آخر الاخبار
للفرحة أكثر من معنى..!
بقلم/ سامي الكاف
نشر منذ: 17 سنة و 3 أسابيع و يوم واحد
الأربعاء 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 12:01 م

مأرب برس - خاص

تحركات للسلطة والمعارضة احتفاء بعيد الاستقلال وقودها الرياضيون والشباب:

مر أربعون عامًا على حصول في ما كان يُعرف باليمن الجنوبي على استقلاله من الاستعمار البريطاني، وفيما يُصر بعض مسئولي السلطة على اطلاق صفة "جلاء" على الحدث، جاء الخطاب الرسمي هذه المرة للاحتفاء بالعيد كتحرك موجهًا في اجماله نحو الشباب والرياضيين من خلال تكريس عدد من الأنشطة والمسابقات في يوم واحد - حد الخطاب ذاته- لإدخال الفرحة في قلوب المواطنين، في حين تهيأ المعارضة بتحرك مماثل.

طبقًا لـ/26 سبتمبر نت فإن عدن ستشهد بمناسبة عيد الاستقلال فعاليات فرائحية مختلفة حيث سيقام يوم رياضي مفتوح تقدم فيه الأنشطة الرياضية المختلفة من سباق الدراجات واختراق الضاحية والبطولة الشاطئية المفتوحة وألعاب الكونغ فو والجمباز وسباق الزوارق. بل ووفق المصدر ذاته: (وفي ألعاب أخرى في المدينة لإدخال الفرحة والبهجة في قلوب المواطنين والزائرين لمدينة عدن).

مدينة عدن، عدا ذلك، كعنوان رئيس، ستشهد مهرجانًا خطابيًا وشبابيًا كبيرًا في ستاد 22مايو الرياضي بمدينة الشيخ عثمان، سيلقي فيه رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح كلمة سيتطرق فيها - بحسب مصادر- إلى جملة من القضايا على الساحة الوطنية، بما في ذلك التحركات التي يقوم بها شباب في عدد من محافظات الجنوب.

قبل نحو أسبوعين، أسفر تحرك عدد من الشباب في محافظات الجنوب عن تشكيل مجلس تنسيق جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل عن هذه المحافظات.

عدا عن تدارس أوضاع الجمعيات في هذه المحافظات، خلص المجتمعون الشباب إلى ضرورة توحيد جهودهم ونشاطاتهم لما من شأنه تفعيل دور الشباب في الحراك الجنوبي المتصاعد باعتبارهم شريك أساسي وفيه.

فرحة الاحتفاء بالعيد هذه المرة لها أكثر من وجه، ومعنى.

ففيما تعد اللجنة العليا للاحتفالات لإقامة المهرجان الشبابي الذي يشارك فيه نحو 7 آلاف طالب وطالبة من عموم مدارس محافظة عدن - حد خبر 26 سبتمبر نت- ابتهاجًا بعيد الاستقلال، حيث سيقدم المشاركون لوحات فنية خلال العرض الشبابي تعكس الفرحة بعيد الاستقلال، تبدو فرحة شباب جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل في المحافظات الجنوبية مختلفة، أو قُل لها معنى مذاق آخر تمامًا.

جاء في بيان هؤلاء الشباب: (إننا كشباب في الجنوب نرى بان مستقبلنا ومستقبل الأجيال مجهول والمعاناة زادت عن حدها، فالوظيفة العامة حرم منها أبناء الجنوب وغدت حكرًا على أشخاص من المحافظات الشمالية مما أدى إلى اتساع رقعة العاطلين عن العمل لا سيما حملة الشهادات، كما إن الابتعاث للدراسات الجامعية والعليا هو الآخر يخضع لمعايير جغرافية ضيقة، بالإضافة إلى إن حق السكن وتكوين الأسرة أصبح من سابع المستحيلات أمامنا كشباب، وباختصار فان معاناتنا ليست مرتبطة بالحاضر فحسب وإنما بالمستقبل المجهول).

تختصر السلطة أحلام الرياضيين والشباب في اقامة فعاليات عابرة، بل وتعتبر ما تقوم به في هذا المجال، كاحتفاء بعيد الاستقلال، هدفًا لرسم البسمة على شفاه الرياضيين والشباب.

بحسب خبر نشرته صحيفة 14أكتوبر يوم الجمعة الفائت، فإن أحلام الشباب يمكن رسمها على الواقع.

جاء في الخبر: ( تستعد محافظة عدن هذه الأيام لاستضافة العديد من الفعاليات الرياضية والشبابية احتفاء بالعيد الأربعين للاستقلال. وأكد معمر الارياني الوكيل الأول لوزارة الشباب والرياضة- وهو في الوقت ذاته رئيس اتحاد الشباب- بأن الوزارة تهدف من هذه الفعاليات رسم البسمة على شفاه الشباب وأن يكون عيد الاستقلال بهيجًا وأن ترسم أحلامنا على الواقع وتكون كل الفعاليات ناجحة خاصة وأن الوزارة قد قدمت كل امكانيات النجاح).

الناظر إلى برامج هذه الفعاليات، عدا المبالغ المالية الكبيرة المعتمدة لها، يكتشف أنها مسابقات هي من الأصل من واجبات عدد من الاتحادات الرياضية مثل اقامة دوري عام لأندية الدرجة الثالثة في لعبة الكرة الطائرة!، هل سأل أحدكم هل للأمر أدنى علاقة بالاحتفاء بعيد الاستقلال، اذا ما قفزنا فوق أن مجرد دوري لأندية الدرجة الثالثة له علاقة مباشرة برسم فرحة على شفاه الرياضيين والشباب، بل و (رسم أحلامنا على أرض الواقع)..؟

لا أحد يدري هل يقصد الشاب معمر الارياني فرحته بمنصبه في وزارة الشباب والرياضة التي ارتسمت على أرض الواقع؟، لكن الأكيد الجميع يعلم أنه تم استحداث منصبه في الدولة كوكيل أول لوزارة الشباب والرياضة على حساب طابور طويل من الخبرات والكفاءات والأكبر سنًا بالتأكيد.

جاء في برنامج الرئيس الانتخابي مواصلة الاهتمام بالكفاءات الوطنية من ذوي التخصصات العلمية والإدارية والمهنية، وتطوير قدراتهم واستقطابهم للاستفادة منهم في مجال تطوير الإدارة الحكومية وفي إطار تطبيق مبدأ (الشخص المناسب في المكان المناسب).

عدا أن هذا المبدأ فقد مضامينه في أحايين كثيرة، عادة ما تخسر السلطة كل عام من خلال الاحتفاء بالأعياد الوطنية مبالغ مالية ضخمة من خلال بعثرتها على فعاليات شبابية ورياضية آنية لا طائل منها في الحياة الحقيقية للرياضيين والشباب، في مقابل ذلك ارتفعت نسبة الشباب العاطلين عن العمل فيما نسبة الفقر ارتفعت بشكل لافت للأنظار وبشكل مخيف، على الرغم من أنه جاء في برنامج الرئيس الانتخابي تبنّي برامج لمحاربة البطالة والفقر وتوفير فرص عمل للشباب والقادرين من خلال استقطاب وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية المُشغلة للعمالة في كافة مناحي الاقتصاد الوطني، وتأسيس برامج للأشغال كثيفة العمالة لتوفير فرص عمل في كافة محافظات الجمهورية، ومواصلة الاهتمام بالفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود ورعايتهم، وتحسين أحوالهم المعيشية والاجتماعية والارتقاء بحياتهم إلى مستوى أفضل.

اللافت أنه في مقابل أن عدن ستشهد الاحتفال المركزي بعيد الاستقلال، دعا شباب مجلس تنسيق جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل في المحافظات الجنوبية شباب الجنوب - حد البيان الصادر عنه- إلى التفاعل الايجابي والمشاركة الايجابية والتواجد في الاحتفال الجماهيري الكبير الذي سيقام في محافظة عدن التاريخ والصمود في 30 نوفمبر 2007م إحياء للذكرى الأربعين للاستقلال الوطني.