أفيقي أمة الإسلام
بقلم/ د. مرفت فوزي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 23 يوماً
الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2012 06:25 م

قال تعالى \"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ.\".الأنفال \"59\".

وبقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ]\"المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف\" [

يأمرنا المولى عز وجل أن نجهز أنفسنا بكل أسباب القوة فهل فعلنا ؟ ويدلنا الحبيب المصطفى على مكانة المؤمن القوي عند الله

تلك المكانة التي يحثنا ديننا أن نتبوأها فهل بلغناها أو اقتربنا منها حتى ؟؟؟

فهاهو اليوم حالنا بعد الثروات النفطية الهائلة التي أفاء الله وانعم بها علينا نحن امة العرب أصبحت بلداننا اكبر سوق استهلاكية لكل ما تنتجه مصانع الغرب والشرق على السواء نأكل ونشرب ونلبس ونتفاخر بما ينتجه الآخرون لنا

أصبحت كل عائدات ثرواتنا الطبيعية الناضبة تذهب إلى بنوك الغرب لتزيدهم قوة على قوة وتزيدنا ضعف على ضعف

أخذنا منهم كل القشور وتركنا لهم جوهر تقدمهم فرحنا ببناء اكبر ناطحات السحاب على أراضينا العربية ولم نكن بنائيها استخدمنا احدث الأجهزة والمعدات ولم نكن صانعيها اشترينا و بأغلى الأثمان أخر ما استغني عنه الغرب من أسلحة ومعدات قتالية وتركناها في المخازن حتى لأتصاب تجارة السلاح بالركود ويتضرر الاقتصاد بأمريكا والغرب

أين هي إذا القوة التي يأمرنا ديننا أن نكون عليها ؟

هل بنينا قاعدة علمية حقيقية هل أقمنا اقتصاد قوي وصناعات ثقيلة متقدمة هل أقمنا نهضة زراعية وزرعنا أرضنا لنأكل من خيراتها

حتى ديننا بعدنا عنه واكتفينا بالقشور منه وتركنا جوهر الإسلام حتى قال بعض من اعتنقوا الإسلام حديثا (الحمد لله الذي هداني للإسلام قبل أن أرى حال المسلمين في بلدانهم)

لقد فاق تعداد امة الإسلام المليار نسمة لكنها امة مجزئة مشتتة تنخر في أوصالها كل أمراض الطائفية والمذهبية والعصبية القبلية والشوفينية القطرية

وسلط الله على هذه الأمة مجموعة من الحكام الذين لا هم لهم إلا حماية عروشهم وكراسيهم فأذاقوا شعوبهم أصناف الذل والهوان ورهنوا كل مقدرات بلدانهم للأجنبي وشغلوا شبابنا بتوافه الأمور وصرفوا لأجل ذلك المليارات فهم تارة شاغلينهم باختيار شاعر العرب ومرة بالتنافس لاختيار مطرب العرب وأخرى مبدع العرب في الرقص والغناء وصولا للتنافس في مسابقات ملكة جمال النوق وملكة جمال الماعز

لقد استمرأ الغرب الاستهزاء بالعرب والمسلمين في إعلامهم وأفلامهم ولم يجدوا منا أي مقاومة ايجابية بل وصل الحال بنا إلى شراء هذه الأفلام فزاد تطاولهم علينا وصولا للسخرية بديننا ورسولنا فماذا فعلنا سوى الصراخ والتنديد والاستنكار هل فكرنا في جعل ثرواتنا الطائله سيف لنا لا علينا

أن كثير من مصانع الغرب ستتوقف وتصاب بالإفلاس لو إننا توقفنا عن شراء منتجاتهم ولكن هل فعلنا ذلك هل نحن قادرون

\"قال تعالى ]إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[ \"الرعد11\" .

هذا كلام الله في قرآنه فهل وعيناه .. يجب أن نغير أنفسنا ونتحول من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج .

إنهم حتى لم يكلفوا أنفسهم بالاعتذار لنا كمسلمين بدءا من الدنمرك بلد رسام الكاريكاتير اللعين وصولا إلى أمريكا البلد الذي أنتج على أرضها وفي استوديوهاتها الفلم المسيء للنبي الكريم

بل أننا نجد أن جميع مسئوليهم الرسميين انبروا يدافعوا عمن أساء لنبينا الكريم متذرعين بحرية التعبير التي هي مقدسة لديهم حسب قول هلاري كلينتون وزيرة خارجيتهم التي صرحت بقولها ( إننا نحترم حرية الرأي والتعبير ولو انزعج الآخرين ) إنهم يقدسون حرية التعبير مادامت تسخر من المسلمين ولكن لو اقتربت من اليهود فهذا تطاول وعداء للسامية ويجب محاسبة مقترف أي فعل أو قول يجرح مشاعر اليهود الرقيقة

فها هي فرنسا تلك التي يقال عنها ارض الحرية والنور تحاكم روجيه جار ودي احد اكبر مفكريها , ليس لأنه سخر من اليهود أو دينهم أو معتقداتهم أو رموزهم , ولكن لأنه تجرءا وشكك في عدد ضحايا المحرقة (الهولوكوست ) انظروا هنا !!! لم يشكك الرجل في المحرقة نفسها ولكنه شكك فقط في أعداد من يقول اليهود أنهم كانوا ضحاياها

لقد تمت مهاجمة العالم الكبير في السن والمقام من قبل كل وسائل الإعلام الغربية ولم يتفوه أي ناعق منهم ليقول هذه حرية الرأي , ولم يتركوا الرجل إلا بعد إدانتهم له بحكم قضائي ليكون ذلك رادعا وزاجرا لمن يمس شعرة من اليهود .

أما المسلمين فسب دينهم والسخرية من نبيهم ورموزهم هي مجرد حرية رأي تكفلها قوانينهم

كل ذلك أكده الناطق الرسمي للحكومة الأمريكية في تصريحه الأخير حيث قال ( إن هذه حرية رأي ولن تعتذر أمريكا لأحد) منتهى التجبر ولكن للإسلام ورسوله رب يحميهم إن وهنت عزيمتنا

تلك مواقفهم نحونا ولكن ما هي مواقفنا ؟

تأملوا معي جمعيات مشايخ وعلماء الإسلام لم نسمع لهم صوت في حين مسارعتهم بإصدار الفتاوى بالتحليل والتحريم وصولا لمباركتهم بإعلان الحروب كل ما طلب منهم السلطان ذلك أين هم ألان ؟

المواقف الرسمية للأنظمة أدانت وبشدة وسارعت في تقديم الاعتذارات اللازمة عن تصرفات بعض الرعاع ولتأكيد مواقفها الصارمة من هؤلاء الرعاع كان القتل بالرصاص من نصيب بعضهم (اليمن) والدهس بالسيارات من نصيب البعض الأخر (السودان)

إما المواقف الشعبية فقد كان الغضب العارم هو سيد الموقف مما أدى بالبعض لمهاجمة السفارة الأمريكية واقتحامهم لها وقتل بعض العاملين بها (ليبيا) واكتفى البعض بمحاصرة السفارات وحرق أعلام أمريكا في أكثر من بلد

تلك المواقف والتصرفات هي التي تبارت كل وسائل إعلامهم وإعلامنا لنقلها وبثها مباشرة وتجاهلوا كعادتهم نقل الاحتجاجات الحضارية والمسيرات المليونية السلمية التي عمت كل بلاد المسلمين لقد بالغوا في نقل رد الفعل الغاضب ولسان حالهم يقول لم نفتري عليكم أيها المسلمين فهذه أعمالكم تدل عليكم , ولم يعطوا الاهتمام اللازم لرد فعل المسلمين في بلدانهم سواء في أمريكا أو دول أوروبا و المتمثلة بتوزيع مئات الآلاف من المصحف الشريف وترجمات له وآلاف المطبوعات التعريفية بالإسلام ونبيه الكريم وتسيير حافلات التعريف بالدين الإسلامي تجوب شوارع نيويورك

با أبي أنت وأمي يا رسول الله سنكفيك المستهزئين ليس بالتدمير والتخريب ولكن بإتباع سنتك الكريمة وحسن إسلامنا فالدين المعاملة.... سندافع عن رسولنا بأخلاق رسولنا الحبيب..

إن هذه شعوب لا تحترم إلا القوة فلو استمرينا على ضعفنا ولم نطبق تعاليم ديننا بان نعد لهم ما استطعنا سنظل بالبلدي كده ملطشه لكل من هب ودب ..عزائنا انه لا ترمى إلا الأشجار المثمرة وهل يضر السحاب نبح الكلاب