آخر الاخبار
علماء وعملاء ..البرق اليماني في كشف فضائح الشهرستاني
بقلم/ علي كاش
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
الأحد 03 يونيو-حزيران 2007 06:02 م

مأرب برس - خاص

وقفت أكثر مرة مفكراً في هذا الرجل اللغز وكنت أحاول إن أستعين بطرق التحليل النفسي لمعرفة طبيعة هذا العالم بعد أن عجزت طرق الأولين وجنجلوتياتهم وزايرجاتهم لفك طلاسم و أوفاق ورموز عسيرة الفهم في عالم العولمة وخاصة عندما يتعلق الأمر بعالم نووي أثار عواصف من الشكوك حول أصله وولائه وعلمه إضافة إلى مسؤوليته كطرف فاعل عن اكبر مشكلة واجهتها البشرية وهي تغلق أبواب الألفية الثانية بحرب دموية نثرت دمائها على عروس الألفية الثالثة وهي لم تطل بعد من عليائها.

 كانت حرب العراق الأخيرة حرباً كونية فاصلة بين ألفيتين أشيع فيها الكثير من الشبهات وتعدد الاتهامات حول العراق فصور كأنه حيوان خرافي ظهر من باطن الأرض ليحرق العالم وما فيه بألسنة النار الخارجة من فمه، حيوان شرس يحارب العالم كله مبتدأ من دول الجوار ومنتهيا بالقارات لديه إمكانيات برية وجوية وبحرية بإمكانها ن تتعاكس وتصل إلى القطبين الشمالي والجنوبي وربما كانت الحرب التي يشنها هذا البلد هي التي قصدها أينشتاين بقوله إذا بدأت الحرب العالمية الثالثة بالقنابل النووية فأن الحرب العالمية الرابعة ستبدأ بالهراوة، وانتهت كما توقع لكن بالنسبة للعراق فقط وليس العالم فقد أعيد إلى زمن البربرية على أيدي دعاة الديمقراطية؟ كانت الحلقة الأولى امتلاكه لأسلحة التدمير الشامل من ثم اتهامه بالإرهاب الدولي من خلال اختلاق علاقة مفبركة بين النظام العراقي السابق وتنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن؟ من ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى وهي اتهامه بأنه نظام دكتاتوري شرس قتل شعبه في هولوكوست حلبجة والدجيل والأنفال رغم أن هذا الأمر مضى عليه أكثر من عقدين وسط صمت عراقي وعربي ودولي مريب من الصعب إيجاد تفسير مناسب له؟ وتم الانتقال إلى حركة أخرى وهي التبشير بالحريات الأساسية والقيم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية وأفول النظم الدكتاتورية والتي أعتبر النظام العراقي السابق أنموذجا صارخا لها ؟ تعددت التهم والجرم واحد وهو الإبادة البشرية والمجرم نفسه النظام العراقي السابق والقاضي واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية؟ وفي غفلة من الزمن والضمير والإسلام والعروبة والقومية والإنسانية تضافر نشاط إخوان يوسف للإيقاع بأخيهم وتحولوا إلى الأخوة الأعداء؟ مضحين بجزء مهم من الوطن الأم وبشعب شاطرهم السراء والضراء وبذل الغالي والرخيص من اجلهم ولكن هذا لم يمنع من حلول الواقعة الكبرى التي ما تزال تلقي ضلال من الشك حول حقيقة دوافعها ونتائجها وما تزال وجهات النظر متباينة حولها لحد الآن؟ وكان هذا الرجل احد أضلاع الهرم النووي في العراق إضافة إلى العالم النووي المصري الذي اغتاله رجال الموساد يحيى المشد والعالم النووي العراقي جعفر ضياء جعفر، ويحمل الشهرستاني شهادة الدكتوراه في الكيمياء النووية و أعتقل من قبل المخابرات العراقية أثر تسريبه معلوما إلى المخابرات الإيرانية حول المفاعل العراقي النووي وقامت هذه بدورها بنقل المعلومات حسب قاعدة عدو عدوي صديقي إلى الكيان الصهيوني الذي وظفها في تدمير مفاعل تموز النووي عام 1981 وتمت أدانته بجريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام حسب المادة (56) من القانون العراقي لكن الرئيس صدام حسين أخذته الرأفة به فخففها إلى السجن المؤبد وبسبب الأحداث التي عمت العراق بعد اندلاع حرب الخليج عام 1991 تمكن الشهرستاني بمساعدة بعض الحراس من الهروب من سجن أبي غريب مشيراً بأنه هرب وهو مرتدياً بدلة عسكرية وبرتبة عقيد وتركه الحراس يخرج بسهولة وهي رواية تحتاج إلى الكثير من التمحيص وخصوصاً أنها جاءت على لسانه ولم يثبتها أحدا بعد أن قد قضى قرابة عشر سنوات في السجن وتوجه إلى السليمانية حيث ادعى بأنه شارك في الانتفاضة الشعبانية كما سماها ويسميها البعض الثعبانية لشدة سمومها من ثم توجه بعد هذه المغامرة المفبركة إلى بلده الأصلي إيران مع أسرته حيث أسس لجنة إغاثة اللاجئين العراقيين هناك ولم يلبث أن غادرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غامضة تثير الكثير من علامات الاستفهام؟ ويحكي الشهرستاني قصة حياته وهروبه في مذكراته التي نشرت باسم" الطريق إلى الحرية" وهي مذكرات ركيكة تضمنت الكثير من الحكايات المخترعة والمفبركة لا تتناسب مع وضعه كعالم، ففي الوقت الذي أنكر في أكثر من تصريح بأنه مستقل و لا ينتمي إلى حزب الدعوة حيث ذكر في لقاء مع الجزيرة " في الواقع أنني لم أكن عضواً في أي حزب إسلامي أو غير إسلامي فيما مضى بل أن سلطات النظام السابق هي التي اتهمتني بالانضمام إلى حزب الدعوة" ودخل البرلمان على هذا الأساس ضمن قائمة مستقلين فأنه في مذكراته يؤكد انضمامه إلى الحزب المذكور ويتحدث عن المخاطبات التي كانت تتواصل بينه وبين الحزب وهو سجين عبر الرسائل التي كانت تنقلها زوجته إليه خلال زياراته في السجن مستغفلة الحراس وهي رواية يصعب تصديقها فالسجناء السياسيين من المعروف عليهم رقابة خاصة يصعب اختراقها بهذه السهولة التي صورها لنا كما انه اعترف بأن لبس بدلة عسكرية برتبة عقيد هي أعلى رتبة في السجن لذلك لم يكن من ألسهوله اجتيازه نقاط الحراسة بالطريقة التي سردها؟ وانه لمن الجنون أن يتبادل الرسائل مع حزب محظور وهو يعلم أن عقوبتها الإعدام في الوقت الذي قدم معلومات كبيرة للمخابرات العراقية لتخفيف عقوبة الإعدام عليه. كما ذكر بأنه سجن بزنزانة انفرادية طيلة سنوات سجنه ولم يتمكن من التحدث مع أي بشر مما ينفي روايته المزعومة ؟ ومن الغرائب أن الشهرستاني فقط تمكن من الهروب من سجن أبو غريب في حين كان الأمر عصيا بل مستحيلا على غيره؟ كما أن الشاهد الوحيد على هروبه والمسمى صباح نوري الدين كونية وهو تركماني قد أعدم؟ بعد وصوله الولايات المتحدة الأمريكية بدأ يطلق العنان للسانه الفارسي بافتراءات صانعاً من نفسه بطلاً من خلال حرمان النظام العراقي من الحصول على أسلحة التدمير الشامل وهو يعلم أنه كان هناك العديد من العلماء العراقيين والعرب والأجانب الذين يمكن أن يحلوا مكانه بفعل الرواتب والحوافز والمغريات التي تجعل أي عالم يسيل لعابه لها وعقد سلسة من اللقاءات مع محطة بي بي سي بشأن امتلاك العراق للأسلحة النووية بأجور مدفوعة من إيران والكيان الصهيوني، و التقى برفيق السوء والضلال لص البتراء الشهير احمد الجلبي وتعاون التوأمان بتقديم شهادات زور للكونغرس الأمريكي أدعيا فيها امتلاك العراق لأسلحة التدمير الشامل وصدر على ضوئها ما سمي بقانون تحرير العراق التي مهدت الطريق لاحتلال العراق وهي أكذوبة فضحت بعد الغزو عام 2003 واعترفت الولايات المتحدة نفسها بعدم صحتها. وكبقية الزبانية جاء على ظهر الدواب الأمريكية إلى العراق وفي مسرحية مفبركة رفض أن يتولى رئاسة وزراء العراق في حزيران عام 2004مفضلاً خدمة العراق بطريقته الخاصة وبعد الانتخابات التي جرت عام 2005 فاز بمقعد نيابي وأنتخب كنائب لرئيس البرلمان، وكانت آخر مهامه اختياره وزيرا للنفط وهي الوزارة الوحيدة التي لم يدمرها الأمريكان وسيطروا عليها بالكامل ولم يتخلوا عنها لحد الوقت الحاضر؟ بعد أن تعهد لقوات الاحتلال بدعم وترويج قانون استثمار النفط والغاز وفتح المجال للاستثمارات الأجنبية للشركات الأمريكية لابتزاز هذه الثروة الحيوية والوحيدة منوهاً بأن العراق بحاجة إلى(12-20) مليار دولار للنهوض بثروته النفطية؟ ويتحول عالم الذرة بين ليلة وضحاها إلى عراف بإمكانه أن يستطلع المستقبل فيبرر رفضه المشاركة في المشروع النووي العراقي لأنه" كنت أعرف بان أي سلاح نووي بيد النظام العراقي سيستخدمه ضد الشعب العراقي أولا قبل أن يستخدمه ضد أي طرف آخر، وفعلا أستخدم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد الشعب العراقي قبل أن يستخدمها ضد إيران" وفي عبارته الكثير من التجني والافتراء ففريق الخبراء الذي أرسلته الأمم المتحدة إلى حلبجة لم يكن بوسعه أن يقرر أي طرف قد استخدم الأسلحة الكيماوية؟ كما أن التقارير الأمريكية أشارت وقتها بأن إيران وليس العراق من أستخدم الأسلحة الكيماوية في حلبجة؟ وإذا افترضنا جدلاً وجود الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد العراق فلماذا لم يستخدمها ضد إيران في الظروف الصعبة مثلاً عندما أحتل الإيرانيون الفاو أو عند تقربهم من البصرة؟ ثم لماذا يخفي العراق هذا السلاح الفعال ليستخدمه في نهاية الحرب؟ إما الأسلحة البيولوجية فأنها فرية لم يثبت أن العراق قام بإنتاجها؟ والأمر الآخر أن الشهرستاني أعتقل عام 1979 أي قبل ن يبدأ البرنامج النووي العراقي بعامين وهرب عام 1991 بمعنى انه لا يمتلك معلومات عن البرنامج النووي العراقي أو الكيماوي أو البيولوجي أللهم إلا عن طريق قراءة الغيب؟ أو ربما بوحي صفوي كان يراوده في سجن أبي غريب ويزوده بهذه المعلومات الخطيرة؟ من الافتراءات التي يحق أن يسجل بها براءة اختراع باسمه العلمي إضافة إلى اختصاصه الذري ما كشفه من سر دفين خفين عن العالم كله ألا الشهرستاني رغم عدم وجوده في العراق خلال الفترة1994-1995 فقد أدعى بأن النظام لعراقي فجر أسلحة كيماوية مصنوعة من اليورانيوم المخصب في المناطق الصحراوية المعزولة لغرض التخلص منها؟ وهي أحجية غريبة أن يكشف عالم وليس جاسوس ما لم تتمكن الأقمار التجسسية ومصادر المعلمات الأستخبارية في أمريكا وإسرائيل أن تكشفه رغم بعده آلاف الكيلومترات عن مسرح التجربة إذا أخذنا بنظر الاعتبار انه يقصد الصحراء الغربية بالرغم منه انه كعالم يفترض أن يتوخى المنطق في طرحه ويسمي هذه المناطق لغرض تحديدها من جهة وتثبيت صدق كلامه من جهة أخرى وملاحظة مدى تأثيرها على المناطق السكانية القريبة أو دول الجوار ومعالجة آثارها البيئية ؟ ويتوسع العالم غير الجليل في نظريته المبنية على فرضيات وأوهام قابلة للاشتعال على أرض الواقع فيدعي هذه المرة بان النظام العراقي قام بإلقاء براميل من الأسلحة الجرثومية والمواد الكيماوية الخطيرة في نهري دجلة والفرات؟ ولم تتمكن قوات المكدونالد الأمريكية من إثبات هذه التهمة الغريبة ولم يتم العثور على هذه المواد لحد الآن رغم التكنولوجية العالية التي تمتلكها القوات الأمريكية والبريطانية؟ ولا نعرف من الناحية العلمية والعملية فيما إذا كانت هذه المواد تحفظ في براميل أو غيرها؟ ولماذا لم تصدأ وتخرج موادها بعد مرور ما يقارب العشر سنوات؟ وما هي المدة الكفيلة بتلفها؟ ولماذا لا يساهم عالمنا الكبير بالبحث عنها وإخراجها حسب الاختصاص؟ ولماذا لم تطفو سمكة تلقت جرعة من هذه المواد في الوقت الذي طفت فيه آلاف الجثث مجهولة الهوية منذ تسلم هذه الحثالة قيادة العراق؟ وكيف تسنى للنظام هذه الفعلة و(12)مليون بعثي يشرب من مياه دجلة والفرات وهم محسوبين عليه؟ أليست الأمانة تفرض على عالمنا أن يتحرك عبر قوات الاحتلال أو الأمم المتحدة أو وكالة الطاقة الذرية وحتى شركة الكوكا كولا لإنقاذ العراقيين من هذه الكارثة ؟ وبعدها يتوجه الشهرستاني إلى الفلوجة لاستكمال مهمته الوطنية والعلمية والإنسانية لدراسة آثار ضرب المدينة بالقنابل الفسفورية والمخصبة؟ بلا شك إن عالمنا لا ينطق عن هوى بل بوحي أمريكي فخلال حرب الخليج عام 1991القت القوات الأمريكية ما يقارب (286) طن من اليورانيوم المنضب عبر أكثر من (8500) قذيفة صاروخية؟ وعام الغزو 2003 ألقت الطائرات الأمريكية أطنان من القنابل المخصبة باليورانيوم على العراق باعتراف العديد من الهيئات الدولية والمصادر الأمريكية نفسها وتأتي محاولة الشهرستاني لتحويل الأنظار والمسئولية من القوات الأمريكية إلى النظام العراقي لتحميله مسئولية الآثار التي نجمت أو ستنجم في المستقبل؟ وهي عملية في غاية الخسة والنذالة؟ لاسيما أن عدد الوفيات بمرض السرطان أمست ظاهرة مخيفة في جنوب العراق كما تشير التقارير الدولية بفعل القصف الأمريكي عام 1991 وغزو العراق عام 2003.

عند قدومه مع دبابات العم سام إلى العراق تنكر الشهرستاني للعمل في الحقل السياسي مكتفياً حسب تصريحه بتقديم المشورة والنصح للحكومة الجديدة وربما قصد من الناحية العلمية سيما أن الحكومة نفسها طرحت خيار التكنوقراط لتولى الوزارات، واستبعد الكثير أن يشارك العالم في الحياة السياسية بعد أن ظهرت أسماء أعضاء مجلس الحكم السيئ الصيت ولم يكن الشهرستاني من بينهم وربما يرجع الأمر لحساسية الموضوع لأصوله الإيرانية لذلك كان مقترح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي من منطق الوصاية على شعب ضائع بترشيح الشهرستاني لتولي رئاسة الوزراء قد أخذ طريقه إلى سلة المهملات لذلك تحول الترشيح إلى منافسه الطبيب الفاشل الجعفري الذي أقرن طموحه للمندوب السامي العراقي بول بريمر بأن الشهرستاني ليس عراقيا! كما أشار بريمر في مذكراته بأن اياد علاوي رفض ان يعمل مع الشهرستاني لنفس السبب ؟ وفي مناقشة لبريمر مع السيد حسين الصدر أكد له الأخير الأصول الفارسية للشهرستاني لكن بريمر ظهر هذه المرة كنسابة ومؤرخ عراقي فقد أوضح للصدر بأن عائلة الشهرستاني تسكن العراق منذ(300) عاما جاهلاٍ إن العرق الفارسي يختلف عن بقية العروق فقد أبتلاه الله بالحقد والضغينة؟ ويبدو أن الثعبان الشهرستاني بدل جلده خلال أقل من سنة وظهرت طموحاته السياسية إلى السطح كالجيفة التي تطفو فوق المياه. ففي مناقشة لبريمر مع التابع الشهرستاني ذكر الأخير بأنه يتفق مع السيد السيستاني على ضرورة تولي شخصية من السنة رئاسة الوزراء لصعوبة المهمة واحتمالات الفشل القوية لمن يتولى هذا المنصب وعليه ليكون الفاشل سنياً؟ وبدأت ملامح شخصيته السياسية بالوضوح بعد أن زال الضباب العلمي ففي مؤتمر عقده في النجف أتهم كالعادة الأطراف السنية بأنها تساعد على تقويض العملية السياسية وفرض القانون في العراق رغم أن كتلته المستقلة تدخل ضمن الائتلاف الشيعي في فزوره يصعب حلها فأن صرح بأنها من أوجد الائتلاف العراقي وهي التي اختارت هذا الاسم ومع هذا كله فأنها كما تسمى الكتلة المستقلة؟؟ وفي غير اختصاصه الذري يحذر العراقيين من أن جهاز المخابرات الوطني العراقي يبذل الجهود للتصنت على العراقيين بدل من القيام بواجبه في حماية العراق وأمنه؟ وبالطبع فأن جهاز الشرطة والأمن والحرس الوطني الذي تتوغل فيه المليشيات الشيعية هي خارج اختصاص العالم العميل؟ وفي محكمة العبث والنوايا الدنيئة صرح الشهرستاني بأن محاكمة صدام حسين ستكون باسم الشعب وهي محاكمة عراقية شرعية مبيناً أن جمع الأدلة قطعت مرحلة متقدمة واستكملت في البعض منها منوهاً " إننا لا نريد أن نحاكم صدام كما حاكمنا وإنما نريد أن نلتزم بكل معايير وأصول المحاكمات الدولية المقبولة" والغريب أن الشهرستاني لم يوجه تهمتي تفجير قنابل جرثومية وكيماوية في الصحراء الغربية أو يطمرها في قاع نهري دجلة والفرات؟ والأغرب أنه لم يعلق عن المحاكمة ويعلمنا فيما إذا كانت قد استوفت المعايير الدولية التي تحدث عنها ؟ جاء توليه مسئولية وزارة النفط وتولي باقري صولاغي وزارة المالية ليضعا حجر الزاوية لسيطرة إيران على الحياة الاقتصادية في العراق وفي الوقت الذي أشار فيه المالكي بأن سيتم ترشيح ثلاثة مرشحين لكل من وزارته وأنه سيختار أحدهم فأن وزارتي المالية والنفط استثنيت من هذه القاعدة لغاية في قلب خامنئي؟ وجاء ترشيحه مباشرة من السيد السيستاني بتأثير شقيقه جواد الشهرستاني زوج بنت السيستاني ووكيله المالي في النجف وكذلك دعم شقيقه علي الشهرستاني وهو صهر السيستاني ووكيله المالي في قم مما أضفى عليه هالة من القوة حيث أعتمده السيستاني كمراسل بين الحكومة العراقة والحوزة العلمية فقام مع توأمه الجلبي بالمهمة على أكمل وجه وهذا النفوذ مستمر مع وجود السيستاني في الحياة السياسية العراقية، وعندما أعلن المالكي عن تغييرات وزارية مرتقبة وبخ بقوة من قبل السيستاني ونجله محمد رضا لتجاسره على الإرادة السيستانية مما حدا بالمالكي بالاعتذار والتصريح في باب دار السيستاني بأن التغييرات الوزارية لا تشمل وزارة النفط؟ رسم الشهرستاني أحلاما وردية للعراقيين فقد أكد عزمه على وضع خطة متكاملة تؤمن وصول المشتقات النفطية إلى جميع المواطنين العراقيين فأستبشر العراقيون خيراً سيما وان وزيرهم عالما والعالم يتصف بالعلمية والمنطق والصدق، وذكر الشهرستاني من" أولى الأولويات عندي هو توفير المنتجات سواء برفع إنتاج المصافي العراقية أو استيراد ما يكفي وضمان إيصالها إلى جميع مناطق العراق بشكل متوازن وعادل يلمسه العراقيون" وكانت النتيجة عدم لمس العراقيون ارتفاع الإنتاج أو الاستيراد وإنما لمسوا ارتفاع أسعار النفط فقط وقد أرتفع خمسة إضعافه فبعد أن كان (40) دينار للتر الواحد أصبح (500) دينارا وارتفع سعر أسطوانة الغاز إلى (30) ألف دينار وبما يعادل(20) دولاراً هو اعلي من أسعاره في أوربا وأمريكا خلال استوزار الشهرستاني وفقاً لتوصيات صندوق النقد الدولي وأتخذ الأمر في البداية الطابع السري حيث تكتمت الدولة على كشف هذا الاتفاق لكن الوزير أضطر لكشفه بعد تزايد الضغوط الشعبية عليه فقد ذكر أن ضغوطاً هائلة تمارس من الحكومة العراقية لرفع أسعار المشتقات النفطية حتى يتم إسقاط الديون"؟ وعجز الوزير العالم من توفير ما يكفي من النفط لملأ لالة صغيرة أو فانوس بائس فاضطروا للاستعاضة عنها بالشموع كبديل للنفط حيث تطأ أقدامهم أرضا تحتوي على مليارات البراميل من النفط المكتشف منها فقط حوالي(80) حقلا؟ في العراق الجديد يتوفر النفط في أعماق الأرض لكنه لا يتوفر على سطح الأرض وهي مفارقة تدعو للعجب ويبدو أنها مقصودة لأنها تجافي المنطق السليم؟ وبدأت التطلعات الشهرستانية إلى الوطن الأم إيران في اختلاق أزمة الوقود ونجم عنها زيادة استيراد النفط من إيران من (250) إلى (750) مليون دولارا شهريا، كما قامت وزارته بضخ النفط الخام إلى إيران بسعر(5) دولار للبرميل الواحد في الوقت الذي تجاوز سعر البرميل في الأسواق الدولية(70) دولاراً كما أن الكمية التي تضخ إلى إيران غير معروفة وهي خارج نطاق الحسابات القومية؟ وفي لقائه مع الحاكم الإيراني في العراق السفير كاظمي دعا الشهرستاني الشركات الإيرانية لبناء مصافي لتكرير النفط في العراق لخبرتها الكبيرة في هذا المجال؟ كما وقع عددا من العقود مع إيران لتجهيز العراق بالغاز السائل؟ وفي زيارته إلى إيران العام الماضي أبرم اتفاقيات لتعزيز دور الشركات الإيرانية للقيام باستثمارات كبيرة في قطاع النفط العراقي؟ ما الذي حققه الشهرستاني في وزارة النفط؟ الجواب يرجعنا إلى تصريح سابق عندما سئل فيما إذا كانت هناك نسبة من عوائد النفط تخصص للميليشيات أجاب بأن هذا الأمر " كان خلال الحكومة السابقة " ويقصد حكومة الجعفري، ولكن الحقيقة أن الأمر استمر مع وزارته، فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز عن وجود سرقات كبيرة في القطاع النفطي موجهة أصابع الاتهام إلى الميليشيات المرتبطة بالأحزاب الشيعية الحاكمة التي تسيطر على نفط الجنوب وهي لا تستبعد أن تستخدم العوائد لتمويل الميليشيات سيما إنها قدرت العوائد المتسربة لها بحدود (5-15) مليون دولار يومياً على أساس احتساب قيمة البرميل (50) دولاراً؟ وتؤكد الصحيفة بأن سرقة النفط أمست أكثر خطورة بعد أن استخدمت لتسليح وتجهيز الميليشيات المتصارعة. وتشير المصادر بأن قيمة النفط الذي هربته الميليشيات الشيعية تعادل قيمة إنتاج النفط الليبي لمدة ثلاث سنوات؟ ويتم التهريب عبر مافيا إيرانية كبيرة سبق أن نوهت بها مريم رجوي عام 2006 في لقائهما مع البرلمان الأوربي وقدرت قيمة الكمية بحوالي (20) مليار دولار مما أشعل غضب الائتلاف الشيعي وانعكس بتشدده على موقفه في رفض وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق واعتبارها منظمة إرهابية؟ وقدر مسئول أمريكي قيمة النفط المهرب حوالي(16) مليار دولارا ويشار بان تهريب النفط العراقي عبر إيران إلى الإمارات العربية عبر ثمانية موانئ سرية. في حين قدر مفتش وزارة النفط ان قيمة النفط الهرب سنويا حوالي(4) مليار دولار.

ومن انجازات عالم الذرة تعاونه مع مدير عام المنتجات النفطية كريم خطاب وهو من الائتلاف الشيعي بسرقة تاريخية للنفط العراقي يقدر بملايين الدولارات من خلال شركة وهمية تسمى ( ارض بيروت) حيث تم نهب (100) صهريج عبر هذه الشركة وهي تعود للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، أصدرت هيئة النزاهة على ضوئها مذكرة توقيف في 5/2/2007 بحق الاثنين وكانت النتيجة غضب عبد العزيز الحكيم وعزل القاضي ضياء الكناني من قبل رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ويحمد الله انه لم يتعرض للاعتقال أو التصفية على أيدي قوات بدر كما هو معهود في مثل هذه الحالات؟ وجمدت القضية لغاية يوم القيامة؟ في رحلته إلى اليابان حصل المالكي على عبء جديد للعراق من خلال قرض قيمته(5/3) مليار دولار خصص منها مليار إلى وزارة النفط كما ذكر الناطق الصحفي للوزارة عاصم جهاد وسيتم صرف المبلغ لتأهيل مصافي الجنوب على حد زعمه، ومن المؤكد أن المال سيأخذ طريق إلى الخارج كغيره فمن المعلوم أن الإدارة الأمريكية أنفقت حوالي(1/5) مليارات دولار من حسابها و(8/3) مليار دولار من حسابات العراق المجمدة لتأهيل صناعة النفط ومنظومة الكهرباء وتسرب المبلغ كالضباب مخلفاً ورائه فانوس يستجدي عشر لتر من النفط ومدفأة أصدأت من ركودها وفشلها في تقديم خدمة ومولدة تزعق كالقطار طالبة سد ظمأها القاتل مع ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجوه تجار الشموع ودعوات من كتاب مفاتيح الجنان للمالكي والشهرستاني على هذه المكرمة الكبيرة لترويج تجارتهم في زمن الظلام العراقي الداكن؟ الوزارة الشهرستانية من الوزارات المميزة ليس في أدائها وإنما بالفساد المالي والإداري وقد أعلن رئيس هيئة النزاهة علي الشبوط بأن الهيئة أصدرت مذكرة بملاحقة عشرين وزيرا وبقدرهم وكلاء وزارات وسبعين مديرا عاما وان وزارة النفط بقيادة الشهرستاني تتصدر قوائم الفساد الإداري والمالي. وتتناغم هذه التهمة مع أداء مفتش عام وزارة النفط بأن حجم تهريب المنتجات النفطية والنفط العام بحدود (4) مليار دولار، وفي خطوة وطنية أعترف النائب كمال الساعدي في برنامج ملفات ساخنة بأن إيران حفرت بئرا عميقا قرب الحدود العراقية لسرقة النفط العراقي من باطن الأرض؟ ولم يكلف الوزير نفسه حتى التعليق على ما ذكره النائب وهذا الأمر يعود بنا إلى سؤال وجه إلى الوزير الشهرستاني حول لومه النظام الإيراني لفسح المجال أمام خفر السواحل الإيرانيين لتهريب النفط العراقي" وفيما إذا قدم مذكرة احتجاج إلى إيران بهذا الصدد فرفض الإجابة والتعليق في حين أن الجميع يعرفها؟ ولن تنتهي مآثر الوزير عند هذا الحد فقد كانت خاتمة منجزاته هو قانون النفط والغاز الذي وعد بتمريره وهو قانون يقدم النفط العراقي على صينية من الذهب إلى الأمريكان باعتبارهم أنقذوا العراق من النظام الدكتاتوري السابق وحولوه إلى مروج خضراء ترفرف في سمائها القيم الديمقراطية وعززوا من الحريات الأساسية و حقوق الإنسان العراقي وتجربتهم في منتجع أبو غريب أفضل دليل على ذلك؟ رغم أن حقوق العراقي لم تتجاوز بعد أرضية البسطال الأمريكي ارتفاعا إلى ألقيطان ؟ ولا نعرف أن نجاح سيكتب لهذا القانون في ظل الاحتلال وانعدام الأمن والاستقرار وحكومة وبرلمان مهددان بالركل إلى الدول التي قدموا منها في أية لحظة وفي ظل فساد مالي وأداري لم يسبق له مثيل في تأريخ العراق ودول العالم كافة؟ ووزارة هي صدى للصوت الفارسي والأمريكي حسب الأولويات هدفها الأول والأخير تخريب هذه النعمة بعد أن حولوها إلى نقمة؟ في المشاهدة التي حصلت داخل البرلمان العراقي كان الصراع الفارسي العراقي تجلى بصورة واضحة عندما خاطب النائب حسين الصدر عن التوافق الشهرستاني بالقول منذ متى يتطاول الإيرانيون على هامات العراق انظر إلى خارطة العراق من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها فلن تجد مدينة أو قرية باسم شهرستان؟ كانت تلك الجملة صرخة قوية تعيدنا إلى كلمة وامعتصماه ولكنها مع الأسف لامست قمة البرلمان ولم تلامس نخوة العرب؟ لذا يحرص الشهرستاني في لقاءاته بأن لا يوجه له سؤال عن أصله تلافيا من الإحراج والارتباك بعد أن ولج إلى قلب الحياة السياسية في العراق الجديد وتربع على عرش النفط محققا الآمال الفارسية الكبيرة للسيطرة على هذه المؤسسة الحيوية وتنفيذ مخططات التخريب في وقت تعاني اذرع الحكومة من القصر لمنع هذا الطبخات المسمومة ؟ لعل المستقبل القريب يكشف الكثير من الشبهات المحيطة بهذه الشخصية المركبة من عنصرين أمريكي وإيراني منذ هروبه من سجن أبو غريب بطريقة غامضة وفرصة مثيرة للشكوك لم تتسنى لغيره من السجناء وتوجهه إلى بلده إيران من ثم الولايات المتحدة الأمريكية وكيف سمح محور الشر وهو في قمة خوض تجربته النووية الاستغناء عن هذا العالم الكبير ويصدره إلى الشيطان الأكبر بعلامة تجارية مزيفة دون أن تستفيد منه وثالثة الأثافي ما هي علاقة الذرة بالنفط ولماذا لن يتولى وزارة التكنولوجية أو الكهرباء حسب تخصصه العلمي لغرض الاستفادة من علمه؟ و لماذا وافق الأمريكيون على توليه وزارة النفط وهي تخصهم بالدرجة الأولى وهي الوزارة الوحيدة التي لم تدمر إثناء الغزو؟ وهل هو واجهة استعراضية لمحور الشر أو الشيطان الأكبر رغم تناقض المصالح والتوجهات؟ أم أن هناك إستراتيجية موحدة بين الشيطان الأكبر ومحور الشر باعتبارها يجتمعان في مربع واحد وهو الشر؟ بمعنى انه يدير شبكة من المصالح المتضاربة بين جهتين تدعيان الخصام في العلن والحب والوئام في السر! أي التقية على الطريقة الأمريكية وهو مبدأ يبدو أن آية البيت الأبيض بوش قد استعاره من الحوزة العلمية للنجف بعد أن أثبت جدواه في العراق؟ أن جلوس الأمريكان على طاولة المفاوضات مع الإيرانيين في بغداد يعني أمراً واحداً هو أن التهديدات الأمريكية لإيران أشبه بفقاقيع رغوة تنفجر دون أن تبلل أحدا أو تترك أثرا؟ ومن المؤسف أن بعض العراقيين ما يزال مستمتعاً بمنظر هذه الفقاعات ويدافع عنها رغم انه يدفع تكلفة الماء والصابون؟

*كاتب ومفكر عراقي