آخر الاخبار
الحالمة تعز .. طفح الكيل
بقلم/ عبد الملك العامري
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و يوم واحد
الإثنين 05 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:21 م

منذ انطلاق شرارة الثورة اليمنية السلمية في كل أرجاء الوطن للإعلان عن نهاية حكم دام أكثر من 33 عاماً عمل خلالها على التجويع والتهميش والتصديع والتجهيل قائم على النهب والسلب والسرقة والمحسوبية وغسل الأموال واختلاق الأزمات

ظهرت كل المحافظات اليمنية أبية وعصية على آلة القمع الصالحية التي أنشأت من وقت مبكر تحسباً لهذا اليوم المشؤوم عليه وعلى أولاده وزبانيته

وأبدت هذه المحافظات كلها مثالاً للصبر والإلتزام بضبط النفس رغم ما تواجهه من حرب حقيقية ولا يسعني المقام هنا لذكر ما حصل ويحصل في أغلب هذه المحافظات

غير أني على موعد مع الحالمة تعز فقد بلغت ذروتها من الصبر والمصابرة

فآلة الحرب في هذه المنطقة الجغرافية الجميلة بقممها الرائعة وسفوحها المتدرجة عاصمتنا الثقافية وهي الأم التي احتوت كل فن وأنشدها القاصي والداني وغناها الصغير والكبير قيلت في حقها القوافي وبحور الشعر وانظوت تحتها رايات الإبداع والموهبة الفذة

هاهي اليوم تلاقي حملة شرسة قوامها أسلحة لم تستخدم في تلك الحروب الدولية الطاحنة التي حُقّ لها أن تُستخدم ومليشيات مدربة لا تقوى إلا على اغتيال النساء والبراءة الطفولية

ولا تعمل جاهدة إلى على دك البيوت على ساكنيها محتميةً بحثالة من أبناء جلدتها الخونة

تعز أيها الجبناء لا تخشاكم مهما تنكرتم لها وهي الأرض التي ربتكم وأسدت لكم الجميل لتقابلوها بالقبيح والنكران وصنعت منكم مناصب سياسية استغل الحاكم سذاجتكم وذممكم الخائنة ونواياكم المقيته وهو الذي خانها قبلاً إذ منها كان أول بزوغ فجره مستولياً على الكرسي الذي أشبعه ببحر من الدماء الزكية الطاهرة

تعز أيها السفلة ثابتة ثبوت الجبال الشم رأسها مرفوع وصدرها بارز بروز الأسد المقدام وإن كان جسدها تنخره يد بعض أبنائه ممن لحقتهم اللعنات والويلات

تبّاً لكم يا أنصاف الرجال ويا أذيال البغال وصل بكم الحد أن تسفكوا دماء أهاليكم وأبنائكم وتنشروا الرعب والخراب والدمار وسط هذه المدينة الجميلة مقابل كسب رضا الظالمين من أسيادكم .

لا تفتكروا بأن أهل تعز الأوفياء الكرماء سيخضعون لكم أو يركعون لإرادتكم التي ستتلاشى قريباً فقد عاهدوا الله على المضي قدماً حتى يتحقق نصر الله المنشود

أيها الجبناء طفح بنا الكيل فالحالمة لم تعد حالمة ولتتقوا سخط الحليم إذا غضب .