آخر الاخبار
توكل كرمان بكل اللغات الهندية: سونياغاندي اليمن
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 26 مارس - آذار 2012 06:13 م

منذ انطلاقة ثورة الربيع اليمني السلمية باليمن بقيادة السيدة توكل عبد السلام كرمان-كقيادة شابة قادت الشباب بعفوية وتلقائية ثورية- والصحف ثم القنوات الفضائية الهندية لم تتوقف يوماً عن الحديث عن هذه العبقرية العربية النسوية الشابة كقيادية نسائية ثائرة "ضد ديكتاتور عسكري" –العبارة البارزة دائماً لأحاديث وسائل الإعلام الهندية، ووسائل الإعلام بالهند حرة ومستقلة ولا تتبع الحكومة ولا اي حزب بعينه باعتبار الهند دولة مؤسسية مدنية تكفل البناء المؤسسي المستقل، في دولةٍ يحكمها النظام والقانون.

انها السيدة توكل كرمان بكل اللغات الهندية الرسمية (الهندية والاردية والبنغالية والكشميرية والتلجو والسندي والمراثي والجوجراتي والكنادا والمليالام وغيرها) ثم الإنجليزية كلغة رسمية للدولة، كل الصحف والقنوات الهندية بكل لغاتها تصدرت عناوينها الثائرة توكل كرمان (صورتها بالحجاب التقليدي بالمصَر الذي ظهرت به اول مرةٍ واشتهرت به) اطلقت كبريات الصحف الهندية الناطقة بالإنجليزية –على سبيل المثال-القاباً كثيرة عليها كـ "ام الثورة اليمنية والمرأة الحديدية" وغير ذلك.

يقدِّس الهنود المرأة اكثر من اي شيئ آخر وخاصةً حين تناضل من اجل حقوق المجتمع والطبقات المسحوقة تحت سنابك الثراء السلطوي الفاحش، هكذا غدت توكل-من اول يوم لانطلاقة الثورة اليمنية السلمية في 4 فبراير من عام 2011- محل اهتمام وإعجاب لانظير له من قبل القراء والمراقبين والإعلاميين والسياسيين الهنود لبطولة امرأة عربية يمنية شابة هزت عرش " الحاكم العسكري المغرور" وكثر الحديث في الهند-بين اوساط المثقفين على الأقل-عن مزايا هذه السيدة الشابة البطلة الاستثنائية حتى انهم صوروها كقيادة نسوية معاصرة وكرمز نسوي يستحق المزيد من الدراسة والبحث علمياً وعالمياً.

  هذه هي توكل كرمان (سونيا غاندي اليمن) بحنكتها القيادية الآسرة (ومروة كوفجي تركيا) بجرأتها في وجه وقاحة العلمانية العسكرية، وانها عنوان روايات نسائية خالدة في النضال من اجل الحرية ومن اجل بناء اليمن الحديث واليمن المؤسسي الحر المستقل، عنوان اطروحات ادبية وفكرية ليست بأقل من (سناء بوحيرد) ولا (خديجة حوشبي) او (آيات الأخرس) وانها امتداد طبيعي وحقيقي للمرأة العربية المناضلة في وجه الوالي المستبد باسم الدِّين-انها ليلى الأخيلية بوشاحها الجميل وشخصها النادر في مقارعة الأنانية الطغيانية للذكور اشباه الرجال ولارجال- وانها (غزالة الحرورية الشيبانية)التي هزمت الحجَّاج بكل بطشه وصلفه وجرأته على قتل مايزيد على مائة وخمسين الف معارض ومعارضة.

وسائل الإعلام الهندية-حرة مستقلة- أظهرت إعجابا لانظير له بالسيدة اليمنية الثائرة التي قفزت فوق الذكور اجمعهم –مهما تطاولت شواربهم-وسطرت للتضحية حروفاً من نورٍ وعلمت اليمنيين ثم العرب كيف يكون النضال لإسقاط متاريس " الاستبداد الممنهج والمستقوي بترسانة القتل الوحشي والبلاطجية المنحطة" –هي اليوم وغداً موضوح بحث في الدوائر الأكاديمية كرمز نسوي عالمي من قبل ومن بعد جائزة نوبل.

* شاعر وناقد يمني