ارتفاع حصيلة هجوم ألمانيا إلى 4 قتلى و41 مصابا واشنطن توافق على بيع أسلحة ل دولة عربية بقيمة خمسة مليارات دولار قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء
Wedad7772@gmail.com
الوضع مأساوي في تعز ، هذا ما يراه أي زائر لهذه المدينة الحالمة ، المواطنون يقصفون بأبشع الآلات العسكرية ، وتهد المنازل على رؤوسهم ، يموتون في الشوارع والأزقة وفي الحواري والمستشفيات والمساجد والبنايات والمدارس والفنادق والمطاعم وحتى في بطون أمهاتهم ..
ليس المواطنين وحدهم الضحايا بل أن المدينة ذبحت واستبيحت وأحرقت بحقد أسود ، ومورس ضدها عنف وتعسف لم تشهده أي مدينة من قبل .
تعز التي تتدفق وطنية لكل شبرٍ في الوطن ، اليوم تموت وتموت و ليس لها ذنب عدا أنها خرجت ضد الظلم ، خرجت لتصرخ في وجه الفساد ، خرجت لتعلن عن الإيذان بدولة مدنية لليمن السعيد ، ونشدت الكرامة للمواطن اليمني بعد أن فقد قيمته ، خرجت تعز لتعيد له ولذاتها الاعتبار ، خرجت بشبابها ونسائها وأطفالها وبكل حواسها تنتصر للقيم والمبادئ الإنسانية وتعطي دروساً في المدنية والسلمية وانتزاع الحقوق ..
تعز التي همشت كثيراً خلال السنوات الماضية من قبل السلطة ، حتى أضحى أبناءها متناثرين على أرصفة البطالة واستوعبتهم المدن باعةً متجولين وعمال مطاعم ، لا يستطيعون توفير لقمة عيش كريم لأسرهم وهم يحملون أعلى المؤهلات الجامعية بعد أن كانوا يتصدرون المشهد الإبداعي والثقافي .
وهاهي اليوم تزخر بجودها وكرمها على اليمن ، ها هي اليوم تقدم نساءها قبل شبابها وفاءً لتعز وإكراماً لليمنيين ، هذه هي تعز التي نعرفها كبيرة وعظيمة وسخية ومعطاءة .
أما من يسأل عن أحوالها فإنها لا تنكسر ولا تهان – هكذا عودتنا – إنها حرة أبية وفي كل لحظة معاناة تولد تعز من جديد بعنفوانها وكبريائها وشموخها ولا تهاب أحداً كما أنها لا تخفض رأسها للذل ، تعلمنا كيف نكون ، وكيف نكبر ونكبر في وجه الظروف .
ترك الأهالي بيوتهم وذهبوا للبحث عن مستقر آمن ، نزح البعض من أهالي تعز إلى خارج المدينة ووصل دمار الحقد إلى قرى " صبر " و " شرعب " ضربت المدينة برمتها ولم يسمحوا لأهالي المدينة بالتقاط أنفاسهم حيث ان الضرب الوحشي متواصل بوتيرة تسابق دقات الوريد ، فتوقفت قلوبنا عن النبض لحظة ذبح تعز ،حوصرت المدينة من كل الاتجاهات وحلق الطيران العسكري فوق سمائها وساد انفلات أمني في كل الأحياء وفرض حضر التجوال الغير معلن عنه رسمياً ، تأزم الحال و انقطعت الكهرباء والمياه عن المدينة وعطلت خدمة الانترنت ، وانعدمت المشتقات النفطية والغاز وإن وجد فبصعوبة, يمكن الحصول عليه وبأسعار عالية جداً لا يتحملها المواطن العادي وفي تعز التي تعد من أكثر المحافظات فقراً .
ضربت المدارس فكان الأطفال يصرخون أمام مدرسات لا حيلة لهن غير نقل التلاميذ إلى الدور الأسفل لخلق جوٍ من الأمان بين الطلاب الصغار الذين عادوا إلى بيوتهم وقد تبللت ملابسهم بتبولهم اللاإرادي من هلع اللحظة ، كانوا يبكون في الشوارع ويتنقلون بين المباني المجاورة والأزقة محاولين النجاة بأنفسهم ليرجعوا إلى بيوتهم بأمان..
اكتظت المستشفيات بالمرضى لكنها ضربت وفيها عشرات المصابين يريدون تضميد جروحهم ، لكن من عرف الإجرام أن لا يحترم الجريح ولا يأبه للمشافي ، بيوت الله هي الأخرى دمرت كما لو أن العدو لا يعرف تقاليدنا وديننا ، ما من أدوية أو علاج في تعز التي تفتقد لمسكنات الألم ولما تربط بها على جرحها النازف ، المرضى يموتون دون إكثراث محلي أو فعلٍ دولي إزاء ذلك، المستشفيات الحكومية "كالثورة" عطلت من مهمتها وأصبحت معسكرات تتبع الحرس الجمهوري ، الأمهات لا يجدن مشفى بل يمتن على الطرقات حيث يمنع إسعافهن إلى المراكز الصحية فتموت الأمهات ويموت الأجنة.
تعز اليوم تنال العقوبة الجماعية بعدم السماح لعمال النظافة بمزاولة عملهم وهي التي تعاني من الأمراض والأوبئة ، وعندما قام الشباب بالمهمة ونظفوا شوارع المدينة منعوا من رمي المخلفات في المكان المخصص لها، لم يتوقف الفعل عند هذا بل عملوا على إغلاق غرف التفتيش الخاصة بالصرف الصحي ليتسبب ذلك في تلويث المدينة ويصاب أهلها بالأمراض .
أن تمر بأحد شوارع تعز فإنك تخاطر بنفسك لموتٍ محقق ، كل الشوارع نالها الغضب ، وكل الحواري ذاقت الويل ، اعتقدوا أنهم بذلك سيسكتون أصوات الشباب في تعز ، لكن تعز كلها صرخت في وجوههم .
تعز لا تعرف الذل ، ولا تؤمن بالركوع ، ولا تنقاد للهوان ، ولا تجبر على الاستسلام ، إنها بلاد الثورة والثوار ومنطلق التغيير في كل العصور ، شبابها أحرقوا يوم الهولوكوست للنازيين اليمنيين ، لكن عدالة السماء كانت قريبة من الأمهات الثكالى اللواتي تضرعن للسماء بأن يرد القضاء, وليس ببعيد كانت دعوات الأمهات ودموع الشباب تتساقط عليهم حمما حارقه طالتهم في النهدين .
الجميع يسأل لماذا هذا الغضب على تعز ؟ لماذا لا يتوقف القصف لمساكن الآمنين في تعز ؟ ولماذا نساء تعز . . وأطفال تعز .. وشباب تعز ؟ ولماذا تعز رغم توقيع المبادرة وإعلان اللجنة العسكرية ووجود لجنة للتهدئة ؟؟؟
والجميع يعلم أن تعز شكلت بشبابها منطلق الثورة في كل ساحات اليمن ، الشباب الذين نزلوا معلنين سلميتهم ، ومن منطلق إيمانهم بعدالة مطلبهم ، وبحقهم في الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية ومبدأ التكافؤ في الفرص والمساواة مع الجميع . ولذا هم يضربون دون رحمة لأن مطلبهم عادل ولا يتنازلون عنه أو يتفاوضون فيه .
ما لا نعلمه هو سبب الصمت المهين أمام ما يحدث في تعز ، وتخاذل المنظمات الدولية بشأن الكوارث التي تلحق بهذه المدينة وعدم التحرك الجدي من قبل كل الأطراف المحلية والدولية لإيقاف نزيف الدم في حالمة اليمن .