هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
تمر الذكرى الثامنة والأربعون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي حررت الشطر الجنوبي من اليمن من الاحتلال البريطاني ، باحتفالات جنوبية حاشدة في عدد من المحافظات ، لعل أهمها مهرجاني ردفان وعدن .
غير إن وسائل الإعلام المحلية والعربية تتجاهل بشكل او بآخر مثل هذه الاحتفالات الجنوبية التي يقيمها الحراك الجنوبي ، وان وجدنا بعض المقتطفات البسيطة والقليلة عن هذه المناسبة في بعض الوسائل وعلى استحياء، لكنها لا تتناسب مع حجم نضالات الشعب الجنوبي ومطالباته اليومية في استعاده حقوقه .
ان ثورات الربيع العربي بدأت من أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية وسبقت مثيلاتها بسنوات وليس أيام او أشهر ، ففي العام 2007م دشن الشعب الجنوبي أول ثورة عربية سلمية ، فخرجت الآلاف المؤلفة في محافظات الجنوب تهتف لاستعادة الحقوق الجنوبية ، خرج أبناء الجنوب عن بكرة أبيهم في عدن وردفان والضالع وزنجبار ولودر وعزان والمحفد والمكلاء والمهرة ، وفي كل مدينة وقرية بصدورهم العارية يستغيثون إخوانهم العرب والمسلمين لنجدتهم من بطش وقمع نظام صنعاء الذي ظل يتعامل مع الجنوب كغنيمة حرب وفيد ليس الا .
بعد أربع سنوات من الكفاح الجنوبي انطلقت ثورات الربيع العربي الأخرى لتصل الى الشمال اليمني ، فشاهد وسمع وقراء العالم التغطيات اليومية والمتواصلة لثورة الشمال حتى انبهر العالم وليس العرب لتلك الثورة ،
بينما تم التعتيم الكامل على نضال الجنوبيين وكان الجنوب وقضيته السياسية انتهت تماما .
لقد حصحص الحق الآن وبانت الحقيقة بالنسبة لشعب الجنوب ، اذ ان ما يحصل من تجاهل لقضية الجنوب ونضالاته ما هي الا جريمة أخرى يرتكبها نظام صنعاء وأدواته الإعلامية سلطة ومعارضة ضد شعب الجنوب ، فوسائل الاعلام المحلية بيد زملاء شماليون بامتياز الا فيما ندر ، و99%من مراسلي وسائل الأعلام العربية والعالمية الموجودين في اليمن ينتمون الى الشمال ، وبمعنى جلي يرى هؤلاء الزملاء ان الشعب الجنوبي يهدد مصالحهم بامتياز .
لقد فرض زملاءنا في الشمال حصارا إعلاميا بامتياز على نضال الشعب الجنوبي ، وأقصي إعلاميي وصحفيي الجنوب من المكاتب الإعلامية الخارجية العاملة في البلاد بعد ان سيطر إعلاميي الشمال على مكاتب القنوات الفضائية والصحف العربية ومحطات الإذاعة ووكالات الأنباء العاملة في صنعاء ، حتى ان صحفي خليجي زائر سألني ذات مرة الا يوجد في الجنوب صحفيون !؟
هكذا عانى صحفيي الجنوب من التهميش والإقصاء والأبعاد عن العمل في وسائل الأعلام الخارجية ، ومن وصل منهم للعمل في تلك الوسائل – وهي حالات نادرة
– تجدهم يعملون تحت توجيه وأوامر ومزاج زملاؤهم الشماليون .
في محافظة جنوبية نائية يحكي لي احد الأصدقاء ان شابا من احدى المحافظات الشمالية جاء الى تلك المحافظة للحصول على وظيفة في قطاع التربية والتعليم وتم له ذلك ، وأثناء تواجده في تلك المحافظة تعرف على صحفيي تلك المحافظة وبدا يتعلم منهم أساسيات العمل الصحفي ، فشجعوه على الكتابة في صحيفة متواضعة كبداية له ، وبعد فترة بسيطة اندهشوا عندما وجدوا صاحبهم قد اصبح مراسل لقناة فضائية عربية .
وفي محافظة جنوبية أخرى كان شاب آخر من محافظة شمالية أيضا يعمل عسكري في احد الألوية في تلك المحافظة ، وبعد فترة وجيزة أصبح مراسلا لقناة فضائية عربية مشهورة .
ولعل ما حدث لصحيفة الأيام العدنية اكبر دليل على قهر الكلمة الجنوبية ، فهي الصحيفة الوحيدة التي توقفت نهائيا عن الصدور بينما صحف أخرى كانت أكثر حدة في معارضة النظام توقفت لفترات زمنية بسيطة غير أنها عادت للصدور لأنها ببساطة ليست جنوبية .
إنني لا أنكر هنا وقوف بعض أصوات زملاءنا من الشمال مع قضية الجنوب ومطالبهم لكنها في حقيقة الأمر قليلة للغاية ، بل كثير من الأقلام الجنوبية تعاني مقص الرقيب من عدد من الصحف والمواقع الالكترونية التي تدعي أنها تتفهم مطالب الجنوبيين وحقوقهم المسلوبة ، وتحترم حرية التعبير .
وهكذا فان قضية الجنوب اليوم ليس مع نظام صنعاء فقط ، بل النخبة الثقافية والإعلامية الشمالية التي تشكل سياج منيع أمام انتصار القضية الجنوبية ، غير ان ذلك لا يعني ان نستعدي زملاءنا من المحافظات الشمالية من حملة الأقلام ، بل مطالبتنا كشعب جنوبي وأقلام جنوبية بحقوقنا السياسية والقانونية وانتزاعها سلميا ، وأولها إعطاء الثورة السلمية الجنوبية حقها في التغطية المناسبة بالقدر نفسه الذي تحظى به ثورة الشمال .