آخر الاخبار
الدكتور أنعم.. وكونتينرات الفساد
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 01 سبتمبر-أيلول 2014 10:22 ص
هيئة مستشفى الثورة العام بتعز إسم كبير لعنوان أكبر "الفساد" الذي ينخر في كل زاوية من زوايا المستشفى، إن الحديث عن الفساد في هذا الصرح الطبي يطول شرحه وهذا الملف سيتم تناوله بالتفاصيل لاحقاً.. اللافت للنظر أن مستشفى الثورة العام بتعز وأينما وجهت ناظرك في أي من أرجائها تدرك بان أيادي ظاهرة كانت أم خفية تعبث بمقدرات المستشفى في أكبر عملية فساد تشهدها المستشفى منذ عقود فعدد الموظفين في المستشفى حوالي (700) موظف منهم (99) طببياً فقط وحوالي (200) طاقم التمريض والباقي؟؟؟ حوالي 400 موظف هم إداريون وخدمات صيانة.. الخ!!!! وهذا العدد الهائل من الموظفين الأداريين وخدمات الصيانة وكل مايخطر على البال من وظائف وهمية لا يمكن ان تجده في كبريات المستشفيات العالمية في أكبر عملية فساد تشهدها مستشفى الثورة. أما بالنسبة للعناصر الأمنية في المستشفى فعددهم (32) جندي!!! (كتيبة عسكرية).. وحين تسألهم عن ساعات العمل فان نوبة الجندي 3 ساعات فقط وعند الحاجة لا تجد أي منهم ينجدك!!! أما عن الكونتينرات (الحاويات) التي يضيق بها فناء مستشفى الثورة العام والتي تزيد عن الـ20 كونتينر فهي قابعة منذ عقود وبعض هذه الكونتينرات تحتوي على أجهزة صالحة جديدة والبعض منها لا تحتاج سوى لإصلاحات بسيطة كي تعمل والجزء القليل التالف لا نعلم ما السر في بقاءه وتخزينه.. أم ان الأمر تغطية ايضا لعمليات فساد ومتاجرة بأصول المستشفى وهذا ماستكشفه الأيام القادمة.. وتحسب للقيادة الجديدة لمستشفى الثورة تدشينها العمل على إفراغ هذه الكونتينرات للإستفادة قدر الإمكان من الأجهزة التي تعمل والأخرى التي تحتاج لإصلاحات وإتلاف ما عفا عليها الدهر من الأجهزة والادوات تمهيداً لتطهير المستشفى ومخازنها من الاجهزة والمتعلقات الطبية غير الصالحة وإحلال مكانها ماهو صالح في الكونتينرات والتي حقاً وراء كل منها حكاية والغاز.. حكايات عن عبث أيادي فاسدة مازالت تتمتع بنفوذ كبير داخل هيئة مستشفى الثورة وتقاوم وبكل قوة أي توجهات لإنتشال هذه المستشفى من مستنقع الفساد.. هناك قصص وحكايات تقشعر لها الأبدان من عمليات نهب وتلاعب في موجودات المستشفى ومواردها.. هناك عصابات شبيهة بالمافيا تمتد شرايينها الى خارج المستشفى وتحظى بدعم كبير من شخصيات سياسية وحزبية واجتماعية وذلك الدعم ليس لوجه الله وانما لمآرب ومصالح وان كانت على حساب أرواح البشر.. عصابات من مصاصي الدماء تجردوا من إنسانيتهم لهثاً وراء المادة فبات المال هو ملتهم وأخلاقهم وإنسانيتهم.. اللهم اننا نعوذ بك من شر ما خلقت.. وهل هناك اشر من تلك الفئة التي تطعم أولادها وتكسيهم من دماء ولحوم المرضى .. لاحول ولا قوة إلا بالله. الحديث عن الفساد في هيئة مستشفى الثورة بتعز أكبر من أن نتناوله في سطور.. فثلاجة الموتى التي تعج بالجثث حولت المستشفى الى مقبرة للأموات فأي جثة مجهولة يتم قذفها في الثلاجة لشهور وربما سنوات والمعروف أن الجثة يجب ان لا تبقى أكثر من 15 يوم في ثلاجة المستشفى التي تتكدس فيها حوالي (60) جثة معظمها تحللت وتعفنت.. في حين الثلاجة لا تستوعب سوى 12 جثة فقط!! ولكم أن تتخيلوا الوضع!!! كل ماهو موجود في المستشفى وبالرغم من الكم الهائل من الموظفين فان ذلك لم يضف للمستشفى إلا مزيدا من التردي في الخدمات المقدمة ومزيدا من التفويج الى المقابر!! ومزيداً من نهب الأجهزة الطبية وتعطيلها عنوة أو تخزينها في الكونتينرات! حتى الأدوية الأسعافية قام شياطين الفساد بنهبها وتهريبها وبيعها لمعظم الصيدليات الموجودة جوار المستشفى!!.. كل ذلك وأكثر كان يشعرنا بالاحباط خاصة وان المستشفى منذ عقود تحولت الى وكر للفساد ومافيا للمتاجرة بأرواح البشر، وهناك الكثير والكثير سنتناوله بالتفصيل وبالوثائق لاحقاً وسيتم فتح ملفات الفساد تباعاً.. ولكن بالرغم من كل ذلك فإن شعاع من الأمل بدأنا نراه من القيادة الجديدة لهيئة مستشفى الثورة العام بتعز ممثلة بالدكتور/ أحمد عبدالله أنعم.. هذا المناضل الجسور الذي يتعرض يومياً لتهديدات وصلت الى حد محاولة إغتياله.. بدأ ومنذ اليوم الأول لتعيينه رئيساً لهيئة مستشفى الثورة العام بتعز بدك حصون الفساد واحداً تلو الأخر وبصماته في التغيير بدأنا نراها في المستشفى التي يلاحظ الزائر تغييراً واضحاً سواءً من حيث الخدمة المقدمة التي لم تصل بعد الى المستوى المطلوب ولكنها أفضل بكثير مما كان عليه الحال في السابق.. فعلى سبيل المثال قسم النساء والولادة بدأ بالعمل بعد توقف دام لشهور بسبب مماحكات سياسية وشخصية عجزت القيادات المتعاقبة على المستشفى من معالجتها والوقوف عليها. أيام فقط من عمر القيادة الجديدة لهيئة مستشفى الثورة العام بتعز إلا ان التغيير كان كبيراً قياساً بالايام المنصرمة مما يشير الى ان المسشتفى قادم على تغيير أكبر وبخطى متسارعة.. خاصة وأن المشاكل التي كان يعاني منها قسم الكلى الصناعية تم حل معظمها وهناك خطة عاجلة من إدارة هيئة المستشفى لتوسعة قسم الكلى الصناعية ورفده بكراسي إضافية. نتمنى للدكتور أحمد أنعم مزيداً من التوفيق خاصة وان الجميع شهد له بانه يدير المستشفى بعيداً عن الحزبية فهمه الأول كما صرح وبمناسبات عديدة هو تطهير هذا الصرح الطبي الكبير من عتاولة الفساد والفاسدين أياً كانت إنتماءتهم السياسية ليغدو كبيراً يليق بمحافظة تعز وبأقليم الجند.. ونقول للفاسدين ومن يدعمهم كفوا عن العبث بهذا الصرح الطبي .. وكفوا عن نهش لحوم المرضى واتقوا الله .. والله يمهل ولا يهمل.