آخر الاخبار
وقاحة السفير الأمريكي
بقلم/ د . بلال حميد الروحاني
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 02 إبريل-نيسان 2012 05:57 م

عندما يوجد في بلد فراغ فكري, وفراغ قانوني ودستوري وعندما تغلب لغة السياسة وتصبح واقعاً مفروضاً على الجميع ولا يعرف المواطن أجوبة لكثير من التساؤلات المحيرة وعندما تنعدم الثقة من الداخل في السلطة أو المعارضة بالقدرة على إدارة البلاد, يتدخل الخارج لفرض أجندته ووصايته على الداخل, ويلقي بالداخل إلى الهاوية, وللأسف الشديد لا ندري من عين السفير الأمريكي شيخاً لمشايخ اليمن!!! فنجده يتعدى كل الحدود المناطة به, رامياً كل أبناء الشعب اليمني عرض الحائط لا يحترم حدوده ولا يحترم قوانين الدبلوماسية ولا يحترم سيادة البلاد ولا يحترم عادات المجتمع ولا تقاليده فضلاً عن دينه.

فالسفير الأمريكي لا يقف ولا ساعة واحدة, يذهب من مكان إلى آخر ليفرض سلطته وهيبته على الجميع, فيزور الأحزاب والمنظمات ويزور المشايخ والوجاهات ويزور الرئيس ورئيس الوزراء ويزور الوزراء والقادة العسكريين والمدنيين فيا ترى من يكون هذا الشيخ ومن خوله بذلك ومن أعطاه الحق في فرض الوصاية, ليس هذا فحسب بل يتعدى حدوده فنسمع منه تصريحات وكأنه القائد الفعلي لليمن بكل وقاحة وبلا حتى دبلوماسية ولا احترام لثورة الشعب السلمية فتارة يسخر من الشباب المعتصمين سلمياً, وتارة يصرح بأنهم لن يتخلوا عن المخلوع صالح وأقاربه العملاء المخلصين في قيادة الجيش وتارة يُقيَّم عمل الجيش والحرس فيفضل الأخير على الأول وتارة يرسل تهديدات لمن يريد وتارة يهاجم الشباب رواد مسيرة الحياة ويتهمهم بإثارة الفوضى وآخر المحطات يتطاول على الشيخ الزنداني أحد أعلام اليمن وأبرز قاداتها ويلفق عليه التهم والأكاذيب وفي هذه الأيام وفي هذا الظرف الحساس يقف السفير الأمريكي مع عائلة المخلوع صالح ويعرقل هيكلة الجيش والناس لا يعرفون من وراء عرقلة هيكلة الجيش لان الأمريكان من مصلحتهم بقاء القاعدة في اليمن حتى تكون شماعة للتدخل السافر في اليمن وبقاء عائلة صالح في الجيش معناه بقاء القاعدة وهم على يقين أنه إذا ذهب أقارب صالح فستضعف القاعدة جدا ولن يكون لها تأثير كالسابق وهذا مالا يريده الأمريكان فأقارب صالح يدعمون القاعدة لتبقى والأمريكيون يريدون ذلك فانتهاء القاعدة معناه انتهاء للتدخل الخارجي وقد أوقف الأمريكان عبر المخلوع صالح لجنة الحوار التي كانت تحاور القاعدة سابقاً والمُشكَّلة من مجموعة من العلماء والتي كانت في تلك الفترة قد هدأت عمليات القاعدة.

 وللأسف فالأمريكان يواصلون مسرحياتهم الهزلية بتصريحات هنا وهناك للتضخيم من حجم القاعدة, فقد حذروا رعاياهم من الدخول إلى اليمن وطالبوا من في الداخل بالمغادرة لمحاولة التضخيم وهم من يدعم من يدعم القاعدة, فالعملية متكاملة المخطط لها الأمريكان والمنفذ العائلة وجهاز الأمن القومي (الفرع للمخابرات الأمريكية), ولكن ليعلم الأمريكان وسفيرهم أن الألاعيب قد ولى زمانها, وأن اللعب على الحبلين قد انكشف للناس فعليهم أن يحترموا أنفسهم ويكفوا عن اللُعب الزائفة فالتغيير الذي عم المنطقة سيجعلهم يعضون على أصابع الندم, فالشباب الذي سعى للتغيير لن يرضى بالتبعية ولن يرضى بالمهانة ولا الذلة فليس معهم إلا خيار واحد هو احترام إرادة الشعوب ومعاملتها ظاهرا وباطناً على السواء وليعلموا أن الشعوب قد أصبحت واعية بكل ما يحاك ضدها من مؤامرات.