آخر الاخبار
لا.. لحاخامات المشترك ، نعم لاختيارات أمة !!
بقلم/ عبدالجبار سعد
نشر منذ: 16 سنة و 7 أشهر و 5 أيام
الخميس 15 مايو 2008 05:38 م

مأرب برس - خاص

في هذه المرحلة من مراحل الصراع الكوني بين الخير الشر وحيث يقف طاغوت أمريكا والمحافظون الجدد فيها في وجه كل قيم العالم .. وحيث تتحول إدارة الشر الأمريكية مجرد أداة طيعة لتحقيق مصالح الصهيونية العالمية ودولة إسرائيل .. في هذا الوقت بالذات حيث عجزت الحملة الصليبية الصهيونية الصفوية الأخيرة عن تحقيق أهدافها في قهر الأمة العربية والإسلامية للقبول بمشروع الشرق الأوسط الكبير .. الذي يريد أن يسلخ العرب والمسلمين عن عروبتهم وإسلامهم .. لتبقى في المنطقة دولة واحدة تعتز بقوميتها ودينها المحرف وعنصريتها الطاغية هي إسرائيل..وتسومنا سوء العذاب ..

في هذا الوقت بالذات الذي نرى فيه الأوضاع تتفجر هنا وهناك من حولنا وتتساقط واحدة خلف الأخرى ولتحقق المشيئة الطاغوتية العالمية.. في هذا الوقت الذي لا يحتاج حتى الأعمى إلى أن يبصر بعينيه لكي يرى مرادات أعدائنا فينا كأمة في التدمير والتدمير فقط ..

****

في هذا الوقت بالذات نجد من نصبوا أنفسهم قوى سياسية في مجتمعنا هذا لتمثيل الجناح المقابل لجناح الحكم في البلاد بأمل تحقيق التواز ن المطلوب في سير الحياة السياسية بين المعارضة والسلطة .. نجدهم أسرع إضرارا بمجتمعنا من الثالوث الصليبي الصهيوني الصفوي نفسه .. وبغض النظر عن حقيقة ارتباطاتهم المستيقنه بفروع هذا الثالوث أو على الأقل بفرعيه الصليبي والصفوي الذي ربما يباهون به و بشكل مباشر فإن مقتضيات العقل والمنطق حتى مع هذه الارتباطات وهذه الموالاة توجب عليهم خدمة مآربهم بطريقة أقرب إلى الوقار بدلا من الطريقة المتهتكة التي يمارسونها الآن ..

ليس من المتوقع أن يتحول شيوخ وساسة شابت رؤوسهم في هذه الحياة ومحاضرون في الجامعات إلى إمعات لا وزن لهم في عالم أصحاب العقول ويتحولوا إلى ببغاوات تردد أقوال السفير الأمريكي وملحقه الإعلامي أو وزير الخارجية الفارسي ومرجعيات قم والنجف .. وتتحول المواقف إلى مواقف تخريبية وتدميرية لكل جهد إصلاحي أو أمني لوقاية الناس من شرورهم أنفسهم ..

****

فحينما تنطلق قوى من العوام والمتربصين والغوغاء والمفسدين ويعلم الجميع أنهامجرد دمى لرموز الشر العالمية والصفوية الإقليمية والنفطية العربية .. تنطلق لتدمر كل شيء في البلاد تحت عناوين يلعن بعضها بعضا .. ثم تأتي الدولة لمواجهة هذا الاجتياح في محاولة لبسط سلطانها وإيقاف هذا الطوفان التدميري .. فإن الإنسان البسيط منا يتمنى على الأقل أن يقف من له ذرة عقل على الحياد في هذه المواجهة بين الفوضى والنظام وبين الأمن والإخافة وبين الهدوء والقتل وبين التدمير والصلاح .. ولا يتوقع من ذوي العقول إن وجدوا حتى لو كانوا خصوما للسلطة أن يقفوا مع الجانب المدمر الفوضوي العدواني لأن النتيجة هي الإضرار بهم أو ل ماتضر باعتبارهم على نفس السفينة إن كان لهم أدنى ارتباط بهذا الوطن .. ولا يتوقع أن يتحولوا إلى عصابات غوغائية تمارس رغبة التأثير على النظام من خلال المسيرات والاعتصامات والمؤتمرات والفعاليات والبيانات والمناشدات الفارغة المعنى والمحتوى من أجل أن يكف هذا النظام الذي لا يعجبهم ولا يدينون له بالولاء عن مواجهة الشر بل يدعه يعبث بكل شيء حتى تتحقق مشيئة قوى الفوضى الخلاقة وتدمرفي مجتمعنا كل شيء .. 

*****  

في مثل هذه الأوضاع أين علينا نحن أن نقف كشعب .. وكقوى ليس لها ارتباط إلا بوطن نعلم أنه يعاني من كل المرارات ويراد له مع ذلك أن يدمر ماديا واخلاقيا وبشريا وقيميا وتراثيا .. ؟

هل علينا أن نقف مع قوى الفوضى الخلاقة لندمر أنفسنا ونحقق مشيئة الثالوث ؟

هل علينا أن نخرج الشوارع مع هؤلاء الفارغين لنعلن اعتراضنا على كل شيئ وليس لنا أي بديل مع ذلك ؟

هل علينا أن نصدق أمريكا وقواها الفاعلة الممثلة بقوى اللقاء المشترك فنقف ضد النظام إن أحسن وإن أساء وإن أصلح وإن أفسد المهم نعارضه ونربكه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا فنوصف بالإخلاص والديمقراطية من قبل بوش وزمرته ؟

هل علينا أن ننقل مثلهم تقارير المخابرات الأمريكية والخارجية الأمريكية والكونجرس الأمريكي .. وهيئات الرصد والمتابعة الامريكية .. لندين أنفسنا كشعب وكقوى فاعلة ورأي عام وكنظام إجتماعي .. ؟

هل علينا أن نرصد أكاذيب ودعاوى يروجونها عن انتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا ونسبح بحمد انتهاكات متحققة وموثقة في ابوغريب وجوانتنامو ولا نتحدث عنها حتى بكلمات ..

****

هل يجب أن نفعل هذا لأن من حق أمريكا أن تفعل كل السفالات بإخواننا العرب والمسلمين وبمواطنينا اليمنيين في جوانتنامو وبغير حق ولا مبرر ولا قانون ولا شرع ولا دستور .. وليس من حق حاكم ننتخبه نحن أن يحافظ على الأمن والسلام في مجتمعنا بإجراءات قانونية ودستورية .. يعرفها الجميع ويمكن أن يتعامل معها وليس فيها مصادرة للكرامة الإنسانية كما هو حاصل هناك على الإطلاق ولا يمكن عمل مقارنة بين تلك السفالات وهذه الإجراءات حتى لو وجد بعض الظلم فيها وبعض المخالفات وبعض التحيز في تطبيق القوانين والإجراءات .. ؟

هل علينا أن نصدق قوى الفوضى الخلاقة ونخلع عن أعناقنا بيعة شرعية قانونية دستورية لحاكم انتخبناه على مرأى ومسمع منهم وبنظام هم أصروا على تطبيقه وشاركوا في الإشراف على إتمامه .. لمجرد أن نحقق مشيئة شيوخ المشترك المهووسين بالحكم .. والراغبين في الوصول اليه حتى على برك من الدماء وجبال من الجثث والرؤوس المقطعة كمافعل أخدانهم في العراق .. ؟

هل علينا أن ننسى أننا مستهدفون كأمة وكشعب وكدين .. ونسير مع حاخامات المشترك لعرقنة اليمن وصوملته ولبننته .. ؟

أم علينا أن ندافع عن ماتبقى لنا من كيان حتى تنكسر وتنهدم الإرادة الشريرة الكونية التي تقودها الإدارة الأمريكية في العالم والتي تفعل فعلها في امتنا ومنطقتنا وتستهدف ديننا وقيمنا ؟؟

****

هل علينا أن نتحمل العناء الذي يحمله أمثالنا من جور القضاء وفساد الحكم .. وغلاء المعيشة .. واستئثار القلة في مقدرات شعبنا .. من أجل أن نقي أنفسنا من الانهيار الأسوأ الذي يريده بناأشرار الفوضى الخلاقة وحاخامات أمريكا .. أم علينا أن نهد م كل شيء كمايريدونه هؤلاء  على رؤوس الظلم والاستئثار والجور وعلى أنفسنا وعلى أعراضنا الباقية معها في نفس الوقت  ؟

وما البديل الآخر الذي يريد أن يقدمه لنا حاخامات اللقاء المشترك حين نسير معهم ونوافقهم على مراميهم غير الدمار والدمار فقط .. ؟

ومن هم هؤلاء من المشترك الذين استطاعوا أن يتفقوا فيما بينهم على غير الشر وعلى غير الرفض ..؟

****

أجل هم يمكن أن يتفقوا على قول لا.. لكل عمل أو حتى نية إصلاح أو حسم أو حزم للحاكم .. لكن لا يمكن أن يتفقوا أو حتى يتفق كل واحد منهم مع نفسه على قول نعم لأي شيء.. غير الدمار .. وكفى ما نراه ورأيناه في موضوع انتخاب المحافظين وفي موضوع حمل السلاح وفي موضوع إيقاف الفتنة في صعدة والجنوب .. كيف كانت مواقفهم وماوراءها ؟

****

نحن مع أنفسنا واختياراتنا .. سنحمل بعض العناء من أجل أن نحافظ على ما تبقى من كياننا الذي يريد أعداء الأمة هدمه من خلال هذه الوجوه الشيطانية ..

نحن مع الحاكم الشرعي المنتخب منا وسنبذل أقصى ما نستطيع من نصح له .. ومحاولة تسديد رميته ضد الحرب والخروج على الدولة وضد الفساد و الدمار و ضد الفوضى والعبث .. وسنستعين بالله لنصرة كل خير يفعله وضد كل شريمارسه الأشرار ولن نخذله مادام اختياره هو اختيار كل يمني عربي مسلم ..ولن نكون مع أمريكا وحلفائها على الإطلاق بعون الله وتوفيقه ..