آخر الاخبار
مقابلة رئيس الجمهورية مع قناة العربية
نشر منذ: 18 سنة و 5 أشهر و 4 أيام
الأحد 16 يوليو-تموز 2006 09:53 ص

قناة العربية :- سيدي الرئيس ..اذا سمحت لنا سنبدأ بتطورات الوضع الحالي على الصعيد العربي، اليوم لاحظنا مايحصل في لبنان من تصعيد عسكري اسرائيلي واضح.. وكذا مايواجهه الشعب الفلسطيني في غزة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع من تصعيد اسرائيلي وارهاب للاطفال والنساء وكل شئ تقريباً.. ماهي وجهة نظرك ورؤيتك فيما يحدث الآن والى اين تسيرالأمور ؟

الرئيس:- مايحدث في قطاع غزة وجنوب لبنان شئ مؤسف وهو من وجهة نظري نتيجة غياب العدالة الدولية فيما يخص تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي، حيث ان انعدام العدالة جعل اسرائيل تتغطرس وتعمل ماتشاء في فلسطين، وفي الجنوب اللبناني، وايضاً لغياب التضامن العربي وهذه محطة ثانية، ولو كانت اسرائيل تشعر بان هناك تضامناً عربياً حقيقياً مهما كان وجود اي تطبيع معها لما اقدمت على ذلك.. وفي حقيقة الامر عندما يتعرض الشعب الفلسطيني أو أي قطر عربي سواء في الجنوب اللبناني أو سوريا أو أي مكان أخر، فأن الأمة العربية مفروض ان تقف وقفة واحدة في مواجهة هذا التحدي وهذا الصلف الصهيوني.. لكن اقصى شئ تقوم به الامة العربية هو التنديد والشجب بما يحدث، من قبل وزارات الخارجية العربية أو الجامعة العربية، بينما اسرائيل تضرب بعرض الحائط بكل قرارات الشرعية، وغير مهتمة بما يحصل في الوطن العربي .

لذا ينبغي تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك باعتبار الأمة العربية أمة واحدة وان الدم الفلسطيني دم عربي والدم السوري دم عربي، والمنازل التي تقصف في فلسطين هي منازل عربية، والطفل والمرأة والشيخ الذين يقتلون في فلسطين هم عرب.  

قناة العربية :- الصراع العربي اصبح صراعاً فلسطينياً اسرائيلياً دخل حزب الله فقط في المواجهة او الجبهة؟

الرئيس:- بل هو صراع عربي اسرائيلي في حقيقة الأمر.. لكنه للاسف اصبح صراعاً فلسطينياً اسرائيلياً في غياب التضامن العربي.. ولو كان التضامن العربي موجوداً وهناك تفعيل لدور الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك لما غامرت اسرائيل في تحدي قرارات الشرعية الدولية وتحدى الدول العربية التي لها علاقات معها.

قناة العربية : - أي الدول العربية التي وقعت اتفاقيات معها؟

الرئيس:- نعم .. هناك تحدي صارخ وواضح لان إسرائيل غير آسفه.  

قناة العربية :- في هذا الإطار أنت تتحدث عن الاطار العربي المشترك وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي.. فخامتك دعيت الى عقد قمة عربية طارئة ؟

الرئيس:- سيذهب وزير الخارجية الى القاهرة في إطار دعوة الأمانة العامة للجامعة العربية لعقد اجتماع وزراء الخارجية.. ونحن ضمنا رسالتنا الى الأمين العام للجامعة العربية والى رئيس الدورة الحالية للقمة العربية الاخ عمر البشير رئيس جمهورية السودان، طلب عقد قمة عاجلة وذلك لبحث النقاط التالية:-

- مايتعلق بالشعب الفلسطيني، مايحدث في الجنوب اللبناني، ما يحدث في الصومال، والتصفيات الطائفية وبالهوية الحاصلة الان في العراق.

هذه اربع نقاط نريد بحثها.. بمعنى لا نعبر فقط عن اسفنا او ادانتنا ولكن يجب ان يكون هناك قرارات فاعلة وان تتحمل المجموعة العربية مسؤليتها، وذلك ليس بأن توفي بالتزاماتها بالمال للشعب الفلسطيني وقرارات القمم العربية ايضاً فحسب .. ولكن بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتعرف اسرائيل انها في مواجهة مع الأمة العربية والشعب العربي بكامله، وعندها ستعيد حساباتها .. أما إذا استمر الحال على ماهو عليه, وترى ان لها تطبيع مع بعض الاقطار وعلاقات وكل واحد لا يحرك ساكناً فهي تسرح وتمرح وغير خائفة من احد.. لا من العرب أو المسلمين.. ولا من الامم المتحدة أو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن , وغير آبهة بهذا الأمر وتعمل ماتشاء.

أنا متأكد أننا إذا فعلنا اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ودفعت الدول العربية ماتعهدت به من مستحقات للشعب الفلسطيني عبر الجامعة العربية.. وفتحنا الحدود للشباب العربي والمسلم لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، ان اسرائيل ستعيد حينها حساباتها .   

قناة العربية:- يعني هذا انك متفاءل كثيراً اذا ماتم الاتفاق على هذه القضايا.. ثم أن هناك اتفاقات مع اسرائيل هل يمكن ضرب كل هذه الاتفاقات عرض الحائط؟

الرئيس:- مادام إسرائيل ضربت عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية فنحن نضرب ايضاً عرض الحائط بهذه الاتفاقيات.. فانا أرى الطفل الفلسطيني والدمار على رأسة، فكيف أذاً نحترم اتفاقية من طرف واحد.. يجب ان تحترم الاتفاقية من كل الاطراف.. يعني اسرائيل لها جندي اسير لدى الاخوان في غزة.. طيب .. فلتفاوض.. في المقابل لديها عشرة الاف معتقل فلسطيني.. الاخوان في جنوب لبنان لديهم إسيران اسرائيليان مقابل أسرى لبنانين لدى أسرائيل .. فلتفاوض عليهم، لماذا تستخدم اسرائيل القوة، ومن اجاز لها ان تستخدم القوة بطائراتها الحربية ودباباتها وصواريخها، ولقتل المواطن العربي وتدمير ممتلكاته .. فكيف يجوز لها ان تستخدم ماتريد ونحن نكون مكبلين بهذه الاتفاقيات؟.. فلا يجوز ان نتحول الى شرطة لحماية امن اسرائيل.. يعني هذه الاتفاقيات هي اتفاقيات مكبلة وهي عبارة عن شرطي غير معلن وغير منصب من أجل حماية أمن اسرائيل.  

قناة العربية:- المجتمع الدولي اذا تحدثنا عن الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وغيره ربما هم يرون أن من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها؟

الرئيس:- من حقها أن تدافع عن نفسها، ونحن من حقنا أن نقاوم الاحتلال في جنوب لبنان و في سوريا و فلسطين.. فلماذا اجاز لها المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي ان تدافع عن نفسها؟ في حين أن من حق الشعوب ان تناضل من اجل الاستقلال والتحرير، ومن حقنا كمجموعة عربية واسلامية ان نقف الى جانب المواطن الفلسطيني واللبناني والسوري ,خصوصا وأن هناك تعصباً من بعض الدول التي تسند وتقف الى جانب اسرائيل, فوقفنا إلى جانب الأشقاء يعد وقوف إلى جانب حق مشروع , ولهذا علينا ان نقف الى جانب الشعب الفلسطيني بكل ما اوتينا من قوة وأن لا نخاف كون ذلك ليس تعصبا كما هو في وقوف بعض الدول الى جانب اسرائيل .

الفلسطينيون بامكاناتهم البسيطة يقاومون هذا الاحتلال ببسالة كذلك الاخوان في جنوب لبنان يقاتلون ببسالة.. فما بالك لو تحركت الأمة العربية اقتصاديا ًوعسكرياً وثقافياً واعلامياً.. الاعلام الحر أن أتحدث عبر الإعلام الحر الذي يعمل بشفافية وليس الاعلام المسيس.. القنوات العربية الفضائية ينبغي ان تعمل بحرية كاملة.. شئ جميل أن تتاح لي هذه الفرصة لأتحدث حول الاعلام بأن عليه أن يتحدث بشفافية مطلقة دون توجيه سياسي .  

قناة العربية:- المنطقة كلها تتنفس؟

الرئيس:- القنوات الفضائية لعبت دوراً اساسياً في توعية المواطن العربي والاسلامي وهناك وجهة نظر لكن انا اريدها أن تكون اكثر حرية، واكثر شفافية.. دون تدخل الجانب السياسي في القنوات الفضائية في بلدي وفي اي بلد اخر.. وان يكون هناك رأي ورأي اخر.

قناة العربية:- سيدي هناك لقاءات ثنائية بين الزعماء العرب وجولتك الاخيرة ولقاءك في السعودية بالملك عبدالله .. خلال هذه اللقاءات الثنائية هل تطرحون فيها مثل هذه المواضيع؟ من يتفق معك في الرأي بانه يجب ان تفعل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وان تقفوا جميعاً في وجه اسرائيل؟

الرئيس:- جولتي كانت لليبيا واريتريا والمملكة في اطار العلاقات الثنائية , وكانت لقاءات مفيدة وتبادلنا وجهات النظر.

قناة العربية:- تكلمتم حول الأوضاع في العراق وفلسطين؟

الرئيس:- تحدثنا بوضوح وشفافية مطلقة وكلنا كنا متألمين وغير مرتاحين لما يجري في المنطقة سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان أو الصومال.. وكانت وجهة النظر متفقة الى حد كبير حول هذا الامر ولا احد مرتاح للوضع الذي هو قائم.. وهذا مالمسناه في مباحثاتنا في السعودية أو في ليبيا.. ايضاً قمنا بالوساطة من أجل تحسين العلاقات العربية العربية.. وبحيث تكون جيدة وتتقارب وجهات النظر.. ولاتؤخذ الامور بانفعالات ، وان تعالج بروية وهدوء .

قناة العربية:- فخامة الرئيس ذكرت الصومال اكثر من مرة في حديثك وهو جزء من العالم العربي يجب الانتباه له.. رعت اليمن اتفاقية عدن بين الرئيس الصومالي ورئيس البرلمان في مطلع العام الحالي إلا انه هناك اتهامات مؤخراً لليمن بانها تدعم حركة المحاكم الإسلامية، وسبق وان وردت اتهامات بان اليمن تزود المقاتلين باسلحة.. الى اين وصلت مبادرتكم بين الفرق الصومالية، خاصة بعد ان وافقت المحاكم الشرعية الدخول في الوساطات؟

الرئيس:- اولاً نحن رعينا اكثر من لقاء في صنعاء وفي عدن بين الفصائل الصومالية وبالذات بين رئيس البرلمان الإنتقالي ورئيس الدولة عبدالله يوسف، وتوج ذلك باتفاق عدن الذي يعد اتفاقا جيدا بهدف أن يعملوا سوياً كفريق واحد من اجل إعادة بناء المؤسسات الصومالية ومن اجل انهاء الفوضى، وايجاد أمن واستقرار في الصومال , وهم اتفقوا على هذا الاساس، ونحن قدمنا لهم الدعم.. قدمنا السلاح الشخصي وملابس وبعض وسائل المواصلات للشرطة وتسلمها الرئيس عبدالله يوسف .. ولهذا قدمنا هذا الدعم للشرعية.. باعتبار أن حكومة عبدالله يوسف عضو في الجامعة العربية وعضو في الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي.. كما اننا نعاني من النزوح الصومالي والذي يشكل لنا عبئاً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.. ولهذا نحن دعمناهم كشرعية.. لكننا نفاجئ الآن بظهور المحاكم الاسلامية ,وبقوة وبدأت تسيطر على العاصمة مقديشو وعلى بعض المدن الصومالية.. اتصلنا بالاخوه في المحاكم والرئيس عبدالله يوسف ودعوناهم الى لقاء للحوار وذلك لرأب الصدع ومواصلة الحوارمن اجل اعادة استعادة الصومال لعافيته.. كذلك دعا الاخ عمر البشير رئيس جمهورية السودان - رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية الى اجتماع لهم في الخرطوم وشجعنا ذلك وذهبوا بالفعل الى الخرطوم وسيستأنفون اجتماعهم يوم 15 في الخرطوم ونحن نتواصل مع الرئيس عبدالله يوسف والاخوه في المحاكم من اجل مواصلة الحوار في الخرطوم.

قناة العربية:- الحوار يختلف على دعم طرف على حساب طرف؟

الرئيس:- نحن لاندعم طرف على حساب طرف .. نحن في بداية الامر وبعد إتفاق عدن قدمنا هذه التسهيلات او المساعدات البسيطة للشرعية حتى الان لم نقدم للمحاكم شيئاً ونحن نقدم أنفسنا للطرفين لتقريب وجهات النظر من اجل اعادة بناء الصومال ولنا علاقات جيدة مع الرئيس عبدالله يوسف ومع رئيس البرلمان ومع رئيس الحكومة ولنا تواصل مع الاخوه في المحاكم ووجدنا منهم استجابة وعلى ما أعتقد سيواصلوا الحوار في يوم 15 في السودان.. وان شاء الله يتوصلوا الى نتيجة.. واذا لم يتوصلوا الى نتيجة فاليمن ستحتضن اي لقاء اذا رغبوا في ذلك.

قناة العربية:- ولو طلبت وساطة من اليمن ؟

الرئيس:- لو طلب منا وساطة سنواصل جهودنا ونحن على اتصال مع كل الاطراف.. انا اتصلت برئيس المحاكم وقلت له يهدئ الأمور ويتفاهم مع الرئيس عبدالله يوسف .. ونريد ان نعرف وجهات نظرهم ونريد صومال مستقر , وقلت له تعال الى صنعاء فنحن نرحب بك مع الاخ عبدالله يوسف نسمع منكما ونحاول ان نقرب وجهة النظر.. نحن لسنا مع طرف ضد طرف اخر.

قناة العربية:- لايمكن المرور على العراق مرور الكرام هل لديكم رؤية للخروج من المآزق، وازمة العراق مازالت تتفاقم مع القيام بمبادرة مصالحة وانشاء دستور وغيره؟

الرئيس:- نحن بنفس الاتجاه الذي اعلنه الاخ رئيس الحكومة نوري المالكي.. انا اكدت في خطابي خلال مؤتمر الديمقراطية في صنعاء، ان المصالحة يجب ان تكون لكل الفرقاء العراقيين.. وتحدثنا ايضاً مع الامريكيين حول ذلك.. تحدثنا مع قائد القوات الامريكية الجنرال جون ابي زيد ومستشاريه والسفارة الامريكية بصنعاء ووكيل الخارجية الامريكي المسؤول عن تسويق الديمقراطية في الشرق الأوسط... تحدثنا معهم ان الحل هو الحوار بين كل اطياف العمل السياسي العراقي سواءً حزبي او مذهبي او أي شئ آخر .. والمالكي نادى للحوار.. ونحن نؤيد المالكي في دعوته للحوار.. و الامريكيين متحفظين على نقطتين هما تنظيم القاعدة، وبعض البعثيين.. وقلنا لهم .. الحوار لمن يكون ؟ هل لاصدقائكم ؟! .. لابد أن تحاوروا اعدائكم.. نحث العراق ورئيس الحكومة العراقية والامريكيين، لابد أن يحاوروا من يعتبرونهم اعداء مثل الاسلاميين والبعثيين.. لابد أن يتحاوروا معهم من اجل ايجاد استقرار.. ونحن متأكدين واكدنا للامريكيين وللاخوة في العراق بأنه اذا ما جرى حوار بشفافية تحت رعاية الولايات المتحدة الامريكية وقوات الاحتلال بهدف تحقيق المصالحة، فانا متأكد أن الامور و بنسبة 80 بالمائة ستهدأ تماماً، بشرط أن تكون هناك جدية من قوات الاحتلال في رعاية هذا الحوار دون انحياز ودون تغليب فريق على اخر.. المقاومة موجودة من الاسلاميين والبعثيين.. وتحدثنا مع الامريكيين بشكل مبكر انه بحل جيش صدام حسين وأمن صدام حسين وإدارة صدام حسين

وحزب البعث العراقي عقب دخول قوات الاحتلال إلى العراق فجأة، أن ذلك سيجعل ملايين الناس يجدون انفسهم دون مأكل او مشرب.. لذاً تحولوا الى مقاومة.. لو كانت قوات الاحتلال عملت على اقصاء الصف الأول والثاني من القيادة العراقية وابقت على الجيش العراقي وابقت عى الأمن العراقي، وابقت على الادارة العراقية لما حصلت هذه المقاومة.. كثير منهم يقاتلون على اعراضهم وعلى مآكلهم ومشربهم.. وهذه من أخطاء قوات الاحتلال، ونحن تحدثنا معهم بشفافية مطلقة حول هذا الأمر ليس في الغرف المغلقة ولكن بالمفتوح في واشنطن وفي صنعاء.   

قناة العربية:امريكا وحدها ليست هي صاحبة القرار الأول والأخير في العراق .. هناك دول الجوار إيران مثلا ؟

الرئيس:أمريكا هي القائد, أمريكا اذا توفر لديها النية فإنها ستحل المشكلة وتستطيع ان تقنع دول الجوار للتعاون معها , ونحن ندعو دول الجوار للتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية لايجاد الأمن والاستقرار في العراق, وندعو الى دعم الحكومة العراقية , وعلى الحكومة العراقية ان تدعم وتشجع على الحوار مع كل الاطراف العراقية دون استثناء لأن الاستثناءات مشكلة, وعندما يلجأ الناس إلى الحوار ذلك يكون مع الخصم اما الصديق فهو صديق وموقفه إلى جانبه صديقه ولايستدعي محاورته ولكن الهدف من الحوار ان تحاورالخصم .. والمشكلة الكبيرة عندما يقول لك انا افضل الحوار مع هذا أي طرف بعينة .. وهذه مشكلة حيث سيظل النزيف.. نحن نرى الوضع في العراق مؤلم وعندما نتحدث عن العراق نشاهد شيء مؤلم .

قناة العربية: اطفال ونساء؟

الرئيس: أطفال ونساء وحافلات وانفجارات, هم يقولون ان نظام صدام كان دكتاتور والان العراقيين يتمنوا الديكتاتورية، وفي الصومال يتمنوا دكتاتورية محمد سياد بري والواضح ان الزمن لا يأتي بالأفضل.. لايجيئ بالأحسن بل يأتي بالأسوأ.  

***المحور الثاني:

قناة العربية: فخامة الرئيس هذه مقارنة خطيرة, أنت تحدثت ان التغيير ليس دائماً يأتي بأحسن؟. والتغيير في القيادات ليس دائماً في صالح الشعوب؟

الرئيس:ليس التغيير في القيادات فقط بل في معظم المؤسسات لن يأتي بشيئ أفضل بدون ذكر أسماء او محطات معينة بذاتها .. ولنستشهد على سبيل المثال بماهو حادث في الصومال والعراق .

قناة العربية: الجديد كان قراراكم بالتراجع عن عدم الترشيح للإنتخابات الرئاسية ؟

الرئيس: دعينا نأخذ محطتين اذا كان الأفضل هو التغيير في ظل النظام الدولي الجديد .. هل ما جرى في الصومال هو الافضل الى الآن ؟! .. واذا كان التغيير في العراق افضل مما كان عليه الحال .. فعلى بركة الله .. اذا لابد كل الشعوب أن تثور وأن تتحرك بإتجاه التغيير اقتداءً بما حصل في الصومال والعراق .

قناة العربية: تعتبرها قاعدة اذا حصل ان الشعب اراد التغيير سيواجه مشاكل مثل العراق والصومال ؟ .. هل افصل بين هذا الموضوع وبين سؤال عن قراركم بعدم الترشح للانتخابات؟ . .هل خوفك بانه لاسمح الله قد يحدث في اليمن حالة انقلاب او عدم الأمن والاستقرار وأن ذلك كان سبباً في العودة عن قراركم؟

الرئيس: انا أولا أعلنت من قبل احدى عشر شهرا وكم يوم عن رغبتي عدم الترشح، وهيأت الملعب اليمني لبلورة وتحفيز القيادات والأحزاب والقوى السياسية لدخول هذا المعترك السياسي في إطار التداول السلمي للسلطة لان نظامنا بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م قائم على تعددية سياسية , وفي حقيقة الأمر القوى السياسية كانت اطروحاتها قبل ان يفتح باب الترشيح بأنه لم يهيئ الملعب.. وبعدما رأيت القوى السياسية صرحت وأعلنت ان الملعب غير مهيء .. أنا شعرت بالخوف وساورني القلق على كل المكاسب التي تحققت للوطن , وان تجهض تلك المكاسب بسبب رأي وأطروحة القوى السياسية بان الملعب غير مهيئ وإنهم غير مهيئين.

  قناة العربية:انت قلت عندما اردت ان لا ترشح نفسك بان الملعب مهيئ , وانه تداول سلمي للسلطة وانه لاخوف على الديمقراطية؟

الرئيس:نعم.. نعم قلت هذا الكلام وشجعت القوى السياسية الاخرى.. ولكنها كانت تريد ان تسلم لها السلطة على طبق , هكذا تقول, تريد ان انسحب واقول لهم تعالوا استلموا السلطة ادخلوا القصر الجمهوري .. استلموا القيادة العامة..استلموا مؤسسات الدولة وأن تخضع لها كل القوى السياسية المتواجدة ومؤسسات إدارة شئون الدولة المختلفة .. وأقول لهم نفذوا تعليمات هذه القيادات الجديدة.

هذه كانت فكرة القوى السياسية في الساحة متناسية ان هناك قوى سياسية حاكمة وهي التي يتزعمها الرئيس يمكن يكونوا هم البديل وليس انتم البديل لأن لديهم خبرة كبيرة في ادارة شئون الدولة سواء السياسة الخارجية أو شئون التنمية في المجالات كافة .. مااكتسبوه من خبرة في إدارة شئون الدولة من سنوات طويلة . . في حين اولئك يجيدون الخطاب والتحريض .. لكن من تجربتنا في الوطن العربي عندما يصلوا الى السلطة فأنهم يكونوا فاشلين لايعرفوا ادارة شئون الدولة.. لأن الشخص عندما يكون خارج السلطة والمسئولية يتكلم بأي كلام لكن السلطة شئ واقع , وانا كنت اريد ان تتنافس القوى السياسية فيما بينها سواءً في المعارضة او في الحكم ويتم التداول السلمي للسلطة فرأيت بأن هناك ارباك.

قناة العربية: حزب المؤتمر لم يكن لديه مرشح آخر ؟

الرئيس:لا لا لديه مرشح وكان المؤتمر مهيئ ولكنه كان رافض يقول ان الرئيس علي عبدالله صالح مازال لديه فترة ويستطيع ان يواصل , والا كان المؤتمر أختار شخص اخر فلديه رجال وكفاءات بارعه وشخصيات بارزة , أستطاعت أن تقود دولة كل هذه الفترة من الزمن , فالمؤتمر يقود وهو قائد يعني حزب داخله مختلف القوى السياسية التي استخلصت تجارب عمل الأحزاب معظم تكوينات المؤتمر من كل هذه الأحزاب السياسية الذين وصلوا الى قناعة بعدم جدوى التمسك بيسار اليسار أو يمين اليمين أو يمين الوسط هذه القوة استخلصت رؤيتها واندفعوا الى داخل المؤتمر الشعبي العام الذي هو قائدا لا احد ينكر ما حققه من المنجزات العظيمة وتأريخه نظيف.

وسجله نظيف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى يعني حزب مجرب مخلص يضم في صفوفه من البعث ومن الناصريين ومن حركة الإخوان المسلمين ومن كل القيادات المجربة ومن السبتمبريين ومن الاكتوبريين..يعني لديه قيادات مجربة وليست قيادات عادية.. الاخرين يحتاجون الى وقت ان شاء الله يكون لدينا وقت خلال الفترة المقبلة ان يؤهلوا انفسهم واكبر دليل على انهم غير مؤهلين أنه ولا احد منهم تقدم بالترشح في الانتخابات الرئاسية وبحثوا عن شخص مستقل لانهم غير مؤهلين وانهم قالوا بانهم اختاروا شخص شريف ونظيف و نزيه يكون مرشح للرئاسة .. فهذا كلامهم ولهذا هم يحتاجوا الى وقت.

قناة العربية: حزب المؤتمر الحاكم طالبك فخامة الرئيس أكثر من مره وفي اجتماعات مختلفة العدول عن قراركم بعدم الترشح حتى اللحظة الاخيرة كنتم رافضين العودة باستثناء بعد ان خرجت مظاهرات في الشوارع قررتم فيها العودة استجابة لنداء الجماهير لفخامتك كلمة قرأت وربما تكون خطأ أو لم تكن تعنيها بان نداء الجماهير جاءت بعد أن سمعت ورأت نواقيس الخطر والوحوش تكشر عن انيابها لذلك تراجعتم عن قراركم من قصدتم بهذه الوحوش؟

الرئيس:اقصد المجهول يعني هناك شيء مجهول وقوى سياسية متربصة كانت متربصة بالوحدة والثورة والجمهورية فكشرت عن انيابها فعندما تكون هناك أحداث , تكون هذه القوى مخفية ولكنها تظهر مثلاً لما كانت الأزمة في عام 93م والتي انتهت بحرب صيف94م كان هناك قوى مخفية تنصب العداء للثورة والجمهورية وعندما جاءت ازمة 93، 94م ظهرت هذه القوى إلى السطح ودقت في اتجاه الحرب والتأزم, هذه القوى عندما رأت ان الرئيس سيتخلى عن السلطة وغير راغب للترشح وإعادة انتخابه بدأت تظهر وتريد ان تنقض على الاخضر واليابس وأن تعيد البلد الى وضع سيئ الى الشطرية والملكية والعهد الامامي, هذه القوى خفت انا منها على الثورة والجمهورية والوحدة كونها ليس لها نصيب في الثورة والجمهورية والوحدة، لأن صناع الوحدة معروفين، وصناع الثورة معروفين، وهؤلاء يظهرون عندما تكون هناك حالات وأزمات او افتعال الأزمات هؤلاء يظهرون ..وهذا الذي آثار خوفي وقلت بأن هناك قوى كشرت بانيابها وتريد ان تنقض ..دق ناقوس الخطر ..رأت القوى الوطنية والشارع اليمني والجماهير غير المسيسة الذين جاءوا ليس بدافع سياسي من أحد أو كما جاء في كلام المعارضة بانهم جاءوا من اجل الحصول على أكياس قمح .. ولهذا خرجت هذه الملايين من الجماهيرالذين قدموا بمحض إرادتهم من عموم مناطق الوطن للإعتصام والتظاهر تعبرا عن خوفها على التحديات والمخاطر التي ستواجه الوطن في المستقبل وتريد أن تحافظ على منجزات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية .. وحباً في الأمن والاستقرار والطمأنينة.. قالت نعم نريد التمسك بـ علي عبدالله صالح , ولهذا انا استجبت ليس لحبي للسلطة التي توليتها منذ 28سنة مضت ..ولا أريدها .. وأنا أعرف طبيعة الحكم في اليمن، وماذا يعني .. اليمن وضعه صعب جداً.. والحكم في اليمن كما يرقص الشخص على رؤوس الثعابين .. فإذا لم يكن حذرا تلدغه .. والذي خارج السلطة يقول والله الكرسي جميل.. والسلطة كويسه.. وانا اريد ان اكون سعيد بها .

ولهذا ترينا لدينا وفي إطار نهج الديمقراطية والتعددية السياسية حوالي اربعة وستين مرشح تقدمو لخوض التنافي في الانتخابات على منصب رئيس الجمهورية.

قناة العربية:ربما انتخابات هذا العام تختلف كلياً عن عام 99م في الانتخابات السابقة كما هو معروف حصلت فيها منافسة؟

الرئيس:انا متأكد أن هذه الانتخابات ستجري في اجواء طيبة ..من جانبنا نحن نلتزم باتفاقية المبادئ بيننا وبين أحزاب اللقاء المشترك، فيما يتعلق بحيادية الاعلام والمال العام، وبدعوة الرقابة الدولية والرقابة المحلية وان يكون الخطاب الاعلامي هادئاً وغير متشنج ومسئولاً ولا يدفع في اتجاه ارتكاب اي اختلالات امنية.. الجيش محايد.. والأمن محايد.. واللجنة العليا للإنتخابات والاستفتاء محايدة .. رغم انهم حزبوها ونحن لانريد ان نحزبها .. فاعضاءها مختارون من الاحزاب وأقسموا اليمين امام رئيس الجمهورية بانهم محايدون وهنا يجب ان يلتزموا بالقسم ويحترمونه ويتجنبوا اي تعطيل في اللجنة العليا او اللجان الفرعية لأنه ربما هناك توجه ان طلبهم توسيع اللجنة العليا هو للتعطيل وليس للمشاركة لكن ان شاء الله تسير الأمور بشكل جيد وانا ادعو كل القوى السياسية والمعارضة ان يكون خطابها عقلانياً ومسؤولاً وغير متشنج وغير متأزم وان تسلم بخيارات الشعب اليمني وصناديق الاقتراع هي الحكم سواء لمنصب الرئاسة او المجالس المحلية.

قناة العربية:حقيقة الوضع الداخلي هناك الكثير مما يقال حوله من المعارضة وما يقال عن إسناد المناصب الحساسة للمقربين؟

الرئيس:هذا من حق المعارضة أن تقول ما تشاء , وانا دائما اشجعها ان يكون لديها رأي ورأي أخر وهذا شئ جيد للجميع والتعددية السياسية وهكذا تصلح الكثير من الأخطاء فمن حق المعارضة ان تقول لا أريد وقد سبق لها تصريحات تقول ان انتصرنا في الانتخابات المحلية والرئاسية فهي ديمقراطية وان لم ننتصر فانه اغتصاب من قبل الحزب الحاكم للسلطة .. بمعنى اذا نجحنا نحن في الانتخابات سنكون مغتصبين هذا خطاب المعارضة واذا لم يتسلموا السلطة وينجحوا هم في الانتخابات المحلية والرئاسية فإن معنى هذا بأن السلطة مغتصبة, فهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولكي يفهموا الديمقراطية ان شاء الله يحتاجون الى وقت ليفهموا الديمقراطية بالنسبة لكل نظام.. سواء نظام البيت الابيض.. أو نظام الاليزيه لابد ان يكون له إدارة مختارة .. سواء رئيس الوزراء أورئيس الجمهورية وسواءً كان نظاماً برلمانياً او رئاسياً يختار معاونيه ويحكمهم القانون والدستور لا تحكمهم المصالح انا من حقي ان اختار مدير مكتبي او الوزير او رئيس الوزراء واختار الشخص الذي اعتقد انه يعاوني ومن حق المعارضة ان تقول ماتريد وان هذا غير سليم.. غير صالح.. هذا من حقها أن تقوله.. لكن الشعب اليمني هو الحكم كيف اداء الحكومة والسياسة الخارجية.. الأمن.. الاقتصاد.. كيف كان الاقتصادي قبل

حرب صيف 94م .. كان على البلاطة دمروه.. ومعظم هؤلاء الموجودين في المعارضة اليوم هم المحرضين على الأوضاع الإقتصادية الان فالإقتصاد لدينا جيد ولدينا إحتياط باكثر من سته مليارات دولار وهذا شيئ جيد ولدينا استثمارات جيده وامننا مستتب وسعر العملة مستقر.. وبدأت الاستثمارات تأتينا عندما رأت الأمن والاستقرار.. هم يعتبرون الاستثمار فساد.. ويعتبرون بأن مجيء المستثمرون فساد والموجودون في السلطة فاسدين وغير صالحين.. خطابهم يريدون من خلاله أن يجعلو منه دعايات انتخابية هم يريدون ذلك ولكن لا بد ان يكون الخطاب حصيف ويكون لديك برنامج مثلاً هم كان عندهم برنامج اصلاحات لتغيير النظام السياسي والرئاسي الى برلماني وإجراء إصلاحات في الإعلام والمال يعني جملة من الإصلاحات .. طيب هذا برنامجهم.. نحن لدينا برنامجا نحكم به وأنتم طيب ذلك برنامجكم أنزلو به إلى الشارع وحرضوا قواعدكم لنيل ثقة الشارع في السلطة المحلية والرئاسية إذا جئت إلى السلطة نفذ هذا البرنامج لكن لا تفرض علي بأن أسلم ببرنامجك أنا لدي برنامج آخر وهنا يأتي عدم فهم التعددية وعدم فهم البرامج أنا أقول لهم ابتعدوا عن خطاب التشنج واخطبوا بخطاب برامجي .. ماذا ستعمل في الاقتصاد في التنمية والأمن والاستقراروالسياسة الخارجية، ومحاربة الفقر، وإنهاء البطالة، وإيجاد فرص عمل وعلاقات دولية، كيف تحارب الفقر وماذا تخطب للناس أنت معلق شماعة وتتحدث عن الفساد وتوجه اتهامات أن الذين يتولون مفاصل السلطة بأنهم فاسدين ..

طيب الشعب اليمني قد سمع ذلك ونحن نبذل الجهود لمحاربة الفساد , والفساد موجود في كل أنحاء العالم ولكن هذه أصبحت اسطوانة مشروخة .. أنتم تساهمون في الفساد والفساد متعدد الاتجاهات ليس فساد في المال فحسب ولكن فساد في السياسة والسلوك .. الفساد متشعب في تفاصيله إذا أردنا أن ندقق سنجد الفساد الفكري والثقافي وأوجه متعددة له فهم بحاجة إلى قراءة صحيحة لأوجه الفساد حتى يكون خطابهم صحيحاً ومنطقيا .

قناة العربية:سيدي لو تحدثنا بشكل عام وأقتصرنا قليلاً عن أحزاب للقاء المشترك.. قالوا أنهم انتصروا في جولات الحوار مع الحزب الحاكم.

الرئيس : بنود اتفاق المبادئ موجود في الدستور والقانون.

قناة العربية:لماذا وقعتم على هذا الاتفاق إذاً؟

الرئيس:هذا مثل وثيقة العهد والاتفاق وهي التفاف على الدستور والقانون وأدت إلى التصعيد وإلى حرب صيف 94م عندما خرجنا عن الدستور كانوا يريدون أن يحلوا بوثيقة العهد والاتفاق محل الدستور والقواننين وهذه هي نفسها من جوهر الدستور والقانون سواءً ما يتعلق بحيادية المال العام وهذا متفق عليه في القانون لقد كان الهدف من ذلك الاتفاق هو ضمان نجاح الانتخابات ودخول أحزاب المعارضة المعترك السياسي للانتخابات لنظهر جميعاً بمظهر عصري حضاري أمام العالم ونحن وافقنا على توسيع اللجنة العليا للانتخابات بينما بقية البنود جميعها موجودة تقريبا في الدستور والقانون.

قناة العربية: إذا لا صحة لما يقوله البعض بأنه اعتراف ضمني ؟

الرئيس:لا لا شيء من ذلك .. وليس اعتراف ضمني ولكننا نريد أن تكون الانتخابات ناجحة.

قناة العربية:نتحدث قليلاً عن النظام الرئاسي والبرلمان؟

الرئيس:هذا كما قلت شيء يخصهم قلنا ناضلوا لمنصب الرئاسة والسلطة المحلية والبرلمان القادم .. إن شاء الله .. إذا حصلتم على ثقة الأغلبية تسطيعون أن تسعوا إلى تعديلات دستورية في هذا المجال أما نحن هذا غير ملزم لنا على الإطلاق .

قناة العربية: خلال الحملة الانتخابية 99 كما نذكر يافخامة الرئيس أكدتم أنكم تتنازلون عن رئاسة مجلس القضاء الأعلى هذا تم حوالي قبل سبع سنوات من الآن.

الرئيس:هذه أجندة وطنية إصلاحية حول إصلاح القضاء والإصلاحات المالية والإدارية ومقارعة الفساد ومن ضمنها أيضا في مجال القضاء أنا تنازلت عن رئاسة مجلس القضاء الأعلى ..لماذا ؟ لأنه كان هناك فهما خاطئا بأن رئيس مجلس القضاء هو العدالة لا ليس كذلك فالعدالة ليست في مجلس القضاء ومجلس القضاء مهمته فنية وإدارية وإقرار تنقلات الحكام واختيارهم وليس له دخل بالأحكام الشرعية وأنا كنت أحثهم على هذا الرأي لديهم اجتماعات عندما يأتي تقرير من هيئة التفتيش القضائي ووزارة العدل حول الحركة القضائية أوإجراء تنقلات القضاة. . الآن ضمن مبدأ الإصلاح التي يروج لها النظام الدولي الجديد أن القضاء مستقل والقضاء لدينا مستقلا , أيضاً مقارعة الفساد الآن هناك لجنة محايدة لمكافحة الفساد يعني هناك جملة من الإصلاحات التي تقتضيها المصلحة الوطنية .

قناة العربية : هم يأخذون على الحزب الحاكم أو عليكم أنكم تأخرتم في هذا المجال؟

الرئيس: في أي بلد السلطة لا بد أن تكون هي المهيمنة والسلطة لا بد تهيمن على المال العام وعلى السياسة الداخلية والسياسة الخارجية والسياسة الدفاعية والسياسة الأمنية من أجل أن تحافظ على أمن البلد وليس من أجل أن تكسب.. هم فاهمين السلطة بأنه كسب للمال .. بعض المعارضين يسعون للسلطة من أجل الكسب ويعتقدون أن الحكام هم مسيطرين على مفاصل السلطة ويكسبون المال .. ولذا هم يريدون الكسب ولايريدون الحكم .

قناة العربية: يعني بالرغم من أنه السيد فيصل بن شملان قال بأنه يضحي تضحية من أجل اليمن.. هل كرسي الرئاسة تضحية؟

الرئيس:نحن نتمنى له التوفيق.. وأنا أعطيتك عبارة وقلت لك أن الحكم في اليمن مثل الرقص على رؤوس الثعابين.

*****

المحور الثالث:

قناة العربية: أنتقل إلى المحور الثالث والأخير في هذه المقابلة ونتحدث قليلاً عن الإرهاب والديمقراطية في العالم العربي المطلوبة من أمريكا.. نبدأ بمحور الإرهاب في اليمن والمحكمة الجزائية بصنعاء برأت بالتاسع من هذا الشهر 19 متهماً بالانتماء لتنظيم القاعدة.. ذات المحكمة قضت بالسجن قبل شهرين بالسجن ثلاث سنوات وشهر لمحمد الأهدل وحسبوا المدة التي قضاها في السجن وتم تبرئة المتهمين التسعة عشر هل خروج الأهدل من السجن قريبا وتبرئة المتهمين التسعة عشر إضافة إلى أولئك الذين هربوا من السجون هل يشير إلى أن نشاط القاعدة ربما يتصاعد قريباً في اليمن؟

الرئيس:لا بالعكس نشاط القاعدة لم يتصاعد بل ينحدر طالما هناك وجود عدالة نحن أحلنا كل المتهمين في قضية الإرهاب إلى العدالة.. هناك أسماء جاءتنا من الولايات المتحدة الأمريكية وبعضهم قاموا بنشاط مثل الاعتداء على السفينة يو.أس.أس.كول.. وليمبورج الفرنسية وبعض تفجيرات ومطاردة السفير الأمريكي وهؤلاء نحن القينا القبض عليهم وبعض الأسماء جاءتنا من أجهزة استخبارات من دول الجوار جرى التحفظ عليهم.. وكان هناك رأي أن يستمر التحفظ عليهم.. وقوانيننا ودستورنا لا يسمحان بالتحفظ في السجن على شخص إلى ما لا نهاية.. اتفقنا أن يحال هؤلا إلى العدالة وقد أحيلوا بالفعل إلى العدالة ونحن ملتزمون بالأحكام القضائية التي صدرت بحقهم سواءً في تبرئتهم أو في سجنهم أو بإدانتهم فنحن ملتزمون بما يقوله القضاء.. وبالنسبة للذين هربوا من السجن صراحة هم هربوا في حين كانت قضيتهم شبه منتهية ولم تبقى من فترة العقوبة على كثير منهم إلا فترة سنة أو أشهر فكانوا منتهيين تقريبا في فترة العقوبة وهم أخطأوا عندما هربوا وقد تم إعادة عدد منهم أعدناهم بالتواصل معهم من خلال الحوار وتواصلنا معهم والبعض تم إلقاء القبض عليهم ونتواصل عبر إخوانهم الذين تم الإفراج عنهم بأن يعود من مازالوا هاربين ويقضوا ما بقي عليهم من فترة العقوبات وبعض الذين قد قضوا أكثر من ثلث المدة أو نصف المدة سوف يعفى عنهم ويتعهدوا بأن يكونوا مواطنين صالحين وأن لا يضروا بأمن الوطن و لا بمصالح الآخرين وأن يكونوا مواطنين صالحين وهذا شيء طيب.

نحن حاورناهم وناقشهم عدد من العلماء وأجروا معهم حوارات فكرية الكثير منهم أستجابوا ولم يتبقى سوى العدد القليل جدا من الذين لم يلتزموا أو هربوا أو خرجوا أو ذهبوا إلى العراق بدون معرفتنا هذا شيء طبيعي.. يعني أنهم أفراد لكن معظمهم في حقيقة الأمر أخطأوا وألحقوا الضرر بوطنهم وبأمنه واستقراره وهم يعرضون الوطن إلى الخطر الخارجي فكثير منهم اعترفوا بأنه كان خطأ رغم انتمائهم التنظيمي فتعهدوا أن يكونوا ملتزمين بالدستور والقانون وهذا شيء طيب.

قناة العربية: نلاحظ أن هناك تسامح في الأحكام في اليمن لمنتسبي القاعدة.

الرئيس:للذين لم يكونوا قد تورطوا في أعمال عنف هناك تسامح معهم.

قناة العربية:هذه إشارة للأحكام التي صدرت قبل ثلاث سنوات أو اليوم هناك تسامح معهم؟

الرئيس:لأنهم لم يتورطوا في عنف أو إرهاب عبارة أنه انتماء تنظيمي لتنظيم الجهاد أو القاعدة هذا هو الغرض ولكن أي شخص قتل أو فجر هناك أحكام أخرى بحقهم.

قناة العربية:عودة إلى هروب ثلاثة وعشرين سجيناً وما قيل بأنه كان هناك صراع يدور بين جهازي الأمن السياسي، وجهاز الأمن القومي ما مدى صحة ذلك؟

الرئيس:هذا غير صحيح لقد حفروا بأنفسهم النفق وكان هناك إهمال ظهر ذلك من خلال التحقيقيات التي اجريت و تبين أن كان هناك إهمال من قبل الحراس في جهاز الأمن السياسي وليس تواطوءا كما كنا نعتقد لكن مما اتضح تقريباً إنه إهمال وعدم القيام بالتفتيش أو عدم الرقابة عليهم أثناء إحتجازهم .. مشكلة اليمن أي شيئ يجري فيها يعتبر من الأشياء الكبيرة وتضخم ..لقد هرب مساجين في أفغانستان وهربوا في العراق وهربوا مجموعة من أماكن أخرى بالنسبة لنا في اليمن تقوم القيامة ولا تقعد إذا ماحدث شيئ من هذا القبيل .  

قناة العربية : هذا هو السؤال أنه ربما في اليمن تنظيم القاعدة تنظيم موجود لكن العمليات التي يقوم بها خفت كثير ما هو السر في ذلك؟

الرئيس:السر هو الحوار وأنهم شعروا أن ليس عليهم خطر.. اليمن بلد تعددية وبلد عنده قوانين عظيمة وأنظمة وعدالة وأنه ليس مصير أي عضو ممن يلقى القبض عليه الموت لهذا يقبل هؤلاء بالحوار ويأتي ويستسلم الكثير من المنتمين لبعض التنظيمات في بعض الأنظمة إذا لم تصل هذه العناصر إلى السلطة مصيرها الموت ولكن نحن هكذا رؤيتنا وحققت نتائج إيجابية .

قناة العربية:جماعة بدر الدين الحوثي ودولتهم هل انتهت القضية؟

الرئيس: بدر الدين الحوثي ومن معه نحن أبلغناهم بشيئين أولاً هم سببوا على أنفسهم وعلى الدولة بالتمرد وإشعال الفتنة في مرآن والرزامات تحت شعار" الموت لأمريكا ولإسرائيل" و قلنا روحوا قاتلوا إسرائيل .. هل تقاتلوها في هذه المناطق .. هو شعار باطل فهم يريدو يقولوا الموت للثورة وللجمهورية وأن يعاد حكم الإمامة الذي قضينا عليه قبل أربعة وأربعين سنة تحت هذه الستار الموت لأمريكا وإسرائيل.. طيب روح قاتل إسرائيل مش تقاتلها في الرزامات وصعدة.. هو شعار عندما رأوا حرية وديمقراطية وتسامح مثلاً نحن الغينا عقوبات الإعدام على الناصريين عندما عملوا انقلاب في 78م أعدم منهم مجموعة والبقية عفونا عنهم كما رأوا أنه في فتنة صيف 94م كان المفروض أن تحاكم وتعدم القيادات التي أشعلت الفتنة ولكننا عفونا عنهم.. فهؤلاء أشعلوا الفتنة في إطار التعددية ولإعادة النظام الإمامي وتحت شعار لماذا لا يكون النظام من يسمون من آل البيت أو من البطنين ..نظام يكون تحت اسم جمهورية إسلامية ديمقراطية أيا كان فقط أن تكون الخلافة في آل البيت ومن البطنين وتحت هذا الشعاررأوا بأنه إذا لم ينجحوا في مخططهم فإن الرئيس سوف يعفو عنهم لأنه سبق له أن عفى عن الأخرين وبالفعل عفونا عنهم والآن يتفاوضون هم مع السلطة المحلية لكي ينزلوا من الجبال ويعودوا مواطنين صالحين إلى بيوتهم آمنين مطمئنين والدولة تعيد بناء ما خلفته الحرب وإذا لهم وجهة نظر سياسية فعليهم أن يسجلوا أنفسهم كتنظيم سياسي ويعملوا في الساحة اليمنية كبقية القوى بشرط أن لا يكون حزباً فئوياً أو جهوياً أو مناطقياً أو أسرياً بإعتبار ذلك يحرمه الدستور, وربما قد تحل بعض الأحزاب طبقاً للدستور والقانون

إذا لم تصحح وضعها لأنها أنشأت على أسس فئوية أو أسرية أو عنصرية.

قناة العربية:لماذا لم تسلم الجثة الخاصة بحسين بدر الدين الحوثي لأولاده؟

الرئيس:هو كان ضمن قتلى دفنوا في المنطقة.

قناة العربية:سؤال أخير سيادة الرئيس ولو أطلنا عليك ولكن كما أشرنا إليه في التقديم رأيك في مستقبل العالم العربي من حيث الديمقراطية وهل نتحدث عن ديمقراطية مؤكدة؟

الرئيس:أنا لي وجهة نظر في الديمقراطية المروجين للديمقراطية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدءوا التسويق للديمقراطية في الشرق الأوسط مثلما سوقت الشيوعية نفسها أنها سوف تقدم العدالة للعالم الثالث على طبق وبدأ تسويقها سبعين سنة تقريبا .. والآن يجري تسويق الديمقراطية في المنطقة وفي العالم الثالث وهي مبادرة جيدة , والديمقراطية كفكرة جميلة يتطلبها العصر الذ نعيش فيه في القرن الحادي والعشرين.. لكن فقط ينبغي أن لا تفرض على الآخرين أنا أنصح أن لا تفرض الديمقراطية على الشعوب.

قناة العربية:الديمقراطية الأمريكية لها معاييَّر مختلفة ما لم ترضى بديمقراطية كفلسطين عندما اختاروا حماس؟

الرئيس:أنا أقول الديمقراطية كفكرة جميلة لكن تترك للشعوب لتحدد كيف ومتى ونوع الديمقراطية , نترك هذا للشعوب من أجل أن يكتب لها النجاح لكن إذا فرضت مثلما فرضت الشيوعية فأنه لن يكتب لها النجاح.. نحن في اليمن مجربين الشيوعية في جنوب الوطن.. لم تنجح وكانت تسللت إلى شمال الوطن لم تنجح وقاومناها.. الديمقراطية الآن نحن أخذناها بإرادتنا ولدينا ستة عشر سنة من التعددية السياسية.. وهي ناجحة في اليمن لأننا اخترناها بإرادة يمنية ولم تفرض علينا وهذا سبب النجاح للديمقراطية حاليا ونخوض المعركة الانتخابية مع عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية ولدينا عدد من المطبوعات والصحافة ورأي ورأي آخر وهذا جميل جداً ولهذا تلاحظ خطابنا حصيف جداً في الحزب الحاكم لا نخرج عن الإخلاق ولا نتكلم عن الناس أو نؤذيهم أو نشتمهم لهذا ندعوا كل الأحزاب السياسية أن تكون حصيفة في خطابها السياسي من أجل نجاح هذه التجربة ونشكل نموذجاً في الوطن العربي والإسلامي.. اليمن هو بلد الإيمان والحكمة .

قناة العربية:وهذا يدعوا للتفاؤل فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح شكراً جزيل على هذا الوقت الذي منحتنا إياه. الرئيس:شكراً جزيلاً.

نص المقابلة التي اجراها " موقع ايلاف " مع مرشح الرئاسة بن شملان
الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للتحالف القبلي ( علي ناجي الصلاحي ) في حوار شامل مع ( مأرب برس )
السنة النبوية هدتني إلى علاج نهائي للايدز .. و «نصرانية» أثبتت لي جدواه
أبو راتب.. الإنشاد بموسيقى الكلمة
مقابلة محمد بن سالم الشريف مع صحيفة الناس
مشاهدة المزيد