لجان وزارة التعليم العالي وزيادة المعاناة
بقلم/ علي صالح الويناني
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 05 أغسطس-آب 2013 07:58 م

يعيش الطلاب في ماليزيا اوضاع متردية جدا لما يعانوه من مشاكل المنح المتراكمة على كاهلهم في ظل غياب دام لعامين متتالين منشغلين بالاعتصامات والاحتجاجات واغلاق كل من السفارة والملحقية بشكل اسبوعي ومخزي. كل هذه التصرفات التي يقوم بها الطلاب كانت نتيجة طبيعية لما يعيشونه من الحرمان سواء من عدم استلام رسومهم الدراسية او المساعدة المالية الشحيحة التي تتصدق بها الوزارة عليهم متناسيين ان هؤلاء الطلاب هم نخبة المجتمع والتي يعول عليهم المجتمع ان يعودوا يوم من الايام الى بناء الوطن الجريح.

كل هذه التراكمات ادت بالأخير الى ارسال لجنة من وزارتي التعليم العالي والمالية لحل هذه المشكلات والمعوقات التي تقف امام الطالب في طريق تحصيله العلمي والثقافي وان تحاول ان تدفعه من درجة البحث عن لقمة العيش متنقل بين مبني السفارة والملحقية الى درجة البحث عن العلم وانجاز مهامه المناطة به عندما أرسل الى ماليزيا كدولة اصبحت تقترب من الدول المتقدمة في مستوي تطورها العلمي والثقافي والصناعي والتجاري وما الى ذلك.

اصبحت هذه اللجنة المكونة من اربعة اشخاص لجنة الامل او القشة التي حاول كل طلاب ماليزيا التعلق بها للنجاة من الغرق والضياع بين حيطان المبالغ الطائلة المتراكمة التي تطالبهم بها الجامعات. ولكن المؤسف في الموضوع ان هذه اللجنة لم تكن على قدر التطلع والامل التي حاول الطلاب ان يمنحوها بعد ان يأس هؤلاء الطلاب من اللجان الكثيرة التي زارت ماليزيا ونسيت همومهم بمجرد مغادرتها لمطار ماليزيا الا ان البعض علق على اللجان وقالوا " من كثرة المشاكل التي حملتها اللجان السابقة واوراق الشكاوي رموها في مطار ماليزيا بسبب عدم سماح الوزن المحدد لشركات الطيران لهم بحملها معهم مما اضطرهم الى تركها في براميل القمامة في مطار ماليزيا" قد لا يكون هذا الكلام صحيح ولكنه طريقة تهكمية لشرح الحالة التي وصلنا لها واختفاء المشاكل وعدم الفصل فيها من قبل تلك اللجان. بدءا الطلاب يتفائلون بقدوم هذه اللجنة ولكن لا حياة لمن تنادي وكعادة اللجان فأنها اكبر من ان تنزل الى مستوي الطالب وتفتح اذانها لهم لكي تسمع الى معاناتهم بل اكتفت ان تقضي اجازتها داخل غرف فندق التايم سكوير الذي يتمتع بالجودة والفخامة واطلالته الرائعة على شارع العرب المشهور في ماليزيا. لم يعطوا فرصة كافية لهؤلاء الطلاب كي يقابلوهم بل أصبحوا يختفون ولا نعرف سبب اختفائهم نهائيا ورفضهم لمقابلة الطلاب متناسين بدلات السفر التي تصرفها عليهم الدولة لكي يوقفوا بها معاناة هذا الطالب الغلبان.

استياء شديد يظهر في فترة وجيزة بين اوساط الطلاب في ماليزيا وفقدان الامل والخيبة أصبح يراودهم وبشدة كون هذه اللجنة الموقرة لم تقوم بحل اي مشكلة الى يومنا هذا سواء كانت مشاكل فردية او جماعية مع ان كل البيانات متاحة لهم وايضا الجامعات الماليزية مميزة بنظامها المتميزة التي تحصر لك المديونية بكبسة زر واحدة فقط وتستطيع تلخيص كل المشاكل في دقائق معدودة ولكن يمر علينا اسبوعين ولا يري الطالب المغلوب على امره شيء. الوقت الذي قد يفرق مع الطالب الكثير وقد يؤدي الى عرقلته ترم كامل وأشهر كثيرة لا تحسب له هذه اللجنة اية حساب وكأنهم في رحلة ترفيهية يقومون بالعمل على اقل من مهلهم بعيدا عن الجدية وروح المسؤولية التي لا بد ان تتصف بها اي لجنة او بعثة من اليمن.

جهود السفارة والملحقية والتي تقوم به اليوم من اجل ان تصل الصورة واضحة للجنة وافهامهم لما يدور حولهم وماهي معاناة الطلاب تقابل ببرود كبير جدا ومثالية عالية بعيدا عن الواقع الى يحكيه الطالب يوميا وبعيدا عن برودة بلاط السفارة الذي افترشه الطلاب لأشهر كثيرة وبعيدا عن لدغات الباعوض وانتشارها في اجسامهم. كل هذه المعاناة في سبيل المطالبة بحقوقهم تواجه من قبل اللجنة بلامسوؤلية واضحه مما يشعر الطلاب انها تصرفات عنادية من قبل اللجنة بعيدا عن الحس والامانة الوظيفية التي لابد ان يؤمن بها كل موظف دولة يشعر بالمسؤلية. كل هذا يا سادة واللجنة لم تفتح الا اربع ملفات رئيسية فقط وهم طلاب الاسلامية واكرام وسيدايا وابت ولم تفتح باقي الملفات للجامعات الماليزية التي تطالب الملحقية بمبالغ خيالية بالإضافة الى عشرات الطلاب الذين يعانون من مشاكل فردية معقده لم يتم النظر فيها الى الان.

فقدان الامل الذي يخيم على الطالب لم يكن بالجديد وانما قد مر مثله من قبل من كثير من اللجان التي اتت الى ماليزيا وتناست معاناتنا وهمومنا بمجرد رحيلها ولكن ما يمز لجنة الامل انها تناست همومنا قبل ان ترحل من ماليزيا وقد يكون السبب الى نوعية الرفاهية العالية التي يعيشون فيها في أحد أجمل الفنادق الماليزية في العاصمة.