القائد الرمز...!
بقلم/ بن سهيل اليماني
نشر منذ: 13 سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
الإثنين 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:52 م

(1)

من منا لم يسمع كلمة \"القائد الرمز\" تردد عبر وسائل الإعلام , وعلى لسان المتزلّفين وجوقة النفاق على مدى سنوات؟

ومن منا لم يسمع بتلك الألقاب والصفات التي أطلقت على \"علي عبدالله صالح \"مثل :فارس العرب , حكيم اليمن, القائدالفذ, .. ابن اليمن البار..الخ الألقاب والصفات التي قيلت فيها القصائد .. وتفجرت قرائح شعراء الرئاسة بقصائد التمجيد والتعظيم.. وصدح الفنانون والمغنون بها..وابدع الملحنون في تلحينها ..واقيمت الأوبريتات والأغاني الاستعراضية لتكريس هذا التمجيد الى درجة الهيام والجنون ..!؟

في بلادنا-كمافي غيرها- توجد جوقة من المتزلفين والمنافقين تحيط بالحاكم لاتتورع من اطلاق مثل هذه الأ لقاب والصفات العظيمة والغريبة عليه الى درجة التأليه والتقديس. حتى يخيل اليه انه كذلك.. فيعيش في عالم العظمة .. والكبرياء والغطرسة..والغرور .. وهو في حقيقته لاشئ..عبارة عن بالون منتفخ أسرع ما ينفقع لأدنى وخزة.

تتبادر الى ذهن المرء علامات استفهام واستغراب كثيرة: ( تُرى..هل يستحق هذا الرجل كل هذه الصفات والألقاب ..؟ أم أنه النفاق والجبن في أبشع صوره وأرذلها..!؟)- كلما ظهرعلى شاشة التلفاز مخاطبا الجماهيرأو مجيبا على أسئلة الصحفيين .متلكئا ومتأتئا في كلامه أو اجاباته .. لاينطق جملة سليمة الا نادرا..فهو واقع في شباك حرف \"لن\"

اذ لم يفرق بينه وبين حرف\"لم\"..كما أن اجاباته أحيانا تأتي غريبة..وبعيدة عن السؤال.!

•الخلفية لهذا \"القائد الرمز\" :

إذا عدنا إلى البدايات الأولى..أي إلى بداية توليه منصب رئيس الجمهورية . نجد شخصا هزيلا,في غايةالنحافة, غائر العينين, يلتفت يمينا وشمالا مذعورا كأنه يخشى من شئ تخبئه له الأ قدار.. منفوش شعر الراس كراعي غنم في صحراء مقفرة لم تسعفه الظروف ليهتم بنفسه وقص شعره ....

و مع مرور الأيام وبعد توليه الرئاسة تغيرت هذه الصورة . فظهر شخص آخر تماما. شخص أنيق يرتدي أجمل البدلات والكرفتات ..أختفت منه ملامح البؤس . ومظاهر الشقاوة وأصبح وسيما وأنيقا ..بل ومنتفخ الأوداج مبهررا يخيف من حوله غير آبه بمن أمامه أو يمينه أو شماله أو حتى بمن خلفه.. !

فقد توفر له من اهتم بزينته ومظهره وأناقته .

وأحضرالمدرسين الذين غطوا حالة النقص لديه في هذا الجانب وحشد حوله المستشارين في جميع الأختصاصات وكذلك الأدباء والشعراء والمنشدين وحتى المُّنكّتين.

فتوفر لديه شيئ من السياسة وشيئ من الثقافة وشيئ من النكتة كمثل نكتته التي طالما رددها:\"أشتي لحمة من كبشي واشتي كبشي يمشي\".!

وتذوق أنواع الأطعمة والأشربة..المحلية والعالمية أيضا. فأصبح ذا جسم طري ناعم ..فلاخشونة ولا\"شحف\"..!

وروّج عارفوه بأنه ذكي يفهم الدرس سريعا . ويلتقط المعلومة - كما تلتقط الكاميرا الصورة – ويختزنها فلا تنمحي من ذاكرته كما وصفه مستشاره السياسي عبد الكريم الإرياني عند وصفه له لأحد الصحفيين العرب قبل فترة.

هذا هو علي عبد الله صالح بشحمه ولحمه ومحتواه في بداياته الأولى من توليه السلطة.. وكما صُنع وأُعدّ بأيدي محلية وأجنبية ..!

وتمضي السنون ..فإذا هو – فجأة – \"القائد الرمز.\" ! أطلق عليه هذا اللقب تلك الجوقة التي التفت حوله..فلاقى هذا اللقب صدىً و هوى ً في نفسه فانتشى وازداد غرورا وصعر خدّه .حتى وصل به الخيال الى درجةالإعتقاد أن اليمن لم تنجب مثله.!

و باشارة سريعة الى منجزاته طيلة فترة حكمه تتضح الصورة الحقيقية لهذا \" القائدالرمز\"..

•على المستوى الخاص والعائلي :

¬حوّل قرية بيت الأحمر- مسقط رأسه – بسنحان من خرابة الى قلعة حصينة بمبانيها الضخمة وأسوارها العالية مزودة بالماء والكهرباء والهاتف..والطريق المعبدة.

-امتلك أكثر من منزل في العاصمة وبقية المدن اليمنية.. وقد اهتم بالقصور الرئاسية الى درجة الهوس.. فجعل منها قلاعا حصينة مزودة بأسوار من الكتل الخرسانية القوية وبكاميرات المراقبة لترصد كل حركة تدب حولها.. فلا يجرؤ أي انسان على الإقتراب منها.. وحتى الطير يخشى على حياته اذا اخذته الرياح ليحوم في سمائها.

ودار الرئاسة أكبر شاهد على ذلك فقد حُصّنت بتحصينات تفوق تحصينا ت \"مبنى البنتاغون\"..فلا يجرؤ أي مواطن على الأقتراب منها..أما اذا مر شخص بسيارة محملة بمنتجات زراعية من خضار أو فواكه أو غير ذلك فيا ويله..! سينقض عليه فرق الحراسة المدججين بأسلحتهم المختلفة فيوقفونه وينهالون عليه بكل عنجهية ويقرّعونه كيف يجرؤ على المرور من امام دار الرئاسة! وقد يكون محظوظا ان نجا بجلده سليما,وبجيبه لم يمزق.!

-استحوذ على كل الأراضي المحيطة بدار الرئاسة بما فيها \"جبلي النهدين\" وهي مساحات زراعية شاسعة .

-بنى مسجد\"الصالح\"- وهو في حقيقته مسجد الضرار- على أراض مغتصبة, لم يدفع من ثمنها لمالكيها الا القليل من ثمن بخس لمن قبل ذلك مضطرا في حين رفض آخرون أن يستلموا ذلك . ويشكك البعض في صحة الصلاة في هذا المسجد لأنه بني على أرض مغتصبة.

 

-واستحوذ أيضا على أراض ومزار ع في مختلف المحافظات بمساحات شاسعه.

-كما يوجد له أملاك وعقارات كثيرة في الخارج وأرصدة هائلة في البنوك سيُكشف عنها في قادم الأيام . وان كان البعض يقدرها الآن بعشرات المليارات من الدولارات .

-ألحق أولاده بمدارس خاصة راقية وجامعات عالمية في بريطانيا وامريكا وغيرهما , وبكليات وأكاديميات عسكرية راقية كأكاديمية \"ساند هيرست\" العسكرية الملكية في بريطانيا.

لقد أعد أولاده وأولاد أخيه مدنيا وعسكريا ليخلفوه من بعده في الحكم وكأنه في نظام ملكي وراثي لانظام جمهوري.!

هذه هي منجزات \"القائد الرمز\" على المستوى الخاص والعائلي..أو بناء الذات..

(يتبع)