آخر الاخبار
عالجوا الأخطاء سريعاً
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 3 أيام
الثلاثاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2012 03:19 م

• كتب الكثير عن الثورة اليمنية الـ26من سبتمبر والـ14من أكتوبر سواء من خلال المذكرات أو الكتب أو الندوات التوثيقية أوالمحاضرات أو المقابلات والكتابات التحليلية، وظل كل ما كتب وقيل حتى الآن يتحدث حول الثورة اليمنية باعتبارها نتاج نضالات اليمنيين ضد الظلم والإسبتداد والطغيان من قبل الحكم الإمامي الكهنوتي أو الإستعمار البريطاني وكل ما كتب وقيل عن الثورة اليمنية ظل يؤكد بالشواهد وسرد الأحداث والتفاصيل الموثقة وشرح الواقع ما قبل الثورة أن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ثورة بكل ما تعنيه مفاهيم الثورة وما تتحدث عن تعريفاتها الأكاديمية المدرسية أو تلك التعريفات المستنبطة من واقع النضال اليمني من خلال التفاف الشعب ووقوفه ومساندته للثورة وتقديمه آلاف الشهداء من أجل انتصار الثورة، وظل قادة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ومناضليها من ابناء اليمن يتحدثون ويكتبون عن الأمجاد والبطولات التي أجترحها أبناء الشعب من الشمال والجنوب والشرق والغرب من أجل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر فكانت الكتابات والمحاضرات والكلمات الرسمية والشعبية في اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي والمناضلون اليمنيون يتحدثون ويمجدون بطولات أبناء الجنوب في الدفاع عن الثورة اليمنية سبتمبر ويشرحون بطولاتهم في صنعاء وعمران وحجة ويعددون شهداءهم ويسردون كيف هب القادة الأبطال والمقاتلين الشجعان من مدن الجنوب للدفاع عن ثورة الـ26من سبتمبر وكيف أصبحت صنعاء وتعز وأب والحديدة بعد قيام الثورة اليمنية سبتمبر قواعد انطلاق ودعم وتسليح وتدريب للمقاتلين الأبطال بعد اندلاع ثورة 14أكتوبر من جبال ردفان الأبية ولم يستطع أحد من أولئك منظري وناعقي أبواق الإنفصال بالأمس الحالمين بالمشيخات والسلطنات أومن يسمون أنفسهم أصحاب الحق الإلهي بالحكم أن ينكروا أن الأبطال من فجروا ثورة الـ14من أكتوبر من جبال ردفان هم من عادوا من معارك النضال والبطولة للدفاع عن ثورة سبتمبر.

• ولسنا اليوم بحاجة إلى إيراد الشواهد والأدلة والتواريخ والأسماء فهي مدونة في صفحات الكتب والدراسات والندوات والكتابات التي تحدثت عن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ومن يعود إليها سيعرف الكثير.. كما إننا لسنا بحاجة للدفاع والحديث عن واحدية الثورة والنضال اليمني فمنذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تواجد نفر قليل بيننا في الشمال والجنوب يشككون بثورة سبتمبر ويوصفونها بإنقلاب عسكري وبثورة لـ14 من أكتوبر ويصفونها بتمرد قبلي ويشككون بواحدية النضال اليمني، وهؤلاء هم من قامت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ضدهم وبقيامها فقدوا مصالحهم فقد كانوا خلال50عاماً أقلية بل أفراد يعدون بالأصابع تفرقوا هنا وهناك وظلت دعواتهم صغيرة وتخرصاتهم غير مقبولة وظلت عجلة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تدور إلى الأمام محققة بعض الإنتصارات والمكاسب للشعب وكانت الثورة اليمنية تتعرض للإنتكاسات وتخوض التجارب وتعيش الإخفاقات ولكنها تخرج من انتكاساتها وإخفاقاتها بدروس المراجعة والتقييم لتنطلق مرة أخرى صوب تحقيق الأهداف العظيمة التي اعلنتها في الـ26 من سبتمبروالـ14من أكتوبر حتى وصلت بالوطن إلى يوم الـ22 من مايو90م بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية والتي اسماها العديد من المفكرين والسياسيين والكتاب بالثورة اليمنية الثالثة .

• ولأن القادة الذين حققوا الوحدة أو الثورة اليمنية الثالثة لم يكونوا عند مستوى أحلام وطموح اليمنيين فقد فشلوا في المحافظة على الوحدة أو تجذير الثورة اليمنية الثالثة فغرتهم المناصب والسلطة ولعبت بعقولهم الثروة والمال وغلبتهم نزعاتهم الفردية التسلطية فكانت حرب تدمير الوحدة التي كادت تقضي على الثورة اليمنية الثالثة بأيديهم فانتعشت دعوات الإنفصال والتشكيك بواحدية الثورة والنضال اليمني كرد فعل طبيعي لممارسات الإقصاء والتهميش وغياب العدل والإنصاف وسيادة نمط الفرعنة في الحكم في مختلف المستويات من الأعلى إلى الأدني وكان الكثير من العقلاء والوحدويين من أبناء اليمن ينادون ويصرخون على مدى أكثر من 17 عاماً بضرورة معالجة أخطاء وجرائم البشر التي ارتكبت وأولها معالجة آثار حرب صيف 94م التي دمرت الوحدة، لكن النظام السابق بقيادة “ صالح” ظل يواجه كل ذلك بأذن من طين وأذن من عجين بل عندما تفجر الحراك السلمي المطلبي واجهه بالقمع والقتل فتسلل دعاة الإنفصال والتشكيك بالثورة اليمنية وواحدية النضال اليمني وتوسع منذ 94م التهميش والإقصاء وكبرت المظالم وهي ارض خصبة للدعوات الإنفصالية والإنعزالية وجاءت التعبئة ضد كل ما هو وحدوي ويمني وله علاقة بالثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر متطابقة مع ممارسات يومية على أرض الواقع ضد أبناء المحافظات الجنوبية، فتوسع تيار التشكيك بالثورة اليمنية وواحدية النضال وتصدر زعامة هذا التيار من يريدون تصفية حسابهم مع خصومهم سواء ثوار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر أو من دمروا الوحدة اليمنية بالحرب متكئين على كم هائل من غياب العدالة والتهميش والإقصاء والظلم والإستبداد ونهب الثروات وعدم المبالاة بمعاناة الناس والركون إلى أدوات القمع والقتل والتجويع، ولأن الإيمان بالثورة والوحدة والدفاع عنهما مرتبط بتنفيذ أهدافها وتحقيق مصالح الناس فإن قادة ومناضلو الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وأبناء الشعب ظلوا أوفياء للثورة اليمنية، لأنها حققت بعضاً من أحلامهم ومصالحهم برغم بعض الإنتكاسات والإخفاقات التي حدثت في شمال الوطن أو جنوبه، لكن جيل الوحدة يرى أن الوحدة اليمنية لم تقدم له شيئاً بل وقضت على ما حققته الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من منجزات وخاصة فيما يتعلق بمكتسبات القطاع العام ومجانية التعليم والصحة والأمن والأمان واستطاعت القوى الإنفصالية والإنعزالية دغدغة مشاعر جيل الوحدة ومخاطبة حاجاته فأصبح يرى فيها اليوم ما كان يرى جيل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في قوى الثورة وتياراتها وأحزابها في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

• وإذا كان شباب اليمن قد تنفسوا الصعداء بإندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية وخفتت دعوات ورايات الإنفصال وتوحد أبناء اليمن لإسقاط النظام السابق الذي يتحمل مسئولية القضاء على مكاسب الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتدمير الوحدة اليمنية ولكن ما لاقته الثورة الشبابية ومحاولات حرفها عن مسارها وعدم البدء بخطوات عملية لمعالجة آثار حرب صيف 94م وخاصة فيما يتعلق بالتهميش والإقصاء والنهب والفيد واستمرار الحال كما هو عليه أو الإستفزاز باستمرار مبدأ الوحدة بالقوة وعدم الإعتراف بالأخطاء ومعالجة آثار المظالم كل ذلك سيوسع من تيار الإنفصال والإنعزال وسيدفع بمجاميع جديدة إليه من الشباب ومن القادة والناس الذين يرون أن مصير الثورة الشبابية سيكون أشبه بمصير الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ومصير الوحدة اليمنية . فهل يدرك العقلاء ما تمر به اليمن ويبدأون بخطوات عملية مؤثرة لمعالجة الأخطاء والجرائم التي أوصلت أبناء اليمن الواحد ومن ناضلوا سوياً في سبتمبر وأكتوبر للخلاص من الحكم الإمامي والإستعمار والسلاطين والمشيخات إلى ماهم عليه اليوم من كراهية وبغضاء ومطالبات وعمل متواصل لإعادة اليمن إلى ما قبل 22 مايو ولو بالقوة، نتمنى أن يكونوا مدركين خاصة في ظل الإستقطابات الأقليمية والعالمية التي قد تشجع دعوات الإنفصال من أجل إيجاد موطيء قدم لها وتحول الحرب البادرة من سياقها العالمي إلى سياق إقليمي يختلط فيه السياسي بالاقتصادي والاجتماعي بالديني المذهبي .