آخر الاخبار
التمرد الحوثي المذهبي في اليمن
بقلم/ د.ثروت الحنكاوي اللهيبي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و يوم واحد
الثلاثاء 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:02 ص
قراءة تحليلية مقارنة موجزة بين العراق المُحتل واليمن

شعار التمرد الحوثي الكاذب، حقيقته التي لا تُخظىء ابداً، هي: الموالاة للأميركان وإِسرائيل... اللعنة والموت لليمنيين والعروبة... النصر لولاية الفقيه الصفوية-الإِيرانية

خبرة \"حكومة ولاية الفقيه\" في آلية تفريق، وتشتيت وحدة المُسلمين، ليس وليدة ما يُسمى بـ \"الثورة الإِسلامية الإِيرانية\" سنة العِجف 1979، بل عمرها قرون عده مضت، نجد أصولها في الفكر الإِمامي الإِلهي الإثني عشري، الذي قسم جمهور المُسلمين إِلى مُعسكرين لا ثالث لهما، إِما: "إِمامي-صفوي يؤمن بولاية الخليفة الرابع علي بن أبي طالب"، التي تُعرف بـ \"عقيدة النص والتعيين\"، ببدعةِ: أن الله تعالى قد أمر بتلك الولاية، فحرفوا، وأولوا الكثير من الآياتِ القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، ثم وضعوا هُم، وأختلقوا رواياتٍ، نسبوها للأئمة الكرام أبناء الكرام، وهُم من مضامينها براء، ثم مَن يؤمن بها: فهو إِذاً \"مؤمن\".؟! ومن الداخلين الجنة بدون حِساب.؟

وإِما "كافرٌ، أو جاحد\"، لأنهُ لا يُؤمن ببدعة \"عقيدة النص والتعيين\"، لأنها مُجرد خُرافة، من خرافات الإِمامية-الصفوية، التي نجحت بها، في التغرير بعقول البُسطاء، والمُثقفين المهووسين بعاطفتهم، بعد أن حجروا على عقولهم.

وفي العراق المُحتل، نجد مثل ذلك الأمر واضح المعالم، لا يحتاج لهذا أن ينكر، ولا لذاك أن يحتج، ولا لآخر أن يُدافع، ونفسه الذي جرى، ويجري في اليمن.

قادة التمرد الحوثي في اليمن، تستخدم نفس الأساليب التي استخدمتها الميلشيات الإِمامية-الإِيرانية، في العراق بعد احتلاله سنة العِجف 2003، مثل \"فيلق بدر الإِمامي-المذهبي\"، الذراع الميليشياوي الإِرهابي، للمجلس الأعلى للثورة الإِيرانية في العراق، ثم ميليشيات الصدر، الذراع الإِرهابي الدموي للحوزة العلمية الإِيرانية، وغير ذلك من الميليشيات المذهبية، ومن اليقين الذي لا شك فيه، أن ذلك لم يكن ليجري في العراق، لو لم يكن الاحتلال الأميركي موافقاً عليه، ومُتحالفاً معه، ومُستفاداً منهُ، ومن هُنا يظهر كذب شعار \"حكومة ولاية الفقيه الإِمامية\"، بمُعاداة \"الشيطان الأكبر\"، الذي هو أميركا، ثم كذب شعارهم، بعد كل صلاة إِمامية \"الموت لأميركا\"، فهذه أميركا في العراق تحتلهُ، وتستبيح المُسلمين وغيرهم، لماذا لا تحاربوها بما يؤدي لموتها، كما يقول شعاركم.؟!

حقيقة الأمر، على الضد من ذلك بالضبط، تحالف وثيق، وعهود موثقة، وموالاة مشهودة، بين كافرٍ مُحتل، ومرجعية إِمامية مذهبية مُنافقة، سيما وأنهُما من الأضداد، الذي لا يُمكن الجمع بينهُما في الإِسلام، ولم نعلم أن عقلاً سليماً، مُسلماً كان، أم علمانياً، أم مُلحداً، يقبلُ أن يجمع بين: الجنة والنار، والحق والباطل، والأمانة والكذب، والإِيمان والكفر، والتوحيد والشرك، وغير ذلك الكثير، ولكن \"المرجعية الإِمامية\" استساغت، وقبلت، ووافقت بين الجمع بين الكفر الأميركي الذي يحتل العراق، والإِمامي المذهبي الذي يدعي الإِسلام، فكان نفاقاً بامتياز، وهم لا ينكرون ذلك، بل يتباهون بهِ، سيما وأنهُ يُمكنهم من سيادة/حُكم العراق، ثم نفسهُ الذي يجري في اليمن، حيث ترفع \"الحوثية المُتمردة\"، شعارها المُضلل إِعلامياً: \"الموت لأميركا، الموت لإِسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإِسلام\\\"، في حين أن حقيقة الشعار الحوثي، الذي لا تُخطىء أبداً، هي: الموالاة للأميركان وإِسرائيل...اللعنة والموت لليمنيين والعروبة...النصر لولاية الفقيه الصفوية-الإِيرانية.

نعم... ثم نعم، هذه هي حقيقة الشعار الحوثي-المذهبي.

فـ"الحوثية المذهبية الإِيرانية": هي مَن تُهادن، مَن حكمت عليهم بشعارها بالموت واللعنة، من خلال زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وهذا مطلب أميركي-صهيوني، ثم إِيراني-مذهبي، لأن عدم الاستقرار هذا، سيؤدي حتماً ما نشهدهُ الآن، من عدم الاتفاق، على الحد الأدنى المطلوب من الفُرقاء كافة في اليمن، ألا وهو \"الوحدة اليمنية\"، حيث وصل الأمر إِلى المُطالبة علناً بتقسيم اليمن، فهذا الناطق الرسمي للحوثيين، المُتمرد \"محمد عبد السلام\"، يُطالب بانفصال جنوب اليمن علناً، في لقاءٍ له مع صحيفة \"الهوية\" الحوثية، التي يتم تمويلها من \"حكومة ولاية الفقيه الإِيرانية\"، الصادرة يوم الأربعاء المصادف 18 تموز/يوليو 2012، أي بعد أربعة أيام فقط، من صدور القرار الرئاسي اليمني، بتشكيل اللجنة الفنية للحوار الوطني، التي حصل فيها التمرد الحوثي، على تمثيل بخمسة أشخاص، في مقدمتهم ذلك الناطق الرسمي بإِسمهم. ( ).

من جهتهِ، طالب \"الإِنفصالي علي سالم البيض\"، ومَنْ معهُ، بحق الانفصال الحوثي في الشمال، إِنهُ تناغم، وتطابق الرؤى العميلة، التي تستهدف وحدة اليمن، وحضارته، التي تفوق هاماتهم بكثير.

ما يجري في العراق المُحتل، من مخطط أميركي-إِيراني، لم يبق على حضارة العراق، وفق مُخطط استراتيجي، ترفض الحكومات العربية الاعتراف بهِ، أو على الأقل التحسب لهُ، هو الذي منهُ، يكون الإِنطلاق تجاه الدول العربية بالذات، وهذا ما نشهده في اليمن وغيرها، كضوء البدر في ليلةٍ ظلماء، ولم تكن \"المرجعية الإِمامية المذهبية\" التي تحكم العراق، سوى \"التمرد الحوثي\" بقادتهِ، ومُقلديه، وأتباعه، والمُتعاطفين معه في اليمن، فالتفكير الحوثي، لا يستطيعُ أن يضع مسالك حياته الخاصة، وليس مقاومة دولة، ومُحاربة جيش يمني، وجيش آخر سعودي، ثم يستخدم مُعدات مُتطورة في قتاله لها، يُصاحبها تكتيكات حرب عصابات، هو دونها بكثير، و...إِلخ، لو لم يأتِ، ولا زال يأتي \"المدد الفتنوي المُميت\"، من \"حكومة ولاية الفقيه الإِيرانية\"، وسيستفحل الأمر كما هو الآن مُستفحلاً، إِذا لم تُسارع الدولة اليمنية، وقبائلها، وأحزابها، ووجهائها، ومثقفيها، و...إلخ، إِلى وضع حد للتمرد الحوثي الإِمامي-الإِيراني، ثم القيام بحملةٍ يمنية وطنيةٍ مُنظمة، ومُمنهجة لاستئصاله، واجتثاثه من جذره، فهو سرطان، ينفثُ سموماً قاتله، حيثما حل، وأينما وصل، فاجتثاثه، واستئصاله، ليس إِلا مطلباً، وحُكماً، جمع بين الشرعية الدينية، والدستورية، والقانونية، والوطنية، والقومية، لأن الضرر منهُ كارثي، لا يُمكن إِجمالهُ، ولاكن يُمكن القول: إِنهُ إِستدعاءُ فتنة مذهبية، يشيبُ لها الرضيع، واحتراب يصل بين الأب وأبنه، الأخ وأخيه، والزوجة وزوجها وأولادها، ثم دماء بريئة تجري سيولاً، ونهراناً، وغير ذلك الكثير، كله من أجل أن تتسيد \"حكومة ولاية الفقيه الإِيرانية\"، الحُكم في البلاد العربية دون استثناء، إِنه سيناريو \"إِيليس الإِمامي الصفوي اللعين\".؟!

ابتداءاً: لم يكن في تفكيرِ، الشعب اليمني برُمته على الإِطلاق، إِلا الإِستثناء، الذي لا يُذكر، ويذوب في ظل ذلك الإِطلاق، أنه سيأتي يوماً على اليمن، وتكون هُناك حرباً أهليةً مذهبية_شعوبية، ثم لم يكن يخطر ببالٍ، أن يكون لـ \"حكومة ولاية الفقيه الإِمامية الإِيرانية\"، دوراً مُحرضاً، ومؤججاً، وفعالاً في تلك الحرب، سيما وأنه في مثل ذلك، يُستدل بالتاريخ، فالتاريخ اليمني منذُ قروناً مضت، كان وبتعبير دقيقٍ جداً: « اليمن عبر التاريخ مقبرة الغزاة، ومَن فكّر في دخول اليمن، من غيرِ أبوابه الشرعية، فسيواجه غضب الشارع اليمني، وحتى أولئك المنتفعين، سيتركونهم في أول فرصة.. وبالتالي فاليمن، يُرحب بالأشقاء، والأصدقاء، والشعب اليمني بطبعهِ، شعبٌ مضياف، وهو شعباً شرس في وجه الأعداء، لا يقبل الوصاية، ولا التبعية، وبالتالي النصيحة الإِستراتيجية، لكل مَن يهوى اللعب داخل اليمن، أن يكونوا مُسالمين، ومُحترمين للأرض، وللإنسان اليمني، أو يرحلوا، فاليمن اليوم، غير يمن الأمس، ووكلاء الشر في البلاد، سيتلاشى تأثيرهم، وينعدم بتوفيق الله تعالى، ثم بعزيمة الشعب اليمني العظيم.»( ).

إِذاً لما كان الأمر كذلك، فأين العلة، وأين المُشكلة.؟

الجواب على هذا السؤال تشهد لهُ الأفعال الحوثية المنافية لشرع الله تعالى، والدستور، والقوانين اليمنية، المُشكلة في أصلها، مؤامرة جمعت بين فصولها الإِنجيلية المُتطرفة/أميركا، والتوراتية المُتطرفة/الصهيونية، والإِيرانية التي جمعت بين ثنائي: العنصرية الفارسية-والمذهبية الإِمامية، ففاقت الإِنجيلية، والتوراتية أعلاه خطورة، ودموية، وقبلها حقداً، وضغينة تاريخية غير مُبررة، إِنها ببساطة \"نظرية المؤامرة الكبرى\"، التي يستهجنها الكثير من المُثقفين العرب، بينما فصولها في العراق المُحتل، واليمن الذي تعصف به الفوضى، وغيرهما واضحة المعالم، لم يبق ما يُمكن أن يُثار عنها، أو عليها أي شك، ولكن التفكير العربي، الذي لا يستطيع أن يواكب، أو يعترف، بما يجري من حقائق على الأرض العربية، دفعه إِلى أن يرفض القبول، بما يجب أن يقبل بهِ.

جوانب المؤامرة \"الحوثية الإِيرانية\"، التي تجري في اليمن، وتعصف به بقوة، شخصها أهلنا فيها، من أهلِ الحلم، والحكمة، ولعمري فإِن هذا التشخيص، مُما يُريح القلب، ويُخفف الضغط على العقل، ويُقلل ضغط الهواجس التي تعترينا، لأنه بهذا التشخيص، يعني \"تم وضع المبضع( ) اليمني، على مكان الداء الحوثي الإِيراني\"، وبالتالي \"سيقلع ذلك المبضع، ذلك الداء، ونُريحُ ونستريح\".

"الشيخ الجليل محمد بن محمد بن أحمد بن مهدي آل محن يزيد"( )، من الشخصيات اليمنية العديدة، التي حددت ما أشرنا إِليه أعلاه، ففي حوارٍ صحفي لهُ، يُجيب على أسئلة، تؤكد بدقة عالية ما ذهبنا إِليهِ، بل ما هو في تفكيرنا وغيرنا منذُ عقود خلت، وما كتبناه مُحذرين منهُ في دراساتٍ، وبحوث، ومقالات عده نشرناها على الانترنيت، ولما لهذا الموضوع من أهمية، سيما أيضاً دحر الإِدعاءات الحوثية-الإِيرانية، التي أجادوا فيها بتضليل الإِعلام، وخداع مَن يُصر على أن ينخدع، ثم المُنتفعين وما أكثرُهم، أِجدُ نفسي مُلزماً، في بيان بعضاً من النصوص مُشذبة، كونها حُجج، ودلائل، وشواهد ذات أهمية، وأتغاضى عن نصوص أُخرى تجنباً للإِطالة:

« الرشد: كيف تنظرون إلى صراع السلطة في اليمن، مع الطائفة الشيعية \" الحوثيين \" في الشمال، والجبهة التي في الجنوب \"الحراك\".؟ وهل تعتبر خطراً على الدولة ناجزاً.؟

وهل الورقة الطائفية، والشيعية، المذهبية اللعبة التي يتكئ عليها، سادة البيت الأبيض في ضرب السنة مع العرب.؟

الشيخ المهدي : الصراع، أو الحرب القائمة بين الدولة، والحوثيين لم تقم لكونهم شيعة، ولكن لأنهم خرجوا عليها بالسلاح، وكذلك المشكلة الأخرى في الجنوب، ليست لأنهم شوافع، أو سنة، لأن الدولة ليست في وادي الصالح، أو الطالح منهم، ولكن لأنها حرب تنخر في جسدها، والقضاء عليها، وبالنسبة للورقة الشيعية الطائفية، فقد لعبت بها أيدي الساسة الغربيين قبل ذلك، في أفغانستان، والعراق، وباكستان، ولبنان، وظهور جانب التعاطف الغربي على الشيعة في العالم، وعدم إدراجهم منظمات إرهابية واضح، وقد حدد الغرب المغضوب عليهم \"الإرهابيين\"، وحصرهم في المُسلمين السنة فقط، حتى وإن دافعوا عن أنفسهم، ودينهم، وبلادهم، وأعراضهم، وهذا أمر مُعلن، يعرفه الجميع، لا يحتاج إلى كثير بيان، وقد لمس الغرب من اليهود الصليبين، أن الرافضة الباطنية الشيعة، والعلمانيين أنصاره بين المسلمين، وقد تحقق لهُ الكثير بتحالفاته معهم في العراق، وأفغانستان،و إيقاف الحرب في اليمن على الحوثيين في الشمال، والحراك في الجنوب.

الرشد/ يطرح، ويردد البعض بين الفينة، والأخرى أن الوجود الأثنى عشري، في شمال اليمن بـ\\" صعدة \"، جاء عقب انتشار السلفية \" الوهابية \" في اليمن.؟ والتدخل للسلفيين في حرب صعدة، زاد من تعقيدها.؟

فما هو ردكم.؟

الشيخ المهدي : في البداية أنا لا أعتبر الحوثيين إثنى عشرية على الإطلاق، من باب الإنصاف لهم، وهذا ما أعتقده عنهم.. أن لهم ميولاً، وتوجهاً إثنى عشرياً في جوانب معينة، وكانت فيه النظرة، إلى ما ذكره العلامة بدر الدين الحوثي، في كتبه \"أحاديث الزهري\"، و\"دليل الطالب\"، و \"تحرير الأفكار"، بالإضافة إلى رسائل، وملازم ولده حسين الحوثي، التي تضمنت الإساءة البالغة للصحابة الكرام، بدءاً بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومروراً بعمر، وعائشة رضي الله عنهما، وهذا هو الشيء الذي يجعلني أقول: باقترابهم منهم، مع وجود خلاف في جوانب أخرى..

الرشد / لمسنا في الآونة الأخيرة تشجيع الغرب للشيعة في معظم الدول العربية، والإسلامية، أفغانستان، ومصر ولبنان، والعراق وغيرها، وما رددته وسائل الإعلام، حول نية الولايات المتحدة، لإدخال الحوثيين في إطار العملية السياسية في اليمن .. كيف تنظرون إلى مثل هذا.؟

الشيخ المهدي : الذي يراه الناظر أنها حرب صليبية، وتحالف أمريكي، صهيوني، شيعي، علماني، للقضاء على المنهج الإسلامي، وقد وجد الغرب والعلمانيون بغيتهم في الشيعة، ولذلك لم يتدخل في مناهجهم وعقائدهم، وكذلك البوذيين، والهندوس، واليهود، والنصارى، لهم حرية التدين والتعليم، بل حينما دخل الأمريكان العراق، لم يتدخلوا في مزاراتهم، وقبورهم، وخزعبلاتهم التي يقيمونها عند قبر الحسين، ويحضرها الملايين، لكنهم في المقابل: يقلقون من مدرسة تحفيظ، ومركز شرعي للسنة، يُدرس فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى اله عليه وسلم، بل وصلوا لمُجرد تغيير الاسم، ورفضوا بقاء إطلاق مُسمى معهد، على مركز تعليمي، طالبين تحويله إلى مدرسة، ولك أن تنظر إلى ما يحصل عندنا هنا في اليمن، من انسياق كثير من الكتاّب العلمانيين الاشتراكيين، في تحمسهم للغرب، واللهث وراءه، ومُجاراة وسائل، ومطابخ الإعلام الغربي، والشيعي الإثني عشري الباطني، في كثير من أطروحاته، وتهجمه على المسلمين السنة سلخاً، وتشويهاً، ووصفهم بالإرهابيين التكفيريين.. وعلى الرغم من حدوث، ووجود هذا \\\"التحالف الصليبي-الشيعي- العلماني\\\"، فإني أُراهن على زواله بإذن الله، واعتبرهُ شبيهاً بزواج المتعة، سينتهي في أقرب لحظة تنقضي معهُ مصلحة أطراف هذا التحالف، ولذلك فالعلمانيون دحرهم الشيعة في العراق، بعد تحالفهم الآثم على حرب السنة حين انتهت حاجتهم لذلك، ولذلك فهم في معظم دول العالم مُغفلون، لم يأخذوا درساً لما حدث لأصحابهم من قبل شيعة العراق، وكيف لعبوا بهم، وركلوهم بأرجلهم، ولم يعترفوا بهم، وصارت الدولة الآن تشكل من حزب الدعوة، والتيار الصدري، والمجلس الأعلى، والأحزاب العلمانية السنية مطرودة، أما الشيعة فقد رجعوا إلى أصحابهم، وطووا علمانيتهم، وسلموا الأمر لمراجعه.» ( ).

هنا عليَّ أن أتوقفُ مُصححاً لأستاذي الجليل \\\"مهدي\\\" رعاه الله تعالى، بالرغم من عدم معرفتي بهِ، فنحنُ أبناء العراق المُحتل، أقرب إِلى الحدث من شيخنا الكريم وغيره، التصحيح، هو: أن شيعة العراق براءٌ من كل ما تقوم به الدولة العراقية الفاسدة منذُ سنة العجف 2003، ولغاية التحرير إِن شاء الله تعالى، ومكن هذه التبرئة، باختصار لعدم الإِطالة، سيما وأنا أكتب مقالاً وليس بحثاً، أن وطنية أهلي شيعة العراق، على خط واحد مع وطنية أهلي من المذهب الآخر، أو مع مكونات المجتمع العراقي برمته، بمعنى آخر: لا يُمكن النيل من وطنية أهلي السنة، والشيعة، والنصارى، والتركمان، والأكراد، واليزيدية، والصابئة وغيرهم نهائياً، فوطنيتهم مفخرة التاريخ، فهُم مَن رفض الاحتلال الأميركي-الإِيراني، وكان مقاوماً، ومُجاهداً شرساً، نال من جنود الاحتلال، هذا من طرف.

من طرف آخر، من المعروف تاريخياً، أن الطغمة الحاكمة، تسعى دائماً إِلى ترتكن على \"حجة\" أو \"غطاء\"، يُمكن من خلالهِ أن تستدر عواطف العامة، وتجلبهم نحوها بشتى الطرق، لذا فإِن \"الطغمة الفاسدة التي تحكم العراق\"، وجدت وفق رؤيتها في \"الشيعة\" ذلك الغطاء\"، وتلك \"الحجة\"، مثلما وجد \"قادة الكرد الأنفصاليين\" في أهلنا الكُرد \\"حجة\\" و \\"غطاء\\"، بهم تُنفذ، وتُمارس مفاسدها، وفحشها، وأقل دليل على ذلك، أن محافظات العراق الجنوبية، تعاني من فقر مدقع، لم يشهده تاريخ العراق المعاصر.

أخلص أن أهلي شيعة العراق، أسمى من أن تُحالف الاحتلال الأميركي-الإِيراني، وأسمى من أن تقبل بالفساد، ولكن طغيان ذلك التحالف، هو الذي حجب أصواتهم، والدليل من ضمن الكثير، الاحتجاجات التي شهدتها بغداد والمحافظات الأخرى عام 2011 ، حيث اشترك فيها شعب العراق بمذاهبه، ومكوناته رافضاً الاحتلال، فضلاً كما أشرت منهم مَن لا زال يقاوم ويرفض الاحتلال.

ثم: هل يُمكن أن نُعمم أن كل أهلنا في \\"صعدة اليمنية\\" هم موالين للتمرد الحوثي – الإِيراني.؟ ثم هل أن كل مَن في صعدة، هو يقبل بتقسيم اليمن.؟ ثم هل كل يمني في صعدة، يقبل بالتجسس الإِيراني في اليمن، الذي أثار زوبعته، وكشف الغطاء عنه بقوة غير معهودة الرئيس \\"هادي\\" .؟

الجواب: لا... ثم لا قطعاً... مَن يقبل، ما يجري في صعدة من قبل التمرد الحوثي، هو مَن اشترى ذممهم قادة ذلك التمرد، جراء الفقر، والحاجة، الناتجة عن بطالة مُستشريه، ثم ضعف تواجد الحكومة اليمني الفعلي، جراء الفوضى العارمة، التي نتوسل لله تعالى، بأن تصب نارها صباً، على أعداء اليمن، أعداء الإِسلام، أعداء العروبة، من جهاتهم الأربع.

تبع لاحقاً القسم الثاني إِن شاء الله تعالى