آخر الاخبار
اليمنيون في مصر .. معاناة تبدأ بالنصب وتنتهي بالخطف
بقلم/ عبده جحيش
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 11 يوماً
الخميس 10 مايو 2007 07:52 ص

مأرب برس ـ الوسط  

 هناك قول مأثور يقول:" مصائب قوم عند قوم فوائد" وهذا ما ينطبق على العلاقة التاريخية بين الشعبين اليمني والمصري خصوصاً في مجال التبادل التجاري وحركة الأفراد بين البلدين ونقطة "الامتياز" في هذه العلاقة هي الصحة العامة، حيث ترجح الكفة كلية في هذا الجانب لصالح الشقيقة مصر بوصول ما يقارب 600 مواطن يمني يومياً إلى المطارات المصرية بغرض العلاج وبمعدل 18.000 مريض شهرياً تقريباً.

فئات الوافدين اليمنيين إلى مصر.

يمكن تقسيم الوافدين اليمنيين إلى مصر إلى الفئات التالية:

الفئة الأولى: تجار الشنطة وخاصة مهربي الأدوية ويمكن أن يضاف إليهم مسؤولو الدولة وهي فئة ليست كبيرة رغم خطورة دورها.

الفئة الثانية: الطلاب الجامعيون وطلاب الدراسات العليا ويبلغ تعدادهم حوالي 6000 طالب بحسب إفادة مصدر مسؤول في السفارة اليمنية.

الفئة الثالثة: المرضى وهم أكثر الناس تعرضاً للابتزاز والنصب وتبدأ عملية النصب والابتزاز معهم من مطار القاهرة مروراً بالبحث عن الشقة المفروشة وعيادة الطبيب وانتهاءً بغرامة تذاكر الطيران عند العودة.

بداية المتاعب في صنعاء

تبدأ رحلة المتاعب للمريض اليمني في العاصمة صنعاء وبالتحديد من الساعة التي يتم فيها قطع تذكرة السفر، فكون التذكرة التي صلاحيتها عام كامل تكون قيمتها كبيرة جداً فعادة ما يلجأ المسافر إلى قطع تذكرة مخفضة مدتها بين شهر وثلاثة أشهر ومع أنه يذهب للعلاج ولا يعرف المدة التي سوف تستغرقها فترة العلاج وأغلبها أمراض مستعصية تتطلب مدة طويلة ومع ذلك يقبل المريض أو مرافقه بذلك وإذا ما انتهت مدة التذكرة قبل إكمال العلاج فهو بحاجة إلى تجديد التذكرة وهذا التجديد يتطلب دفع مبلغ إضافي أما إذا لم يجدد التذكرة فما عليه إلا قطع تذكرة جديدة للعودة.. وهناك مشكلة أخرى تضاف عند قطع التذكرة في صنعاء وهي أن مسؤول الحجز يطلب من المريض تحديد تاريخ العودة ولأنه لا يعرف متى سيعود يقو المسؤول عن تحديد موعد للعودة من لديه وإذا لم تتم العودة في هذا الموعد المحدد فلابد من غرامة حتى ولو كانت التذكرة صالحة.

- هذه الغرامات المتتالية تأتي في الوقت الذي يكون فيه المريض قد أوشك على الإفلاس إن لم يكن قد أفلس فعلاً.

تآمر على اليمنية:

لعند مجدداً إلى موضوع الخطوط الجوية اليمنية، ذلك الصرح الاقتصادي العظيم والذي يعتبر أحد المنجزات الوطنية العملاقة.

 ففي رحلة الخطوط الجوية اليمنية المتجهة من صنعاء إلى القاهرة رحلة رقم ( ) بتاريخ 16/4/2004م لم أتمكن ومعي خمسة من الشباب المشاركين في مؤتمر السياسات الشبابية الذي عقد في مقر الجامعة العربية خلال الفترة من 16-20-4-2007م لم نجد فرصة للحجز على هذه الرحلة إلا بصعوبة بالغة وبعد وساطات على مستوى رفيع، بسبب أن خط صنعاء/ القاهرة هو الخط الذهبي لليمنية، فالرحلة اليومية التي تقوم بها إحدى الطائرات عادة ما تذهب كاملة الحمولة ثم تعود كاملة أيضاً ولكن الحقيقة كانت غير ذلك تماماً، حيث أن ثلث المقاعد كانت فاضية في هذه الرحلة وعندما ناقشت أحد الاقتصاديين اليمنيين وهو رجل وطني ومطلع على خبايا الأمور فسر ذلك قائلاً:

هناك جهات نافذة تسعى للاستيلاء على هذا الصرح الاقتصادي الوطني عن طريق الخصخصة وهي لن تدرك هذا الهدف إلا عند الفشل ووصول الطيران اليمني إلى مرحلة قريبة من الإفلاس ولذا عملت هذه القوى على خلق لوبي داخل اليمنية يعمل على الهدم من الداخل.

مطار القاهرة وشقق الفيران

والآن لنعود إلى مشاكل المواطن اليمني في قاهرة المعز ولنبدأ من مطار القاهرة وتجدر الإشارة أولاً إلى أن المواطن اليمني الوافد إلى القاهرة هم في معظمهم من المرضى وهم عادة من كبار السن وأغلبهم لا يجيد القراءة والكتابة هؤلاء يذهبون دون أن تكون لديهم تعليمات وإرشادات مسبقة كما لا يكون في استقبالهم مسؤول من الملحقية الصحية في سفارتنا في القاهرة ولذلك فإنهم يواجهون مشاكل عديدة تبدأ أولاً من قبل مسؤولي الجوازات في المطار حيث تكون بياناتهم غير مكتوبة في الكروت وإن كتبت فتعتبرها أخطاء كبيرة وكثيرة وقد ولا تقرأ ولذلك تلقى عليهم كلمات التقريع والنكات السامجة وعند إكمالهم إجراءات المطار وخروجهم إلى صالات الوصول لا يجدون أمامهم إلا سماسرة متخصصين في النصب على اليمنيين وهم خليط من مواطنين مصريين وطلاب يمنيين.. هؤلاء يختارون ضحاياهم بعناية فائقة فهم لا يختارون إلا كبار السن والذين يدخلون مصر لأول مرة وإليكم حكاية المواطن علي صالح الكوكباني وزوجته المريضة الحاجة فاطمة كما رواها حيث قال:

"أنا جيت إلى مصر لأول مرة مع هذه المدبرة (وأشار إلى زوجته) أعالجها من مرض السرطان بعد أن ذهبت بها إلى كل مستشفيات صنعاء وما لقيت فائدة هناك ونصحني واحد من أصحابنا كان قد جاء مصر مع زوجته وقال انه لقي فائدة هنا قال سير إلى مصر وهناك باتحصل يمنيين كثير يساعدونك وألا اركب من المطار إلى "الدقي" وقل لسواق التكسي يطرحك في مقهاية زهرة الميدان وهناك مكتب يؤجر بيوت وأهل اليمن كثير يساعدونك.. "قلت له وبعدا يا حاج علي أجاب قائلا:

كتبوا لي اسم الدقي "والمقهاية" في ورقة وبعت "جربة" حول بنصف مليون قطعنا الجواز والتذاكر منها والباقي صرفوها لي دولار وجينا مصر..وخلاصة قصة الحاج علي صالح الكوكباني أنه عندما كان يبحث عن تكسي ينقله إلى منطقة الدقي تعرف على طالب يمني يقول أنه كان ينتظر قريب لم يصل وأنه طلب من هذا الطالب أن يبحث له عن تكسي فقال له أجرة التكسي مائة وخمسين جنيه فواق وسلمه مائة دولار أفاد أنه صرفها بـ500 جنية "الصرف الحقيقي 570 جنيهاً) وحتى لا نطيل على القارئ خلاصة الحاج علي والنصاب اليمني شقة في بدروم بـ3000جنيه في الشهر + الف جنيه تأمين + 200 سعاية وصرف له ألف دولار بخمسة ألف جنيه المهم الشقة لا تساوي 40 جنيهاً في اليوم أي 1200 جنيه في الشهر الألف التأمين طار وفارق الصرف 700 جنيه بمعنى أن إجمالي ما نصب على الحاج علي في اليوم الأول 3500 جنيه من دون التأمين ولو لم يسخر له أبناء الحلال من ضلاع حذروه من النصابين لكانت الكارثة أكبر.

أما المواطن أحمد مقبل من خولان فقد أوجز مشكلته في الشقة التي كان يمسى يتلاحق فيها وهو الفيران طول الليل وعندها ذكرت المقالة الرائعة للأديب والشاعر عبدالكريم الرازمي عن فيران شقق القاهرة وهناك الكثير من قصص النصب والاحتيال والسرقات التي تحدث للمواطنين اليمنيين في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي لا يتسع الحديث لها إن المرضى اليمنيين هنا في القاهرة شبيه بقطيع من الغنم التي لا راعي لها.

ومن عمليات النصب والاحتيال والسرقة التي يتعرض لها المواطن اليمني في القاهرة أدعاء بعض المصريين أنهم من رجال الأمن وهم في الحقيقة ليسوا كذلك ولكنهم عصابات سطو وبالإكراه، حيث يحددون ضحاياهم بدقة وبعد دراسة لتحركات ضحاياهم وبالتحديد في ساعات المساء يتتبعون الضحية حتى إذا ما دخل شارعاً فرعياً تكون حركة المارة فيه قليلة ونسبة الإضاءة منخفضة برزوا للضحية وطلبوا منه جواز سفره وهل تم تسجيله في قسم الشرطة وما إن يسلم لهم جواز السفر حتى يصبح في قبضتهم وسواء كان مسجلاً أم لا فإنهم يصرون على أن يذهب معهم إلى قسم الشرطة حسب زعمهم وهنا تدخل مرحلة الخوف في قلب المواطن اليمني وتتم المساومة على تركه بعد أن يتم سلبه كل ما يملك من أموال وساعة وجهاز تلفون والشاطر من أفلح بالعودة بجواز السفر.. هذه العمليات تتم يومياً في مناطق تواجد اليمنيين كالدقي والعجوزة والنيل وغيرها من المناطق الأخرى ولا يخلو يوم من عشرات البلاغات التي يقدمها الضحايا إلى أقسام الشرطة أو السفارة وأمام هذه العمليات حرصت "الوسط" على الاتصال بالسفارة اليمنية بالقاهرة وطرحت الأمر على المعنيين.

"الملحق الصحي"

إمكانيات الملحقية شحيحة وقد التقينا المستشار الصحي الدكتور عادل علي الآنسي وسألناه ما هو دور الملحقية المرضى اليمنيين في مصر؟ أجاب:

> أولاً: نرحب بـ"الوسط" وهي أول صحيفة يمنية تحرص على أخذ وجهتة نظرنا ولا أخفيك سراً أن الملحقية تواجه صعوبات كثيرة في أداء مهمتها والمشاكل متعددة ومتشعبة فهناك قصور في إمكانيات الملحقية فأنا الوحيد الموظف ومن يساعدني في مكتبي أدفع له أجره من جيبي الخاص هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى فإن عدد اليمنيين الذين يأتون للعلاج في مصر كبير جداً وهم لا يأتون إلينا عند وصولهم مباشرة لنقوم بإرشادهم ومساعدتهم وتوجيههم إلى المستشفيات والعيادات المختصة بأمراضهم وهم لا يأتون إلينا إلا بعد أن يكونوا قد وقعوا ضحايا نصب واحتيال ومع ذلك نحاول مساعدتهم ونسترجع بعضاً من المبالغ المالية التي أخذت منهم.

الوسط: ولكن لماذا تقبل العمل في ظل هذا النقص الكبير في الإمكانيات؟ يجعلك تتحمل عبء التقصير وتصبح أشبه بشاهد ما شفش حاجه؟

الآنسي: نقص الإمكانيات نعم لكن من قال أن الملحقية شاهد ما شافش حاجة ثم أخرج من مكتبه كشفاً قال أنه يضم أسماء من تم تقديم المساعدة لهم.

الوسط: هل يمكن الإطلاع على الكشف لمعرفة أسماء من يحظون بالمساعدة؟

الآنسي: لا هذه أسرار.

الوسط: إذا كانت هذه أسرار تمس الأمن القومي فنحن نحترم وجهة نظرك؟

الآنسي: لا إنها أسرار ناس

الوسط" هناك اتفاقيات موقعة بين اليمن ومصر تنص على معاملة المريض اليمني معاملة المريض المصري في مستشفيات الحكومة المصرية لماذا لا تفعل؟

الآنسي: نحن نعمل على تفعيلها ولكن لا أحد يأتي إلينا لطلب الاستفادة منها ومن يصل إلينا نعمل له مذكرة للجهات المصرية ليستفيد من الاتفاقيات.

الوسط: يقال أن الدكتور عادل الآنسي حصل على هذا المنصب لأن والده مسؤول نافد في الدولة اليمنية. لماذا لا تستغل نفوذ الوالد ليوفروا لك الإمكانيات التي تجعلك تقوم بواجبات الملحقية من وصول المريض مطار القاهرة حتى عودته؟

الآنسي: أولاً لماذا حشر الوالد في هذا الموضوع وثانياً كيف منذ وصول المريض المطار.

الوسط: مثلاً يكون موظف أو اثنان متواجدين في المطار مزودين بباصات وسيارة إسعاف للحالات الحرجة تنقلهم إلى سكن مناسب وآمن وبالتالي دراسة كل حالة على حدة وتوجيهها الوجة الصحيحة؟

الآنسي: أنت إنسان خيالي زيادة على اللزوم إن مساعدي في هذا المكتب أصرف عليه من جيبي الخاص.

الوسط: ودعت الآنسي والتمست له بعض العذر وإن كان لا يعفى من مسؤولية ما يحدث للمواطن اليمني في مصر.

ومعاناة اليمنيين السابقة تصبح نعيماً أمام آخرين اختفوا من هذه الأرض التي أول ما يقرأ الواصل إلى مطارها لوحة كبيرة مكتوب عليها أدخلوا مصر آمنين.

هنا (قضية أيمن الذي أرسله والده المغترب في المملكة السعودية للدراسة بسبب أن نظامها لا يسمح لغير السعودي بالدراسة في جامعاتها وأصبح "فص ملح وذاب"

وقضية الطالب أيمن أحمد سعيد أصبح عمرها ثلاث سنوات وخمسة أشهر تقريباً فماذا جرى خلال هذه الفترة الطويلة نسبياً؟ كما أنها تكون الأولى وقد لا تكون الأخيرة إذا سارت الأمور على ما هي عليه في حياة الشباب اليمني المتواجدين في جمهورية مصر العربية؟

هذه المخاوف التقطتها "الوسط" من أحد الطلاب اليمنيين الدارسين في مصر وهو زميل الطالب المفقود "أيمن" عندما حضرت الوسط "ندوة" نظمها المركز الثقافي اليمني في القاهرة الذي يديره الإعلامي المتألق الأستاذ/ خالد عمر الأسبوع ماقبل الماضي

الندوة أقيمت تحت عنوان "السياسة الإستراتيجية للشباب اليمني حاضر فيها الأستاذ/ أحمد عبدالله العشاري وكيل وزارة الشباب والرياضة والشخصية البرلمانية الأستاذ/ شوقي القاضي وحضر هذه الندوة العضو البرلماني منصور الزنداني ولفيف من الطلاب اليمنيين في القاهرة وطلاب الدراسات العليا ورغم أن قضية الطالب المختطف لم تكن ضمن سياق الندوة إلا أن أحد الطلاب وهو زميل للطالب المفقود قد أستغل فترة النقاش ليثير أمام وكيل الوزارة وأعضاء مجلس النواب قضية زميله لعلها تحظى باهتمام الحكومة والبرلمان الوسط التقت بعد نهاية الندوة بزميل المختطف وسألته هل وراء عملية الاختطاف دوافع سياسية أو دوافع أخرى؟ حيث أجاب قائلاً: صدقني أنا أكثر الناس معرفة بأيمن إنه لم تكن له اهتمامات سياسية أو غيرها وكان اهتمامه يتركز على التحصيل العلمي فقط كما أنه لم يكن يعاني من أزمة نفسية كما تزعم الشرطة المصرية والسفارة اليمنية.

بداية القصة:

ولأن الوسط لم يكن لديها من خيار لمعرفة الحقيقة أو على الأقل جزء منها سوى طرق باب السفارة اليمنية باعتبارها الجهة المسؤولة عن رعاية مصالح المواطن اليمني وكونها الجهة المخولة بالاتصال بالأجهزة الأمنية المسؤولة عن حياة الشاب اليمني المفقود أيمن أحمد سعيد لذلك كان الاتصال بالأخ الدكتور/ عبدالولي الشميري سفير اليمن لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وبأدب جم وأسلوب دبلوماسي رفيع جاء ترحيبه بصحيفة الوسط الباحثة عن الحقيقة وبعد حديث جرى عبر الهاتف واستمر نصف ساعة تحدث لـ(لوسط) عن أمور كثيرة اعتذر عن اللقاء اليوم التالي معللاًً ذلك بانشغاله بزيارة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب المتواجد في القاهرة وأحال الموضع للأخ/ القنصل العام المستشار علي محمد العياشي واختتم السفير كلامه التلفوني لـ(الوسط) قائلاً: سوف أجعله يسلمك ملف الطالب المفقود وفي صباح اليوم التالي كانت الوسط في مكتب القنصل العياشي وبعد التعارف ونقاش الأوضاع العامة وجدت الوسط نفسها أمام دبلوماسي متمرس دمث الأخلاق ورصيده من الخبرة الدبلوماسية ما يقارب ربع قرن حسب تصريحه وسألناه أولاً عن قصة الطالب اليمني المفقود وإلى أين وصلت التحقيقات فيها؟.

أجاب: الشاب اليمني أيمن أحمد سعيد 23 عاماً هو طالب في جامعة أكتوبر المصرية من تاريخ 4 يناير 2004م حيث تلقيت اتصالاً من والد الشاب المذكور ويومها قطعت إجازتي في عيد الأضحى والتقيت بوالد الطالب وعرفت أنه اختفى على إثر حادث مروري بسيارته وسيارة أخرى في منطقة الدقي، حيث أفاد قسم الشرطة أنه بعد الحادث تم ترحيله إلى قسم شرطة أكتوبر منطقة سكن الشاب اليمني أما قسم أكتوبر فيقول إنه أفرج عنه بضمان مالي قدره 200 جنيه.

الوسط: وحسب علمنا أن السفارة لم تعمل شيئاً وأن الشاب لازال مختفياَ ؟.

-أفاد أنه من ذلك الوقت السفارة لازالت تبذل الجهود للبحث عن المذكور.

حيث قمنا بالعديد من الاتصالات المخاطبات الرسمية مع وزارة الخارجية المصرية والجهات الأمنية المختصة ابتداء من مأموري الأقسام ومديري مباحث شرطة كل من الدقي و6 أكتوبر -عقد العديد من اللقاءات مع مسؤولي الأجهزة الأمنية المصرية بما فيهم كبار ضباط جهاز مباحث أمن الدولة ولقاء القنصل بالسيد اللواء محمد عادل الهلالي مساعد وزير الداخلية مدير الأمن العام بتاريخ 6 مارس 2007م.

- إجراء العديد من الاتصالات والمخاطبات الرسمية مع مكتب النائب العام المصري الذي أفاد رسمياً يوم 29 مارس 2007م بأن الجهود تبذل على نطاق واسع للبحث عن الطالب المذكور.

- متابعة العديد من البلاغات التي وردت إلى السفارة بشأن تواجد الطالب أيمن في أماكن معينة وتحريك قوة أمنية لتحري صحة إحداها، كما قامت السفارة بإرسال مندوب عنها لتحري صحة البلاغات الأخرى.

تناقض روايات أجهزة الأمن المصرية

الغريب في قضية الطالب اليمني المختفي في مصر هو الروايات المتعددة والمتناقضة التي صدرت عن الأجهزة المصرية المختلفة فمثلاً نجد في رسالة مصدرها مساعد وزير الخارجية المصري بتاريخ 29 مارس 2007م رداً على رسالة السفارة اليمنية إلى النائب العام المصري يقول بأن الجهود والعمليات مكثفة للبحث عن الطالب المذكور بينما رسالة مساعد وزير الداخلية المصري تفيد بأن التحريات تشير إلى أن الطالب أيمن كان يعاني من مشاكل نفسية في الوقت الذي تشير فيه أجهزة الأمن بأن الطالب أيمن يتواجد في شقق مفروشة وأماكن معينة وترسل قوى أمنية لمهاجمة هذه الأماكن المفترضة ثم لا تجد فيها أحداً وهل يعقل أن طالباً يعاني من مشاكل نفسية حسب الرواية المصرية يعيش في شقق وهو شبه مفلس إن لم يكن مختطفاً!! وهل يمكن لأب يعرف أن أبنه يعاني من مشاكل نفسيه أن يبعثه للدراسة في الخارج ثم يزيد على ذلك بأن يشتري له سيارة؟

إن الاستنتاجات في واقعة حادث تصادم سيارة أيمن مع سيارة أخرى تم احتجازه والتحقيق معه في قسم شرطة الدقي والزعم أنه رحل إلى قسم شرطة أكتوبر وقول الأخير بأنه أفرج عنه بكفالة 200 جنيه ثم اختفاؤه عن مسرح الحياة عقب ذلك مباشرة يطرح أكثر من سؤال ولغز يجب على أجهزة الأمن المصرية الكشف عنه وعلى السفارة اليمنية متابعة الموضوع وأن لا تكتفي بالروايات المصرية المتناقضة وإلا فإن الطالب اليمني قد يلحق به آخرون في ظل الاستهتار .. يبقى مفقوداً.. مفقودآً.. مفقوداً..