آخر الاخبار
الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة والمهام المناطة
بقلم/ مجيب حسن
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 12 يوماً
الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2012 03:42 م

على مر العصور عرف اليمن \"باليمن بالسعيد\" لكثرة خيراته و موارده ومروجه الخضراء ...فقد مر اليمن بعصور ازدهار بناء وتشييد حيث قامت على ارض السعيدة دول وممالك وحضارات.

اليمن الذي قيل أن تسميته جاءت من اليُمن والبركة ......ولكن نتساءل لماذا أصبح الفقرُ في اليمن أكثر عمقاً و أشد حدة من أي بلدٍ اخر في الشرق الأوسط...وفقاً لما ذكرتهُ تقارير ودراساتُ البنك الدولي...؟!!

هل الأسباب تكمن في عدم وجود المواردِ الكافية في اليمن ..أم إلى عدم وجود اهتمام كافي من قبل المجتمع الدولي باليمن...اسئلةُ مفتوحةُ إقتربنا من الإجابةِ عليها عندما استطاعَ الشعب بجميع مكوناته بالإشارة إلى المتسبب الحقيقي في الفقر.....وقال الجميعُ دون تحفظ \"الفسادُ ومن ورائه هو السرطان المستشري في جسد يمن الخير والبركة ...تعالى الصوت وصدح تزامنا مع الثورة الشعبية الشاملة....وحينها بدأت النخبة بالبحث عن حلول لإصلاحَ ما فسد وإعادة ما نهب من مال وخيرات لليمن ولشعبها....بشير خير نعولُ عليه ونشدُ على أزره وفقا لما ذكره الأستاذ محمد سميح عضوا الهيئة الوطنية الشعبية لإسترداد الأموال المنهوبة\"أوام\" التي سيتم الإعلان عليها في مطلع أيلول 2012 يقول السيد سميح أن\" أوام\" هيئةَ شعبية تديرها هيئة تنفيذية من خبراء في الاقتصاد والقانون والسياسة وتهدف الهيئة الى استعادة الأموال المنهوبة من قوت وثروات الشعب اليمني و التي أجهدت كاهل الشعب وأوصلته إلى فقر مدقع اثر عليه في كل المجالات الحياتية وأصبح من الضرورات ان يستعيد الشعب حقه بوسائل قانونية أقرتها الدول المحلية والمجتمع الدولي\" .

ويضيف سميح \"في الحقيقة أن الهيئة تقدر الأموال المنهوبة بعشرات المليارات من الدولارات ناهيك عن العقارات والثروات العينية الأخرى كل تلك الأموال جديرة بان تعيد لليمن مجده وللشعب عافيته وكرامته وستدعم الاقتصاد والتنمية لترقى بمستوى اليمنى في كل المستويات\"

ويختم سميح بقوله \" تسعى الهيئة إلى تحقيق أهدافها ....ونحن نثق جداً

بدعم المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات في سبيل استعادة حق الشعب من كل من نهب وسلب من النظام السابق وان وقوفها مع الشعب إنما تنتصر للإنسانية وكل مقوماتها\"

عرف الشعب اليمني المشكلة وبدأ بخطوات عملية في علاجها ...يبدو أن الثلاثة العقود الأخيرة تحديدا من ثمانينات القرن الماضي فقد كان الوضع يتجه من سيئ إلى أسوء... بمؤشر يزداد سلبية كل يوم فوجود...قال البعض أن وجود زمرة استحوذت على اليمن بخيراته ومقاوماته وموارده ...زمرة متمثلة بنظام حاكم اختزل الوطن بحزب... والحزب تم اختزله بمؤسسة عسكرية والمؤسسة العسكرية اختزلت بأسره سيطرت على وطن بموارده الطبيعة...بل وشتت موارده البشرية و ضربت بيد من حديد كل من نازعها في\" الملك \"

فكما هو معروف معظم البلدان العربية أو دول العالم الثالث.... نتيجة لسكوت الشعوب وخوفهم أو قبولهم بالظلم المطلق جعل مجموعة من الأشخاص ومن بعض الأسر تعبث بأوطان بكامل ما تملكه من خير وارض وبشر..

فصالح اليمن...وأسد الشام...ومبارك مصر...ومعمر ليبيا...وزين تونس.... \"زعامات\" الهت نفسها وتفرعنت إلى أن كسر الصنم بوحدة وطنية أخرجت الشعوب المقهورة إلى عالم أصبحوا هم مشكاته ونوره...

فبداء الحساب والعقاب وبدأت الشعوب تسترد ما نهب منها لعقود طوال...ومن هذه البلدان اليمن فقيام هيئة شعبية مختصة لإسترداد الأموال المنهوبة يعد بشارة من بشائر ثورات الربيع العربي...وكلنا أمل وتطلع لما ستنجزه ثوراتنا العربية

رجوعا لليمن ...ففي أوائل الثمانينات ومنتصف التسعينات كان هناك وجود ملحوظ للطبقة الوسطى في بلادنا.. هذه الطبقة التي كانت تستطيع ان تكف نفسها... وتأخذ بيد غيرها من من هم أقل حظا...إلا ان هذه الطبقة ما لبثت أن تلاشت نتيجة تدهور اقتصادي ونهب مبرمج وأهدرا واستحواذ لمقدرات اليمن من قبل من تربع على كرسي الحكم ونسى ان اليمن بدستوره ديمقراطي تعددي... وأن للشعب أن يختار حاكمه وسياساته وأن له حقوق...حاكم نسيَ الحقوق وأسرف في تعريف الواجبات.. فأصبحت يمن جبايات قهرت اليمني وشلت قواه ...!!!

هذا الفساد المطلق أدى إلى إختفاء الطبقة الوسطى تماما....فاصبح اليمن بطبقتين لا ثالث لهما... طبقه تعد فقيرة جدا وهم سائر الشعب وغالبيته ...وطبقة غنية مترفة وهي عبارة عن قلة قليله ...أما من استحوذوا على البلاد وخيراتها ومقدراتها بظلم وبطش وإقصاء وهؤلاء هم من تستهدفهم الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة.

لكن لاننسى ان هناك من اليمنيين ممن تميزوا بالتجارة داخل وخارج اليمن ...وكثير منهم أيقنوا أن من شروط استمرارهم في مزاولة عملهم ونجاح تجارتهم اما بالدخول في شراكة اجباريه لمن يملكون زمام الأمور في اليمن ..ففعلوا مكرهين...أو ان يقبلوا دفع الجبايات والجزية والإتاوات كما يفرضها \"كبير اليمن\" لهذه الأسباب من اليمنيين منهم من فضل ضيم الغربة كي يقي أهله وذويه ذل الفاقة والفقر في بلاده ....فهجرة اليمني من بلاده تسبب فيها ظلم حكامهم وفساده ومن حوله .....وهل يرضى بذل الغربة إلا من أدرك أن واقعه في وطنه يعني أكثر ذلة وهوان وفقر وضيم...؟!

ذكر الخبير الاقتصادي مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي أن الفقر تزايد في اليمن بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية خصوصا مع نهاية الثمانينات بالقرن الماضي حين بلغ اشده خلال السنوات الأخيرة فقد وصل الى درجة غاية في السوء حيث ان أكثر من 50%من الأسر اليمنية يعيشون على اقل من دولارين يوميا!!

وأضاف السيد نصر بقوله\"أ قل من 25% من السكان في اليمن يحصلون على مياه الشرب النقي\" كما أن اقل من 37% يحصلون على غذاء كافي .....بمعنى أن الغالبية العظمى من اليمنيين يعانون من نقص الغذاء واليمن تأتي ضمن ال10 دول هي الافقر او اكثر الدول في فقر الغذاء\\\" مؤشرات تحتم على الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة أن تكثف الجهود وأن تسابق الزمن في إسترداد ما نهب من خيرات اليمن وشعبه

إذاً وفقاً لكثير من الدراسات والتقارير ووفقاً لما هو ملموس ومرئي في اليمن فان العامل الرئيسي للتراجع الاقتصادي في اليمن وللفقر والعوز بين أبناء هذا البلد يرجع الى الفساد بصوره المتعددة من خلال من حكموا ومن حولهم ..اقرب ما تكون لجريمةٍ منظمة من قبل النظام السابق فهم من أسسوا لهذه الجريمة بكل حلقاتها وتفاصيلها ودهاليزها...وهم من تبنوها و اشرفوا على سيرها خلال العقود الثلاثةَ الماضية .

زادت سموم هذه الجريمة خلال العقد الأخير عندما بأت أحلام التوريث والنظرة للبلد ومكونات البلد الاقتصادية \"بنظرة سياسيه توريثيه في الأساس....نظرة لا تعتمد الكفاءة وإنما أعتمدت المحسوبية والقرابة وغيرها حتى وصل الأمر إلى السيطرة على الجانب الاقتصادي برؤية سياسية\" وفقاً لما ذكره السيد مصطفى نصر

أما المتهمين بنهب المال العام فلا يخفى على الكثير منهم.. فوفقاً لما جاء في تقارير منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية..... بان الكثير من المتهمين بالفساد ونهب المال العام هم أيضا متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن من قتل وتعذيب وإخفاء قسري وخصوصا قبل وأثناء الثورة الشعبية السلمية في 2011 إلى جانب فسادهم ونهبهم لمقدراتِ اليمن وشعبه

أذاً فمهمة الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة تعد أساسية في هذه المرحلة...وحاليا تكمن المهمة في جمع المعلومات فيما يتعلق بالأموال المنهوبة ومحاولة استردادها بالأليات القانونية المعروفة عالمياً .

والجدير بالذكر أن الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة قد بدأت بخطوات عملية على الصعيدين المحلي والدولي فهناك تحرك منظم وترتيب الأولويات في إقامة العلاقات مع كل الفاعلين من الأطراف الدولية ومن ذوي الخبرات في العواصم خصوصا الغربية منها ....حيث تم تهريب أغلب تلك الأموال...فالحراك قائم والنتائج مبشرة بخير وتحتاج الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة الى تكاتف جهود الجميع لتخرج بنتائج حقيقة ...مستفيدين من الهيئات المشابهة التي أنشئت لنفس الأهداف في بلدان عانت مما عانت منه اليمن ...وكلها قطعت شوطاً لا بأس به ونأمل أن تكون الهيئة الوطنية لإسترداد الأموال المنهوبة في اليمن أوفر حظاً وأكثر نجاحاً لوجود جهود وطنية موحدة كون الهيئة مكونة من جميع أطياف المجتمع اليمني وتشد أنظار الشعب اليمني وكذا المجتمع الدولي لما ستلعبه من دور في بناء اليمن الجديد الخالي من الظلم والفساد.