شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد ..
من ثنايا الجسد الجنوبي المثخن بالجراح, اطل مبدأ التصالح والتسامح كبارقة أطلقت روح الأمل بقدوم حاضر جنوبي مزدهر, وقد استبشر وما زال أبناء الجنوب ان يشكل التصالح والتسامح مرحلة جديدة يطوي بها أبناء الجنوب صفحات موجعة من التاريخ السياسي الحديث للجنوب اليمني, لينطلقوا الى المستقبل بثقة وأمل.
لسنا من المستسلمين لنظرية او شماعة المؤامرة, لكن المتتبع لزخم وتنوع التاريخ السياسي الحديث للجنوب اليمني, يجد نفسه في حيرة كبيرة حين يقارن التجربة السياسية الحديثة للجنوب, والوضع الحالي الرديء الذي يعانيه أبناء الجنوب في كافة المجالات, هذه الحيرة تغذي وبقوة شعور التعرض للمؤامرة, وأي كانت أسباب الوصول للحالة المزرية التي يعانيها أبناء الجنوب, سواء كانت وفق نظرية المؤامرة, أو لأخطاء قادة الجنوب السابقين, فان المؤلم حقا هو الاستمرار في حالة الإخفاق تلك والتي طال تحملها من أبناء الجنوب, وأصبح من العدل والحكمة تجاوزها بأي حل, سواء حل وحدوي او انفصالي او ما بينهما, ومن بريق روح التصالح والتسامح الجنوبي, ورغبة منا بالمساهمة في إنارة الدرب الجنوبي الشائك نود الإشارة إلى الشموع التالية:
الشمعة الأولى: أشعلها أبناء الشهداء حين شكلوا قبل ثلاث سنوات ملتقى أبناء شهداء أكتوبر, وبالرغم من الظروف الصعبة لؤلئك الأبناء, قدموا للجميع مثالا كنا نرجو وما زلنا ان يلتقطه القادة السياسيين للجنوب للبناء عليه, كون أبناء الشهداء هم أصحاب الكلمة الأعلى في مشروع التصالح والتسامح, وبمشروعهم العظيم تحول مبدأ التصالح والتسامح الى مشروع سياسي يجب ان يرويه القادة السياسيين للجنوب ليقطف ثماره كافة أبناء الجنوب.
الشمعة الثانية: قوة وازدهار الجنوب ليس مرهون بدرجة رئيسية بطبيعة الشكل السياسي الذي يحتويه, سواء كان شكل وحدوي او انفصالي او بينهما, لكنه مرتبط بالتفاف جميع او غالبية أبناءه حول مفهوم المصلحة الجنوبية, لذا فان المرحلة القادمة يجب ان تشهد ولادة كيان سياسي جديد يشكل الحامل السياسي لطموح أبناء الجنوب.
الشمعة الثالثة: يجب ان لا يتسلل اليأس إلى نفوس الجنوبيين جراء حالة التخبط والركود السياسي التي يعانون منها اليوم, وعلى مثقفي وسياسيي الجنوب خاصة واليمن عامة, ان يلعبوا دورا ايجابيا في الحيلولة دون وصول الجنوبيين لليأس التام, لان ذلك لا سمح الله سينعكس بسلبية كبيرة ليس فقط على الجنوب, بل على الجنوب والشمال والمنطقة عموما.
الشمعة الرابعة: يجب ان يتحول شعار التصالح والتسامح إلى برنامج جنوبي يشمل أنشطة مستمرة, ترسخ هذا المفهوم العظيم وتعكسه في نتائج سياسية و اجتماعية واقتصادية وثقافية يلمس كافة أبناء الجنوب ايجابيتها على الأرض.
الشمعة الخامسة: تكريس المفاهيم التي شكل غيابها عن قاموس العمل السياسي الجنوبي في الماضي الى النتائج السلبية التي نعانيها اليوم, من ابرز تلك المفاهيم ما يرتبط باحترام الرأي الأخر المخالف, وشطب مصطلحات التخوين من لغة الجنوبيين, وكذا تعزيز السلوك الديمقراطي ضمن كافة المكونات الجنوبية وخاصة مكونات الحراك الجنوبي, وخلق قنوات سياسية تتيح لجميع أبناء الجنوب عامة والحراك خاصة الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار الجنوبي, فإذا كانت دكتاتورية الحكم قبل وبعد الوحدة قد أوصلت الجنوبيين إلى الحالة المزرية التي يعيشونها اليوم, فان دكتاتورية النضال ستوصلهم إلى ما هو أبشع من تلك الحالة.
الشمعة السادسة: بالرغم من تسليمنا بان الخارج أصبح عامل رئيسي في صناعة النتاج السياسي في الداخل المحلي, الا ان الانتظار لمشيئة الخارج ليس فيه أي صواب, فالخارج لا يسهم في صناعة أي بناء سياسي ما لم يكن الداخل المحلي قد أقام أعمدة ذلك البناء, فالعامل الخارجي هو عامل مساهم وليس صانع وهو عامل ثانوي وليس أساسي, لذا فمسؤولية أبناء الجنوب هي صناعة حالة سياسية على الأرض تجعل من العامل الخارجي أكثر فاعلية وتأثير باتجاه تبني ودعم المصلحة الجنوبية, بما ينسجم مع مصلحة الخارج والداخل.
والله من وراء القصد.