آخر الاخبار
مدرسة الفرقة
بقلم/ راكان الجبيحي
نشر منذ: 6 سنوات و 11 شهراً و 16 يوماً
الأربعاء 03 يناير-كانون الثاني 2018 02:56 م


السهام التي توجه ضد نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، هي ذاتها السهام التي ساهمت إلى جانب المليشيات في سقوط الفرقة الأولى مدرع و تحويلها إلى مجرد حديقة بيد جحافل التمرد،

و هي السهام ذاتها من ساعدت منذ اللحظة الأولى بشكل أو بآخر في سقوط الجمهورية و الثورة و الوطن ..

القيادات و الضباط الذين يرابطون منذ أعوام على امتداد جبهات الوطن دفاعا عن الجمهورية و الدولة هم من مدرسة الفرقة الأولى مدرع بقيادة الفريق محسن ؛ يقاتلون جنبا إلى جنب الشعب و الأفراد و المقاتلين في الميدان ..

تلك المدرسة العسكرية الوحيدة التي خاضت حروب ضد المليشيات منذ الحروب السابقة في صعدة، و وصولا إلى معركة عمران قبل 3 أعوام، و قبيل سقوط العاصمة صنعاء و أركان الدولة، لكنها تعرضت لخذلان مقصود من الجميع ..

تلك المدرسة العسكرية هي اليوم من تؤسس و تبني جيش وطني خالص؛ بعدما تبخرت بليلة و ضحاها أركان الجيش السلالي المليشياوي الذي كان يتمجد به صالح، و تلقى منهم رصاصة الغدر، و تجرع صالح و للأسف من ذات الكأس الذي تجرع منه الشعب ..

أنجبت مدرسة الفرقة بقيادة الفريق محسن، ضباطا و أفرادا يقاتلون اليوم في ميدان الوطن، في نهم و ميدي و مأرب و الجوف و شبوة و الضالع و لحج و تعز و البيضاء.. يقارعون أركان النظام الأمامي ، و يدافعون عن الثورة و الجمهورية .

فمنهم من أستشهد في سبيل ذلك، و منهم ما زال ينتظر قدره على ذات الطريق الذي سلكه الشهيد سالم قطن و القشيبي و الشدادي و التويتي و العوني و غيرهم الكثير، وهم يذودون عن هذا الوطن ضد جحافل التمرد.. على عكس أولئك الشبان ممن امتلت حكومة بن دغر بهم و تولوا المناصب العليا وهم خارج البلاد .

أيا كان حجم الفساد و التجاوزات التي توجد في كيان الجيش، فإنه لا يضاهي جزء بسيط من حجم الفساد الهائل الذي ينخر في حكومة بن دغر.. وهو في كل الأحوال فساد و لا بد من اجتثاثه و الوقوف ضده لتصحيحه وليس لإجهاض الدولة و الشرعية وتمزيق و نسف تضحيات المؤسسة العسكرية حديثة النشأة .

من يطعن اليوم في الجيش الوطني و قياداته و ضباطه و أفراده المرابطين في الثغور على امتداد جبهات الوطن،هم أولئك من غرسوا خناجرهم في خاصرة الجمهورية و الوطن و الدولة .

لا يمكن ان نربط مؤسسة عسكرية بتصرف فرد أو ضابط، و ننسف تضحيات الجيش الوطني لمجرد تجاوز و فساد إداري فردي في ظل بناء مؤسسة من نقطة الصفر، وفي ظل حرب ضروس، و بالمثل لا يمكننا أن نصمت على تلك التصرفات بكوننا حريصين على أن تحظى هذه المؤسسة نموذج كامل في بنيانها و تضحياتها و تصرفاتها، و أن تكون المثل الأعلى في نقائها و تجردها من أي تجاوز أو تداخل أو سلبيات، و وفق ذلك نوجه رسائلنا لأي خطأ أو تجاوز عن طريق النقد بهدف التصحيح و المعالجة و ليس عن طريق الطعن و كيل التهم و نسف تضحيات مؤسسة تقارع جحافل التمرد طيلة 3 أعوام ..

فالجيش الوطني هو حلم البلاد و هو رهان الشعب في حماية الجمهورية و الثورة و اجتثاث جحافل التمرد و استعادة الدولة .