آخر الاخبار
أحمد علي غير صالح للرئاسة وهذه هي الأسباب
بقلم/ عبدالعزيز ظافر
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 25 يوماً
السبت 25 أغسطس-آب 2012 07:52 م

في مختلف دول العالم غالبا ما يلعب أبناء الرؤساء السابقين دورا رئيسيا في المشهد السياسي ،وقد نجح العديد منهم في الوصول الى كرسي الحكم بعد سنوات من ترك أبائهم له،ففي أهم الديمقراطيات الحديثة نجح جورج بوش الابن في الفوز برئاسة الولايات المتحدة بعد ثمان سنوات من ترك والده للحكم ، وهاهى ابنة الرئيس الكوري الجنوبي تفوز قبل أيام بتزكية اكبر أحزاب كوريا للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ،وفي الديمقراطيات الناشئة كإندونيسيا اعتلت ابنة سوكارنو كرسي الرئاسة بعد ثلاثين سنة من ترك والدها للحكم ، ولايختلف الحال في الدول ذات الديمقراطيات الشكلية كأذربيجان والكونغو الديمقراطية فقد خلف الأبناء أباءهم في حكم البلاد ،والأمر كذلك في الجمهوريات الديكتاتورية ذات الحزب الواحد ككوريا الشمالية وغير ذلك .

- بلادنا ليست استثناءً عن مثل هذا العرف السياسي ،وإذا ما تمعنا النظر في الوضع الحالي لنجل الرئيس السابق لوجدنا انه ليس هناك مايمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية القادمة ،صحيح ان ثورة 11فبراير قد أطاحت بمشروع التوريث نظريا ،إضافة الى ان روح المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية (وليس نصهما )تمنع الرئيس السابق من ممارسة العمل السياسي ،وتذهب نحو إقصاء أقاربه من مناصبهم العسكرية ،لكنها في الوقت ذاته لا تمنع نجل الرئيس السابق من مزاولة العمل السياسي والترشح مستقبلا لرئاسة البلاد.

-كما ان الشباب وبالذات المنضوين تحت مظلة تنظيمية الثورة تتركز مطالبهم على إقالة أقارب الرئيس السابق من مناصبهم ،ولا تطالب بمنعهم من العمل السياسي ،وبالنسبة للمطالبة بمحاكمتهم فأنها في الواقع نوع من أنواع الضغط السياسي والمزايدة من قبل حزب الإصلاح أكثر من كونها مطالب حقيقية ،فإقرار نواب المشترك والمؤتمر لقانون الحصانة قد حسم هذا الأمر ،في حين مايزال الخلاف هو السائد بشان قانون العدالة الانتقالية ،كما يستبعد توصل شريكي السلطة لاتفاق على صيغة قانونية محددة يتم بموجبها محاسبة جميع المسئولين عن أحداث العنف والقتل خلال الفترة الماضية لان ذلك قد يشمل ابرز القيادات السياسية والعسكرية من الطرفين لان الضحايا ليسوا متظاهرين فقط ،فهناك الى جانبهم مدنيين أبرياء وجنود سقطوا أثناء أداء واجبهم .

-إضافة الى ذلك تؤكد السياسة التي تنتهجها قيادة الإصلاح قبول الحزب التعايش مع احمد علي باعتباره احد اللاعبين على الساحة السياسية ،ولعل أخر الأمثلة على ذلك اللقاء العابر الذي جمع أمين عام الإصلاح بالعميد احمد على هامش حضورهما مأدبة الإفطار التي أقامها الرئيس هادي ،ورغم تأكيد إعلام الإصلاح حدوث اللقاء ونفيه خبر اندفاع الانسي لإلقاء التحية على احمد علي ،إلا ان اللافت تجاهل تنظيمية الثورة لهذا الحدث فلم تندد او تخرج مسيرة تعبر فيها عن استياءها ورفضها للقاء .

-حسب المبادرة واليتها يفترض إجراء الانتخابات الرئاسية في فبراير 2014 إلا ان الأيام الماضية بدأ الجدل بشأنها جراء المعلومات المسربة عن توجه الدول الراعية للاتفاق السياسي للتمديد للرئيس هادي لعامين آخرين ،الأمر الذي دفع رئيس المشترك سلطان العتواني لتأكيد رفض المشترك لمثل هذا التوجه ،وهو ماكان سبقه اليه بأيام النائب الإصلاحي منصور الزنداني ،الذي أكد عدم أحقية اي طرف التمديد للرئيس هادي ،وبدأت مواقع إصلاحية تتهم الرئيس هادي بتعمد إبطاء وتجزئة الحلول والمعالجات وعدم البدء بعملية تصحيح السجل الانتخابي لإيجاد مبرر للتمديد له .

-وفي الجهة الأخرى يبدو ان إصرار الرئيس السابق على مزاولة العمل السياسي والظهور الإعلامي المستمر مع إبراز حجم وتفاعل أنصاره معه في الوقت الراهن لايخرج عن كونه استئنافا للجهود التي يبذلها لإيصال نجله احمد الى سدة الحكم ولكن مع مراعاة إعادة ترتيب الأوراق بما يناسب قواعد اللعب الجديدة التي فرضتها الثورة الشعبية .

-يدرك خصوم صالح ذلك وفسر السياسيون البرقية التي بعث بها صالح لنجله قبل أسابيع لتهنئته ببلوغه عامه الأربعين على انه أراد منها إخطارهم ان نجله استوفى الشروط القانونية للترشح لمنصب رئيس الجمهورية .

- يتضح مماسبق عدم وجود موانع دستورية او قانونية او سياسية تحول دون ترشح احمد علي للانتخابات الرئاسية في فبراير2014،الأمر الذي يثير التساؤل حول مدى تأثير الثورة على فرص فوزه في الانتخابات في حال قرر خوضها؟

* وضع احمد علي بعد اندلاع الثورة:

-على عكس الاعتقاد السائد بان ثورة 11فبراير وما رافقها من أحداث كانت سلبية في مجملها على احمد علي وحظوظه في الوصول الى كرسي الرئاسة،فهناك بعض الايجابيات التي تصب لصالحه وكمايلي :

-بالنسبة للانعكاسات السلبية للثورة على العميد احمد فكان أبرزها حرمانه من أهم العوامل التي كان يعول عليها

لخلافة والده (رئاسة والده للبلاد ولأكبر الأحزاب على الساحة ،إضافة الى كونه قائدا للحرس الجمهوري ) بل وتحولها الى نقاط ضعف في موقفه في الوقت الراهن بمعنى :

1-قبل الثورة كانت فرص احمد علي باعتباره ابن الرئيس كبيرة في الفوز على منافسيه في أي انتخابات كان سيخوضها لأنه سيتم تسخير مؤسسات الدولة ومواردها لصالحه ،أما الآن فكونه ابن الرئيس السابق فالمرجح ان يكون ذلك ابرز العوائق التي قد تحول دون ترشحه في الانتخابات القادمة ،لان أحزاب المشترك والطامحين للرئاسة داخل المؤتمر الشعبي سيشنون حملة معارضة لفكرة ترشح العميد احمد للانتخابات تحت يافطة رفض إحياء مشروع التوريث رغم عدم منطقية ذلك في الواقع .

2-أما رئاسة والده للمؤتمر الشعبي ،فكان سيتم تسخير إمكانيات وموارد وكوادر الحزب لإنجاح احمد علي في الانتخابات في حال جرت قبل الثورة ،أما الآن فان رئاسة والده للحزب تسببت خلال الأشهر الأولى من عمر الثورة في انشقاق عدد من القيادات البارزة في المؤتمر ،وتشكيلها كيانات جديدة ،كما تسبب رفض والده التخلي عن رئاسة المؤتمر الى تفاقم الخلافات داخل الحزب ،وبات يتم الحديث عن انقسام الحزب الى تيارين رئيسيين (الصقور والاعتدال) وإذا ما استمر مثل هذا الوضع فالمرجح عدم حصول العميد احمد الا على دعم جزء من المؤتمر ،او في أحسن الأحوال ستضعف قدرة المؤتمر على الحشد الانتخابي لمرشحه كثيرا مقارنة بما كانت عليه في السابق جراء التأثير السلبي للخلافات الداخلية على نشاط الحزب الميداني .

3-أما قيادته للحرس الجمهوري والقوات الخاصة فقد أظهره قبل الثورة كأحد ابرز القادة العسكريين في البلاد ،وعزز من مكانته وشعبيته بين أنصاره وجزء من الشارع اليمني سيما مع التطور الذي طرأ على الحرس الجمهوري منذ تسلمه قيادته (وان كان لأهداف خاصة بمشروع التوريث كما يراه البعض)مقارنة بما كان عليه وضع الحرس في السابق وبوضع قوات أخرى كالفرقة الأولى، اما بعد الثورة فكانت رئاسته لهذه القوات الباب الرئيسي الذي مكن خصومه من استهدافه عبر تحميله مسئولية مقتل جزء من الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة ،ومسئولية قصف تعز وقرى أرحب ونهم وبني جرموز.

-اما بالنسبة للتداعيات الايجابية المحتملة للأحداث التي رافقت الثورة على صورة احمد علي وتعزيز فرصه للوصول إلى سدة الحكم فيمكن إيجازها في التالي :

1-رغم تركيز إعلام المشترك طوال الفترة الماضية على تشويه صورة احمد علي، الا أنها فشلت في تحقيق معظم أهدافها وبالذات لدى أنصاره وجزء كبير من الأغلبية الصامتة ،ويرجع السبب الى الأداء الجيد للعميد احمد خلال الأزمة ،فظهر كقائد عسكري متماسك يضاهي بخبرته من سبقوه بمراحل في هذا المضمار ،كما ظهر كند حقيقي للواء علي محسن ،ويحسب له تجنبه تفجير الوضع العسكري عقب محاولة اغتيال والده في مسجد النهدين .

-الصورة الايجابية السابقة للعميد احمد قد تتغير لدى الكثيرين سيما مع الترجيح بوقوفه ودعمه لحالات التمرد المتكررة على قرارات رئيس الجمهورية من قبل قيادات وعناصر تابعين للحرس الجمهوري ،لكن المحك الرئيسي في اعتقادي ،الذي سيؤثر سلبا او ايجابا على صورة وشعبية احمد علي في الفترة المقبلة سيكون في الكيفية التي سيتعامل بها مع القرارات المتوقع ان يقدم الرئيس هادي على اتخاذها خلال الفترة الانتقالية كقرار فصل القوات الخاصة عن الحرس الجمهوري او قرار تغييره من قيادة الحرس .

2- من غير المستبعد ان يلجأ الرئيس السابق لاستخدام ورقة محاولة اغتياله في مسجد النهدين ومقايضة خصومه الرئيسيين مقابل التوصل الى اتفاق معهم يعزز من فرص نجله الانتخابية ،وهو ما يفسر البطء المتعمد في مسار التحقيقات الجارية في القضية ،والسرية المفروضة على النتائج التي تم التوصل اليها ،وحرص الرئيس السابق على إبقاء الملف مفتوحا اطول فترة ممكنة .

3-كان مشروع التوريث في مقدمة الأسباب التي أدت الى تمرد الحوثي في شمال الشمال وبروز الدعوات الانفصالية في الجنوب ،الغريب في الأمر انه بعد اشهر من اندلاع ثورة 11فبراير تزايدت مؤشرات التقارب بين الجماعتين وتيار الرئيس السابق ،وذلك للحيلولة على مايبدو دون سيطرة جماعة الإخوان على السلطة والبلاد عموما،ولا استبعد في حال تفاهمت مختلف القوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ،ان يساند الحوثيين وقوى الحراك بصورة غير مباشرة احمد علي او أي مرشح أخر للمؤتمر في مواجهة مرشح الإصلاح.

-رغم ان مثل هذا الدعم سيعزز من فرص العميد احمد للفوز في الانتخابات ،لكن بروز ملامح هذا التحالف الى العلن قد يكلف المؤتمر الشعبي واحمد علي خسارة جزء من أنصارهما ويفقدهما أي تعاطف داخل الأغلبية الصامتة ،التي ترفض الصفقات السياسية المشبوهة ،التي قد تكون على حساب المصلحة العليا للبلاد او تمس بالثوابت الوطنية .

*قائد عسكري ليس اكثر :

هناك أكثر من سبب دفعني للاقتناع بعدم أهلية العميد احمد لتولي منصب رئيس الجمهورية على الأقل خلال العقد الحالي سواء لافتقاده كثير من الصفات و المزايا التي يجب توفرها في الشخص الذي يحكم البلاد ،او محدودية نشاطه الذي يكاد ينحصر على مجال وحيد، ،وسأوجز ذلك في النقاط التالية :

1-يمتلك العميد احمد العديد من الخصال الطيبة كتواضعه ودماثة أخلاقه وتجنبه السلوكيات المستفزة في الشوارع والأماكن العامة (بعكس أولاد الأحمر مثلا)وليس مهووسا بالإعلام وحب الظهور كحال ابن عمه العميد يحيى بل انه يتجنب الدخول في أي مهاترات إعلاميه مع خصومه ،ورغم كل ذلك الا ان العميد احمد يفتقد للشخصية الكاريزمية التي يمتلكها الزعماء عادة ،كما ان معدل الذكاء والدهاء لديه متوسط،ومن سوء حظه ان هذه الصفات لا تورث خاصة ان القدرة على حشد الأتباع والمؤيدين مرتبط أساسا بها .

2-لم يبد أي اهتمام تجاه تغيير الصورة النمطية عنه لدى الرأي العام ،ومحاولة إبراز الجوانب الأخرى من شخصيته وبصورة تنسجم مع المتغيرات التي شهدتها الساحة الداخلية ،فقد عجز العميد احمد حتى الآن في تقديم نفسه بعيدا عن صورته العسكرية،رغم انه في أمس الحاجة لإبراز الجانب السياسي والاجتماعي من شخصيته خاصة مع الترجيح ان يكون الدور الذي سيلعبه في السنوات القادمة سياسي بامتياز ،إضافة الى ان توق وحماس اليمنيين لإقامة مداميك الدولة المدنية يجعل من وصول شخصية عسكرية الى منصب رئيس البلاد أمرا مرفوضا بصورة تلقائية من قبل غالبية اليمنيين .

3- كونه قائد عسكري يفسر انعدام أي نشاط حزبي له ،لكن ذلك لايفسر عدم دعمه للأصوات المطالبة بإصلاح وضع المؤتمر الشعبي العام ،فمن يطمح بالفوز بمنصب رئيس البلاد عليه ان يدرك استحالة ذلك دون وجود حزب كبير ومنظم يقف خلفه ،ويبدو جليا ان احمد علي مازال يعيش في جلباب ابيه ، مؤملا منه القيام بإعادة ترتيب أوضاع الحزب بالشكل المطلوب ،وهو بذلك يرتكب خطاءً فادحا ،لان إصلاح وضع الحزب في نظر والده معناه إعادة المؤتمر الى الوضع الذي كان عليه قبل ثورة فبراير ،وهو وضع قد يتسبب في ضمور الحزب وتحلله خلال فترة قياسية.

- كان يفترض على العميد احمد بعد الانتخابات الأخيرة ايلاء جل اهتمامه للمؤتمر ،ويساهم في دفع عجلة التغيير فيه الى الأمام عبر تقديم مختلف أنواع الدعم اللازم لتيار الشباب داخل المؤتمر الشعبي ،والعمل على إيصال قيادات شبابية الى المواقع القيادية في الحزب ،بحيث يؤدي ذلك الى تخليص الحزب من حالة الخلاف القائمة بين تياري صالح وهادي ،و تهيئة المؤتمر لاستئناف نشاطه الميداني والإعداد الجيد للمشاركة في الانتخابات القادمة بفاعلية .

-كما على العميد احمد إدراك ان ترشحه في الانتخابات القادمة سيكون مستفزا للثوار ولكثير من القوى الفاعلة ،مما سيدفعها للاحتشاد خلف منافسه كما حدث في الانتخابات المصرية الأخيرة ،ومن ثم يفترض على العميد احمد والمؤتمر البدء بالترويج لشخصية وطنية تتمتع بالسمعة الطيبة في الشارع اليمني تمهيدا لتقديمها كمرشح للمؤتمر في الانتخابات القادمة .

4-يأتي اهتمام العميد احمد بالقضايا والتفاعلات السياسية في ذيل القائمة ، وإذا كان هناك مايشده في المجال السياسي ليس مايتعلق بالوضع في الجنوب ونشاط قوى الحراك في الداخل والخارج لإعادة تقسيم اليمن ، ولكن أي تصريح اعلامي صادر عن خصومه الرئيسين (حميد و محسن) و أي تلويح دولي بفرض عقوبات على معرقلي التسوية السياسية .

5-استخدام الإعلام كسلاح ضد العميد احمد وبالذات خلال العامين الأخيرين، اضطره لإيلاء الجانب الإعلامي بعض الاهتمام ،وظهر ذلك في كونه الممول الرئيسي لقناة وصحيفة اليمن اليوم ،إضافة الى دعمه عدد من الصحف والمواقع الالكترونية المستقلة ،ومع ذلك لم يبد احمد علي اهتماما بتحسين الأداء الهزيل لتلك الوسائل ،والتي تعاني من غياب رؤية إستراتيجية واضحة ،والأهداف المراد تحقيقها من رسالتها الإعلامية .

-ينظر الى ماينشر في تلك الوسائل على أنها تعبر عن رؤية ومواقف العميد احمد من التطورات المختلفة ،وهو ماقد يؤثر سلبا على صورته لدى الرأي العام ،فاللغة الهابطة التي تستخدمها شبكة \"شافي جروحه\" للنيل من خصوم العميد احمد ووالده ،ترتد سلبا عليه ،وتفيد خصومه أكثر مما تضرهم ،وبالمثل يخرج المتصفح لصحيفة اليمن اليوم (التي يديرها في حقيقة الأمر سلطان البركاني والتيار المتشدد في المؤتمر ) بانطباع سريع بركاكة محتواها، وتحولها فقط الى بوق لقيادات الانفصال وكل المعارضين لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني ،إضافة الى الترويج المستمر لجماعة الحوثي ،ولا اعتقد ان من مصلحة احمد علي الظهور أمام الرأي العام والمجتمع الدولي كداعم للجماعات الخارجة على الدولة ،وكأحد المعرقلين للتسوية السياسية .

5- هزالة وسطحية النشاط الخيري لأحمد علي ،وعجزه طوال السنوات الماضية في رفع أداء مؤسسة الصالح وتوسيع نشاطها رغم الاعتمادات الكبيرة المخصصة لها،فنشاط المؤسسة يكاد يكون موسميا ،وينحصر في مشروع إفطار الصائم (توزيع تمر و فجل)على بعض الصائمين ،إضافة الى توزيع الشنطة المدرسية على بعض المدارس،وليس خافيا ان النشاط الخيري هو الوسيلة الاهم التي تعتمد عليها الجماعات الإسلامية في جذب الفقراء نحوها والحصول على دعمهم في الانتخابات ،ولا اعتقد ان توزيع القشمي (الفجل)والزمزمية يمكنان العميد احمد من كسب المعركة الانتخابية لصالحه

6-أخيرا يأخذ عدد ممن عملوا مع العميد احمد في السنوات الماضية عليه أمرين هما :

الأول :سوء اختيار غالبية مساعديه، متفوقا بذلك على والده في هذا الجانب ،فنجد ان فيهم الانتهازي والمتعجرف والمتسلق والفاسد الا من رحم الله، وأكثر ما يجيدونه التآمر على بعضهم طوال الوقت ،كما انهم يفتقرون الى فن التعامل مع الآخرين .

-أما الأمر الثاني فهو حرص العميد احمد الشديد على المال عندما ينفقه على العاملين معه،قد ينظر البعض الى ذلك كجانب ايجابي في شخصية احمد علي يعبر عن حرصه على المال العام ،لكن المشكلة ان هذا الحرص يتبخر فجأة عندما يتعلق الأمر بعدد من المقربين منه وأفراد الأسرة والأنساب طبعا .

-اللافت هنا تشابه احمد علي مع خصمه الرئيسي حميد في حرصهما الشديد عند إنفاق المال على الموظفين التابعين لهما،لكنهما في الوقت ذاته يختلفان في نقطة محورية ،فحميد يولي اهتماما كبيرا بطاقمه الإعلامي والسياسي ،وينفق عليه بسخاء لإدراكه أهمية الدور الذي يؤدوه ،في حين ان العميد احمد لا يفرق بين العاملين لديه وبين طاقمه الإعلامي والسياسي ،المعرض دائما للتغيير كونهم ليسوا سوى مجموعة من الفاشلين من وجهة نظره.

abdullaziz.dhafer@hotmail.com