محاولة قطع يد أردوغان
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 14 يوماً
الخميس 06 يونيو-حزيران 2013 06:16 م

حزب العدالة و التنمية أعظم نموذج لحزب إسلامي حاكم والأروع في مواجهته التحدي ،حكمه لدولة علمانية في عهده تجاوزت تركيا أزمتها الاقتصادية التي أوصلت البلاد للحضيض وانخفض مستوى الجريمة في بلد كانت تطبق عليه عصابات المافيا ورغم علاقات تركيا الدبلوماسية القديمة بإسرائيل إلا انه وضع لتركيا ثقلا في هذه العلاقة يجعلها بالنسبة لإسرائيل الصديق الذي تخشاه وتعمل له ألف حساب في واقع نعرف فيه أن أعداءها الآخرين من الدول الإسلامية وأولهم دول الممانعة لا يشكلون بالنسبة لها أي قلق يذكر

بعد ذلك أستغرب ان هناك من الإعلاميين و المفسبكين من يقرأ الأحداث في تركيا بنظرة ضيقة و يفسرها على هواه و كثير منهم فقط لكرههم لحكم الإسلاميين في بعض دول الربيع العربي يسقطون غضبهم على (إسلاميين) تركيا دون تمييز بين تجارب ناشئة و تجارب قديمة ..بين شعوب واعية و شعوب ألف باء ديمقراطية

بين شعوب رمت السياسة خلفها واتجهت للبناء والعلم و شعوب لا تفقهه إلا الصراع على السلطة والمماحكات السياسية

و كل شاردة وواردة وسقوط طير او تعثر طفل في شوارع تركيا يعدونه فشلا لأردوغان و حكومته وعندهم قطع الشجر جريمة أكبر من جرائم بشار في قتل البشر .. حتى أنهم أدعوا ان القتيل الوحيد الذي سقط بحادث سير خلال هذه الأحداث قتلته قوات أردوغان

لاحظوا ان نسبة كبيرة من منتقدي اردوغان - و أؤكد ليس كلهم - هم من مؤيدي بشار او الحاقدين على حكم الإخوان

أتمنى لو ان هؤلاء لم يخلطوا الأمور و التجارب و الدول فلكل دولة ظروفها و معاناتها أما القول انه لماذا يؤيد البعض منا ثورة و لا يعترف بأخرى فانه من السخف ان نعتبر ان كل احتجاجات شعبية تعتبر ثورة وإلا لكنا تحدثنا عن كم هائل من الثورات الحديثة التي شهدتها أوروبا و ما زالت تشهدها بين حين و أخر واعتبرنا ان مظاهرات وول ستريت قبل أعوام قليلة هي فعلا أم الثورات

احتجاجات تركيا التي اندلعت على خلفية خطة حكومية لإعادة بناء ثكنة عثمانية قديمة تضم مركزا للتسوق بالقرب من ميدان تقسيم احتجاجات صغيرة تزينها قناني الخمور التي لم يمنعها اردوغان منعا مطلقا وإنما كان البرلمان التركي قد اقر قبل أيام قانونا مثيرا للجدل يحد من استهلاك المشروبات الكحولية والدعاية لها فكيف سيفعلون ان منعها

احتجاجات تركيا نجمتها (بيرين سات) بطلة مسلسل فاطمة المعروفة بأدوارها التي تخدش الحياء والدين معا والتي لم يمنعها أردوغان من الاستمرار في فنها و لم يقيد حريتها

صحيح ان أردوغان بدا قاسيا و حازما الى حد ما في التعامل مع هذه الاحتجاجات مما جعل البعض يخشى من سقوط شعبيته في اسطنبول التي يديرها الإسلاميون منذ عشرين عاما إلا ان هذا لا يعني انه زعيم فاشل أو أن هذا دليل فعلي على ان الاحتجاجات يمكن ان تعتبر ثورة حقيقية

هل شاهدتم صور قناني الخمور و صور بيرين سات في ميدان تقسيم

هل هذه ثورة حرية و حقوق

هل تشبه ثورات الربيع العربي الذي خرج شبابه المطحون بحثا عن حرية حقيقية و وظيفة وطعاما وهي الثورات التي تجاهد حتى اللحظة لتحقيق أهدافها و تحيط بها المؤامرات من كل مكان و لا يد قوية تمتد لدعمها كما تمتد يد أردوغان ؟؟

د . بلال حميد الروحانيقراءة كونية لمصير الجنوب
د . بلال حميد الروحاني
مشاهدة المزيد