كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية القوات المسلحة اليمنية: أبواب صنعاء ستفتح قريبًا وخطة تحرير العاصمة تسير بخطى ثابتة حزب الله اللبناني يعلن موقفه الجديد من الغارات الإسرائيلية على اليمن
دخلت الدول الشرق أوسطية بصدد معادلة جديدة قائمة على هيكلتها اجتماعيا وإذكاء الصراعات الطائفية فيها والمذهبية لخلق واقع جديد يتناسب ويتلائم مع طبيعة الازدواج الموجود في النظام الدولي بخصوص التعامل مع قضايا الارهاب في الوطن العربي بشكل عام،
تلك المعادلة أو السياسات المتخذة من قبل الدول الكبرى تم تحديدها جيداً أثناء غزو العراق حيث تم رسم محددات جديدة للنظام الدولي تخول القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة للتدخل في شؤون الدول بحجة التدخل لمحاربة الارهاب والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين
ليست اليمن بعيدة عن تلك المعادلة القائمة فالتدخلات الخارجية في اليمن كانت ولا زالت بحجة التدخل لمحاربة الارهاب والذي يعنى به تنظيم القاعدة في جزيرة العرب،
وبالرغم من الرفض الشعبي لتلك الانتهاكات التي تحدث لسيادة الدولة والمطالبات المتكررة بضرورة أن تقوم الدولة بواجبها في محاربة الارهاب بعيدا عن التدخلات الخارجية إلا أن ذلك لم يغير في الأمر شيء،
ما حدث فقط هو ان تقف القوى الخارجية المحاربة للإرهاب بموقف مزدوج غريب يدعم الارهاب ويساهم في صناعته بشكل مباشر، حيث أن تدخل الطائرات بدون طيار لمساعدة جماعة ضد أخرى والشعب اليمني ينظر لكلا الجماعتين بنظرة واحدة هي اتصافهما بالإرهاب بغض النظر عن التداعيات الأخرى التي تتعلق بشعبية كل جماعة في المجتمع أو طريقة التعامل مع الخصوم السياسيين والدينيين ... الخ، ناهيك عن ان ذلك الازدواج قد يوفر قاعدة شعبية ضد الجماعة التي تتلقى الضربات والتحالف الغير مشروع ضدها، هو غير مشروع بحكم أن الدولة اليمنية هي من يحق لها محاربة جميع الجماعات الارهابية بدون تحيز لجماعة معينه لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية تتعلق بالقائمين على النظام السياسي في البلد، من ناحية أخرى التعامل مع القبائل اليمنية التي تدافع عن اراضيها من السيطرة الحوثية تحت مسميات القاعدة يخلق نوع من التعاطف بين تنظيم القاعدة والقبائل بحجة أن التهمة تلفق للجميع والعدو واحد أيضاً وهذا سبب آخر أيضاً لقبول الارهاب مجتمعياً والتعامل معه بشكل طبيعي،
إضافةً إلى ذلك الازدواج الدولي او الخارجي هناك ما هو أخطر من ذلك ازدواج الدولة في التعامل مع الارهاب فحين تتعامل الدولة مع الارهاب بتمايز بالرغم من التشابه في كثير من الحالات بين جماعات الارهاب، لأن الارهاب يقترن بالدم ولا يمكن اخفاؤه، تعامل الجيش أيضاً بازدواج مع الارهاب يُسهم في حلق بيئة حاضنة للإرهاب،
سنعود للعراق مرة أخرى بعد الاحتلال العراقي تحول الجيش الى جيش طائفي يتبع المالكي وفصيلة السياسية ومع استمرار الانتهاكات في حق العراقيين المخالفين مذهبياً لحكومة وجيش المالكي كانت البئية خصبة لظهور جماعة معينة من تلك الحاضنة السنية في العراق للانتقام لدواعي دينية ومذهبية وعلى ذلك المسار سار العراق بمسيرة دموية تعمقت فيها الانتماءات المذهبية حتى العمق وأصبح الجيش العراقي جيش طائفي بحت يتم استهدافه تحت مبررات دينية حتى ظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام كجماعة إرهابية وجدت لنفسها الغطاء الشعبي للتخلص من حكم المالكي وجيشة الذي تحول الى ميليشيا تقتل من يختلف معها مذهبياً ،
غرقت العراق بالدماء وما زالت وأصبحت في عمق الحرب المذهبية التي لا يتم إنهائها بسهولة أصبح العراق مسرحاً للطائرات الدولية ليل نهار بتلك الحجة الواهية محاربة الارهاب،
ما ذا عن اليمن الحديثة التعامل مع حالة الازدواج تلك وأي مستقبل ينتظرنا نحن اليمانيون؟؟
منذ أن بدأت جماعة الحوثي تطفو على المشهد السياسي اليمني بدات تسعى لكسب أصوات داخل الجيش لضمان الحصول على تأييد عسكري لكل أنشطة الجماعة وبدرجه تفوق الاستقطابات التي كان يقوم بها الحزب الحاكم في اليمن المؤتمر الشعبي العام او الحزب المعارض حزب التجمع اليمني للاصلاح كأشهر حزبين عملا على إستقطاب الجيش وإدخال الانتماء الحزبي للمنتميين له على حساب الأنتماء الوطني تجلى ذلك جيداً في عام 2011م
أستطاع الحوثي إستقطاب الألوية المرابطة في صعده وضمِن ولائها للمملكة مران وليس للجمهورية اليمنية كان ذلك واضحاً أثناء حرب دماج عندما خاطب رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم السلفيين الشيخ سرور الوادعي بان الوية الدولة المتواجدة في صعده لا يعود ولائها للدولة،
لو كنا نتحدث عن جيش دولة لا ينتمي لجماعة سياسية ولا يرتدي رداء طائفي معين لم يكن ليحدث ان تسيطر جماعة معينه على أي مؤسسة من مؤسسات الدولة سواءً الحوثي او القاعدة او الاصلاح .. الخ
والحقيقة أنه الجيش اليمني تم إستقطابة بصورة مفزعة جداً ومرعبة ليتحول الى جيش يأتمر بأوامر السيد حتى وإن كان تحت ظل دعم جماعة سياسية كالمؤتمر مثلاً لكن حدث وان تم الاستقطاب وأصبح يقف مع جماعة ضد اخرى، مع جماعة ضد دولة، يتحدث أحد ضباط الجيش لموقع إخباري عربي بأن من يقاتل مع الحوثيين معظمهم جنود ينتمون للحرس الجمهوري، هذا صحيح ولكن هذا الجندي الذي اجاب نداء طائفي هل سيعود مرة أخرى إلى حاضنة الدولة؟
لا أظن أن يحدث هذا لأن المسألة ليست تبادلية كما نتوقع بل قائمة على تبادل مصالح معينة لتحقيق مكاسب سياسية أيضاً وبالتالي يصعب الحديث عن إمكانية إحتساب مقاتلي الحوثي على الحرس الجمهوري،
في كل الصراعات التي حدثت في شمال اليمن بعد العام 2011 التزم الجيش الصمت بدماج وحضر وبقوة في عمران عن طريق التسليم وهو يعني القبول بما يحدث في صنعاء حدث ذلك ايضاً شارك الجيش بقصف خصوم الحوثيين في البيضاء أياً كانت تسميتهم لكن ما يهمنا هو ازدواجية الجيش التي ستتحول الى كارثة فيما بعد، كان الجيش على أتم الأستعداد لخوض المعركه بجانب الحوثيين ضد قبائل أرحب ليتم تفادي الموقف فيما بعد وينسحب الطرف الأخير من معركة محتومة النتائج مسبقاً، قبائل مارب تعترض عتاد عسكري متوجه لدعم الحوثيين لتمكينهم من السيطرة على محافظة مارب،
بالرغم من وجود معارضة كبيرة في اوساط الجيش اليمني لتلك التصرفات اللامعقولة لكن في النهاية سيصبح امر واقع ومن يعارض عليه الصمت أو تحمل العقاب من جهة غير شرعية لا تعترف إلا بنفسها، فات الأوان عن إنشاء كيان عسكرين يبعد العسكريين عن مستنقع المذهبية لأن القيادة السايسية تبارك ذلك
أيضاً .
يحدث أن يتم دمج المسلحين في الجيش لكن كان ذلك مشرطاً بتسليم السلاح للدولة هذا ما قرأناه في وثيقة الحوار البائس
تم الدمج وتم النهب واصبحت الدولة خاوية من جيش يحميها ما يحدث اليوم هو أن الجيش اليمني تم هيكلته إلى الأسواء وأصبح لدى الراي العام شكل بأن هذا ما زال جيش للوطن بل أصبح جيش للحوثي وقادة الحوثي القبليين هم القائمين عليه،
هذا ليس نصراً ولا يبشر بالتفاؤل، نحن لسنا ضد الحوثي كمكون مجتمعي ممكن أن يساهم في صناعة القرار وفي حكم الدولة بل أن الحوثي هو من يكم الدولة اليوم، نحن ضد طائفية الجيش وان يصبح نسخة اخرى من الجيش العراقي ويتم استهدافه لنفس المبررات التي حدثت في العراق
نحن ضد طائفية الجيش وازدواجيته حتى لا يتم خلق بيئة مجتمعية تؤيد القاعدة وتنظيم القاعدة إلى حين وصول تنظيم الدولة وإنشاء حلف دولي لاستهداف اليمنيين تحت مبررات الإرهاب .
حفظ الله اليمن .