آخر الاخبار
سوبر رمضان.. خال من الرصاص الحي
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 03 أغسطس-آب 2011 10:39 م

بعد أن سعُد شعبنا اليمني بوجود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن "السوبرمان الحقيقي" الذي طمأننا من عدم انطفاء الكهرباء, والذي جعل البعض من قبائل "الفيس بوك" كما أطلقوا على أنفسهم يحملون رسالة له يدعونه بها للبقاء ضيفا على الشعب اليمني طيلة الشهر الكريم، وعندما سألهم لماذا البقاء هذه الفترة الكبيرة التي لم يعتاد أي مبعوث البقاء مثلها حتى في أعقد الأزمات سخونة خاصة انه لم يجد أي أفق للحل في يمن الحكمة! إجابة الشباب أن دعوتنا هذه مردها إلى أن وجودك "نور علينا" وبسببك لم تنقطع الكهرباء ابتسم حينها وأدرك سر الدعوة المفتوحة تلك..!

إن سعادتنا الغامرة بوجود مبعوث الأمم المتحدة لم تكتمل فقد غادرنا هو بينما استقبلنا شهرنا الكريم من الساعة صفر من دخول رمضان بصفر من كهرباء وما زالت كذلك حتى الليلة "الليلة الثالثة" والله يستر من باقي الليالي فالكثير كان قد اشترى حاجياته لفترة وهاهي الآن الثلاجات قد بدأت تعفن كما عفنت صنعاء في الزبالة الأسابيع الماضية.

أما عن شخصية سوبرمان لمن لا يعرفها فهي شخصية خيالية اشتهرت بلقب الرجل الحديدي، وتدريجيًا تحول ليصبح أشهر بطل خارق، وجعل من مجلة سوبرمان أشهر مجلة مصورة في العالم والتي ترجمت للغات كثيرة.

هذا السوبرمان سمح لخيال الأمريكيين بالتعبير عنه بالرسم والإبداع وبالتالي استيحاء أفكار لتطبيقها على الواقع. فالإبهار الأمريكي الذي يظهر في السينما الأمريكية أظهر لنا هذه الدولة على أنها الدولة التي يستحيل قهرها وذلك من خلال هذه النوعية من الأفلام التي تتناول شخصيات سوبرمان على أنهم يقومون بفعل المعجزات والأشياء التي يستحيل على البشر أو حتى الجيوش العسكرية القيام بها.

هذه النوعية من الأفلام بإبهارها المادي والنفسي في عرضها و تقديمها والذي يوجه للعالم كله وبصفة خاصة (لعقول زعماء العرب) أعطى لأمريكا حق السيادة السياسية والاقتصادية والعسكرية في العالم , وكان لهذا الإبهار تأثيراً كبيراً في سياستها الخارجية مع الدول الأخرى .وهذا الشيء نلاحظه في أنظمتنا العربية من خلال امتلاكهم لوسائل الإعلام التي يستخدمونها لتظليل الناس من أن الرئيس سوبرمان ولا يمكن أن يتم الاستقرار إلا به ولا يمكن أن تتوحد البلد إلا به ولا يمنع الحرب الأهلية إلا هو... و... و.. الخ.

لقد اعتاد "النظام" على سلوك معاقبة الشعب "العقاب الجماعي" الذي اتبعه في الشهور الماضية, فها هو يجعل من صنعاء سجناً كبيراً من خلال إحرامها من الكهرباء وبخاصة في ليالي رمضان المبارك التي ستتحول عليهم نقمةً من هذا الشعب الصابر المحتسب.

لقد افتعل بقايا النظام أزمة البترول والمشتقات الأخرى خلال الشهور الماضية. اتهم فيه المشترك بالتقطع للقاطرات ومنعها من الوصول إلى العاصمة وبقية المحافظات، وهو اتهام مردود لأن "الخُبره" فتحوا أسواق سوداء لهذا الغرض, ولذلك رأينا الإعلام الرسمي المُصَادر مثله مثل النفط والإنسان في بلد الحكم العائلي (السوبر أّسَري) يكيل التهم على بقية خلق الله دون إبراز الأدلة، أو حتى دون التعامل مع من يتهمهم عبر القانون المصادر هو الآخر. لكن الحقيقة الماثلة للعيان من أنهم يبيعون النفط بأسعار خيالية من خلال أسواقهم السوداء، لكي يمرروا علينا السعر الجديد الذي يريدون فرضه على الشعب بحجة أنه خالٍ من الرصاص أي النوع الممتاز وتخيلوا معيَ أيها الأحرار أن بقايا النظام فجأةً قد استيقظوا من سباتهم أو بالأحرى من صدمتهم من صلابة وقوة شباب اليمن وتحديهم لكل ماكينة العنف وخروجهم في مسيرات لا بل واعتصامات في سبعة عشر محافظة. ليكتشف أن اليمن قد ارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة، وأن مستوى الدخل قد وصل إلى معدل سنوي مقداره عشرين ألف دولار لكي تُحرر النفط، ولم يعرف أن حكومته هي حكومة تصريف أعمال لا تمتلك صلاحية فرض الجرع على الشعب، وأن البلاد تعيش ثورة منذ ستة أشهر وأن نسبة الفقر قد تجاوزت السبعين في المائة!!

إن بيع النفط بهذا الأسعار الجنونية غرضه شراء الذمم والبلاطجة لضرب الثوار المسالمين وليس أكثر.

بالعودة لما بدأت به مقالتي عن السوبر الخالي.. أتمنى للجميع شهراً مباركاً يتحقق فيه لشباب الثورة ما يصبون إليه في انجاز أهداف ثورتهم التي أعلنوها, كما أتمنى من بقايا النظام أن يفكروا ملياً بهذا الشهر الكريم وبما قاموا به من قتل وتجويع وترويع للمواطنين السلميين حتى الآن، وأن يعلنوا توبتهم ،وأن يجعلوا هذا الشهر بالفعل خالٍ من الرصاص الحي بدلاً من إنزال البترول الخالي من الرصاص المعدني الذي ليس بمقدور المواطن شراؤه.

فقد اتضح بما لا يدعُ مجالا للشك أن المجموعة الخالية هي الرئاسة ومجلس النواب ومجلس الشورى ومجلس الوزراء هي بالفعل كلها خالية .. والبلد كلها خالية من الوازع والضمير في مسئوليها و شباب الثورة هم وحدهم القادرين على ملئها.

أما سوبرمان وزارة الإعلام السيد عبده الجندي الذي اثبت أنه سوبرمان على الطريقة الأمريكية بدرجة سوبر بترول نقول له:

أنت إنسان مثقف محاور لبق تتمتع بحضور على الشاشة وجاذبية.... إلخ، ولكن كان عليك أن تعلم أن النجومية لا تعطيك الحق في أن تكذب على الشعب اليمني وأن تنوب محل ما أسميناها المجموعة الخالية مجموعة مقاعد الرئاسة ، لذا نرجو أن تتعلم ألِف باء الإعلام لأن الإعلام ليس بمسرح للتهريج برغم إجادتك لدور المهرج الواعي المضحك ،ونحن نعتقد أن مثل هذه المناصب تحتاج إلى رجال يُظهِرون المسؤولية ويتعاملون بجدية مع القضايا لا الاستخفاف الذي تبديه دائماً سواءً من حيث اللهجة التعزية التي نعتز بها جميعاً أو من حيث المواضيع التي تتناولها.

تنبيه لكل عاقل يعمل مع النظام، الشعب اليمني ليس بالمتخلف، وهو الآن يرصد موقف كل شخص وسيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه كل من أساء لثورة الشباب وثورتها ومن حرض على قتل شبابها المسالمين وان غدا لناظره لقريب.. فليبادر الجميع في التوبة في هذا الشهر الكريم مع تمنياتنا للجميع بالهداية وان يكون ما تبقى من شهر رمضان خالي من الرصاص الذي يقتل المواطنين في أبين وتعز وأرحب وغيرها. والتخلي عن الذنوب والعمل بنصيحة الثائر الحر نيلسون مانديلا بتذكيرنا بقول الرسول العظيم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.. اذهبوا فأنتم الطلقاء.!