آخر الاخبار
حكومة الوفاق ..لا يسعُنا إلا أن نتفاءل
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 13 سنة و 6 أيام
الأربعاء 14 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:01 م

بعد مخاضٍ عسير، وصبر منقطع النظير، ولدت حكومة الوفاق الوطني، من رحم ثورة يمنية عظيمة، لها من الصبر والجلد والتطلع للمستقبل ما لم يكن لسواها من الثورات....

وبكل تأكيد فإن هذه الحلحلة السياسة والهدف الأول الذي تحقق من أهداف الثورة ما هو إلا ثمرة لنضال الشباب وتضحياتهم في ساحات الحرية والتغيير ..

ورغم ضخامة المهام وتعدّد التطلُّـعات من ناحية، وتعقد البيئة التي ستعمل فيها من ناحية أخرى. إلا أنه لا يسعنا إلا أن نصنع تفاؤلا كبيرا، بتشكيل الحكومة الجديدة، حكومة الوفاق الوطني، لأنها الخيار الممكن والمتاح في اللحظة الراهنة،وباعتبار الطريقة المتبعة في التشكيل، قد غايرت الطرق المعهودة في تشكيل الحكومات السابقة ..

ولا ننكر أن هناك تحديات كبيرة، ستواجه حكومة الوفاق الوطني، أهمها إعادة الأمن وتوفير الخدمات، ومراجعة أسعار السلع الأساسية، وأيضا ترميم البنية التحتية للوزارات، خاصة تلك التي من نصيب فريق المعارضة، بالإضافة إلى المشكلات المتراكمة الناتجة عن سنوات من حكم الفساد لمنظومة نظام الفرد العائلي.

ندرك أن ما حصل لم يكن على مستوى طموحات الثوار في الساحات، والذين أمضوا على ما يربو عشرة أشهر في الساحات، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، وبصبر وجلد ، منقطعي النظير، أذهل كل من يراقب الشأن اليمني، إلا أننا نقول عل أنه حل المفضول مع وجود الأفضل ،بمعنى أنه الأنسب وان كانت هناك أمنيات أفضل...وأنه الممكن حالياً، وأن التغيير الجذري يصعب دفعة واحدة، لخصوصية الحالة اليمنية وتعقيداتها، وتحلل النظام وعدم قابليته وقدرته على الاستجابة لمطالب الشارع،...وأن الخيارات الأخرى صعبة جداً وقد تدخل البلاد في أتون حرب أهلية لا يحمد عقباها ...ولا يُعرف بعد ذلك بأي شاطئ ستستقر سفينة البلاد..

ولا يعني هذا أن الثورة قد انتهت، كلا فالثورة ستضل باقية إلى أن تتحقق كامل أهدافها، وستضل تراقب أداء الحكومة الحالية، وأعجبني هنا كلام الناطق باسم اللقاء المشترك عندما قال: إن المبادرة ليست بديلاً للثورة، وإنما تهدف لخلق مناخات أفضل للثورة وأكثر أمنا.

وأما بشأن الضمانات التي أعُطيبت للقتلة في المبادرة الخليجية، فهي مجرد ضمانات سياسية، ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تسقط حق أولياء الشهداء والجرحي، في المطالبة بالقصاص مما سفك دماء أبنائهم، وحرمهم من الحياة، وأظن الشباب يعون ذلك..

وأمام هذا كله لا يسعنا إلا أن نتفائل، ونقول لوزراء حكومة الوفاق: لقد ورثتوا حملاً كبيرا، وتركة ثقيلة، في مرحلة هي أشد وأصعب مراحل الحياة اليمنية، في هذه الفترة والتي ستضع اليمن على المحك الحقيقي في مواجهة واقعه ,,, ولعل الأحداث الأخيرة التي مرت على اليمن أو مرت عليها اليمن جعلت لكل وزارة ووزير ومسئولين أعمال وأولويات كثيرة جدا قد تتفاوت من وزارة لأخرى ولكن بإراداتكم الصلبة، وعملكم الدءوب وإخلاصكم لوطنكم، كفيلاً بأن ي جعل نجاحكم ممكنا..وأن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة، وأن حكومتكم هي حكومة إنقاذ لهذا الوطن وانتشاله قبل أن يسقط في مهاوى الردى..

وعلى أعضاء المؤتمر الشعبي العام اليوم مسئولية تاريخية، أكثر من غيرهم في الاصطفاف مع حكومة الوفاق الوطني، لتغيير منظومة العلاقات القائمة على الولاءات الحزبية والشخصية، التي اعتمدها نظام صالح طوال فترة حكمه، لتحل محلها قيم المواطنة المتساوية والعمل المؤسساتي، حتى لا يصبحون هم الضحية القادمة.

ولقد ابتداء الوزراء الجدد حزمة من القرارات، كانت لها صداها وأثلجت صدور الناس جميعا سواء الموالي للحكومة أو المعارض لها، فهي أمور لم نعهدها من ذي قبل.

 فأن يأمر وزير الداخلية بالإفراج عن جميع المعتقلين المحتجزين على خلفية مشاركتهم في الثورة وخروجهم مع الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح لهو أمر حسن وهدف من أهداف الثورة سيتحقق، وأن يأمر وزير الأعلام والنقل وغيرهم، بإعادة كل الموظفين المفصولين من عملهم على خلفية انضمامهم للثورة الشعبية، لهم شئ جيد وبداية موفقة، وأن نرى وجوهاً إلى الأمس القريب كان محرماً عليها دخول قناة الشعب المسماة الفضائية اليمنية لهو أمر غير مسبوق وبداية السير في الطريق الصحيح في أن يصبح الإعلام باسم الشعب لا باسم الحاكم الفرد، ...وأن نرى رئيس مجلس الوزراء يخطب ارتجالاً أمام الوزراء ويتكلم وكأن الكلمات تخرج من قلبه لا من فيه وبوطنية عالية وشعور بمسئولية لهو شيء يبهج النفس ويدعو للتفاؤل..

وفي الأخير وكما قال أحد زملائي كان كل وزير في الحكومات السابقة يسبح بحمد (علي صالح) ويخطب وده طمعا في رضاه أن يرفعه مكانا عليا ... فعليكم وزراء اليوم أن تخطبوا ود الشعب قبل أن يقتلعكم وامتلكوا الجرأة للإعتزال إن رأيتم أنكم عاجزون.. . ورضا الله قبل كل شيء أغلى ما يخطب . وعيون الساحات تراقبكم .