آخر الاخبار
إلى الرئيس هادي وشباب الثورة في ذكرى حركة 13 من يونيو التصحيحية!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
السبت 15 يونيو-حزيران 2013 04:26 م

بمناسبة الذكرى الــ13 من يونيو التصحيحية نُوجه الدعوة لرئيس الجمهورية وشباب الثورة في التنسيق والاتفاق على تشكيل لجان للتصحيح أسوة بما عمله الشهيد الحمدي!؛فالفترة الذهبية التي عاشها الشعب اليمني في العقود الأخيرة ،فقط عندما حكم الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي من 1974-1977م بعد قيامه بحركة الثالث عشر من يونيو التصحيحية المباركة التي نحن في ذكرى انطلاقها منذ أربعة عقود خلت !

ثلاث سنوات سِمان كُلها أوجُلها خير ورفاهية وبناء وتخطيط وتصفية لأوكار الفساد والمفسدين ،أكلتها ثلاثة وثلاثين سنة عِجاف ، هي فترة حكم صالح التي دمرت الحرث والنسل والنسيج الاجتماعي ومَكَّنَ في المناصب اللصوص والمهربين والقتلة ومصاصي الدماء ، وورث الأبناء والأقارب في الثروة والسلطة ،ومهما ضللوا الشعب وتحدثوا عن منجزات لصالح ونظامه ،فإن ذلك إن حصل على ندرته طبعاً ، فمرده لاشك إلى تلك الفترة الذهبية لقائدها الرمز الشهيد إبراهيم محمد الحمدي والمُلقب بعفوية الطيبين اليمنيين من كل فئات المجتمع ، وبخاصة ذوي الفئة العُمرية فوق الخمسين بـ\" الرئيس الخَضِر\" تيمُنا بما هلّ على اليمنيين من الخير الوفير والأمن والاستقرار الذي نفتقده هذه الأيام ، وفي قيادته أيضاً تَحسنت أحوال الناس في شتى مناحي الحياة بعد أن وصلت بهم الأمور إلى الَسلْبِ والنَّهْب وانتشار العصابات والتقطع والقتل دون أسباب ،ونتيجة كذلك للنشاطات الإنتاجية والخدمية وسيادة العمل التعاوني في كل أرياف يَمنَّا الحبيب ،حيث وصَلت هيئات التعاون الأهلي للتطوير إلى قمة المجد والعطاء في عهد شهيدنا الغالي رحمة الله عليه ،كل ذلك حصل وغيره الكثير حيث لا يستطيع المرء التذكر بفعل الطمس المُمَنهج من قِبل نظام صالح على كل إنجازات الشهيد الحمدي التي حدثت في فترة قياسية لا تُقييم بعمر الدول والشعوب ،إلا أنها كانت تُعد بما يُمكن أن ينجزه أي نظام آخر عبر عشرات من السنين عند المقارنة ،وبخاصة لو تمت المقارنة مع الأنظمة التي تعاقبت على حكم اليمن الحبيب !

نعم! ثلاث سنوات سِمان قادها القائد إبراهيم ،وكانت جُلها خير وبركة للشعب اليمني في الداخل والخارج (المغتربون) الذين يُهانُون في هذه الأيام من قبل سلطات تأمرت على الشهيد الحمدي ومولت اغتياله ، بل وشاركت في ذلك الاغتيال بمالها القذر، فاغتالت قائدا بحجم أمه ،إنه رمز اليمن وباني دولته الحديثة!

لقد ألغى الشهيد من قاموسه اليومي التَسويف وثَبَّت بدلا عن ذلك ؛ اليوم نَفتَتح المشروع الفلاني وغدا سنفتتح المشروع الفلاني بدلا من وضع حجر الأساس وكل سنة تجدد دون إنجاز أية مشروع مما وضع لها حجر الأساس !؛ هذا هو الحمدي باني اليمن ومؤسس الدولة المدنية الحديثة !

نعم لقد قام بالثلاثة السنوات السمان بإحداث تطور هائل في الاقتصاد وبناء مؤسسات الدولة ،وبناء نوعي للقوات المسلحة أساسها التعليم والتدريب والتأهيل ومغادرة الرتب الفخرية القائمة على المغامرة والقوة ،بل أسس عقيدة جديدة اسمها التعليم والتدريب والتخطيط وحب الوطن ،فأسس الكليات والمعاهد العسكرية ، كما أهتم بالتسليح للجيش بحث يتواكب مع مستوى التعليم الذي يَتَحصَّل عليه الفرد في الكليات والبعثات العسكرية!

نعم أصدقائي : لقد فهمه الشعب فالتف حوله من أول خطاب له الذي وضح فيه حقائق الأوضاع وما ينوي عمله في المرحلة المقبلة ،فهبت الجماهير داعمة ومؤيدة ومنفذة لخططه دون تَردد مثل تخفيض غلاء المهور وعدم استخدام الرصاص في الأعراس وحتى الطماش! ؛إن خلافات الرئيس الحمدي العميقة مع قوى النفوذ وأبرز تلك القوى المشايخ الذين أعطاهم إجازة للذهاب إلى قراهم والانخراط مع أبنائهم في العمل هناك وخدمة أبناء مناطقهم بدلاً من تعطيل الدولة والتَحكُم في مفاعيل القرارات السياسية في صنعاء عن طريق إعاقة البناء والتقدم والازدهار!

ومن جملة إنجازاته إقناع العالم باليمن ودورها الذي يستحقه شعبها وموقعها الجغرافي المُمَيز ، وبأبنائه الذين أثبتوا في عهد الشهيد ابراهيم الحمدي أنهم أهل الريادة والتقدم والبناء والحيوية والتفاعل الخلاق المنتج ، كما هم كذلك أذهلوا العالم مرة أخرى في أيام وشهور الـ11من فبراير2011م!

نعم ! إن من إنجازاته العملاقة أيضاً قيامه بدور إقليمي عربي ودولي عندما دعا إلى عقد قمة بين رؤساء عدة دول في تعز الثورة حول أمن البحر الأحمر، وكذا انفتاح الحمدي والذي سماه العديد من السياسيين والخبراء برجل التوازن في العلاقات الدولية القائم على الندِّية والاحترام المتبادل ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للبلدان ، ودعم حركة عدم الانحياز ،وأهم انجاز له عليه رحمة الله ذلك التقارب مع إخوانه في الشطر الجنوبي من الوطن ، والاتفاق معهم على الكثير من الخطوات الوحدوية دون العودة إلى الجامعة العربية أو الاعتماد على الوسطاء العرب كما كان سائدا قبل ذلك ، لكنهم باغتوه في الاغتيال قبيل يوم واحد من نزوله إلى عدن لإعلان إعادة الوحدة اليمنية تتويجاً لجهوده المبذولة في سبيل ذلك !

أن الشهيد الحمدي كان قد أخرج اليمن من دائرة التبعية للشقيقة الكُبرى ، ومضى يرحمه الله نحو تحقيق الاستقلال الكامل للقرار الوطني دون العودة إلى الإخوة في الرياض!

كما أقام الشهيد الحمدي مشاريع اقتصادية مثل بناء سد مأرب بالاتفاق مع الشيخ زايد المُحب لليمن أصله الذي كان رحمه الله يتفاخر به ، فالرحمة والرضوان للشيخ زايد والشهيد الحمدي وجميع من سقطوا في درب النضال لتحقيق ما خَطط له الشهيد ابراهيم الحمدي ،كذلك بدأ في عهده التنقيب عن الثروات النفطية وهي من المشاريع العملاقة اليوم وتتقاطر الدول للفوز بعقود من هذا النوع!

واهم انجازاته يرحمه الله القضاء النهائي على الفساد والإفساد ومسبباتهما ، وما كان ليحقق هذه النقطة المفصلية في تاريخ الحكم في اليمن إلا بتضافر جهود كل اليمنيين الذين شكلوا الرقابة الشعبية الطوعية للتصحيح المالي والإداري ،فكانوا العون والسند للإبلاغ عن تجاوزات كائناً من كان ، والقائد إبراهيم كان سِميعاً وحساساً لكل بلاغ فيقوم بالتحري بنفسه ، ثم يُصدر قراره ،وبهذه المناسبة وقد بلغ الفساد ما بلغ في أيامنا الحالية ،ونتيجة لتشابه حركة الــ13 من يونيو التصحيحية إلى حد التطابق مع ثور الـــ11من فبراير ،لذلك كله ؛ فإنني أدعوا الرئيس وشباب الثورة دراسة وافية لحركة 13يونيو من كافة الجوانب وبخاصة آلياتها التنظيمية واللوائح المُسيرة لأعمالها، والتي تشكلت بموجبها اللجنة العليا للتصحيح وفروعها ،أي بمعنى الاستفادة من التجربة وإثرائها بما يستوجب التغيير، نتيجة لتطور الأحداث ومتغيراتها ، والعمل على إيجاد لجان للتصحيح على غرار تلك اللجان ، لنُسهم جميعا في الحد من الفساد والإفساد والتوجه نحو بناء اليمن الجديد الذي يتطلع إليه كل اليمنيين! ؛ وفي الختام أود أن أشيد بالنية والإخلاص الذي يتمتع به الرئيس هادي في سبيل إخراج اليمن من أزماته ،حتى يكتب له التاريخ ،ما كتبه للشهيد البطل إبراهيم محمد الحمدي ،وأطلب منه ان ينهي شهر العسل مع المتنفذين ومغتصبي السلطة ،وان يصدر قراره بإعادة تشكيل اللجنة العليا للتصحيح بكوادر الشباب المؤمنين بالتغيير ، والذين تدفقوا إلى مختلف الساحات من أجل ذلك وضحى المئات منهم بأرواحهم !

وبمناسبة ذكرى الثالث عشر من يونيو التصحيحية وتكريما لها ولقائدها الرمز الشهيد البطل أن يعين المهندس عبد الرحمن الحمدي نائبا له ،ليكسب التأييد الشعبي المستحق على قبوله بتحمل أعباء المرحلة والاستعداد التام بالتضحية في سبيل إخراج اليمن بعد ثورة الشباب الغيورين على يمنهم ،وليكسب التأييد المعبر عن النهج الذي طبقه الشهيد الحمدي ، ويرتضيه الشعب اليمني من خلال تجربته الفريدة ، والذي مازال كل يمني يتذكر منجزاته العظيمة عندما تُذكره به مقارنة مع أخرين! سيدي الرئيس إن فعلت ذلك تنال رضا ربك ورضا شعبك ،وأوصلت الرسالة اليمنية الوطنية لمن يريد منك ان تكون شماعة تحترق لإعادة ترتيب أوضاعهم ،ونحن ندرك مدى الضغوط التي تتعرض لها في سبيل ترتيب أوضاعهم بغض النظر عن رضا الشعب بذلك ،فهل بهذه المناسبة العظيمة نستطيع أن نستبشر منك قرارات كهذه التي يتطلع إليها الشعب اليمني ،نتمنى أن تصلك رسالتي هذه وتفكك معانيها وأهدافها ورسالتها وشعبيتها ،فهي في اعتقادي مفيدة لليمن واليمنيين ولا تنقص منك بل تزيدك حبا واحتراما وثقة من شعبك من أن الآتي هو الأفضل ،وان التغيير هو الأحسن ،وأن التصحيح هو السبيل الوحيد لتطوير اليمن وتقدمه ،وأذكرك أيها الرئيس بما قاله الرئيس الحمدي من أن \" التجريب بالمجرب خطأ والتصحيح بالملوث خطأ مرتين\" فلا تنسى هذه الحكمة وتفقد شعبيتك وثقة الناس بك فأنت الأمل بعد الله لان الشعب اليمني قد توافق عليك فلا تخذله في أن تكون سلما لإعادة إنتاج النظام القديم بثوب جديد!!

alasaliali@yahoo.com