آخر الاخبار
أكل الفول معنا لا يكفي..!
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 20 يناير-كانون الثاني 2012 10:41 م

أصيب المتواجدون في مطعم "الألفي" الشعبي للفول والفلافل بمنطقة المهندسين في القاهرة بالدهشة والفرحة في آن واحد عندما رأوا رئيس الوزراء المصري الدكتور "عصام شرف" مع عائلته جاء لتناول وجبة فول وفلافل.. حيث اظهر "شرف" تواضعاً كبيراً في تعامله مع المواطنين في المطعم على مختلف الطبقات؛ الشيء الذي جعله محط أنظار واهتمام لدى الشعب المصري .

أما في اليمن، يقول لي شاب يعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، إنه قبل أكثر من عام عندما كان يحاول مقابلة أحد مدراء العموم في الوزارة التي يعمل بها، كان كغيره يلاقي صعوبة في ذلك، وعندما يظفر بلقاء أحد المدراء بالكاد كان يصغي له ويلبي حاجته. وقبل شهر، طلب مقابلة الوزير شخصياً، فقابله ووجده وديعاً مصغياً متفاعلاً مع شكواه مبديا حرصه على حل مشكلته .

على نفس الصعيد، وجدت الأسبوع الماضي مدير عام منطقتنا في وزارة المياه والبيئة يتجول في الحي متفقداً شبكة المياه ويناقش أفراد الحي حول بعض مشاكل المياه ويطمئنهم، وفي ذات الأسبوع زارانا مسؤول كبير في الحكومة ليتفقد مولد الطاقة الذي يزود الحي بالكهرباء .

الذي أريد إيضاحه من خلال ما قلته آنفاً، أننا في السابق كنا نادرا ما نرى مثل هذا السلوك الإداري، بل إن بعضنا يعتقد أن مثل هذا السلوك الإداري انتهى بمجرد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين. ولكن ثورات التغيير جاءت لتغيّر سلوكيات القيادات والمدراء والمسؤولين وهذا شيء ايجابي وأحد أرباح ثورات التغيير في الشعوب العربية التي كان شرارتها الشاب "طارق الطيب محمد البوعزيزي" حين أحرق نفسه في يوم الجمعة 17ديسمبر2010م أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة بلدية مدينة سيدي بوزيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه .

لكن، ما لا نتمناه أن يبقى التواصل المباشر بين المسؤول والمواطن شكلي فقط، وأن لا يلبي هؤلاء المسؤولون والقادة طموحات ومتطلبات الناس ..

يقول مدون مصري تعليقا على ما فعله الدكتور عصام شرف بعد مضي فترة على مشاركته البسطاء أكل الفول في مطعم الألفي: الجماهير لا ترفع الأبطال على الأعناق إلى الأبد. القمة لحظة. بعدها يمكن أن تدوسك الأقدام وتقذفك الأذرع بالطوب. عصام شرف كان أيقونة التحرير أسابيع. أكل الفول في مطعم الألفي، لكن الحكومات لا تدار بالسندوتشات المصورة. فتح مكتبه للثائرين، لكن الناس لا يعرفون إلا الوزراء. سهر في بيته مع الشباب الحالم، لكن الشعوب لا تطعمها أماني الجلسات الليلية. الآن عصام شرف يتمنى أن يعود إلى بيته سالما. لا أظنه أبدا يحلم بأن يقف في ميدان التحرير دقيقه واحدة .

Hamdan_alaly@hotmail.com