وااا إيماناه.. وااا حكمتاه !.
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 22 يناير-كانون الثاني 2013 12:10 م

أصبحنا ( وطنا وشعبا ) محط سخرية كل من هب ودب . يسخر منا محللو الرياضة ولا يتعرضون لنا بدراسة ولا بتقييم فنحن بالنسبة لهم جسر عبور تدوسه أقدام الآخرين في طريقها للفوز . وعلى الملأ يسخر منا سفير إيران ويخبر العالم بأننا عالة حثالة .. لا مال ولا جمال .. لا قوات ولا رجال , ولا نرقى إلى مستوى يؤهلنا لنكون محور اهتمامهم وتجسسهم !. ويسخر منا السفير الأميركي في صنعاء حينما يرسم لنا خارطة الطريق مجبرا إيانا على إتباع إرشاداته المرورية ! منعطف لليمين ! لليسار ! قف ! دوران للخلف ! ومن يخالف حركة السير المرسومة فليبشر بالعقوبات القاصمة وأهمها تجميد الأرصدة المالية في البنوك العالمية . وفي خارج الوطن يعيش مغتربونا أقسى أنواع القهر والسخرية , فيُقال أن مواطنا خليجيا رأى يمنيا يشرب ( بيبسي ) وسأله من أي بلد هو ؟ فأجابه من اليمن , فقال الخليجي مستغربا ساخرا : يماني وتشرب بيبسي !! . ومن دواعي السخرية أن اللاعب الإماراتي الجنسية واليمني الأصل( عمر عبد الرحمن العمودي ) حصل على لقب أحسن لاعب في دورة خليجي ( 21 ) ومعه بضعة ملايين درهم هبة من حكام الإمارات , ولو ظل يمانيا لكان بائعا للحنظل في سوق سيئون ! كما منحت الإمارات بعثتها الرياضية خمسين مليون درهم مكافأة فوزها بالكأس , ونحن مازال أطفالنا يدفعون للدولة من جيوبنا ثمن أوراق امتحاناتهم مقابل الفوز بشهادة دراسية . 

وعلى المستوى الداخلي يطيب لنا أن نسخر من بعضنا , فيسخر منا طارق الفضلي حينما يزور ساحة التصالح والتسامح بخليط من الشخصيات , الجهادي الإسلامي ممزوجا بجيفارا الثائر الأممي , الأصيل التراثي بالجينز العصري . ويسخر منا الحراك حينما يقول طوينا صفحة الماضي بالتصالح والتسامح ويستعد لفتح صفحة جديدة أشد دموية لكل من يخرج عن الطاعة , ويبدأها بقمع مسيرة ( العدنيين ) التي رفعت شعار ( عدن للعدنيين ) , ولست بالمؤيد لهذه المسيرة ولا لأي عصبية مناطقية مذمومة , ولكنني أعجب من مهاجمة الحراك لهم وهو الذي فتح هذا الباب على مصراعيه أمام كل جهة تريد العودة إلى جذورها وحدودها , فغداً ستسمع كثيرا من الدعوات والأصوات المشابهة , فكم ستهاجم وكم ستحارب ؟ هذه بضاعتك ردت إليك فاحتملها !. وعلى مستوى القيادة يسخر منا الرأس وحكومة الوفاق بمحاولتهم إرضاء كل القوى في الوطن غير مفرقين بين الصالح والطالح ولا مميزين بين الفاسد والحسن , فليبق للمشايخ والمتنفذين سلطة وهيلمان , وللجرنالات والفاسدين قوة وسلطان , وليظل المواطن مهانا فلا مكان للمحاسبة والعقاب الآن . وأقسى منازل السخرية بنا أن ننتظر الحرية و الفرج ممن هو مكبل بالسلاسل الطوال والحديد الثقال . وصكت الثورة وجهها وقالت ساخرة : عروس عقيم !