الهوية الحقيقية لدعاة الانفصال
بقلم/ عبدالعزيز الصلاحي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوعين و يومين
الإثنين 03 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:54 ص

من يدعو إلى الانفصال بلا شك انه ليس بيمني , فالتاريخ والواقع والجغرافيا والثقافة والمجتمع كل ذلك يعبر عن يمن واحد وارض واحدة وشعب واحد ولحمة واحدة , فاليمني دائما وان عانى أيما معاناة يفتخر دائما بأصلة وتراثه وحضارته وعراقته , لم نقرأ ولم نسمع ولم نرى في التاريخ القديم والحديث أن هناك جنوب عربي ولا جنوب يمني منفصل عن باقي الأراضي اليمنية , كل ما في الأمر انه وقبل فترة من الزمن كان هناك احتلال لجزء من الأرض اليمنية فما إن ذهب المستعمر حتى عاد الفرع إلى الأصل .

الأرض اليمنية تحاكي بعضها البعض بأنها ارض واحده بسهولها وجبالها ووديانها وأنهارها , كل من ينتمي إلى الوطن لا يحب تمزيقه ولا تقسيمه , بغض النظر عن الأخطاء إن وجدت هنا وهناك وخاصة من النظام السابق لقد عدل في ظلمه بين كافة أبناء الشعب , فليس اليمني الذي يعيش في صنعاء او الحديدة او تعز بأفضل حال من ذلك الذي يعيش في عدن او المكلا أو شبوة , فكلهم مشكلتهم واحدة وهمهم واحد ومصيبتهم واحده إنه الظلم والاستبداد والجهل والفقر والمرض .

إن أولئك الأصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والأخرى بدعوتهم إلى الإنفصال لا يعبرون عن ضمير الأمة ولا يعبرون عن مطالب الشعب , إنما يدعون إلى مصالحهم الضيقة ونزواتهم اللعينة وشهواتهم الشيطانية , هذا إن كان أبائهم أو أجدادهم ينتمون الى اليمن , وإلا فمعظمهم وافدون ضاقت بهم السبل في بلدانهم فدخلوا إلى اليمن خلسة لاجئين ويريدون اليوم أن يحصلوا على وطن آخر ولكن في أرض ليست بملكهم وهوية تختلف عن هويتهم , هؤلاء لا يهمهم وطن ولا ارض ولا إنسان , هؤلاء لا يخشون لعنة التاريخ حين يقول عنهم أنهم من مزقوا ارض اليمن لأنهم لا ينتمون إليها .

إذا كان النظام السابق قد أساء إلى الوحدة فإنه قد أساء قبلها إلى الثورة وأساء إلى الحرية وأساء إلى كرامة الإنسان , هذا ليس عذرا وليس مبررا لأولئك ان يعالجوا الخطأ بخطأ اكبر , إذا كان النظام السابق قد أخطأ فهؤلاء سيكون خطأهم اكبر وجرمهم بحق الوطن أقبح , ان دعواتهم الشاذة والسيئة الصيت يعرفها الصغير منا قبل الكبير بأنها دعوات غير مشروعة وهي بالأحرى مشبوهة تعبر عن نفوس مريضة وشريرة , يقدمون اليمن لقمة سائغة للظلمة والمستبدين , ويجعلون منهم أبطال الزمان والمكان , ان دعوات هؤلاء تجعل الناس يترحمون على النظام الظالم المستبد , ويبكون على نظام التخلف والجهل والفقر والمرض , بل إنهم وبكل تأكيد يقدمون خدمة جليلة لمن ثارت عليهم الشعوب ولعنهم التاريخ .

اليمن اليوم يحتاج إلى من يجمعه لا من يفرقه , يحتاج إلى من يحميه من كيد الكائدين وحقد الحاقدين , يحتاج إلى من يقويه لا من يضعفه , يحتاج من يبنيه لا من يهدمه , يحتاج من يقوده إلى المستقبل ويحقق أحلامه لا من يعود به إلى الماضي ويجدد آلامه , لقد عانى اليمن كثيرا من ويلات التشرذم والإنقسام , ومن حكم المستعمر وعهد الظلام , واليوم خرج إلى الشوارع عن بكرة أبيه يلعن الماضي بكل مآسيه , ويبحث عن مستقبل مضيْ ومشرق له ولأبنائه وذويه .

يا دعاة الانقسام وتمزيق الوصال , ان دعوتكم عقيمة , مخالفة للفطرة السليمة , مخالفة لملة الإسلام القويمة , الإسلام يدعوكم إلى الوحدة ولم الشمل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( ولا تكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) , إن العروبة والنخوة والشهامة تدعوا القوة والحدة والكرامة , بل إن العالم اليوم أصبح قرية واحدة وأمة واحدة , يكاد لا يؤمن بالحواجز والحدود المصطنعة , قوة الاقتصاد في وحدة الشعب , قوة الأمة في وحدة الفكر والأهداف .

Azizaz45@yahoo.com