك ان العابث والمتلاعب بالشعب وامواله لا يقدر ان يقول لعابث مثله لا تفعل ما افعله .

*الشعب

 ساهم في ذلك بإنبهاره والتفافه حول من يملك الاراضي الكثيره والسيارات الفارهه والعمارات الشاهقه مع علمه بأن من يملك تلك الاشياء سارق وناهب لأموال الشعب ، مما دفع الشريف من المسئولين الى السرقه لحبه في تمجيد وتعظيم الشعب له .

*الصحافه

ساهمت في الوضع الحالي بعدم مصداقيتها ، فهي اما متغنية في الحاكم وما حققه ، واما ناقمة عليه مصورة له بالدكتاتور ، وطبعا الصحافه تعتبر السلطه الرابعه ، وهي مرآءة الشعب سواء تقدما او تخلفا ، وامام تلك السُبل التي نهجتها صحافتنا سبّبت للمواطن انفصام في شخصيته ، كونه لم يعرف الحقيقه اين ، مما جعله غير آبهً بما يجري في بلده ، وهو الامر الذي افقده وعيه السياسي .

الحلول:

 ساورد ما يجب فعله من جانب تلك الجهات الخمس كونها المُشكل لما يحدث كالتالي :-

*الحزب الحاكم

يجب عليه المحافظه على الوحده مهما كلف الثمن ومن أجل ذلك عليه ان يفعل التالي:-

1-تقديم الذمه الماليه الى الهيئه العليا لمكافة الفساد ابتداء من رئيس الجمهوريه حتى اصغر موظف بالدوله يهم تلك الهيئه ذمته الماليه ، مع اطلاق العنان لتلك الهيئه بما يمكنها من اداء واجبها المقدس دون عراقيل .

2- معالجة المظالم الموجوده بالوطن عموما ، وفي جنوبه خصوصا ، وفقا للدستور والقانون ، بما في ذلك قضايا الموظفين الذين لم يبلغوا سن التقاعد ، ورد ما نهب من اراضي لم تكن لاجل الصالح العام .

 3-تهيئة الاجواء المناسبه للانتخابات النيابيه عام 2011م من حيث سلامة و خلو جداول الناخبين من التزوير وعدم استثمار المال العام لصالح مرشحيه بمنحهم شيكات على بياض لأجل نجاحهم في الانتخابات ، والحزب الحاكم حين يفعل ذلك سيجعل العلاقه بينه وبين الشعب سمناً على عسلاً ، وسيكون مطمئناً حينها على الوحده ، وسيكون مستغنياً عن اية علاقه حميمه بدول الجوار او دول اوروبا وامريكا ، حيث أرآه يسعى جاهداً لجعل علاقته بتلك الدول سمناً على عسلاً مع علمه ان السياسه لا صديق يدوم فيها ولا عدو .

4-تغيير بطانة الرئيس المتمثله في جميع مستشاريه لان صلاح الحاكم مرهون بصلاح بطانته ، لان البطانه الحاليه لا خير فيها دام البلاد قد وصلت الى ما تعيشه حالياً .

5-أخيراً على الحزب الحاكم ان يحدد موفقه مع ما يسمى بدول الاعتدال ودول الممانعه فأنضمامه الى احد الفريقين يجعله اكثر أماناً من السياسه المبهمه التي يتبعها حالياً ، لان السياسه الحاليه تجعل كل طرف يحسبه عليه ويخطط لما يريد ولما ياتي وقت الحسم يرى الجانب اليمني ليس في صالحه ، وهو الامر الذي يفقده مشروعه ، مما يجعله يضمر الحقد علي اليمن .

*دعاة الرده والانفصال

عليهم ان يتقوا الله في هذا الشعب ويتركوه لحال سبيله كونهم قد فضلوا المليارات التي هربوا بها عليه ، فاليهنئوا ولينعموا بها ويأكلوا خيرها ويبتعدوا عن شرها ، وأرى ذلك احسن لهم خاصة وانهم يعيشون في اوروبا ومعلوم ان تاريخهم يحمل رصيداً من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانيه ، ومحاموا دول اوروبا على استعداد لملاحقتهم اذا وجدت الاموال التي تحركم لذلك.

ذلك ما يخص من يعيشون بالخارج ، اما الذين يقطنون بالداخل فعليهم اما تشكيل حزب سياسي لهم ، او الانضمام الى احد احزاب الساحه .

*المعارضه

عليها ان تمارس كافة الحقوق المكفوله لها دستوراً وقانوناً دون زياده او نقصان ، ودام لها أعضاء بالبرلمان عليها ان تزودهم بالوثائق والادله التي تدين أي مسئول ليتمكن اولئك الاعضاء من ممارست السلطات الممنوحه لهم ، واهم شي عليهم ان يجعلوه في إعتبارهم صالح البلاد لا التشهير والتنكيل وتصفية الحسابات مع الحزب الحاكم ، والمعارضه حين تفعل ذلك خلال العامين القادمين ستكتسب شعبيه كبيره وتطمئن الجماهير اليها ، وهو ما يمكنها من الفوز في الانتخابات .

*الشعب

ممثلاً في علماء الشريعه وخطباء الجمعه ودكاترة الجامعات والمثقفين عليهم جميعاً ان يقوموا بواجبهم الديني والوطني والاخلاقي في توعية باقي افراد الشعب من ضرورة عدم اتباع مظاهر الثراء والسلطه اثناء عملية الانتخابات ، وكذا إرشادهم الى إحتقار وإهانة كل من عرف عنه سرقة المال العام ، واخيراً عليهم ان يتقدموا لترشيح أنفسهم سواء منضمين لأحزاب او مستقلين حتى لا يتركوا المجلس التشريعي بيد جهله لا يملكون من الثقافه غير القراءه والكتابه .

* الصحافه

على نقابة الصحفيين ان تضع قانوناً خاصاً بها تحدد فيه خطوطاً حمراء لمنتسبيها تخطيها ، وكذا وضع مبداء الثواب والعقاب ، لمكافاءة المحسن ، ومعاقببة المسيئ ، ناهيك عن التزامها بالمصداقيه والشفافيه ، وهي حين تفعل ذلك تحفظ لنفسها كرامتها واستقلاليتها ، وتمنع الحزب الحاكم من التدخل في شؤونها ، فضلا عن حب المواطن لها مما يجعله اول المدافعين عنها ان مست بسوء .