حين دُفن الأمان ..لا عدالة في اليمن !
بقلم/ عبدالرحمن صلاح
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 14 يوماً
الخميس 06 يونيو-حزيران 2013 06:28 م

\"خطأ فادح\" بهذا الوصف عبّر ذلك الشخص المدعو \"شيخاً \" علي عبدربه العواضي عن حادثة مقتل الشابين حسن جعفر أمان وخالد الخطيب ، تلك الأرواح الطاهرة التي قضت عليها وحشية العقلية المتحجرة التي تعامل بها مرافقو المدعو \"العواضي\" حين أدعى أنهما قاموا بالتفحيط والتخميس أمام الموكب مما أدى إلى اصطدامهم بموكب العروسة المكون من نساء وأطفال، ولم يكن فيه من الرجال إلا سائقي السيارات، ولذلك فقتلهما واجب شرعي ودفاع عن النفس والعرض والمال - طبعا من منظور ذلك الرجل -.

يالله كم هي قاسية كلماته تلك، فضلا عن قساوة وبشاعة الجريمة نفسها، لا ادري بأي عقلية يعيش أمثاله، وأي قلوب يحملون بين جوانبهم، أتعجب بشدة ليس من الجريمة نفسها، بل من تصريحات ذلك الرجل وتعليقه على القضية.

ولعل ما يدعو الى التعجب أكثر وأكثر، هو تعامل المعنيين بالقضية معها، بدءاً بوزارة الداخلية التي أكتفت مشكورة بنفي القبض على المتهمين في الجريمة، فقط وبدون أدنى مسؤولية.

أكاد لا أُصدق أنه مضى أكثر من أسبوعين، و أرواح أولئك الأبرياء قد أُزهقت دون أي سبب يستحق الذكر، ومع ذلك لم يتحرك ساكناً من أجل القبض على المجرمين ومحاكمتهم جراء جرمهم الذي ارتكبوه، وسيُدفن الشهيدين وتُدفن معهم العدالة اللاموجودة، وسنبكي على أنفسنا فقط، أما هم فشهداء بإذن الله.

كلمات عظيمة، تلك التي نطق بها والد الشاب الشهيد حسن الخطيب ، حين قال أن الدم الذي دُفع، يعتبره لبنة في بناء الدولة المدنية الحديثة، فأقول له \"لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي\"..

وطني، تلك البقعة شديدة السواد من الكرة الأرضية حيث غابت العدالة دهوراً، ولم نكتشف تلك الحقيقة الا مؤخراً، نعم لقد عشنا في وهم وكذبنا على أنفسنا هروبا من الواقع الأليم، ولكن ما جرى في هذه القضية قد قضى على كل حلم في نفوسنا بعدالة تُقام على الجميع دونما تفريق.

شكرا حزب الإصلاح، فصمتكم يقتل حبكم في قلوب جماهيركم وأنصاركم في كل مكان ..

شكرا وزارة الداخلية، لأنكم أصحاب واجب وتحترمون مكانة \"المشيخة\" ..

شكرا فخامة الرئيس، فقضية \"الخطيب و أمان\" لا تقل شأناً عن أي قضية أخرى تشغل سيادتكم ..

شكرا للشعب اليمني، فأسبوع واحد كافٍ للتضامن مع اي قضية، تماما كما حدث مع قضية \"الخطيب و أمان\"..