آخر الاخبار
نِهَايَةُ الأسَدِ بَاتَتْ وَشِيْكَة
بقلم/ محامي/احمد محمد نعمان مرشد
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 31 يوليو-تموز 2012 10:12 م

تدور هذه الأيام معارك طاحنة وحرب شرسة براً وجواً في مختلف المدن والمحافظات السورية دمرت وتدمر كل جميل وتقضي على الاخضر واليابس مزارع وحدائق بيوت ومدارس مساجد وكنائس ومعابد. ويسقط يوميا المئات بين قتيل وجريح وينزح ويتشرد الآلاف من الأسر الى دول الجوار تركيا والأردن ولبنان والعراق.ولكل هذا وذاك تذرف له الدموع وتُدمى له القلوب وتتألم الضمائر وتتكدر الامزجة والخواطر وترتفع أصوات الأطفال والنساء والصغار والكبار والعجائز طالبين النجدة والاستغاثة من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ولكن لا حياة لمن تنادي. فالدول العربية ما تزال فيها بقايا انظمة مخلوعة دورها التنديد والاحتجاجات على استحياء ويعقد مجلس الامن الدولي ثلاثة اجتماعات وتفشل بسبب فيتو (روسيا والصين).غير ان الآلات العسكرية لا ترحم احدا ولا تفرق بين صغير وكبير وطفلا و إمرأة.

انها حرب مُجرمة أُشعِلَت نيرانُها ضد شعب مسالم اعزل لاذنب له ولا جرم عليه سوى انه يطلب الحرية والديمقراطية واسقاط النظام بشكل سلمي فالاسد يعتقد انه لا يجوز ان تقوم ضده ثورة من شعبه لان وضعه يختلف عن وضع الرؤساء المخلوعين في تونس ومصر وليبيا واليمن اي بن علي ومبارك والقذافي وصالح .ففي نظره انه وارث لنظام الحكم من بعد والده حافظ الاسد الذي حكم سوريا ثلاثين عاما بالحديد والنار حتى وافته المنية وكأن نظام الحكم قطعة ارض للزراعة او البناء والميراث سبب من اسباب الملك فلا يجوز لا حد ان يسلبه الا اذا تصرف به صاحبه برضاه .ولان معتقد الاسد فاسد وباطل فهو لم يفرق بين المال الجائز تملكه وبين نظام الحكم الذي لا يجوز تملكه بأي حال من الأحوال سواء عن طريق الميراث او القوة مالم يكن النظام ملكي كالسعودية وبريطانيا واسبانيا او اميري كقطر فأبناء الملك او الأمير يرثون الحكم كما يرثون المال وبحسب نظمهم الحاكمة ودساتيرهم الدائمة اما الدكتاتور الاسد فنظام الحكم في بلده جمهوري وليس ملكي او اميري فهو رئيس للجمهورية العربية السورية والنظام الجمهوري يكون مالك السلطة فيه الشعب لا سواه فهو مصدر السلطات وهو من يختار رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان والشعب هو ايضا من بيده اسقاط الرئيس ونظامه فبمجرد خروج الثوار السوريين الى الشوارع والساحات وميادين الحرية في مختلف المدن مطالبين بإسقاط النظام فيكون لزاما على من ثار الشعب ضده الاستجابة لهذا المطلب الشرعي لكن وللأسف الشديد تبين ان الأسد أكثر غباء من الرؤساء العرب المخلوعين السالف بيانهم على الرغم من انه اصغرهم سنا فكان متوقعا ان يكون أكثرهم استفادة من أحداث الثورات العربية ومن النهاية السيئة المخزية لغيره من الرؤساء هذا فضلا عن عدم اتعاضه واعتباره بما حدث مع ان الحكمة تقول(السعيد من اتعض بغيره )

بَيْدَ ان المعطيات تؤكد ان الاسد أكثر دموية واجراما وطغيانا من غيره فعلى ماذا يراهن الان وماذا تبقى بيده من السلطة بعد انشقاق الكثير من أركان نظامه عسكرين ودبلوماسين وغيرهم وانضمامهم الى صفوف الثورة والجيش الوطني الحر ألا يعي الاسد انه كلما ازداد اجراما في قتل شعبه بغية اخماد الثورة كلما ازدادت الانشقاقات في نظامه وازداد توسع الثورة وامتدادها لتشمل كل قرية ومدينة وجبل وسهل ووادي ؟فالشعب السوري قرر رحيله ورحيل نظامه ولا تراجع له عن هذا القرار مهما بلغت التكلفة وازداد الثمن والتضحيات فقد استوى عند الشعب الموت والحياة بل اصبح الموت في سبيل الله ثم في سبيل الحرية اشرف لهم من الحياة تحت ربقة العبودية ولاشك ان تضحيات الشعب السوري العظيم المتواصلة اثمرت ثمارها حيث جعلت الاسد يفقد سيطرته على كثير من الاحياء والمدن بما في ذلك أجزاء مختلفة من العاصمة دمشق حيث استولى الجيش الحر على عدد من اقسام الشرطة والمنشئات الحكومية وأصبح الثوار منشغلين بما بعد الاسدوبتشكيل حكومة انتقالية دعاهم اليها المجتمع الدولي والاتحاد الاوربي والخليج العربي فالاسد اليوم لم يعد حاكما فعليا لسوريا بقدر ما هو قائد عصابة تخريبية كما انه أصبح مختفي في أماكن مجهولة خوفا من القبض عليه ومحاكمته .والساعات المقبلة من الأيام القادمة ستكون الحاسمة بإذن الله تعالى وسيلقى الاسد اسوأ مصير محتوما له فقد باتت نهايته وشيكة وكأننا الآن نراه هاربا على متن طيارته متوجها الى سادته في ايران او حلفائه في موسكو او الصين هذا ان اختار الهروب اما اذا اختار البقاء في سوريا فكأننا نشاهد مصرعه على ايدي الثوار وجثته مصلوبة في المرجاة او الصالحية في دمشق او في غيرهما من المدن السورية والتاريخ لايرحم المهزومين.