قرارات جديدة في سوريا ..دستور وانتخابات و مرحلة انتقالية من 4 سنوات واتساب يضيف ميزة البحث العكسي عن الصور لتطبيق الويب الصور بعد الإعلان رسميا عن إصابته بسرطان البروستات.. نتنياهو يوجه رسالة إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة
عزة الإسلام وحدها هي من سلم للعالم العربي زمام السيادة والقيادة؛ وقد فهم ذلك وميز الفاروق عمر ؛ فكان فاروقا -لا لأنه أسهم في تمييز الحق عن الباطل بسيفه؛ بل لأنه أيضا ميز بين العزة والذلة بصفاء طيفه؛ فهو القائل : "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" فعمر الفاروق - رضي الله عنه- كان يقرأ الوطن العربي قبل الإسلام على أنه كان عبارة عن قطيع يقاد، ويتقاسمه أو يقوده الفرس والروم، فكان قسم منه يخضع للرومان النصراني، وآخر للفرس المجوسي، فكان العرب كالقطيع بجامع ان كلا منهما يقاد، وإذا كان القطيع قد وجد ليقاد فليس ذلك للآدمين الذين كرمهم الله فأبوا إلا الذلة.
جاء الإسلام فكان ما كان من انقلاب الزمان والقفزة النوعية؛،ولعل هذه القفزة يلخصها عمرو ابن العاص مجيبا عن سؤال ما الذي جاء بكم ؟ "جئنا لنخرج الناس -كل الناس وليس العرب فلا عنصرية مقيتة في الإسلام- من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" ففلسفة الإسلام للحياة الإنسانية معنوية، إذ تخاطب فيها الروح وليس الجسد، وهذا ما نفهمه من دلالة السعة التي تنخلع على الحرية، وليس على مسافة أو مساحة المجسمات والمجسدات؛ (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) فلم يكن المخاطبون يعانون من ضيق مادي بل معنوي يتعلق بالحرية؛ ولما فلسف الإسلام الحياة بالحرية؛ فرض لأجلها الجهاد؛ ولم يفرض كما يروج الأعداء لإكراه الناس على الدخول في الإسلام؛ لذلك ربط بين الحرية والجهاد، وبين المادية والذل؛ فكان الإسلام عزة للأمة؛ لأنه رفع من شأن /الإنسان المعنى/ بحراسة حريته من أن يعتدي أحد عليها؛ ليس لأن الحرية من مقتضيات أو مقاييس الوطن وليس لأنها مقياس حياة بل لأنها هي الحياة نفسها؛ فالجهاد إذا يحرس حياة الحرية؛ في حين أن القصاص يحرس الحياة المادية؛ ولقد عبر القرآن عن حارس حياة المادة في قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) ولقد عبر عن حارس حياة الجوهر /الحرية/ بقوله تعالى: (واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم) أي إلى الجهاد؛ وعليه نقول: إن العرب كانوا في حالة موت، فجاء الإسلام ليهبهم الحياة؛ حيث إن الإسلام لا يعترف بالحياة التي تتساوى فيها البهيمية والإنسانية؛ فالأولى وجدت لتُقاد، والثانية جاءت لتقود؛ إنما يعترف بحياة تميز الإنسانية بالحرية؛ فكان الجهاد لإحياء الموات (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)
لهذا فالفرس والروم يقرؤون التاريخ جيدا؛ حيث علموا ويدركون أن عزة العرب وسيادتهم تكمن في صحوة المارد الإسلامي النائم الذي أحيى الموتى وفي المقابل سيادة الفرس والروم تبقى ما بقي ذلك المارد نائما؛ لقد أيقظ الربيع ذلك /المارد العادل/ وقد كان أوشك أن يسلمه مقاليد الحكم في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن بيد أن الفرس والروم وبينهم اليهود قاموا ويقومون بتخديره تارة وتدويره عن اتجاهه تارة، ومحو أو بتر جزء منه تارة ثالثة؛ وهو ما يحدث الآن في سوريا! لماذا يريدون استئصاله في سوريا ؟؟ لأنه تقاطع مع ثلاثة أطراف؛ أو طرفين ووسط (الروم وإسرائيل والفرس)، وخير الأمور عند الطرفين أوساطها .
وهنا اصبحنا أكثر استيعابا وفهما للمؤامرة /المتناهية الحساب والمكر/ والموجهة ضد الحركات الإسلامية؛ لأنهم يعون تماماً أن هذه الحركات غير قابلة للعرض والطلب والبيع بالمزاد لمن يقدم عرضا أكثر؛ ولقد وعوا الدرس جيدا من المد الإسلامي الأول الذي سلب /السيادة المستبدة/ من أيديهم والتي بطبيعتها تتصادم مع طبيعة الإنسانية المفطورة على الحرية؛ ليضعها -أي السيادة - في أيدٍ أمينة توزع أمنها وعدلها ورزقها على الكل سوية ؛ سيادة تذيب العنصريات وتمقتها بالدرجة نفسها التي ترفع فيها الحق عاليا وتحفظ -ليس للعرب وليس للمسلمين كراماتهم وحرياتهم - بل للإنسانية جمعاء؛ لهذا هي سيادة ذات صبغة تناسب فطرة الإنسانية جمعاء (فطرة الله التي خلق الناس عليها) الناس جميعهم لا العرب أو المسلمين وحدهم؛ إذا فسيادة الإسلام عزة لأنها في أصلها رحمة؛ وسيادة غيره مذلة لأنها في الأصل عذاب؛ لهذا هم يحولون دون الحركات الإسلامية ودون وصولها ألى أماكن صناعة القرار لتيقنهم أن غير قابلة للمساومة ولن ترضى ببيع الأوطان لتشبع رغباتها وتستأثر بملذات الدنيا لنفسها .. ولست هنا في مقام تأليه هذه الحركات ولا قياداتها لكني أوصِّف حقيقة السيادة ذات الصبغة الإسلامية /قدسية المصدر/ ولا أقصد السيادة الإسلامية /قدسية التأويل/؛ لهذا كان خطاب الله تعالى لداود عليه السلام واضحا: (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) والحق هو الله؛ لأنه الوحيد سبحانه (له دعوة الحق) لهذا لم ينسب الحكم لداود مع أنه نبي فلم يقل له فاحكم بين الناس بحكمك إنما بالحق والحق المطلق هو لله وحده وأي إنسان يدعي لنفسه ما هو لله وحده فإن ما يأتي عن هذا المدعي فهو / أمحق/ وليس الحق أبدا؛،لهذا السوي يمقت من يستغل الدين لأجل مصالحه أو مصالح بلاده أو مصالح أسياده ليسمي نفسه-مثلا- ولاية الفقيه حتى يبيع الحق والبلد ووالد وما ولد بهذه الولاية الكاذبة التي لم يمكنها الله للرسل والأنبياء فكيف ينسبونها لأنفسهم هؤلاء الأدعياء .. يتحدث عن الله وينسب ولايته لله ويبيعنا للشيطان؛ وآخر يسمي نفسه دجلا /حزب الله/ ويقتل ذبحا كل ما يمت إلى الإنسان ، وآخرون يرفعون شعار /الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود/ وهم يقتلون اليمنيين وأحبهم إليهم قتلا الطيارين في الوقت الذي ينفذون فيه إملاءات من تسلط ضدهم الشعارات؛ وكأن الفرس وإسرائيل والروم تقاسموها بالسوية فهناك خطابات وحماسات وشعارات من (أيران/ حزب اللاة / حوثة/ تقابلها من إسرائيل وأمريكا وعيد وتهديدات .. وكل التنفيذات تصب فوق رؤوس العرب والمسلمين السنة دون غيرهم، فجعجعة أمريكا - مثلا- تسمع في إيران لكن طحينها في العراق، وجعجعة نصر اللاة سمعت وتسمع طويلا في إسرائيل وطحينها في سورية؛ أما جعجعة الحوثة فإنها مدوية حيث تصل إلى أمريكا وإسرائيل وعامة اليهود في العالم وطحينها في اليمن .. فثلاثتهم /الروم وإسرائيل والفرس/ جعجعات بعظهم يسمعون ويتبادلون وللمسلمين والعرب يطحنون !
إن ما يخجلني ويخجل الأمة الإسلامية شعوبا -في مثل هذا سياق يتكالب في ثلاثي الشر الروم وإسرائيل والفرس من جديد- موقف أغلب دول الخليج من هذا التآمر؛ حيث عقد مطبخان نتنان بدلا من مطبخ القاهرة مبارك؛ في كل من السعودية والإمارات مهمتهما محاربة الثورات لأنها قد تبني للأمة من جديد تلك الحضارات؛ ولأنها أفرزت الإسلام من جديد هذا هو ذنب الثورات عندما أفرزت ديمقراطيتها الإسلاميين فوحدت الخيارات. دعونا نفترض أنه قد تم التقسيم أي قد أُعطيت الفرس -جدلا - ثمن استخدامها من قبل الروم في تنفيذ أو تحقيق مصالح الغرب- العراق ذات الحكم السني سابقا بعد حرب ضروس، وسوريا لاحقا، واليمن تباعا، وقد تم هذا الحساب والتقاسم بموافقة دول الخليج -توقعا-على أن يبقى لهذه الأخيرة /الملك/ وليس مهم حتى الحكم فقد يكون فيه منازع وهو ما يحصل. إننا إذا ما افترضنا ذلك خاصة وأن السعودية من خلال سلوكها تجاه اليمن واليمنيين تقف مع الحوثيين؛ فظهور صالح على قناة العبرية عفوا العربية خير دليل؛ حيث قد وحد هذا الأخير صفوفه وجهوده مع الحوثيين ولنفترض فعلا أن ذلك التلاسن السعودي الإيراني حقيقيا (وليس على الطريقة الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية)؛،فإن هناك عدو لدود للجميع وهو صحوة المارد الإسلامي على أيدي الحركات الإسلامية الوطنية؛،
فمن أجل وأد الثورات لا بد أن تحبط هذه الحركات التي هي غير قابلة للبيع إذا فلا ضير أن يلتقي أعداء التلاسن الإعلامي ويوحدوا صفوفهم ضد التكفيريين وأنصار الشيطان كما يسميهم حزب اللاة إيران . إنه أذا ما صدق هذا التوقع وتناولت إيران العراق وسورية واليمن وجبة غداء ستعلن الانتصار وإنها حين ستعلن ذلك الانتصار والانبهار سوف تتناول لأجله دول الخليج قطع حلوى تحلي فيه وجبة الغداء وإن غدا لناضره قريب .. لكن هذا كد لا يمر بسهولة لأنه حسب النبوءة ستقف الشام واليمن ضد هذا التمدد "ثم تكون فتنة الدهيماء لا تترك بيتا إلا وأصابته منها لطمة ثم تكون جنود مجندة فرقة في الشام وفرقة في اليمن" وحال الشام لا يخفى على أحد وهاهم الحوثيون يحضرون لحرب في اليمن لتعلن فرقة اليمن عن نفسها وتحفر للفكرة أو المؤامرة الإيرانية فيها حفرتها (والله غالب على أمره) ولكن المتآمرين والمتقاسمين ومنهم رغم أنوفهم راضين لا يعلمون فالثورات مليئة بالمفاجآت فلن ترعبنا تلك الأمم الصافات فنحن نتيقن أن لله حسابات؛ فإذا صفت دول الخليج مع الطوفان -كرها للإخوان - وارتضت أن يكون الشام واليمن وجبة غذاء للمجوس (إيران) فإن حسابات الله قد تجعلها قطع من الحلوى تلتهمها في عيد الانتصار والانبهار والله متم أمره مهما تعاقب الليل والنهار.