آخر الاخبار
مرتزقة إيران يدمرون اليمن
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
السبت 14 يوليو-تموز 2012 07:22 م

لايختلف اثنان ان القوة هي نتاج طبيعي للوحدة, وان الضعف والتمزق هو ابن شرعي للفرقة والشتات وهذا هو حالنا في البلدان العربية التي تفرقت شيعاً واحزاباً وأصبحت فريسة سهلة الاصطياد, وبعد ان كنا امة يحسب لها العالم ألف حساب أصبحنا امة ضعيفة مفككة متناحرة, وتتصدر خلافاتنا وصراعاتنا نشرات الأخبار الدولية, بينما العالم الشرقي والغربي مشغول ببناء قوته الاقتصادية وقدراته العسكرية.

يتجه العالم نحو الوحدة فعلى سبيل المثال استطاعت أوربا رغم اختلافها اللغوي وتباينها الاقتصادي ان تتكتل وتتحد اقتصادياً تحت مسمى \" الاتحاد الأوربي \" وان تصبح لها عملة موحدة هي \" اليورو \" بينما نحن في العالم العربي لدينا مئة تسمية مئة عملة والف شعار, وهذا مالايرضاها ديننا الحنيف الذي يدعوا الى رص الصفوف وتشبيك الأيادي والتوحد خلف قيادة واحدة.

على مستوى الشرق الأوسط هناك خلافات لا أول لها ولا أخر بين دول الجوار ولا تكاد تخلو دولة عربية واحدة من تلك الخلافات وهي خلافات مصطنعة أوجدها الاحتلال الغربي بهدف الإبقاء على الدول العربية متصارعة من اجل السيطرة على مواردها وثرواتها الهائلة.

ليس هذا فحسب بل ان هناك دول إسلامية تصدر معاركها الى بلدان عربية للأسف وتستغل فقر الناس وحاجتهم المادية فتدفع بذلك الى الصراع والتناحر بين أبناء البلد الواحد, وهذا الحال هو السائد في اليمن.

ففي شمال الشمال هناك دعم إيراني غير محدود وفي الجنوب هناك سخاء مالي وكل هذا ليس حباً في اليمنيين بقدر ماهو طمعاً في تحقيق مصالح قومية لتلك الدول التي تريد لليمن ان يبقى بؤرة للتوتر والصراع ومصدر قلق للعالم بأسره, وفي الأخير القاتل يمني والمقتول يمني والمثل الشعبي القائل \" القرش يلعب بحمران العيون \" هو ماينطبق على البعض للأسف, الذين يجب ان يكونوا عند مستوى التحدي وان يجعلوا اليمن فوق كل اعتبار .

في صعدة قتال دائر بلغ عدد القتلى بحسب مصادر محلية هناك الف وثمانمئة قتيل بين السلفيين والحوثيين ودائرة اليتم تتسع كل يوم, ولا ادري ماهو المبرر لكل تلك المعارك التي أكلت الأخضر واليابس وذهبت بخيرة رجال اليمن, ولكن يكون هناك نصراً مؤزراً لطرف على اخر لان كل طرف يتمترس خلف عقيدة قتالية وستستمر الحرب الى مالا نهاية, وذلك مايهدد اقتصادنا المنهار اصلاً وينبىء بكارثة طائفية لم يعرفها اليمن من قبل.

وفي الجنوب بدء إخواننا المناضلين حراك سلمي في 2007م للمطالبة بحقوقهم المنهوبة التي صادرها النظام البائد وأقصى الكثير من الكفاءات العسكرية من مواقعها طمعاً في تثبيت العرش لولي عهده الذي بددت الثورة الشبابية الشعبية أحلامه, ولكن سرعان مابدء ذلك الحراك يتجه نحو الحراك المسلح واتجاهه نحو القوة شوه جمالية ماضيه وجعل الجميع في الشمال يتخندقون في خندق الوحدة بدلاً من التعاطف مع الجنوبيين الذين صودرت حقوقهم ونهبت أموالهم.

ومع اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي اندلعت كنتاج طبيعي لأساليب الإدارة للدولة في الفترة الماضية وارتكاب العديد من الأخطاء القاتلة في الحكم جعل الشباب في كافة ساحات التغيير يجعلون القضية الجنوبية في سلم أولوياتهم, وسموا بعض جمعهم بتسميات تدل على انهم مع قضية الجنوب \" كجمعة الوفاء للجنوب \" و جمعة \" القضية الجنوبية قضيتنا \", وبدأت بالفعل بعض تلك الاهتمامات توتي أوكلها على الأرض.

أنا هنا ضد المناطقية لكنني أريد ان أوضح لبعض إخواننا ماتم القيام به منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني وخصوصاً في مايتعلق بالقضية الجنوبية فقد أصرت قيادات اللقاء المشترك على ان يتولى رئاسة الحكومة شخص جنوبي وكان الاختيار على الأستاذ محمد سالم باسندوه, ثم جاءت الانتخابات الرئاسية فخرج الشباب عن بكرة ابيهم يرفعون صور الرئيس هادي في كل ساحة ويلصقونها بكل جدار وانتخب هادي كأول رئيساً جنوبي منذ العام 1990م, ثم تم تعيين قائد للمنطقة الجنوبية وهو القائد البطل الشهيد سالم القطن, وبعد استشهاده وقع الاختيار على شخصية جنوبية هو الدكتور ناصر الطاهري ليتولى قيادة المنطقة الجنوبية خلفاً للقطن, وكذلك تم اختيار الكثير من الشخصيات الجنوبية في العديد من القضايا ومن يقراء جيداً القرارات الجمهورية التي أصدرها الرئيس هادي يراء انه كان للجنوبيين نصيب الأسد فيها.

إضافة الى ذلك فقد كان الاهتمام بالمحافظات الجنوبية في أولويات اهتمام الرئيس هادي حيث تم تغيير اثنين من المحافظين من اجل تصحيح بعض الإشكاليات التي تعيشها تلك المحافظات.

قد تكون تلك التعيينات غير مرضية لإخواننا الجنوبيين وخصوصاً اولئك الذين لهم مطالب حقوقية بالفعل ولكن خطوة الف ميل تبداء بخطوة والتغيير لايأتي دفعة واحدة وإذا أرادوا استعادة حقوقهم فعليهم ان يقفوا معنا من اجل الوصول الى الدولة المدنية التي يسقط فيها حكم العسكر وتعاد للقضاء هيبته ونزاهته.

هناك تيارات في الحراك نؤمن بانها على قدر كبير من المسؤولية ويعون كل خطوة يقومون بها, ولكن هناك أشخاص يريدون تشويه الحراك مثلما شوهوا وجه الجنوب في الماضي, ويريدون ان يعيدوا الجنوب الى مربع السحل والتصفيات والتأميم.

هؤلاء الذين ينادون بتحرير الجنوب اليوم هم من يريدون بيعه لإيران غداً,ومن يطالب بالاعتذار للجنوبيين جراء حرب 94 هو من سيسحق المعارضين له في الجنوب تحت جنازير الدبابات. اذا ماتحقق ذلك, ومن يقول بأنه ان الأوان للحراك المسلح فهو من يستلم المليارات ويعطي غيره الفتات,ومن ينادي بالعدالة ومدنية الدولة واعادة الحقوق الى أهلها عن طريق القضاء فهو وحده من سيثبت للجنوب انه يحبه اكثر من أولئك الأدعياء.

على السيد علي سالم البيض ان يعتذر للجنوبيين عن ما ألحقه بهم هو وحيدر العطاس في 87 ,وعلى علي ناصر محمد ان يعتذر للجنوبيين عن مجزرة 86 الدامية,

اما نحن فيكفينا اننا حافظنا على الوحدة منذ أربعة وتسعين وحتى اليوم والمستفيد من ذلك هم إخوتنا الجنوبيين ومن يستعرض تاريخ الجنوبيين منذ خروج الاستعمار البريطاني في العام 67م يدرك اهمية ذلك جيداً,لقد اختلف إخوتنا الجنوبيين في النضال فكيف سيتفقون في الحكم؟

نحن جيل صاعد لا نريد ان نوأخذ بجريرة أناس قاب قوسين او أدنى من توديع رحلة الحياة الدنيا, يجب ان نتطلع الى المستقبل وان ننظر الى الوطن بعين التساوي,, يكفينا تمزقاً ودماراً ومناطقية,العالم وصل الى سطح القمر ونحن لم نتجاوز لغة الاستقواء والمناطقية والتشدق بعبارات تسيء الى ماضينا العريق وتنسينا التفكير في مستقبلنا الوليد.

aref734667667@gmail.com