فجعنا بالأمس بالحادث الإجرامي الذي أودى بحياة أكثر من 90 جنديا من جنود الأمن المركزي وأصاب أكثر من 200 عندما فجر انتحاري نفسه في ميدان السبعين أثناء تأدية الجنود لبروفات عرض عسكري بمناسبة عيد الوحدة في سابقة هي الأولى من نوعها في تأريخ اليمن ..

ونحن نترحم على أرواح الشهداء ونسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان وأن يلهم السلطة رعاية أسر الشهداء كما يجب كما أننا ندين وبأشد الكلمات وأفصح العبارات هذه العمليات الإنتحارية التي يذهب ضحاياها الجنود الأبرياء من أبناء اليمن ولدينا قناعة راسخة أن العنف لم يكن يوما وسيلة لتطبيق الشريعة ولا يؤدي إلى نصرة الإسلام كما أنه لا يزيد أبناء اليمن إلا خسارة في كل المجالات .

تذهب التحليلات الأولية إلى أن الحادث الإجرامي تقف وراءه تنظيم القاعدة مستدلين على ما اتهامهم للقاعدة ببيان نسب لها وأن هذا التفجير الإجرامي جاء كرد انتقامي على الحرب التي يشنها الجيش على مسلحي القاعدة في أبين وكتهديد يهدف لإيقاف الحرب على مسلحيه في تلك المناطق ويتوعد بالمزيد من هذه العمليات القاتلة ما لم تتوقف قوات الجيش بمساندة الطيران الحربي اليمني والأمريكي عن قصف المناطق التي يتواجد فيها مسلحوه في أبين وهو ما يبدو في حكم المستحيل نظرا لأن الحرب على القاعدة وبالذات خيار الحسم العسكري صار مفروضا على اليمن وحاجة أمريكية لزيادة التواجد والنفوذ العسكري الأمريكي في اليمن ولتحقيق مصالح أمريكية كثيرة في هذا الموقع الجغرافي الهام من العالم ولإجهاض أي مشروع حكم وطني وذوي مرجعية إسلامية فيه بالمستقبل ..

هناك إجماع على أن عائلة صالح لها يد في التفجير الإجرامي الذي أودى بحياة الجنود الأبرياء وقدمت لها كل التسهيلات لكن البعض يذهب إلى أن الحادث كله من تدبير عائلة صالح وما القاعدة إلا شماعة تعلق عليها مثل هذه الأعمال الإجرامية لعدة أسباب سأوردها في مقدمة المعطيات والأسباب التالية ..

وحتى لكي لا نطلق التهم جزافا سأورد في هذه السطور بعض المعطيات التي يعتبرها كثيرون أدلة على تورط عائلة صالح في هذه الجريمة النكراء يعتبرونها معطيات تؤكد تورطهم في التسهيل لها وهي :

 1- القاعدة لا تمتلك كل هذه القدرات في وقت تعيش فيه وضعا صعبا للغاية فيما تبقى لها من مناطق نفوذ وحكم في زنجبار وجعار.

2- القاعدة لم تتوجه بعد لهذا النوع من العمليات الانتحارية الكبيرة التي تستهداف جنود يمنيين أبرياء وبعيدا عن مناطق القتال وبهذا الكم المخيف وفي قلب العاصمة .

3- كيف أجتازت القاعدة كل نقاط التفتيش وضربت بكل هذه الدقة والإحتراف في قلب العاصمة وفي الأمن المركزي مع أن القاعدة مخترقة من مخابرات عائلة صالح وأمنها القومي وكيف لم يبلغ خبرة عائلة صالح في القاعدة خبرتهم بهذه العملية حتى يتم إحباطها ما لم تكن الرغبة موجودة عند عائلة صالح بحدوث مثل هذا النوع من الجرائم وتقدم لها كل أنواع الدعم وأشكال التواطؤ وألوان التسهيلات؟!!

4- القاعدة لا تستفيد من حادث كهذا يوفر غطاءا ومشروعية شعبية لمحاربتها ويحرق صورتها بشكل تام في أوساط عامة الناس الذين يتساؤلون ما ذن هؤلاء الجنود ؟!!

5- مثل هذا الحادث لا يوقف الحرب ضد مسلحي القاعدة بالعكس يضاعف من إرادة الرئيس هادي ويجلب مزيدا من الدعم الشعبي والتأييد الإقليمي والدولي له في المعركة ضد القاعدة.

6- غياب يحي صالح وهو حتى الأمس أركان حرب الامن المركزي والمسئول الاول فيه عن المهرجان التدريبي رغم طلب حضورهم ..

7- تغيب السراياء السبع التابعة للحرس الجمهوري وهي اهم سراياء الحرس في العاصمة عن بروفات التدريب دون إبداء أي أسباب.

8- نشر شبكة " شافي جروحه " الإخبارية التي يديرها الأمن القومي التابع لعائلة صالح لخبر التفجير قبل ساعات من حدوثه حيث قالت عنه أن مفاجاة (تفجير ) في إحتفال عيد الوحدة ..

9- التواجد المكثف لطاقم قناة "اليمن اليوم" ووضعهم لكاميرات عديدة وفي أماكن مختلفة بغية الإنفراد ببث الخبر بعد تلقيهم أوامر من العائلة المالكة لها بأن هناك حدث يستحق التغطية سيحدث في السبعين..

10- الإعلان وبتلك الصورة عن مرض صالح وانتقاله للمستشفى وإجراؤه بعض العمليات وبتلك التفاصيل وذلك لإشغال الرأي العام ولتبرئة ساحة الرجل فهو مريض وبالمستشفى رغم أن صالح عودنا أنه ينكر مرضه ويقول: (أنا زي الفل) (أنا مضبوط) و(صحتي حديد) ولكن هذه المره غير الرجل برنامجه كما يقول المثل " لامر ما جدع قصير أنفه "

11- الحادثة تعتبر محاولة لترحيل ملفات إعادة هيكلة الجيش والمقصود بها أولا تغيير قادة الجيش المنتمين لعائلة صالح كأحمد ويحي وغيرهم وكذلك لإرسال رسالة تحذيرية هادي أن لا يلعب بالنار ويقترب من قيادة الحرس والامن المركزي وأن يجعل محاربة الأرهاب أولوية قبل كل الملفات والإستحقاقات ويشرك عائلة صالح فيها حتى تغدجو المدخل لهم لإستعادة ملكهم ولكن الرئيس هادي كان ذكيا فقام بعزل قائد الأمن المركزي عبد الملك الطيب وكذلك عمار في نفس اليوم ليؤكد لهم أن عملية إعادة هيكلة الجيش ستمضي رغم كل ما يحدث ..

12- الحادثة في فحواها إيصال رسالة للأطراف الإقليمية والدولية أن صالح كان من يحارب الإرهاب والآن الإرهاب يضرب العاصمة وبجوار الرئاسة فأتركوا أحمد علي في الحرس والخبرة في مواقعهم يحاربوا الغرهاب لأن محاربة الإرهاب ماركة مسجلة لعائلة صالح وهم الأخبر فيه حسب الرسالة التي أرادوا أن يوصلوها ولو على حساب ارواح أبناء اليمن من الجنود الأبرياء ...

13- محاولة لإحراج الرئيس هادي وإظهار أمام الاطراف الدولية والإقليمية كعاجز عن محاربة الإرهاب ومكافحة القاعدة التي تضرب في قلب العاصمة ..

14-محاولة لخلط الأوراق وإظهار صدق تحذيرات صالح السابقة أن اليمن من غير وجوده في السلطة ستدخل في نفق الفوضى والتخريب والإرهاب وعدم الإستقرار ومن يحلل حادثة السبعين الإجرامية يجد أن عائلة صالح هم أوائل المستفيد منها إضافة للقاعدة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتربصين بأمن اليمن واستقراره ...

 15 – إجماع كل المحللين السياسيين والعسكريين على وجود تسهيلات لمن نفذ العملية وإلا كيف استطاعوا الوصول رغم كل الحواجز والتشديد الأمني ولذا قام الرئيس هادي في نفس اليوم بعزل قائد الامن المركزي ووكيل جهاز الامن القومي والأخير من عائلة صالح والأول من الموالين لها ...

في الختام أضم صوتي للأصوات الكثيرة التي تطالب بإجراء تحقيق شفاف ومحايد في الحادثة وكشف النتائج للرأي العام وأدعوا السلطة لتبني هيئة وطنية لرعاية أسر الشهداء وكذلك هيئة لرعاية الجرحى وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل من قتلوا في الشهداء ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم الصبر والسلوان وأن يجنب هذا البلد وأبنائه كل سوء ومكروه ويحقن دمائهم ويحفظهم ويهيئ لنقلهم لبر الامان وشاطئ النجاة .آمين ...