آخر الاخبار
خسرنا ولم ننهزم !!
بقلم/ عبدالسلام محمد
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 20 يوماً
الثلاثاء 30 سبتمبر-أيلول 2014 09:06 ص

خسرنا ثورتنا السلمية ونحن نسلمها لساسة فاشلين وجوار مرتبك ليضحكوا علينا بمبادرة الانتقال التي تضمن التغيير !!

خسرنا دولتنا المدنية بخدعة مخرجات مؤتمر حوار لم يكن وطنيا بل كان نخبويا اعطى مشروعية لسباق بين العنف والاستبداد !

خسرنا حلمنا في التغيير ونحن نرى قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع تدوس مدننا وعاصمتنا وجيشنا بصمت وحتى دون انين !

خسرنا سلميتنا التي واجهت بالأمس عنف الدولة واليوم تواجه عنف الميلشيات الغازية !

خسرنا مصدر قوتنا ونحن نرى جماعات العنف تستغل نضالنا السلمي وتدعي كل جماعة انها تدافع عن الله في ثورتها وتقتل ثوار ثورة تركها الله يتيمة على قارعة الطريق !

خسرنا إنسانيتنا ونحن نرى رفقاء الثورة في الزنازين والسجون، فيما اطلق عنف جماعاتهم القتلة والجواسيس !!

خسرنا اخلاقنا وعائلات الشهداء لا عائل لهم.. خسرنا مبادئنا ونحن نقف مكتوفي الأيدي امام جرحى ثورتنا وهم بطلبون منا الموت لانهاء المعاناة .. !!

خسرنا الحلم والحقيقة ونحن نرى جماعات السلاح تفرض واقعا جديدا على اليمنيين تحت تهديد القوة والسلاح !!

خسرنا حتى الندم الذي لا يخسره احد ونحن نرى خيارات ثورتنا السلمية لتمدين انصار الله تتحول لخيارات تعذيب للضمير والروح والانسان والوطن !

خسرنا حتى الخسارة التي صدقناها ونحن نشاهد القاعدة وانصار الشريعة يتلاومون ويقولون عنا اننا بدون سلاح وبسلمية كسبنا مالم يكسبونه بسلاحهم في كل معاركهم في العالم !!

لقد فشلنا في تمدين التاريخ ونحن نشاهد جماعات الكهوف تغزونا ...!!

لقد فشلنا في حاضرنا ونحن نرى عاصمتنا تتحول من مدينة إلى مقبرة لبقايا الحروب !!

لقد فشلنا في تحقيق حلم مستقبل الدولة المدنية، ولم نعد نرى سوى خيارات العودة للاستبداد او القبول بجماعات العنف والحكم الالهي !!

خسرنا حين وضعنا ثقتنا في عقالات جيران الخليج ، لنفاجا ان صنعاء أصبحت من عواصم نفوذ خصومهم وجزءا من حكم عمائم طهران !

خسرنا حين قبلنا برئيس قدمنا قربانا لكل الحروب الاهلية التي خاضها، فنمنا على النشيد الوطني لنصحى على تكبيرات الموت !!

خسرنا حين كنا نثق في صناعة السلام عبر مندوب الامم المتحدة، وقرارات مجلس الامن، ولكنهم لم يجيدوا سوى صناعة حروب المستقبل ! 

تخلينا عن ثورتنا مبكرا حين قبلنا بثائر السفارات ممثلا لنا في مؤتمر الحوار فاهتم بجماعات السلاح وزبائن الكوفي كورنر واستبعد الشباب الثوار !!

لقد رضينا بهزيمة ثورتنا ونحن نرى الانتقال السلمي تحول إلى انتقام حاكم يعاقب اليمنيين ثورة ووطنا وشعبا !

نعترف اننا خسرنا وخسرت ثورتنا ، لكن لن نهزم ولن نسلم نضالات شعبنا ومستقبل يمننا لهواة طائشين او حمقى مغرورين او مغامرين حاقدين منتقمين!

لن نندم على خيارتنا السلمية حتى لو فشلنا لان هدفنا يمن بلا حروب هو هدف يستحق كل تضحياتنا.. !

كنا ثوارا صالحين مسالمين سلميين اردنا ان نقدم درسا لعجز العنف وسط السلاح، ودرسا في السلام وسط الصراع ، ودرسا في التضحية المدنية وسط الفوضى !

لم نكن متحمسين للحياة وسط الموت كثوار سوريا ، ولم نكن متمردين عن خياراتنا السلمية كثوار ليبيا، ولم نكن سامجين حد الوقيعة كثوار مصر، ولم نكن منبع الثورة ومعقل الدولة والمدنية كثوار تونس..!!

كنا فقط سلام السلام في بلاد العنف، ورسالة الحب وسط أوجاع الصراعات والتخلف والكراهية، وحلم الحياة في ساحة الموت المسلح ... !!

نعم خسرنا.. فعلا فشلنا .. ولكن حين تكون معركة اليمن هي معركة بقاء، لن نستسلم .. سنصمد وسنبقى وسنحيا لننتصر وتنتصر اليمن !!

خسرنا لكن لم ولن ننهزم !!