آخر الاخبار
إعادة الأمل أم صناعة الألم؟!
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 20 يوماً
الأحد 30 سبتمبر-أيلول 2018 08:06 م
 

الدولار الواحد يقترب من 700 ريال وكان قبل أمل التحالف بـ 215 ريالا فقط..

صفيحة البنزين كانت بـ 3500 ريال..

واليوم بـ 13000 ريال..

قلت مرارًا إن سبب كوارث اليمن الآن إجمالا هو الانقلاب الحوثي لسببين:

أوّلا لأنه انقلب وقلب المنطقة والعالم معه وبالتالي.. هذه هي نتائج انقلابه!

ثانيًا: لأنه لم يتغير أو يتعلم شيئا خلال أربع سنوات مدمرة ومنذ انقلابه على شرعية الدولة في 2014.

فهو من انقلب ومن يحكم أيضًا حتى الآن.. يحكم طوال أربع سنوات غير آسف أو مكترث لما يحدث للشعب!

الأوضاع تزداد سوءًا وهو يزداد جشعًا بينما الشعب يموت بكل معنى الكلمة ..لذلك فهي مسؤوليته على وجه التأكيد.. انقلب.. وما يزال يحكم!

كل هذا صحيح

ولكن!

دعونا نكن أكثر صراحة ونتساءل:

لماذا لم تُوْدِع دول التحالف وخصوصا السعودية والإمارات مبلغ 4 أو 5 مليارات من الدولارات على الأقل في البنك المركزي اليمني في عدن دعْمًا للعملة اليمنية طوال الثلاث السنوات الماضية؟

لقد تم نقل البنك من صنعاء إلى عدن من أجل هذا الدعم المؤمل!

لكنه لم يحدث حتى اليوم!

لقد تم دعم مصر في 2013 بـ 19 مليارا من الدولارات في أزمتها الاقتصادية ونصفها هبات وقروض ميسرة ومن السعودية والإمارات بالدرجة الأولى! حدث ذلك وهما لا تحاربان هناك حوثيا ولا تلقيان هناك بأفتك قنابل وصواريخ العالم!

سأقول أن مصر تستحق 50 مليارا في ظروفها وما تعانيه وليس مجرد 19 مليارا ..

لكنني أتساءل بحرقة.. ألم تكن اليمن تستحق نصف ذلك المبلغ على الأقل كوديعة وليس هبة!

وديعة فحسب يا قومنا القساة العتاة!

لا أخلاق العرب ولا الإسلام، ولا النصارى ولا حتى اليهود أن تتفرجوا على موت اليمنيين جوعا بينما تزعمون أنكم تحاربون لأجله!

الضغط على انقلاب الحوثي لا يجب أن يتم عبر خنق الشعب اليمني!

الضغط له وسائله وهي كثيرة وليس من بينها تجويع 30 مليون يمني .. وطرد اليمنيين من السعودية وإحكام الخناق على المغترب والهارب واللاجئ ..

أكبر ضغط على انقلاب الحوثي هو:

أن تعفي المغتربين اليمنيين من الرسوم.. على الأقل مادام والحوثي يتربص بهم وباليمن كله!

أكبر ضغط على انقلاب الحوثي إذا كنت صادقا هو أن تودع فورا 6 مليار من الدولارات في البنك المركزي في عدن على الأقل.. بالطبع لا نريد أن تودع 19 مليارا..

وديعة وليس هبة!

يا قومنا في الخليج..السعودية والإمارات والكويت تحديدا..

اجتمعوا مرةً واحدة من أجل معاناة الشعب اليمني المُمِيتة اليوم

تحاربون الحوثي.. فما ذنب الشعب اليمني؟

سميتموها إعادة الأمل!

لكنكم أعدتم الألم.. والجوع والموت..

سميتموها قبل ذلك عاصفة الحزم!

ولكنكم صنعتم أحزمةً عسكرية ضد شرعية الجمهورية اليمنية!

هذا ما نجحتم به بامتياز للأسف

حتى عدن تعاني وهي تحت إدارتكم!

لا حزم ولا أمل!