آخر الاخبار
لمن تدخر (الكتاب المشنتح) يا عبد الملك الشيباني؟
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 12 يوليو-تموز 2011 06:05 م

قبل البداية أسجل شكراً جزيلاً للقراء الفضلاء والقارئات الفضليات وأعلن أني قررت ايقاف كتابة الحلقة الثانية من (السقوط النحوي والبلاغي لقحطان) استجابةً لرغبة احباب التجمع اليمني للإصلاح (حزبنا العظيم) ومناشداتهم الحثيثة لي بإلغاء الحلقة الثانية، بالرغم من وصول اكثر من اربعة عشر رسالة الى صندوق بريدي بعضها لشباب الثورة في ساحة الحرية والتغيير (بعضهم إصلاح) تناشدني الاستمرار وتشجعني على المضي قدماً في ذلك.

ومهما يكن الأمر فقد قال الشاعر ابي الطيب قصيدته في حضرة سيف الدولة (لكلِّ امرئٍ من دهره ما تعودا... وعادةُ سيفُ الدولة الطعنُ في العدى) قصيدة لمقام العز والنصر والحسم والمجد وهو مقام يبدو لا يستحقه قادة المشترك بعد أن استمرءوا مسلسل القهر اليومي والشتائم والإذلال يصبها على رؤوسهم رئيس النظام المخلوع على ما يقارب نصف القرن، ولذلك اعود للمتنبي مرةً أخرى وهو يقول:

من يهنْ يسهل الهوان عليه ** ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ

*** 

عنوان هذه الحلقة وبطلها المؤرخ اليمني الإسلامي عبد الملك محمد مرشد الجندبي الشيباني من قرية (قحفة حُمَيد) بني شيبة الغرب او من قرية (الاكمة) لم أتذكر بالضبط ، وتسمَّى بني شيبة الغرب بـ (جنِّنْ) وهناك (وادي جنِّنْ) الذي غنى له المطرب السوري المشهور في الخمسينيات والستينيات (فهد بلاَّن) بالاشتراك مع المطربة صباح، من كلمات الدكتور سعيد الشيباني (خريج جامعة السيربون- فرنسا) نجم شعراء الخمسينيات والستينيات في اليمن-عدن.

عبد الملك مرشد درس في كلية بلقيس بعدن وتخرج من (مخبازة عمه عبد الله مرشد بالشيخ عثمان)، بدأ حياته ناصرياً كغيره من الشباب العربي المتأثر بزخم الحركة القومية العربية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر حينذاك غير انه تحول بعد ذلك الى حركة الإخوان المسلمين في نهاية الستينيات في تعز تحديداً متأثراً بخطبة رنانة للقيادي الشاب المؤسس عبده محمد المخلافي بتعز (بايع الإخوان بمصر وعاد ليؤسس الحركة في اليمن بعد طرده من مصر).

قال عبد الملك الشيباني (تحولت أنا وشرف الدين عثمان) في يوم واحد -شرف الدين عثمان من الحجرية مواسط -الكلايبة قرية الجرجور- متأثرين بالخطبة القوية التي أسرتنا بالرغم انه كان مقصدنا أن نحضر خطبة عبده محمد المخلافي لنرى فقط ما هي بضاعة هذا الرجل, ولماذا يهاجم جمال عبد الناصر في خطبه وكان مقصدنا أن نرد عليه ونفند أفكاره (الرجعية) المتحاملة على القوميين واليساريين والتقدميين؟.. يروي عبد الملك مرشد القصة.

وبالمناسبة لم يحتشد انصار الإخوان (الإصلاح اليوم), حسب معلوماتي وخبرتي وأنا واحد ممن تعجبه وتمتعه حتى الضحك محاضرات عبد الملك مرشد, لأحد من المحاضرين الدعاة كما يحتشدون لـ عبد الملك مرشد الشيباني أو لـ شرف الدين عثمان؛ لأنهما يمزجان النكت واللطائف والمرح والضحك مع المحاضرة وان استدعى الأمر من جانب عبد الملك الشيباني أن (يعرعر) او (يقطٍّع من بيسة) لفعل، مما يزيد الحشد هيجانًا وحماسةَ ومتعةً.. فقد اشتهر عبد الملك الشيباني بكوميديته المحبوبة وابحاره في عناصر التشويق والخروج عن المألوف وعن النص، وهكذا بالضبط الحال مع شرف الدِّين غير ان الأخير لا (يعرعر) بل اشتهر بحبه للكُحْل في عينيه الواسعتين كماركة مسجلة فهو دائماً (يكتحل وهو دائماً الداعية المكحَّل ويتفوق على الشيباني برصيد لغوي ضخم ولطائف من كل جديد)..

 إذاً فـ عبد الملك الشيباني وشرف الدين كانا وإلى اليوم ثنائيان كوميديان مشوقان ترتاح الجماهير وتنتظر بحب ولهفة موعد لقائهما لأي محاضرة..

حفظ عبد الملك مرشد كل قصص ونكات وعجائب وغرائب الصومال والهنود بعدن ايام فترة الإنجليز وما بعدها ووظف كل القصص والنكات لخدمة محاضراته وهو صاحب اكبر شعبية في الإصلاح الى اليوم (التنظيم الداخلي)، جاب اليمن في الدعوة شبراً شبراُ يدعو بالمحاضرات بل حتى وصل الى (هونج كونج والصين الشعبية وتايوان والهند الصينية) وهو (مولعي بالقات والشاهي) حيث لا تفارقه (ثلاجة الشاهي أبدًا في حله وترحاله).

وهو مفكر عظيم وأحسن من يشرح فكر سيد قطب وخاصة كتاب (معالم في الطريق) و(هذا الدِّين)، وهو داعية شعبي، فمن لم يقتنع بالفكر (يعرعر) له كما فعل مع احد القياديين الاشتراكيين ابان فترة الصراع الإعلامي بين الإصلاح والاشتراكي.

كان القيادي الاشتراكي (احتفظ باسمه) سليط اللسان، يهاتف قادة الإصلاح ثم يشتمهم ببذاءة فلما علم الشيباني بأمره قال (هاتوا لي سماعة التليفون) فأخذ الشيباني يرد عليه و( يقطع له من بيسه) فانفجر القيادي الاشتراكي بالضحك, وقال (أريد إصلاحيين مثل هذا), ومن ذلك اليوم صار يحب الشيباني ويتصل به مبديا له اعجابه به كـ "إصلاحي مستنير وغير متشدد".

للمؤرخ اليمني عبد الملك مرشد الشيباني كتب كثيرة في التاريخ وهو مؤلف مقرر التاريخ للمدارس والمعاهد العلمية قبل الوحدة، وله مؤلفات لغير المدارس والمعاهد ومن أشهر كتبه- على سبيل المثال لا الحصر- (اليمن ومكانتها في السنة النبوية) و(الظهور الإسلامي فجر دائم وشروق مستمر)، اختارته (هيئة إرشاد الجماعة) ليكون مؤرخاً لليمن والحركات الإسلامية كما اختاره حسن البنا سيد سابق لتأليف كتاب فقه يجتمع عليه المسلمون من دون خلاف, فكان كتاب (فقه السنة).

ولكن من أشهر كتب الأستاذ المؤلف والمؤرخ عبد الملك مرشد الشيباني هو(الكتاب المشنتح) يردُّ به على كل مخالف لقواعد الدعوة أو مخلٍّ بنشاط الكسب للتنظيم او معاندٍ لتوجهات الفكر الصحيح او مشككٍ بحتمية إعادة الخلافة أو متهاونٍ مع الأنظمة المستبدة أو مشتغلٍ كـ (طابور خامس) للمنافقين- من وجهة نظره طبعاً.

الكتاب المشنتح لـ عبد الملك الشيباني يحوي (عرعار وقطاع من بيسة وشقدفة داخل داخل) للمخالفين والأفاكين والمتكاسلين والمتخاذلين والمتهاونين والمكابرين الذين لا يريدون رؤية الحق.

يا أستاذنا عبد الملك محمد مرشد الجندبي آن أوان (الكتاب المشنتح) لتصبه جام غضبٍ معرعرِ ومشقدفٍ على رؤوس قادة المعارضة التي خذلت الثورة واسترخصت دماء الشهداء من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء، ندعوك باسم شباب ورجال ونساء وفتيات الثورة أن تعرعر ولو مرة واحدة لرموز أحزاب المعارضة ولا تبقِ منهم أحدًا أبدًا.

يا عبد الملك مرشد قدَّمتْ قرية (المدهف), شرق بني شيبة, حتى الآن 9 شهداء و30 جريحاً تستصرخ دماؤهم قادة المشترك كأنها تتعلق برقابهم أو كأنها تحاكم تخاذلهم وهرولتهم الفاضحة وراء مشاريع سفير أمريكي يكره شعب فلسطين وشعب اليمن ويشجع إسرائيل والنظام في اليمن على إبادة الشعبين وحرق الضفتين وإطفاء الثورتين وحصار الأمتين.

يا عبد الملك مرشد الجندبي صعدتْ قبل يومين الحجة هدية سعد سعيد الحوشبي من قرية المدهف الى جبل (جنِّن) المطل على قريتكم (قحفة حُمَيد) في الوادي وهي تستغيث وتولول وتقول: (يا أهل جنِّن) دلوني على الأستاذ عبد الملك مرشد الجندبي أبلغه صرخات الأمهات الثكالى، أمهات شهداء قرية المدهف وقرية البذيجة وبني محمد، لعله يبلغها إلى القائمين على أمر الثورة ليحسموا أمرهم بالحسم ولينتصروا لدماء الشهداء من الطاغية وأعوانه.

هدية سعد سعيد تناديك باسمك يا عبد الملك مرشد لتكون انت رسول انات الثكالى الى قادة المشترك المربوطين الى (عزابل) رديف (سفير الويل) الذي (يجحضض المشترك بعده بعده كالكباش او كـ الكَسَب في احسن الأحوال).

هدية سعد الحوشبي يا عبد الملك الجندبي من فوق أعالي (جبل جنِّن) تستنجد بك باسم الأمهات المكلومات لعلك تنصر شباب الثورة على من خذلهم من قادة المشترك (عبيد السفير- سفير الويل، دِمَّة الويل، جالب القراعية).

والجماهير من اقصاها الى اقصاها تدعوك يا عبد الملك مرشد أن تسل سيف (كتابك المشنتح) ضرباً وطعناً و(شقدفةّ) و(شنتحةّ) لمن (شقدف) الثورة وماطل انجاز الحسم وراح يحاور من لا يؤمن بالحوار ويصالح من لا يؤمن بالصلح, ويساوم على دماء شهداء جمعة الكرامة وشهداء ساحة الحرية وساحة النصر وساحة خليج الحرية والمنصورة والمعلا وكريتر وشهداء الحراك الجنوبي والحبيلين وردفان وزنجبار وجعار والحوطة وشرعب وأرحب والحيمة ونهم وشهداء صعده وتهامة وقرية (المدهف)..!!

دم الشهيد فارس طماح وأحمد الدرويش وبشير الدبعي وعمر الشيباني وعمار وعدي القميري ومازن البذيجي وفهد الفروي هل يهدرها قادة المشترك ليرضى عنهم (سفير الويل)!!؟؟ لمن تدخر كتابك المشنتح يا عبد الملك مرشد والمشترك يبيع الثورة ويخون دماء الشهداء!!؟؟

الثورة (تتشنتح) يا عبد الملك مرشد فلمن تدخر كتابك المشنتح ؟؟ قل لي لمن تدخر كتابك المشنتح؟؟

لمن تدخر كتابك المشنتح؟

كتابك

ا

ل

م

ش

ن

ت

ح

يتبع الحلقة القادمة

a.monim@gmail.com

*شاعر وناقد يمني. الهند.