رسائل عاجلة إلى المحافظ سلطان العرادة
بقلم/ احمد عبدربه الحويسك
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
السبت 07 إبريل-نيسان 2012 08:28 م

بعد مرور عام على اندلاع ثورة الشباب والتي ساندتها شريحة واسعة من ابناء مأرب سطرّوا خلالها موقفا ايجابيا أذهل الكثيرين في كل ربوع الوطن حيث أفشل أبناء مأرب كل المراهنات بأن شرارة الحرب الأهلية ستندلع بمأرب التي رسم عنها النظام السابق وابواقه الاعلامية صورة قاتمة السواد ومثيرة للاشمئزاز .. حيث خلق انطباعا عاما لدى شرائح المجتمع اليمني بأن مأرب هي بؤرة التقطع والاختطافات والحروب القبلية وقاعدة الارهاب، وصور ابناء مأرب كمجموعة وحوش تعيش في القرون الوسطى وتقوم بأعمال النهب والاختطافات استنادا الى شريعة الغاب التي تحكمهم ، ولكن بعد ان سطر العقلاء بمأرب موقفا مشرفا خلال الثورة الشبابية أعاد بعضا من ملامح الوجه المشرق لمأرب فانني ومن خلال هذا المنبر الاعلامي اتطلع الى أن يبادر الشرفاء من أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم السياسية أن يسطروا موقفا ايجابيا آخر يهدف في المقام الأول والأخير الى خدمة مأرب ارضا وانسانا حيث وانهم على معرفة كاملة وتشخيص دقيق بوضع هذه المحافظة التي يتطلع أبناؤها إلى تحقيق الحد الادنى من هذه التطلعات.

أثلج صدري صدور قرار رئيس الجمهورية بتعيين الشيخ سلطان العرادة محافظا لمحافظة مأرب، حيث أن للرجل بصمات واضحة وملموسة في اصلاح ذات البين وخدمة المحافظة بقدر ما يستطيع ، وبما يتمتع به الرجل من ثقل اجتماعي وشعبي باعتباره احدى الوجاهات القبلية البارزة في مأرب، وثقل سياسي حيث أنه عضو مجلس النواب عن الحزب الحاكم في تسعينيات القرن المنصرم وأحد قيادات ملتقى أبناء مأرب ويحظى بعلاقة متميزة مع قيادات المعارضة بمأرب، ولعب دورا بارزا في الفترة الأخيرة في ما يخص الملف الأمني حيث كان من ضمن كوكبة من شرفاء مأرب اللذين أفشلوا كل المخططات التي سعت للزج بأبناء المحافظة في أتون صراع مسلّح يأكل الاخضر واليابس ويجعل من مأرب الشرارة الأولى لحرب أهلية.

بمجيء الشيخ سلطان العرادة الى سدة الحكم في مأرب.. تكون المحافظة أمام عهد جديد وعلى أمل جديد لتنفض عن كاهلها غبار التخلف والجهل على اعتبار أن العرادة هو أحد أبناء المحافظة وعلى إطّلاع كامل بأحوالها وأوضاعها على مختلف الصعد, وعلى دراية تامة بحجم المعاناة التي تكابدها المحافظة المحرومة، حيث أنه خرج من رحم المعاناة وعاش في المجتمع المأربي بكل تواضع وبساطة وبذل كل ما في وسعه من أجل خير المحافظة وأبنائها.

سأستعرض هنا بإيجاز بعض الملفات التي أتطلع إلى أن تنال اهتمام أبناء المحافظة وعلى رأسهم القادم الجديد(الشيخ العرادة) كون هذه الملفات لا تحتمل التأخير والتأجيل ومن هذه الملفات:

*ملف التنمية:من يصدق بان معظم مديريات محافظة مأرب لم يصل اليها حتى الان مشروع الطاقة الغازية.. ومن يتوقع بان مستوى التنمية في المحافظة لا يمثل سوى قطرة من البحر المتدفق من مأرب الى خزينة الدولة، وان كان الإخوة في ملتقى ابناء مأرب قد خطوا خطوات محمودة تجاه رفع الجوانب التنموية بالمحافظة الا انهم قد لزموا الصمت في النهاية وكأنهم وصلوا الى طريق مسدود.

واليوم وفي ظل حكومة الوفاق نأمل أن يبادر ملتقى ابناء مأرب الى العمل بوتيرة عالية للفت الانتباه الى واقع مأرب التنموي الذي يصل الى الحضيض، واتمنى ان يكون ملتقى ابناء مأرب قد تأسس وعمل لخدمة المحافظة وليس لأغراض حزبية أو مجرد "كارت" كما كان يروج له البعض.

* ملف الإرهاب:

باختصار شديد حول هذا الملف فإن أرباب السلطة في البلاد وانطلاقا من حكمة يمنية عرجاء وفي كل المحافل الدولية يقدم الحكماء في البلد تصورات لاستئصال ظاهرة الإرهاب، مفادها أن الفقر والبطالة هما من اعظم الاسباب المؤدية لانتشار ظاهرة الارهاب والسؤال الذي نطرحه هنا هو لماذا لا تطبق السلطة تلك المعالجات والمقترحات على محافظة مأرب.

* وثيقة شرف

من المعيب حقا بأن ترى ابناء مأرب وبرغم النضج السياسي المرتفع لديهم صامتون عن ما يحدث بداخل محافظتهم من مظاهر تسيء الى ابناء مأرب، وبدلا من العمل على رأب الصدع نجد ان ابناء المحافظة يتراشقون الاتهامات فيما بينهم البين عبر الوسائل الاعلامية وذلك تحقيقا لاهداف حزبية تدفع مأرب وابنائها الثمن كاملا على مختلف الاصعدة.. ونحن إذ نتطلع إلى أن تبادر كل قوى الخير والصلاح في المحافظة إلى إيجاد (وثيقة شرف) يجمع عليه كل وجهاء المحافظة لمحاربة كل الظواهر السلبية المقيتة التي لم تجد رادعا حتى الآن كظاهرة الاعتداءات المتكررة على انبوب النفط وابراج الكهرباء، وغيرها من الظواهر السلبية التي ربما يقف وراءها تجار الازمات والسياسة، نتطلع الى تكون الوثيقة رادعا لكل من يخل بالسكينة العامة وتظهر الوجه المشرق للعادات والتقاليد الحميدة التي يتميز ويفتخر بها أبناء مأرب.

* المكاتب الحكومية.. قطاع خاص

أكبر تحد منتظر هو غربلة المكاتب الحكومية وإداراتها وأقسامها المختلفة كونها أصبحت بمثابة قطاع خاص كما أنها تقف حجر عثرة في طريق النجاح الذي يطمح إليه ابناء المحافظة، حيث أضحت المكاتب الحكومية واقسامها وإداراتها مرتعا خاصا لأصحاب المشاريع الصغيرة وأرباب الطابور الخامس الذي يسعى بكل قوة لإفشال كل محاولات اصلاح الاختلالات بداخل هذا القطاع الذي تحول الى شركة استثمارية لا اقل ولا أكثر.

مهرجان مأرب السياحي

من المخزي أن يظل الصمت هو السمة الاساسية لابناء مأرب على كل ما من شانه النهوض بمحافظتهم في مختلف المجالات ومنها على سبيل المثال "مهرجان مأرب السياحي"، كون مأرب تمتلك موروثا حضاريا وتاريخيا لو كان في دولة أخرى لصنعت المستحيل وتجاوزت كل التحديات من اجل استغلاله الاستغلال الأمثل كونه يعود بفوائد لا حصر لها على الصعيدين الخاص والعام، لا ادري من المستفيد من عرقلة وإقامة "مهرجان مأرب السياحي"، الذي من شأنه تقديم صورة حقيقية وواقعية لمحافظة مأرب التي كان لها قدر مشئوم فيما تعانيه بسبب تعامل سلطوي مناطقي وجهل مستشر جعل من مأرب مهمشة في كل المجالات.

* متحف مأرب

أن تمتلك مأرب كل هذا الموروث السياحي الذي يتعرض لقرصنة السلطة التي لم ترحم ولم تترك رحمة الآخرين تصل مأرب فيما يخص إنشاء متحف مأرب الذي بدأ الأمريكيون ببنائه ولسان الحال يتساءل هل يعقل اننا في القرن الـ21 ومملكة سبأ بدون متحف، وهنا نشير ونترحم على 15 ألف قطعة أثرية موجودة في مخازن المحافظة معرضة للتلف او الاهمال أو السطو في أية لحظة.

* إذاعة مأرب:

من المعيب حقا سياسة العرقلة والتهميش التي تمارسها وزارة الإعلام تجاه إنشاء إذاعة مأرب مع تأكيدنا بأن مأرب تزخر بشبابها وبطاقاتهم الإبداعية، حيث سيكونون عند مستوى التحدي لتشغيل إذاعة محلية تكون نافذة لكل الطاقات الإبداعية والمتميزة لأبناء مأرب، الا أن الخوف يكمن في تهميش الكوادر الاعلامية من ابناء المحافظة، وعدم وضع معايير دقيقة لاختيار منتسبي الاذاعة التى اخشى ان تكون دون المستوى المأمول الذي يطمح اليه ابناء المحافظة.

* إصدار صحيفة داخلية:

ربما تكون مأرب هي المحافظة الوحيدة التي لا توجد فيها صحيفة محلية تصدر باسم المحافظة وترصد بشكل شامل مختلف الفعاليات في المحافظة، كما أن من شأنها تقديم وعرض الوجه المشرق والحضاري لمأرب بالإضافة إلى أنها ستساهم في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين وإخراج قوافل المبدعين في جميع المجالات من دائرة الإهمال والنسيان التي يعيشون فيها، هل ستجد هذه الكلمات آذانا صاغية من السلطة والعقلاء من ابناء المحافظة، ام انه لا حياة لمن تنادي.

هذه باختصار بعض مما جال في خاطري ويحدوني الأمل بأن تلقى اهتماما وحلولا جذرية ومعالجة سريعة من القادم الجديد الذي نتمنى له التوفيق والنجاح وأن يضع بصمته في تنمية وخدمة المحافظة وأن تكون هذه البصمة شاهدة للعيان لا يطالها نسيان أو يمحوها زمان، ومدلول هذه البصمة يشير إلى أن (العرادة مرّ من هنا).