آخر الاخبار
مخطط الاستنزاف
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 29 أغسطس-آب 2012 06:07 م

ما يحدث في اليمن الآن أشبه بالاستنزاف المبرمج للطاقات الشعبية وقوة الاحتمال أكثر من كونه انتقالاً سلمياً للسلطة. تتكرس التشظيات والاختلافات على جميع المستويات ؛ مددت خدمة صالح بصيغة مؤقتة ومهمة جديدة ، وبرز النشاط على أسس مذهبية وانقسم الناس ما بين حوثيين وإصلاح وإيران والخليج ، والبيض وفك الارتباط وتصاعدت التيارات الساعية للتجزئة مابين مشروع الجنوب العربي ومشروع حضرموت الكبرى ، وبقيت القاعدة والإرهاب خطراً قائماً وعملياتها مستمرة حتى بعد توقيع المبادرة.

ما يحدث أن الظنون كثرت والشكوك تناسلت فلربما أن الرعاة الذين تصورنا أن مصالحهم التقت بمصالح الشعب اليمني وقبلوا تحت ضغط الثورة الشعبية دعم مطلب التغيير من أجل استقرار اليمن ، قد غلبوا استراتيجية بعيدة المدى الآن تقوم على إنهاك الشعب اليمني أولاً وتفكيك التوحد الذي خلقته روح الثورة ليتسنى لاحقاً فرض تصورهم لشكل اليمن الجديد واستحواذهم على ملامح الصورة الجديدة وقواها الفاعلة ، وهو وضع لن يكون ممكناً لو بقي النسيج الوطني متحداً والتحالف العريض الذي هيأته الثورة قائماً والروح المتوثبة بالأمل التي ولدتها الثورة متوهجة

هذا الاحتمال الذي افترضته آنفاً هو التفسير الأقرب لما يحدث من استنزاف نفسي وعصبي لليمنيين ؛ فقد تركوا كل عوامل العرقلة والاستنزاف تفعل فعلها وقد بدأت من وقت مبكر عقب حادث النهدين عبر الضغط والتفريغ بخدمات الكهرباء والمياه وأنبوب النفط والغاز والتقطعات والبلطجة ، واستمرت بعد التوقيع على التسوية ، وليس من قبيل الصدفة ترك علي صالح يفعل ما يريد وبقاء نفوذه في الجيش وأمواله المهولة وحريته في النشاط والحركة ، وقد كانت بيانات أمريكا وأوروبا حول ماحدث في وزارة الدفاع حديثاً فضفاضاً حول العنف من جميع الأطراف ، وهذا تشجيع للتمرد.

سيكون من الخطأ أن نقرأ هذا الموقف المريب لرعاة المبادرة بأنه رغبة في إبقاء صالح أو ورثة نفوذه ، والأقرب للمنطق أنهم أرادوا أن يستفيدوا منه ومن دوره في استنزاف الشعب اليمني وإرهابه ، ومن ثم يقذفوا به بعيداً عن اليمن بعد ان يكون اليمن قد أنهك بالتشظيات وأدمى بالإرهاب وأرهق بالاختلالات الأمنية وداخ من إنقطاعات الكهرباء والماء والأنبوب ،

كما أن فرضية الاستنزاف وحدها هي التي تفسر إطلاق العنان للنشاط الإيراني ليؤدي دوراً استنزافياً شبيهاً بدور صالح ، يتكامل معه ويختلف معه في النوعية .

وحقل ايران هو تغذية الانقسامات على أسس مذهبية ، وتغذية تيار التجزئة الوطنية ، ومحاولة الإمساك بأكبر قدر من أوراق اللعب على الساحة اليمنية من الحوثي في شمال الشمال الى البيض في الجنوب مروراً بالوسط ؛ وهي بذلك تستخدم المذهب والاموال وتسابق الزمن وكأنها تريد أن تختصر المسافة وتفعل في سنة واحدة ما فعلته السعودية في خمسين سنة. 

هنا أيضاً يبدو الرعاة وكأنهم محبذون للدور الإيراني رغم التذمر الظاهري المعلن ، فهم يريدون الدور الإيراني ولكن كمسار يتحكمون به ويستخدمونه مؤقتاً في خطة الاستنزاف وتفريغ الطاقات الوطنية ، وفي نقطة الإشباع والتوازن المحوري على نقطة الصفر يتدخلون لإيقاف الدور الإيراني والقذف به خارج اليمن كما سيفعلون بصالح وبقاياه.

الاستنزاف المبرمج هو الذي يفسر عدم قيام رعاة المبادرة بدور حاسم يؤازر اليمنيين لاستعادة الدولة بكامل مؤسساتها ، فاستمرار انقسام الجيش والسكوت عن نهب مخازن الأسلحة وتفريغها كاحتياط لاستخدامها عقب توحد الجيش كل ذلك يبقي شبح الحرب الأهلية مخيماً فوق اليمن ، الشبح الذي ظن المشترك والثوار والساحات واليمينيون عموماً أنهم تجنبوه بالقبول بالتسوية.

بدء مرحلة جديدة ومبتكرة من الاحتجاجات والتظاهرات للثورة الشعبية السلمية هو الخيار الأقل تكلفة والأسلوب الأمثل ليس فقط لتحقيق الأهداف التي خرج اليمنيون طوال عام 2011 من اجل تحقيقها ، بل لأن ذلك أيضاً هو الطريق الآمن لتوحدهم وتجنب الحرب الأهلية والإفلات من محطة اليأس العام الذي سيكون النتيجة المنطقية فيما اذا استمرت هذه المراوحة والمخاتلة والاستنزاف عناوين لما تبقى من المرحلة الانتقامية.

من صفحة هائل سلام على الفيس بوك :

انجاز«إلغاء اتفاقية موانئ دبي،انجاز يثلج الصدر. وجدير،حقاً، بالثناء،وبالاحتفاء.هو أول اختراق،جدي،تحققه الثورة الشبابية السلمية،في جدار الفساد المتصلب.وهو الجدار الذي يتوجب دكه،تماماً، بضربات الثورة المباركة.تحية إجلال وإكبار ومحبة للوزير،الثوري، الشاب واعد باذيب.الخلود لشهداء الثورة السلمية.النصر للثورة.المجد لليمن.»