التفاصيل الكاملة لحادثة الدهس في المانيا وهوية الفاعل.. السعودية تدين وتقول أنها حذرت منه ارتفاع حصيلة هجوم ألمانيا إلى 4 قتلى و41 مصابا واشنطن توافق على بيع أسلحة ل دولة عربية بقيمة خمسة مليارات دولار قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق
هاهي الذكرى الأولى للمشهد الأكثر دموية وبشاعة لنظام كان من أكثر الأنظمة العربية تشدقاً واستعراضاً لديمقراطية مزيفة، وبأخواتها الأكثر زيفاً وبعداً عن الواقع من حرية تعبير ومواطنة وشراكة وغيرها....
وهو النظام الذي سعى بكل ما أؤتي من قوة ومكر ودهاء لؤاد الثورة في مهدها، والعمل على تفريغ معانيها السامية, بل والانحراف بها عن خط سيرها, الذي اختطته الجموع الثائرة لفضح ديمقراطية نظام هجين، يتمتع ببعض ممارسات تحسبها ديمقراطية وماهي كذلك من انتخابات صورية ومنظمات مدنية وغيرها من المشروعات, التي أريد بها التوريث والتمديد إيغالاً في قمع الإنسان وامتهان كرامته وتعذيبه وتكبيل حريته وتشويه صورته في العالم أجمع...
"جمعة الكرامة" عروس الثورة تجر أذيالها للثوار كرامة وأملاً عظيماً ... وإن كانت مأتماً وقاهرة للبزة العسكرية وللتخلف ولثقافة الاستعلاء والديكتاتورية... والقشة التي قصمت ظهر النظام وهزت أركان عرشه بأن التحقت الملايين بصورة استثنائية بهرت العالم وأظهرت الحقائق جلية، وأبانت قبح النظام وفضحت القمع الممنهج، وكشفت النوايا المبيتة لفرعون النظام وزبانيته المقربين، ممن علوا في الأرض واستباحوا الأعراض والأموال, فلقد رأى العالم قباحة ودمامة، طالما حاولت التخفي والتستر، فتحتِ أية ذريعة سيحتمي نظام ينتهكُ كرامة الإنسان ويقتله دون رحمة, بل ويمعن في تعذيبه.. فكان الإعلان الممهور والسقوط المدوي، الذي لا قيامة له والتسليم بأن قدر الثورة آت, وأن دماء الأبرياء لن تذهب هدراً، وأن القصاص لهم هدف أسمى وأول وحق مشروع من دعاة الديمقراطية, التي تعني حفظ كرامة الإنسان وصيانة حقوقه ورعاية مصالحه والإيمان بأفكاره وبرامجه وتطلعاته..
فـ"جمعة الكرامة" وشهداؤها الأبرار هم: المشنقة والحبل الذي التف مبكراً ومازال على عنق النظام، ومن المفترض كمسلمة أولى أن يلتف حول رقاب المجرمين وأولهم صالح، الذي لو أحصينا مفردة الديمقراطية في خطاباته لما استطعنا لها حصرا...
إذاً هي الذكرى الأولى، ومازال صالح يكتب روايته الدموية بفصولها اللامتناهية من اللعب باللغة والتحريش بحبكة غرائبية يعجز عنها الكتابُ الغرائبيون من أصحاب الواقعية السحرية وغيرهم.. وهو يسرد ضعفنا الجبان وعجزنا وانكساراتنا المرة بأنْ فوتنا فرصة شنقه ومأجوريه وشخوصه القبيحة التي مازالت تؤدي أدواراً خبيثة هنا وهناك..
إنها الذكرى الأولى لنقيم أولاً محاكمنا الذاتية؛ نحاكم فيها ذواتنا، التي ارتضت الهوان والدونية وحياة الذل والاستعباد؛ لأنا لم نأخذ القصاص بعدُ من مصاصي دماء كرامتنا، لم ننتصر لشهداء الكرامة من قتلتهم، الذين يرقصون ويشربون نخب نجاتهم, الذي لن يدوم وحرارة الكرامة تدب في عروقنا..
إنها الذكرى الأولى لشعارات وأحلام لا نريدها تتبخر وتنتهي من أولويات مراحلنا المقبلة، آمنا بها من قبل, وآمن بها الشهداء وعاهدنا أنفسنا بإتمامها وإنجازها على الوجه الأكمل.. فنحن على استعداد كامل لإحياء هذا اليوم إذ انتصرنا للشهداء والجرحى وأخذنا بنواص خاطئة كاذبة، وبأيد آثمة قاتلة، تلطخت بدماء غالية على كل فرد، ينشد الحرية والكرامة والعيش الكريم.. ولن يكون ذلك إلا إذا ظهرت الخطوات الواضحة والشجاعة وأولها كشف أسماء المتورطين في مذبحة الكرامة، ممن اغتالوا الأبرياء ومارسوا القتل بتلذذ دون رحمة وإنسانية ووازع من خلق أو ضمير