آخر الاخبار
رسالة مفتوحة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي
بقلم/ محسن محمد ابوبكر بن فريد
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 06 مارس - آذار 2012 06:27 م

فـخـامـة الأخ عبــدربـه منــصــور هـادي رئــيـس الـجـمـهـوريـــــة  المحترم

تحية طيبة .. وبعـد

لا أدري هل نهنيك .. أم ...؟

لقد وُضعت في موقف وموقع لا تُحسد عليه، في فترة ومرحلة من أهم المراحل في تاريخ بلادنا الحديث.

فالآمال المعقودة عليك كبيرة.. والمهمة التي تتصدى لها صعبة.. والتحدي الذي تواجهه مهول ..وانت وسط حقول ألغام، بل وسط بحر هائج وانت مكتف اليدين .

في هذه الظروف والمرحلة الصعبة ، اسمح لي يا فخامة الرئيس ان اوجه لفخامتكم هذه الرسالة "المفتوحة" من صديق وانسان محب ومقدر لكم.. ويتمنى لكم النجاح بالفعل في مهمتكم المستحيلة. وهي تحتوي على بعض الملحوظات والخطوات التي ارجو ان تتخذها والتي من شأنها ان تعزز مركزكم والثقة فيكم. وتؤكد بأن رئيسا "جديدا" قد دخل إلى دار الرئاسة.. وانه ليس "امتدادا" لذلك النظام والعهد القديم (الذي ثارت البلاد لتغييره).

أولاً: ستكون خطوة موفقة، وفي وقتها ، ان تقدم استقالتك من حزب المؤتمر الشعبي العام. وترتفع بهذه الخطوة فوق كل الأحزاب والتنظيمات والقبائل. وتكون حَكَما و" مرجعية " للجميع. خطوة كهذه ستكسب بها القلوب وثقة الأغلبية من أبناء بلادنا.

ثانياً: الإدراك والإيمان بأن ثورة شبابية سلمية عظيمة قد اجتاحت البلاد طوال العام المنصرم، ولا يزال شبابها يفترشون ساحات الحرية والكرامة والتغيير في معظم محافظات البلاد، وسبقها حراك سلمي جنوبي رائد منذ عام 2007. كل ذلك أوصل فخامتكم إلى سدة الرئاسة. وعليه، فلا ينبغي الاستهانة لا بثورة وطموحات الشباب .. ولا بحراك الجنوب العظيم. ولا ينبغي ان تظهر او تبدو وكأنك "خصم" لهذه الآمال والطموحات العظيمة لهذا الشعب العظيم الصبور .. وأجياله الشابه على وجه الخصوص.

ثالثاً: ضرورة سحب القوات والمعسكرات من داخل المدن ، وتعيين قادة المحاور العسكرية من أبناء نفس المحافظات أو الأقاليم. وكذا قادة أجهزة الأمن والشرطة والمحافظين (بعيدا عن المحاصصة الحزبية.. والقبلية)

رابعاً: نأمل ان تكون "القضية الجنوبية" هي الأولوية الأولى لفخامتكم. ونعتقد ان جوهر المشكلة هو النظام السياسي والقبلي، الذي ادار مشروع الوحدة ، ومكوناته العسكرية والسياسية والحزبية (المتصارعة حتى الان في العاصمة صنعاء) وهي نفس المكونات والعقليات التي أعاقت التحول نحو دولة مدنية يرتضيها جميع سكانها، وتحقيق ما تتطلع إليه دول المنطقة والعالم، من شراكة حقيقية تؤدي إلى تنمية اقتصادية وديمقراطية حقيقية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ويمنع الإرهاب والتطرف والعنف والكراهية بكل أشكالها وصورها. وقد طرح حزبنا، حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"، العديد من المبادرات والحلول لمعضلة الوحدة المركزية المقيتة.. إلا أنها اصطدمت بعناد واستهانة واستكبار النظام السابق.

خامساً: يتعرض الآن الحراك السلمي الجنوبي لحملة ظالمة منظمة تهدف إلى تشويه صورته السلمية وإلصاق تهمة العنف والإرهاب به. وينبغي ان يعلم القاصي والداني ان الحراك السلمي الجنوبي لا يوجد في ميادين وشوارع عدن فقط، بل هو في كل مدينة وقرية وجبل وسهل في الجنوب، وهو يمثل في واقع الأمر "روح" بل "ضمير" الجنوب. فهو حركة شعبية عارمة تشترك فيها كل الأطياف الجنوبية (من الأحزاب والمنظمات والقبائل والشباب والمرأة والشخصيات الاجتماعية المختلفة ورجال الأعمال.. الخ ) وعليه، فإن استخدام الرصاص والعنف ، تحت اي مبرر من قبل الأمن ، ضد شباب الساحات خط أحمر.

سادساً: ان الحوار الوطني الشامل القادم يمكن ان يكون هو المدخل والوسيلة الحضارية لحل معضلات الحاضر والمستقبل في بلادنا. ولكن لا ينبغي "اختطاف" هذا الحدث الكبير من قبل البعض. ومن المهم ان تتوفر لهذا الحوار كل الشروط والأجواء التي تفضي إلى نجاحه. وبهذا الصدد ينبغي ان يكون واضحا لجميع الأطراف ان هذا الحوار هو أمر وفعل "جديد" وليس "امتدادا" لتلك الحوارات والمكايدات التي سبقت الثورة الشبابية العظيمة. كما ان هذا الحوار يتم تحت إشرافكم المباشر و إشراف الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي. ويا حبذا ان يُعقد الحوار الوطني في مدينة عدن، بعيداً عن غابات السلاح في صنعاء، وكذا لما لذلك من دلالة ان يُعقد الحوار الوطني على أرض الجنوب، المذبوح من الوريد إلى الوريد.

أيها الأخ الرئيس

إن أمامكم فرصة نادرة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه فأرجو ان لا تهدروها . 

والله ولي التوفيق .