آخر الاخبار
الشراكة.. أعمل معك لا عندك
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 06 مارس - آذار 2013 05:53 م
 إذا لم نتطور ونتجدد ونتغير نحو الأفضل لتحسين ظروف معيشتنا وحياتنا وإذا لم نعترف بأخطائنا ونتجاوز نقاط ضعفنا وفشلنا ونتجه إلى الإمام فنحن شعب لا نستحق الحياة وسنظل نلتفت إلى الخلف أو نقف في المكان الذي نحن فيه وهذا مضيعة للوقت وضد نواميس وقوانين الحياة والطبيعة وضد تعاليم ديننا الحنيف الذي دعانا للتطوير والتجديد والتغيير في كل شئون حياتنا، قال تعالى: " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وإذا لم نتغيّر بعد كل هذا الذي حدث حولنا وفي بلادنا من ثورات وتغييرات وخضّات سياسية ونستفيد مما جرى ويجري ونقارن ونتمعن لنستنتج قانون التغيير السليم الذي يجنبنا الخضّات والانهيارات لنتجنب الدخول في صراع يدمرنا ويفتت بلادنا التي وحدناها بعد تضحيات ومعاناة كبيرة استمرت أجيال فإننا كأفراد وكمسئولين نفوت على أنفسنا فرصة استيعاب واحدٍ من أكثر دروس الحياة قسوة وضرورة وخطورة أيضاً وينطبق علينا المثل "على نفسها جنت براقش"
 إن التغيير والتجديد منهج حياة والشراكة والمشاركة بمعناها البسيط هي أن يصبح المواطن شريكا في العمل بمعنى الإنتاج وفي السلطة بمعنى القرار وفي الثروة بمعنى حصوله على كافة حقوقه من راتب وحقوق مادية نظير عمله وتعليم وتطبيب وكافة الخدمات وضمان اجتماعي والشراكة تعني تقاسم جميع مواطني هذه البلاد أوقات الوفرة والمال والبحبوحة وكذلك أيام الفقر والشظف لا أن يكون هناك قلة قليلة تتمتع بالوفرة والمال والبحبوحة وتنعم بخيرات البلاد وأغلبية تعاني شظف العيش وتتضور من الجوع ومحرومة من الخدمات.
إن مبدأ الشراكة الحقيقة يفترض أن يكون على قاعدة و مبدأ أعمل معك وتعمل معي لأجل اليمن فالمسئولية في الوزارة والمؤسسة لمن لديه كفاءة ويحمل ثقافة باعتبار إن الوظيفة العامة ليست ملكاً أو إقطاعاً لأحد وعليه فالموظف لا يعمل عند الوزير أو المسئول أو المدير لكنه يعمل معه وهناك فرق واضح بين العمل عند والعمل مع ومن هنا يحق للموظفين والمواطنين أن يتذمروا إذا لم يعاملوا معاملة الشركاء وجرى تقديم فئة قليلة عليهم من المقربين وأصحاب الولاء أياً كان هذا الولاء " اسرياً – مناطقياً- مذهبياّ- قبلياً- حزبياً" دون وجه حق .
 لقد اتفق العالم كله في مرحلتنا الراهنة وسنواتنا التي نحياها اليوم على مبدأ الشراكة لأنه الطريق الوحيد لاستمرار الأمن والاستقرار والتعايش الاجتماعي ويحقق عملية التطوير والتجديد ونسبة عالية من رضا الناس وفي الوقت نفسه يمنع وبشكل قاطع حدوث أي هزات وزلازل سياسية غير مرغوبة ويقف في وجه ظهور أو بروز تيارات متطرفة من أي شكل أو وفي أي اتجاه تتسلق الظروف وتستفيد منها لتنشر ثقافة التدمير والتفتيت لمنجزات ومكتسبات وطنية عامة تحققت بتضحيات غالية.
 وأخيراً : نرى ونسمع بعض المسئولين والشخصيات الاجتماعية والقادة العسكريين والمدنيين في بلادنا يفتقدون ثقافة الربط بين الأحداث والمتغيرات في الواقع ومن حواليهم فيظنون أنفسهم في منأى عن رياح التغيير مع أن ما حولهم يقول لهم صراحة إن التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة !