عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية القوات المسلحة اليمنية: أبواب صنعاء ستفتح قريبًا وخطة تحرير العاصمة تسير بخطى ثابتة حزب الله اللبناني يعلن موقفه الجديد من الغارات الإسرائيلية على اليمن ماذا قال الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن؟ البنتاغون يفاجئ السوريين والعرب عن عدد القوات الأمريكية في سوريا
عندما توفي ماجد سرحان المذيع الشهير في الـ"بي بي سي" وجدتني أكتب مقالا تحت عنوان (وهذا ماجد سرحان يرحل عنكم) بحثت عن هذا المقال في أرشيفي لكنني لم أعثر عليه لكنه باختصار عزاء للصوت الجميل الذي كنت أجيد تقليده في طفولتي عندما كان يبث عبر أثير إذاعة لندن فيقول قبل قراءة نشرة الأخبار "وهذا ماجد سرحان يحييكم ويقرأ عليكم نشرة الأخبار..".
قبل أيام أعلنت البي بي سي إغلاق مجموعة من إذاعاتها وبينها الناطقة بالعربية فوجدت رثاء ودموعا يملأ المواقع والمنصات، فلم أكن العاشق الوحيد لهذه الإذاعة الفريدة التي شكلت جيلي وأجيالا قبله وأجيالا بعده ورسمت في ذاكرتنا أسماء وشخصيات وبلدانا وحروبا وأدباء ونساء ورياضيين وأحداثا لا حصر لها ولا عد.
وجدت وأنا أقلب بين المعزين لإغلاق "بي بي سي" تشابها في تجربة العلاقة العاطفية مع هذه الإذاعة الآسرة للقلب.
كنت وأنا طفل صغير في قريتي التي تتوسط محافظتي تعز وإب أنتظر بشغف الساعة الثامنة صباحا حيث الأجواء الصحوة والخضراء وكانت ساعة بيغ بن تعلن بدء يوم جديد بالنسبة لي وموعد نشرة الأخبار بتوقيت لندن الخامسة فجرا. ما زالت "بيغ بن" ترن في أذني بصوتها الجميل وقبل ذلك أو بعده كان الإفطار لا يفوتني وأنا أتتبع نشرة الأخبار وأحداث السياسة العربية والدولية
كان موعدا إخباريا لطفل صغير. لم يكن والدي مهتما بالأخبار كثيرا لكنه كان يستمع للراديو وكانت البي بي سي أحد موارده للاستماع لأخبار العالم أو حين يكون في اليمن حدث كبير وكان جدي أيضا وفيا للراديو بشكل حميم سواء بي بي سي أو الإذاعات المحلية وبالخصوص إذاعة القرآن الكريم من مكة المكرمة.
لاحقا عندما أصبحت شابا في خريف الشهادة الثانوية كانت علاقتي بالبي بي سي الإذاعة سواء في الريف أو في المدينة أكثر من علاقتي بأي شيء آخر وتورطت في حب إذاعات أخرى مونت كارلو وصوت أميركا وصوت ألمانيا وهولندا وإذاعات أخرى تبث من دول غير عربية وكانت إحدى وسائلي لتلقي الثقافة والعلوم والموسيقى بالإضافة إلى الكتب والأدب.
كانت هذه الإذاعات وخصوصا البي بي سي منهلا للتعلم والتثقف فبرامجها غنية بكل ما هو مفيد وجديد والأسماء التي تشتغل على ذلك على قدر من المعرفة. إذاعة البي بي سي حفزتني وغيري في العالم العربي لسلوك طريق
الصحافة وكم تمنيت أن أعمل في إذاعة محلية وفي البي بي سي نفسها لكنني وجدت طريقي إلى الصحافة المكتوبة والتلفزيون قبل ذلك وما زالت رغبتي حتى الآن قائمة للعمل في الإذاعة في شكلها الجديد البودكاست رغم مرور عشرات السنوات.
بغض النظر عن كل هذا فإن رحيل (بي بي سي) عنا جسدا لا روحا يعيد سؤالا مهما حول التأثير وليس فقط الانتشار لوسائل الإعلام ولماذا بقيت الإذاعة الشهيرة كدرس قيم لكل صحفي عربي وظلت كفكرة أيضا وكأدوات مهنة ومنها تخرج وتعلم الكثيرون وبكوادرها تأسست وسائل إعلام كبيرة، الجواب ببساطة لأن البصمة الأولى للعمل المهني شكلتها مدرسة البي بي سي المتميزة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حرية وقيما مهنية.
هل سنرثي بعد 84 عاما رحيل صرح إعلامي أو منصة كان لها نفس الأثر والتأثير في عالمنا العربي المضطرب والمكتوم فضاؤه بآلاف المنصات ووسائل الإعلام، أشك في ذلك لأن الزمن قد تغير والناس تغيرت ولم يعد شيء بسحر القديم وتألقه، والقديم جميل ولا يتكرر.